\r\n لم يكن قد اعلن بعد ترشيحه رسميا.. لكن في ظهر ذلك اليوم، 3 اكتوبر اعلن ذلك بخطاب استمر لاكثر من نصف الساعة، شكر فيه اهله واصدقاءه ومؤيديه لانهم اعطوه القوة والشجاعة «للذهاب الى ابعد من مسيرة حياة عادية والتخلي عن عمل احبه والتزامي لأكون في خدمة قضية اكبر هي المحافظة على الحلم الاميركي واعادة الامل للطبقة الوسطى المنسية وتقديم مستقبل لاطفالنا» حسبما قال حرفيا قبل ان يختتم باقتراح ميثاق جديد على الاميركيين. \r\n \r\n ينص على الانفتاح اكثر بالنسبة للجميع ومسئوليات اكبر بالنسبة لكل فرد واعطاء معنى اكبر للمصلحة العامة! كان اهم تعليق بعد الخطاب هو بالنسبة لبيل كلينتون ذلك الذي صدر عن ابنته تشيلسي حيث قالت له: «خطاب جميل، سعادة الحاكم!». \r\n \r\n قنبلة اسمها فلاورز \r\n \r\n كانت الخطوة الاولى المطلوبة هي جمع الاموال اللازمة للحملة الانتخابية وايجاد البنية التنظيمية اللازمة، وبالطبع تم التوجه اولا للناخبين الديمقراطيين انفسهم، وقد سارت الحملة الانتخابية على افضل شكل ممكن حتى 23 يناير 1992 حيث تم اخطار وسائل الاعلام في اركانساس عن ان صحيفة «ستار» سوف تنشر في عددها الصادر في 4 فبراير رواية جينفر فلاورز التي زعمت بأنه كانت لها علاقة عاطفية مع بيل كلينتون لمدة اثنتي عشرة سنة. \r\n \r\n ويشير كلينتون الى ان اسم فلاورز كان في عداد اسماء السيدات الخمس اللواتي زعم لاري نيكلوس بأنهن قمن بمغامرات معه اثناء حملة 1990 الانتخابية لمنصب حاكم الولاية، وآنذاك نفت فلاروز ذلك وفي البداية لم يعر كلينتون وفريقه اهتماماً كبيرا لذلك الامر وتابعوا الحملة الانتخابية حسب البرنامج المقرر. \r\n \r\n لكن فلاورز اكدت انها تمتلك تسجيلات اثنتي عشرة محادثة هاتفية مع بيل كلينتون تؤكد صحة اقوالها، هكذا اخذت قضية فلاورز اهمية كبيرة وكان لها وقع القنبلة ولم تقصر الصحافة في استغلالها. لكن بعض المقالات الصادرة تشككت بصحة اتهاماتها ونقلت بعضها ان فلاورز قد تلقت مبالغ مالية مقابل اثارتها هذه الفضيحة وأنها كانت «قد نفت تماماً قبل عام وجود اية علاقة بينها وبيني» حسبما يقول بيل كلينتون ثم يشير الى ان وسائل الاعلام كشفت بعض اكاذيبها حول دراساتها وحياتها المهنية. \r\n \r\n لكن هذا لم يمنع من تعاظم الاتهامات مما اضطر بيل كلينتون وزوجته هيلاري للاشتراك في برنامج تلفزيوني لتكذيبها واثبات متانة واخلاص علاقتهما الزوجية، يقول كلينتون: «لم يكن الامر سهلا، اذ كنا نريد امكانية الدفاع عن انفسنا ضد الحملة الاعلامية القائمة وجذب الانظار نحو الموضوعات الجوهرية. \r\n \r\n دون صب الزيت عى النار فيما يخص الحملات والهجومات الشخصية والتي كنت قد اعلنت اسفي للجوء اليها وحتى قبل ان تمسني انا شخصيا» ويضيف: «ثم انني كنت قد قلت بأنني لم اتصرف في حياتي كقديس، واذا كان هذا هو المعيار المطلوب كي يكون المرء رئيسا فينبغي ايجاد انسان آخر غيري». \r\n \r\n كان السؤال الاول للصحافي اثناء البرنامج التلفزيوني هو: هل كان لك علاقة مع جينفر فلاورز؟ فأجاب كلينتون بالنفي، وعندها اردف الصحافي: «هل كان لديك علاقات اخرى؟» يقول كلينتون اليوم بانه ربما كان عليه ان يجيب آنذاك بنفس الجواب الذي ردت به السيدة «روزالين كارتر» عندما تم توجيه نفس السؤال لها بقولها: \r\n \r\n «لو كان لي علاقات فسوف لن اقول لك ذلك»، لكن كلينتون اجاب آنذاك ب «اعترافه» بانه قد «اساء» لعلاقته مع زوجته هيلاري وبأنه قد تحدث عن هذا الامر اكثر من اي سياسي آخر. \r\n \r\n ذهب الصحافي ابعد في استفزازه واعاد السؤال نفسه، واصفا زواج بيل وهيلاري بانه «مصالحة توفيقية» هنا يشير كلينتون الى انه ربما اراد «تهشيم وجهه» لكنه اجاب بهدوء: «دقيقة واحدة، امامك شخصان تربطهما علاقة حب، وهذا لا علاقة له بمصالحة او اتفاق، انه زواج» وعندها اضافت هيلاري: \r\n \r\n «اذا كنت هنا فهذا لانني احبه واحترمه وانا معجبة بما فعله ربما فعلناه معا انظر اذا كان هذا لا يكفي للناس فما عليهم اذن سوى ان لايقترعوا لمصالحة» هنا تلطف جو اللقاء قليلا، ثم تبادل بعض العبارات الجميلة عن هيلاري وعن حياتها المشتركة مع بيل ولكن هذه كلها تم حذفها اثناء عملية «المونتاج» وحيث تم تقليص المقابلة لعشر دقائق فقط ولا ينسى بيل كلينتون. \r\n \r\n ان يشير الى حادث سقوط المصباح الضوئي القوي والساخن، الذي كان مسلطا على المشاركين في البرنامج لتأمين الآثار اللازمة، فوق رأس هيلاري والتي نجت منه عندما جذبها بيل له بسرعة قبل استقراره في المكان الذي كانت تجلس فيه تماما، وبعد انتهاء البرنامج عاد بيل وهيلاري الى المنزل حيث استقبلتهما ابنتهما شيلسي بالجملة الشامية: «اعتقد بانني سعيدة لان لي اهلا مثلكما». \r\n \r\n وفي قلب الحملة الانتخابية ايضا انفجرت قضية وايت ووتر التي تم اتهام هيلاري كلينتون فيها بتحقيق مكاسب غير مشروعة وبشراكة زوجها من عمليات شراء وبيع الاراضي خلال اواخر عقد السبعينيات وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» بمثابة رأس الرمح في تلك الحملة، اما ال «واشنطن بوست». \r\n \r\n فقد نشرت مقالا ارادت ان تثبت فيه بانه كان لبيل كلينتون علاقات وثيقة جدا مع «مربي الدواجن» وبانه لم يتخذ اي اجراء من اجل منعهم من مد حظائرهم الى الاراضي الزراعية، وكانت هناك ايضا حملات اعلامية اخرى وجهت اتهامات شخصية للمرشح الديمقراطي كلينتون الذي رد عليها بالقول: «في مواجهة جميع هذه الهجمات الشخصية تعرفت بالطريقة نفسها التي اتصرف بها في مثل هذه الحالات التي اجد نفسي فيها عرضة للهجوم حيث انني اتابع رسم معالم طريقي». \r\n \r\n كان بيل كلينتون قد اختار من بين اسماء عديدة ال غور كي يخوض المعركة الانتخابية الى جانبه كنائب للرئيس في حالة الفوز، وكان يبدو بقيامه بمثل ذلك الاختيار وكأنه يخرق قاعدة كانت سائدة من قبل وهي ان يكون نائب الرئيس عنصر توازن سياسي وجغرافي.. لكن «جور» كان مثل كلينتون ينتمي الى جيل الديمقراطيين الجدد سياسيا وكان من ولاية مجاورة لولاية اركانساس جغرافيا. \r\n \r\n لقد فاز الشابان بيل كلينتون وآل جور في الانتخابات الرئاسية وفي عشية تلك الليلة اتصل الرئيس جورج بوش بخصمه الفائز بيل كلينتون وهنأه ووعده بنقل السلطة بشكل منسجم وودود وقال كلينتون للاميركيين في خطاب الفوز الذي وجهه اليهم: «في هذا اليوم وعلى قاعدة آمال كبيرة وارادة صادقة قام عدد كبير من الاميركيين من اجل انطلاقة جديدة» . \r\n \r\n وقد ختم ذلك الخطاب بالقول: «ان هذا الانتصار هو اكبر من انتصار حزب انه انتصار جميع اولئك الذين يمارسون اعمالا شاقة ويحترمون القواعد السارية بنفس الوقت» انه انتصار اولئك الذين يحسون بانهم مهمشون ومتروكون لمصيرهم ويريدون الخروج من هذا الوضع، وانني اقبل هذا المساء المسئولية التي اوليتموني القيام بها والمتمثلة في قيادة هذه البلاد الكبيرة، بل الاكبر في تاريخ الانسانية. \r\n \r\n انني اقبلها دون تحفظ وبكل وضوح ذهني لكنني اطلب منكم بدوري ان تصبحوا من جديد اميركيين وبان لا تهتموا فقط بالتملك وانما ايضا بالعطاء وعدم الاكتفاء بتوجيه الاتهامات وانما ايضا تحمل مسئولياتكم وان لا ينصب اهتمامكم على انفسكم وانما ان تهتموا بالآخرين ايضا، معا نستطيع ان نعمل بحيث ان تكون هذه البلاد التي نحبها على مستوى تطلعاتها». \r\n \r\n ثلاثة محاور \r\n \r\n كان ينبغي على بيل كلينتون واسرته ان ينتقلوا خلال احد عشر اسبوعا فقط من نمط حياتهم في اركانساس الى البيت الابيض وكانت هناك ايضا مهمات كثيرة وكبيرة اخرى مثل تشكيل فريق الرئاسة بكل ما يتطلبه من مساعدين ومستشارين وسكرتارية وغير ذلك، وفي مرحلة اولى كان ينبغي العمل مع فريق بوش للقيام بعملية التبديل. \r\n \r\n وعلى الصعيد الخارجي كان ينبغي وبسرعة مواجهة عدة اوضاع مثل «محاولة صدام حسين في العراق انهاء العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة» و«في الصومال حيال مسألة القوات التي ارسلها الرئيس بوش في مهمة انسانية هي النضال ضد اتساع رقعة المجاعة» و«في روسيا حيث كان الاقتصاد مهلهلا والرئيس يلتسين يواجه تعاظم قوة القوميين الشويفينيين المتطرفين والشيوعيين الذين لم يتركوا عقيدتهم، باختصار كانت قائمة ما هو مطلوب عمله تطول وتطول». \r\n \r\n وبعد ثلاثة اسابيع من الانتخابات تلقى بيل كلينتون رسالة من «روبيرت ماكنمارا الذي كان وزيراً للدفاع في ظل اداراتي الرئيسين جون كيندي ولندون جونسون والذي كان قد تولى التحقيق بقضايا الحرب الفيتنامية، ويذكر كلينتون بكثير من التعاطف هذه الرسالة التي اخبره صاحبها بأنه قد قرر ان يكتب له بعد ان قرأ في الصحف قصة عن فرانك ألير . \r\n \r\n الذي كان زميل كلينتون في اكسفورد وكان يقاسمه الغرفة نفسها، والذي استشهد بإنه كان من اكبر مناهضي الحرب الاميركية في الفيتنام وقد انتحر عام 1971 احتجاجاً عليها، وكان مما جاء في رسالة مكنمارا: \r\n \r\n بالنسبة لي، واعتقد بالنسبة للامةكلها، انتهت حرب فيتنام حقيقة يوم انتخابك للرئاسة. ان الاميركيين، عبر اقتراعهم، اعترفوا اخيراً بأن امثال الير وكلينتون عندما شككوا بحكمة قرارات حكومتهم حيال فيتنام وبأخلاقية تلك القرارات لم يكونوا اقل وطنية من اولئك الذين كانوا يرتدون الزي العسكري. \r\n \r\n ان الموقف الكريم الذي ابديته في مواجهة الهجومات ورفضك ان تكف عن الاعتقاد بأنه من مسئولية جميع المواطنين ان يضعوا موضع التساؤل اي قرار خاص بارسال الشباب الاميركيين الى الحرب انما كانت بمثابة مواقف اعطت للامة قوة لن تفقدها ابداً. وفي 18 يناير 1993 اي قبل استلام بيل كلينتون مهام منصبه الرئاسي رسمياً بفترة وجيزة. \r\n \r\n وكان يوم ذكرى ولادة مارتن لوثر كنج، قام بدعوة الدبلوماسيين المعتمدين في واشنطن الى حفل استقبال في جامعة جورج تاون وقال لهم في كلمته انه يتحدث من المكان نفسه الذي تحدث منه جورج واشنطن عام 1797 وبعده الجنرال الفرنسي لافاييت عام 1824. وبعد ان وصف كلينتون هذا الجنرال بأنه عظيم وبأنه «بطل ثورتنا» حدد الخطوط الاساسية للسياسة الخارجية التي ستنتهجها ادارته، وقد تركزت في ثلاثة محاور اساسية تخص «الأمن الاقتصادي للبلاد» . \r\n \r\n و«اعادة بناء القوات المسلحة من اجل الاجابة عن تحديات ما بعد الحرب الباردة» و«دعم القيم الديمقراطية في العالم»، كانت الطائرات الاميركية تقصف بأوامر من بوش مواقع في العراق ويشير بيل كلينتون الى انه كان منذ البداية مقتنعاً بضرورة دفع صدام حسين للانصياع لقرارات الاممالمتحدة وانه طلب من السفراء الذين كانوا يستمعون له. \r\n \r\n ان يلحوا على هذه النقطة لدى حكوماتهم. وفي خطاب التدشين الرسمي لبداية مرحلة رئاسة كلينتون بعد ادائه واداء نائبه آل جور القسم، اكد في البداية بأنه ينبغي على كل جيل من الاميركيين ان يعيد تعريف معنى ان يكون المرء اميركياً. واضاف: اليوم يتسلم المسئولية جيل تربى في ظل الحرب الباردة. \r\n \r\n وهو يتسلمها في وقت يحس فيه العالم بدفء شمس الحرية ولكنه يحس ايضاً بتهديد الاشكال القديمة من الحقد واشكال جديدة من الطاعون.. ان قوى عميقة وقوية هي بصدد هز العالم، عالمنا، واعادة صياغته والمسألة الاكثر الحاحاً التي تطرح نفسها علينا اليوم هي معرفة ما اذا كانا نستطيع ان نتصرف بطريقة يكون فيها التغيير صديقاً لنا أو ان يكون عدونا. \r\n \r\n ثم اختتم بيل كلينتون خطابه بالقول: ان الامر لن يكون سهلاً وعلينا ان نقدم التضحيات، ان الاقتصاد العالمي والبيئة العالمية ووباء الايدز الكوني والسباق الدولي المحموم للتسلح، هذه امور تمس الجميع، على اميركا ان تتابع قيادة العالم الذي شاركنا كثيراً في صياغته. \r\n \r\n \r\n واجه كلينتون تحدياً بارزاً يتمثل في تخفيض جهاز البيت الابيض، كما كان قد وعد اثناء الحملة الانتخابية بان يوفر 25% من هذه النفقات. وكان على اقتناع بضرورة اعادة تركيب كاملة لآلية جهاز العمل في البيت الابيض وعدم الاكتفاء بعمليات تقليص الميزانيات. \r\n \r\n لكن القرار الاول الذي اتخذه كلينتون كرئيس اميركي كان يخص عطلة الامومة والعطل الطبية، كانت معارضة الجمهوريين لهذا القانون عنيفة على اساس انه يضر بالاقتصاد، كانت اجابة كلينتون عبر البث التلفزيوني الاول له كرئيس لمدة عشر دقائق عرض خلالها لمواطنيه الخطوط العريضة لبرنامجه الاقتصادي. \r\n \r\n تركزت التحليلات الصحفية خلال الفترة الاولى من رئاسة كلينتون على ارادته الواضحة بتبني خطته الاقتصادية وبما انجزته هيلاري التي كان الرئيس الزوج قد كلفها بإعداد مشرع خطة لإصلاح النظام الصحي الأميركي، إلى جانب اشارة العديد من التحليلات التي تشير الى انه لا يولي أهمية كبيرة للسياسة الخارجية ولا يعطيها الكثير من وقته. في مواجهة مثل هذه الملاحظات يجيب كلينتون بالقول: \r\n \r\n «من الصحيح القول بأنني ركزت في حملتي الانتخابية على السياسة الداخلية ذلك ان مشكلاتنا الاقتصادية كانت تتطلب ذلك. لكنني، وكما رددت باستمرار، أعتقد أن التداخل العالمي المتعاظم أكثر فأكثر ألغى التفكير بين السياستين الداخلية والخارجية. و النظام الدولي الجديد الذي أعلنه الرئيس جوج بوش بعد انهيار جدار برلين ولّد أوضاعاً تتسم بالفوضى وأثار مشاكل كبيرة». \r\n \r\n الأسئلة الأربعة \r\n \r\n لكن توني ليك، مستشار الأمن القومي لدى الرئيس آنذاك، رأى أنه ينبغي الوقاية ونزع الفتيل في ميدان السياسة الخارجية، قبل أن يصبح الأمر بمثابة مصدر ل «وجع الرأس» بسبب ما ستنشره وسائل الإعلام على صفحاتها الأولى. قال: «يمكننا أن نقوم بأعمال ممتازة من دون أن يعرف الجمهور أي شيء عنها، إذا لم تنبح الكلاب». هذا لا سيما وانه كان هناك عدة مشكلات مطروحة في البوسنة وروسيا والصومال وهاييتي وكوريا الجنوبية... إلخ. \r\n \r\n كان انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط الشيوعية قد فتح الآفاق امام بروز اوروبا ديمقراطية وسلمية وموحّدة للمرّة الأولى في التاريخ. لكن كانت هناك اسئلة اربعة تؤرق بيل كلينتون والتي يحددها في هل ستتوحد المانيا الديمقراطية الشرقيةوالمانيا الاتحادية الغربية من جديد؟ هل ستصبح روسيا حقاً أمة ديمقراطية ومستقرة وغير امبريالية؟ \r\n \r\n ثم ماذا سيكون مصير يوغسلافيا؟ واخيراً: هل ستنضم روسيا والبلدان الشيوعية الاخرى للاتحاد الاوروبي وللحلف الاطلسي مع الولاياتالمتحدة وكوبا؟ وعندما كان كلينتون قد وصل الى السلطة كانت المانيا قد اعادت توحيد شطريها قبل فترة وجيزة من الزمن تحت قيادة المستشار هيلموت كول وبدعم قوي من الرئيس جورج بوش رغم وجود تحفظات في اوروبا بمواجهة ولادة المانيا قوية على الاصعدة السياسية والاقتصادية. اما الاسئلة الثلاثة الاخرى فقد كانت لاتزال معلقة وتنتظر اجابات. \r\n \r\n وبالنسبة لروسيا قام كلينتون، كما فعل قبله بوش، بدعم بوريس يلتسين الذي كان يبحث عن الدعم الاميركي من اجل مواجهة المعارضة المتزايدة له في بلاده وحيث لم يكن الشيوعيون قد سلّموا كل اسلحتهم بل انهم حاولوا القيام بانقلاب عسكري. ويذكر «يل كلينتون» بما اسماه ب «النداء التاريخي» . \r\n \r\n لبوريس يلتسين عندما صعد على ظهر دبابة وخاطب المتآمرين قائلاً: «اذا اردتم ان تسرقوا حريتنا فعليكم ان تمروا اولاً فوق جسدي». وكان هذا، كما يرى كلينتون، سبباً في الدعم الوطني والدولي وفشل الانقلاب. \r\n \r\n ان متاعب يلتسين لم تنته مع فشل الانقلاب، بل كان «الصقور» يحدقون به، ولم يتردد في طلب المساعدة من الرئيس الاميركي. وكان السفير الأميركي في موسكو آنذاك بوب شتراوس قد شجع على ضرورة مساعدته على قاعدة القناعة بأنه يمكن تقديم نصائح سياسية جيدة له. ويشير كلينتون في هذا السياق. \r\n \r\n الى انه كان يميل لقبوله دعوة كان يلتسين قد وجهها له لزيارة روسيا لكن مستشاريه أقنعوه بتأجيل ذلك، لما يمكن لمثل هذه الزيارة ان تثيره من ردود افعال تقوي اصحاب «الخط المتشدد» من شيوعيين او قدميين متطرفين. وكان الرئيس كلنتون قد طلب من الصحفي «ستروب تاليوت» ان يترك عمله في مجلة «التايم» كي يعمل في وزارة الخارجية الاميركية من اجل المساعدة في صياغة سياسة اميركية حيال الاتحاد السوفييتي السابق. \r\n \r\n كان ستروب حديقاً لكلنتون منذ فترة الدراسة بجامعة اكسفورد، كما كان قد قام بترجمة وتقديم مذكرات خروشوف، وغدا احد اهم الاخصائيين الاميركيين بالاوضاع الروسية، ويقول كلنتون عنه: «لقد شارك خلال ثماني سنوات بجميع لقاءاتي مع الرئيسين يلتسين وبوتين، ولثمانية عشر مرّة مع يلتسين وحده. ويدوي كلنتون عن زيارة قام بها الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون الى منزله بقصد ان يطلب منه مساعدة يلتسين. \r\n \r\n يقول: «بعد محادثة قصيرة مع هيلاري وتشلسي انتقل للحديث في الأمور الجدّية وقال لي انهم سيتذكرون رئاستي لما قد افعله لصالح روسيا اكثر مما سيتذكرونها من اجل سياستي الاقتصادية. في المساء نفسه اتصل الرئيس الاميركي بصديقه ومستشاره للشئون الروسية «ستروب تالبوت» كي يطلعه على لقائه مع الرئيس نيكسون. \r\n \r\n وبعد مناقشات طويلة على اصعدة مختلفة برلمانية وسياسية استطاع بيل كلينتون ان يحصل على الموافقة بمساعدة روسيا بمبلغ 6,1 مليار دولار كمساعدة مباشرة من اجل مساعدة روسيا في تعزيز استقرار اقتصادها، الى جانب اقتراح تقديم مبالغ مالية لبناء منازل للضباط العسكريين المسرّحين من الخدمة وبرامج عمل للعلميين العاملين في الحقل النووي والذين لا يجدون عملاً مناسباً او انهم برسم البطالة. \r\n \r\n ودعم الشركات المتوسطة ووسائل الاعلام المستقلة والمنظمات غير الحكومية وتمويل برنامج تبادل يأتي بموجبه عشرات الآلاف من الطلبة ومن الشباب الذين يمارسون مهناً حرّة الى الولاياتالمتحدة. وبشكل اجمالي كان برنامج المساعدة يفوق اربعة اضعاف ما كانت الادارة السابقة قد قررته. لكن كان نسبة 75% من الاميركيين يعارضون زيادة الدعم المالي لروسيا في الوقت الذي يجد البرنامج الاقتصادي الاميركي صعوبة فيما يخص تحقيقه. \r\n \r\n اثناء اللقاء الأول مع يلتسين احس كلينتون في البداية بشيء من الانزعاج عندما شرح الرئيس الروسي انه ينبغي الحصول على مساعدة اميركية من اجل تسهيل انتقال روسيا الى الديمقراطية ولكن من دون ان يأخذ ذلك هيئة ان تكون خاضعة لاميركا، وقد تذكر كلينتون آنذاك كيف ان خروشوف كان قد حاول تخويف كيندي عندما التقاه في فيينا عام 1961. \r\n \r\n يقول كلينتون: «لم تكن هناك اية امكانية لأن ابدو بموقف الضعيف، لاسيما وان المقارنة لم تكن ذات مصداقية بسبب تغير الظروف. لكن مع نهاية اللقاء كان الرئيس الاميركي اكثر ثقة بيلتسين واكثر تفهماً لمدى التحديات التي يواجهها وتصميمه للتغلب عليها، هذا لم يمنعه من الاشارة في الوقت نفسه الى تناقضاته الظاهرية وعمق روح الدعابة لديه، ويذكر انه عندما كانا معاً ذات مرّة سأل صحفي روسي يلتسين عمّا اذا كان مسروراً من اللقاء مع الرئيس كلنتون. \r\n \r\n فأجاب:«مسرور؟ لا يمكن للمرء يكون مسروراً بغياب النساء الجميلات.. انني راض فقط». وبعد ان يتحدث بيل كلينتون عن الدور الاميركي في البوسنة والوصول الى اتفاق بين الاطراف المتنازعة لتحقيق السلام يرى بأن «المئة يوم الاولى من رئاسته كانت مرضية له على الصعيدين الشخصي والسياسي. ولكن المتاعب كانت في الطريق». \r\n \r\n