\r\n ويذكر هنا ان خطة السلام المعروفة باسم »خارطة الطريق «, والمدعومة من الولاياتالمتحدة, تطالب اسرائيل بتجميد »النشاط الاستيطاني«, بما في ذلك ما يعرف »بالنمو الطبيعي«, او البناء بحجة التوالد والزواج. لكن الاسرائيليين لم يقبلوا ابداً بهذا التعريف, وما فتئوا يضغطون على ادارة بوش بالسماح بالاتساع والنمو ضمن ما يعرف »بخطوط البناء« الحالية, وقد دأب المسؤولون الامريكيون على البحث بصمت وهدوء عن طرائق تطمئن الاسرائيليين على همومهم, غير انهم كانوا يصرون في بياناتهم العلنية على ان تجميد النمو في المستوطنات يعني التجميد. \r\n \r\n وفي مقابلة مع التلفزيون المصري, قال باول »إننا قلقون من جميع اشكال النشاط الاستيطاني, بما يشتمل عليه من تعاريف متباينة لما يعني النمو. ونعمل مع الاسرائيليين على تعريف ما هي المستوطنة, وما هو الفرق بين النمو الطبيعي والتوسع, وفيما اذا كان النمو الطبيعي شيئاً ينسجم مع التزامات اسرائيل تجاهناً«. \r\n \r\n وقال مسؤولون اسرائيليون وبعض المسؤولين الامريكيين ان تصريح باول اول اعتراف رسمي بان الولاياتالمتحدة متهيئة لان تتبنى تعريفا اكثر مرونة للتجميد كما تسعى اليه اسرائيل. \r\n \r\n وبعد تحّري الامر مع باول, قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية, ان باول لم يقصد بتصريحه الايحاء بسياسة جديدة, مضيفا بأن »السياسة القائمة هي انهاء النشاط الاستيطاني. اما الاسرائيلون, فلديهم بعض الافكار عما يعنيه ذلك, غير ان الادارة تودّ ان تتأكد ان كانت الاعمال الاسرائيلية في المستوطنات »تتماشى مع الالتزامات التي قطعها الاسرائيليون معنا«. \r\n \r\n ومع هذا, فقد مرت التصريحات والبيانات الصادرة عن الادارة في الاشهر الاخيرة بعملية تطور, وخاصة عندما بدأ رئيس الحكومة الاسرائيلية, اريئيل شارون, معركته لتنفيذ خطته الاحادية بالانسحاب من مستوطنات في قطاع غزة. ومن المعروف ان الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي قد صادق على هذه الخطة الاسبوع الماضي. \r\n \r\n وقال أحد الناطقين باسم الخارجية, آدم أريلي, في ايجاز صحافي له يوم 18 آب الماضي, رداً على سؤال فيما اذا كان توسيع المستوطنات مفتوحاً للتأويل, »ليس لدي ما اقوله لكم حول هذا الموضوع«. \r\n \r\n غير ان وكيل وزارة الخارجية, ريتشارد آرميتاج, فكر ملياً وبصراحة تامة في تعريف النمو الطبيعي للمستوطنات, في مقابلة اجراها معه ايضا التلفزيون المصري. وقال »ان كانت هناك مستوطنات قائمة فعلاً, ووضع فيها مزيد من المستوطنين دون التوسع المادي على الارض ... فهذا شيء. اما إذا توسعت المستوطنات على الارض, وتمددت حدودها على حساب اراض فلسطينية, فهذا شيء اخر. \r\n \r\n وفي الحقيقة, فقد مارس بعض المسؤولين رفيعي المستوى في الادارة, مثل إليوت أبرامز, كبير اختصاصيي شؤون الشرق الاوسط لدى مجلس الامن القومي في البيت الابيض, ضغوطاً سّرية, منذ وقت طويل, لوضع تحديد أوسع كثيراً للنمو الطبيعي. \r\n \r\n وبعد ان اعلن شارون عن خطته للانسحاب من غزة في شهر كانون الاول الماضي, أبلغ احد كبار المسؤولين في الادارة الصحافيين بأن الهدف من تجميد الاستيطان هو التأكد من ان زيادة عدد المستوطنين لن يعرقل حياة الفلسطينيين, او يحول دون اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. مضيفاً بأنه لا ضير ان اضاف الاسرائيليون بيتاً آخر على مجمع سكني قائم. وقال ايضا »اننا لم نتخذ موقفا بأن على النمو الطبيعي في المستوطنات ان يتوقف«. \r\n \r\n وفي شهر نيسان الماضي, قال الرئيس بوش ان بامكان اسرائيل ان تتوقع الابقاء على بعض المستوطنات في الضفة الغربية في اتفاق سلام نهائي بفضل »الوقائع الجديدة على الارض«. وفي رسالة موجهة الى مستشارة الامن القومي كوندليزا رايس في تلك الفترة, تعهد احد كبار معاوني شارون بالاسراع في وضع قيود على توسع المستوطنات, بما في ذلك قيام مسؤولين امريكيين واسرائيليين« بالتحديد والتعريف المشترك لخط البناء في كل واحدة من هذه المستوطنات«. \r\n \r\n وكان من المقرر لفريق من الخبراء الامريكيين زيارة اسرائيل لدراسة المقترحات الاسرائيلية قبل عدة اشهر. غير ان تلك الزيارة ارجئت. \r\n \r\n وقال مسؤولون مطلعون على المباحثات انه كان من الصعب رسم هذه الحدود, وذلك جزئىاً لان اماكن العبادة اليهودية (السيناغوغات) تقام في اماكن بعيدة عن المساكن في المستوطنات. وعندما يكون الكنيس ضمن المستوطنة, فان حدود البناء في بعض الحالات, يسمح بتوسع ملحوظ داخل المستوطنة ذاتها.0 \r\n \r\n عن صحيفة الواشنطن بوست