\r\n والسؤال المطروح بقوة في هذه المرحلة هو: كيف ستنتخب تلك الاقليات الامريكية في الثاني من تشرين الثاني القادم? خاصة وان مفهوم الاغلبية والاقلية يبدو في حركة مستمرة ومتغيرة منذ بعض الوقت وبالتحديد منذ انتخابات الرئاسة الامريكية السابقة المثيرة للجدل والنقاش والتي جرت في عام 2000 بين المتنافسين جورج بوش وآل غور والتي اظهرت تفوقاً واضحاً في عدد الاصوات لصالح المرشح الديمقراطي آل غور وبواقع 543.895 صوتاً كانت كفيلة بتتويجه ليكون الرئيس الامريكي المنتخب الجديد في ذلك الوقت, بينما حقق منافسه الفوز في تلك الانتخابات وبفارق ضئيل للغاية لا يزيد عن تسعة اصوات فقط وذلك من خلال لعبة انتخابية مثيرة للجدل تم لعبها بمكر وخداع لتحويل الخاسر الى منتصر, وهي لعبة لا تزال تلقي بظلالها القائمة على المعركة الانتخابية الرئاسية القادمة. \r\n \r\n \r\n فالاقلية الصغيرة والمتمثلة في التسعة اصوات للمحكمة العليا الاتحادية هي التي حددت التفوق الضئيل الذي حصل عليه المرشح الجمهوري بوش في ولاية فلوريدا. \r\n \r\n ورغم ان تلك الاقليات الامريكية, لا تؤثر مباشرة وبشكل حاسم وقاطع في نتائج الانتخابات, الا انها تلعب دوراً في بعض مراحل المعركة الانتخابية ولصالح هذا المرشح ام ذاك. \r\n \r\n الامريكيون السود: \r\n \r\n ويعتبر هؤلاء من الناخبين الاوفياء للديمقراطيين, والدليل على ذلك ان المرشح الجمهوري جورج بوش لم يحصل في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2000 الا على نسبة 8 بالمائة من اصوات الناخبين السود. واذا ما نجح المرشح الديمقراطي جون كيري في كسب اصواتهم فانه سيكون قد قطع شوطاً مهماً في السباق الرئاسي الى البيت الابيض. وكيري يعلم جيداً اهمية صوت الناخب الاسود, الامر الذي جعله يحدد سياسته القادمة تجاههم عندما قال في احدى تصريحاته (نحن لن نسمح مطلقاً بتعليق لافتات على جدران البيت الابيض تقول »لا يسمح للسود بدخول البيت الرئاسي البيضاوي, لا الآن ولا مستقبلاً). \r\n \r\n المتدينون \r\n \r\n كما هو معروف فان ما نسبته 76 بالمائة من المواطنين الامريكيين هم اعضاء في الكنيسة. 52 بالمئة منهم من البروتيستانت و 24 بالمئة من الكاثوليك. واكبر الكنائس البروتستانتية والتي تضم زهاء 33 مليون عضو تنتمي الى الكنيسة البابوية. وبالتالي فان هؤلاء المتدينين يشكلون جزءاً مهماً في اي معركة انتخابية. كما ان هؤلاء يشكلون العمود الفقري للناخبين المؤيدين للمرشح الجمهوري بوش, وظهر ذلك بوضوح في المعركة الرئاسية السابقة عام ,2000 وستظهر بقوة اكبر في المعركة الرئاسية القادمة. \r\n \r\n اللوبي اليهودي \r\n \r\n بعد ان تبين ان اياً من المرشحين المتنافسين الجمهوري والديمقراطي لن يضعف العلاقات الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية, فان القائمين على المعركة الانتخابية من جمهوريين وديقراطيين بدأوا يعملون بقوة من اجل استمالة اليهود للحصول على دعم اصواتهم . \r\n \r\n ويسعى المرشحان المتنافسان بوش وكيري الى الحصول على اصوات اليهود الذين يعتبرون تقليدياً من المؤيدين للديمقراطيين املاً في ان يتم دفع بعض الولايات الاساسية باتجاه هذا المعسكر او ذاك في الاقتراع الذي سيجري في الثاني من الشهر القادم. ولا يشكل اليهود اكثر من اثنين بالمئة من الناخبين لكنهم يشاركون بكثافة في الانتخابات, حيث يصوت ما بين 80- 85 بالمئة منهم بانتظام, وهو اعلى بكثير من اية مجموعة او اقلية اخرى ومن المعدل الوطني العام. ولهذا يمكن لاي تغيير طفيف في اصوات الناخبين الامريكيين اليهود ان يؤثر على الاقتراع ويشكل بالتالي عاملاً رئيسياً في بعض الولايات مثل فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا حيث تعيش مجموعات كبيرة منهم هناك. وتبدو الان المعركة الانتخابية من اجل كسب اصوات هؤلاء الناخبين على اوجها. وبالطبع فان المرشح الجمهوري بوش يأمل بان يسمح له دعمه الثابت واللامحدود لاسرائيل بالحصول على رضا يهود امريكا. ويشكل الصراع القائم منذ زمن طويل بين اسرائيل والفلسطينيين اولوية كبرى للامريكيين اليهود, لكن هؤلاء يأخذون في الاعتبار كذلك عند التصويت عدداً كبيراً من المشاكل الاخرى, ويبدون اكثر ميلاً الى مواقف اليسار ازاء عدد كبير من القضايا والمواضيع الداخلية الراهنة مثل الاجهاض والبيئة. \r\n \r\n وبعد ان تبين ان ايا من المرشحين لن يضعف العلاقات الامريكية الاسرائيلية, فقد طغت المعايير الاجتماعية والاقتصادية الاخرى على كل المعايير واصبحت الكفة تميل في هذه المرحلة المؤقتة لمصلحة المرشح الديمقراطي كيري. فالديمقراطيون استفادوا من الدروس السابقة في عام 1980 والتي لقنت الى الرئيس الديمقراطي الاسبق المنتهية ولايته جيمي كارتر الذي اعتبر في ذلك الحين من المؤيدين للفلسطينيين اكثر منه للاسرائيليين وصوت 40 بالمئة من الناخبين اليهود لصالح خصمه الجمهوري رونالد ريغن. وفي اطار سعيه لاثبات انه من المؤيدين لاسرائيل بالدرجة الاولى. فقد اكد كيري امام لجنة مكافحة التمييز انه لن يمارس اية ضغوط على اسرائيل لتقديم تنازلات من شأنها ان تعرض امنها للخطر, مؤكداً في هذا الصدد ان امن اسرائيل والحفاظ على تفوقها في منطقة الشرق الاوسط امر اساسي. \r\n \r\n ولعل مثل هذه التصريحات هي التي ساهمت طبقاً لاحدث استطلاعات الرأي في جعل كيري في موضع متقدم على منافسه الجمهوري بوش. \r\n \r\n فقد كشف استطلاع للرأي اجرته »اللجنة الامريكية اليهودية« مؤخراً ان كيري يتمتع بتأييد حوالي 70 بالمئة من الناخبين اليهود مقابل 25 بالمئة لبوش. \r\n \r\n اما الناخبون العرب والمسلمون الامريكيون ورغم محدودية نشاطاتهم وقوتهم مقارنة مع اللوبي اليهودي الامريكي داخل الولاياتالمتحدة, فانهم بدأوا بتكثيف جهودهم من اجل تشكيل كتلة انتخابية فاعلة ومؤثرة من اجل اسقاط بوش والسماح لمنافسه الديمقراطي كيري بتحقيق تفوق في الانتخابات الرئاسية القادمة. واطلق المسلمون والعرب الامريكيون حملة من اجل تشجيع افراد هذه الجالية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لجمع ما قد يعتبر صوتاً قوياً موحداً لحسم النتيجة لصالح من يرونه الافضل لتحقيق اهدافهم.0 \r\n \r\n »دي فيلت« الالمانية