دعا حقوقيون مصريون للتحقيق مع الرئيس السابق مبارك بتهمة التخابر مع إسرائيل ، وإهدار أموال مصر بعدما كشف في اسرائيل عن التحقيق مع وزير الدفاع الأسبق، عضو الكنيست، بنيامين بن أليعازر، بتهمة تقاضى 25 ألف دولار راتبا شهريا من الرئاسة المصرية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، مقابل عمله مستشارا له . وعلي حين أثار الخبر غضب في الأوساط الشعبية المصرية ، واستغرب نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي التحقيق مع وزير الدفاع الاسرائيلي "بنيامين بن اليعازر " في اسرائيل لأنه عمل كمستشار مع مبارك مقابل 25 الف دولار شهريا ، بينما تسود حالة من الصمت في مصر ، وكتب نشطاء ساخرين : "ثورتنا وصلت لحد فين ؟" . وطالب الناشط الحقوقي جمال عيد بالتحقيق مع مبارك بعد كشف هذه الواقعة ، وقال - في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر - : "الحكومة الإسرائيلية تحقق في حصول وزير دفاعها السابق على راتب 25ألف دولار شهريا من مبارك ، ولا خبر عن أي تحقيق مع مبارك ؟!" . وقال الناشط الحقوقي هيثم خليل مدير مركز "ضحايا" لحقوق الإنسان في رسالة علي فيس بوك ساخرا : "المذهل في مصر أن مبارك المجرم الذي كان يدفع رشوة شهرياً لوزير الدفاع الإسرائيلي جالس في مستشفي 5 نجوم ، والرئيس محمد مرسي جالس في زنزانة ومتهم بالتخابر مع حماس !! " . وفي المقابل، شنت صفحة آسف ياريس المؤيدة لمبارك هجوما واسعا على وسائل الإعلام المصرية بعد نشرها الخبر ، ووجهت تحذيرا إلى الصحف المصرية قائلة: "ستشعرون اليوم بالغثيان من كذب وافتراء وتلفيق الصحافة المصرية عندما نكشف بإذن الله حقيقة خبر تلقى وزير الدفاع الإسرائيلي بن اليعازر راتبا.. من الرئيس ?مبارك".. فانتظرونا " ، ثم قالت لاحقا انه "لا صحة لهذه المعلومة على الإطلاق " . رشوة 25 الف دولار شهريا وقالت الصحف وقنوات التلفزيون الاسرائيلية أن رجل الأعمال الإسرائيلي، روى موتسفى، حوّل 700 ألف شيكل للحسابات البنكية الخاصة ببن أليعازر، عندما كان وزيرا للدفاع، وأن الشرطة الإسرائيلية، تتهم "موتسفي" بتلقي أموال من مصر مقابل هذه الأموال ، وعندما سُئل بن أليعازر عن تسلمه هذه الأموال لم ينطق بكلمة. وذكر موقع نيوز وان الاسرائيلي أن الشرطة الإسرائيلية تحقق أيضا في اتهامات ل"بن أليعازر" بالحصول على راتب شهري من الرئاسة المصرية في عهد مبارك يصل إلى 25 ألف دولار، مقابل عمله مستشارا لمبارك ، وأن من يحققون مع بن أليعازر وجدوا أن هناك حاجة للتحقيق في علاقة المتهم بمبارك، بسبب هذه الأموال التي حصل عليها من مكتب مبارك . وذكرت صحيفة "كلكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية أن من بين القضايا الأخرى التي يجرى التحقيق مع بن أليعازر بشأنها، حصول شركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط على الترخيص، والتأكد من أن الوزير الإسرائيلي السابق، لم يقم بإعطائها دفعة قوية في أماكن مختلفة . وكان بن أليعازر أبدى حزنه من قبل لمحاكمة مبارك وقال إنه عرض عليه اللجوء، والعلاج في منتجع إيلات، على البحر الأحمر وقضاء فترة نقاهة فيه لكنه رفض واصفا إياه بالوطني . وسبق أن وصف بن اليعازر مبارك ب"الكنز الاستراتيجي لإسرائيل" ، وأعرب عن اعتزامه إصدار كتاب يكشف فيه عن مذكراته التي تتعلق بمبارك تحت عنوان "صديقي وأخي الرئيس مبارك" . ويتناول الكتاب بداية علاقات بن إليعازر مع مبارك بعد مضى أسبوع واحد فقط على زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات التاريخية للقدس، وحتى آخر زيارة قام بها بن إليعازر لشرم الشيخ، مشيرا إلى أنه سيرفق تلك العلاقات بصور التقطت بينهم. كما يسلط الكتاب الضوء على وثائق تكشف التفاصيل السرية للاتفاقات بين القاهرة وتل أبيب حول تزويد إسرائيل بالغاز المصري، والشخصيات التي أدت دورا مهما في هذا الإطار.