بينما تنشغل المنظمات الحقوقية المصرية بالإشادة بقرارات سلطة الانقلاب وأخرها إفراج النائب العام عن 13 معتقلا لأسباب صحية بعدما أوشكوا علي الموت لإضرابهم عن الطعام ، ولا تلقي بالا لعمليات التعذيب البشعة التي تجري في السجون وأقسام الشرطة ، قتل ثالث مواطن مصر في قسم المطرية شرق القاهرة بسبب التعذيب الوحشي ليكون هو الثالث في غضون شهرين فقط . ملف التعذيب حتى الموت داخل قسم المطرية الذى دخله 3 مسجونين فى أقل من شهرين أحياء وخرجوا منه أمواتا وعليهم آثار تعذيب، لا يقتصر علي هذا القسم بعدما تحولت غالبية أقسام الشرطة في مصر الي سلخانات تعذيب ومقابر جماعية ، منها قسم مدينة نصر 2 الذي يقف شاهدا علي تعذيب طلاب وطالبات جامعة الأزهر وقسم إمبابة الذي شهد إطلاق أمين شرطة النار علي مواطن داخله فقتله دون ان يعاقب حتي الان . حالات القتل الثلاثة الأخيرة (المعروفة) في قسم المطرية أخرها لابن جاء أبيه ليتسلمه بعد الإفراج عنه الأسبوع الماضي فوجده جثة هامدة ، وقبلها جاء ابن ليتسلم جثه أبيه الذي قتل داخل السجن لأنه تشاجر مع جاره أمين الشرطة فتم اعتقال وتعذيبه داخل القسم ، ليجد جثة ابيه بها إصابات واضحة وخلع أظافر ولسان مقطوع في مايو الماضي ، والجثة الثالثة لشاب يتيم الأب حضرت والدته لتتسلم جثمانه المشوه . في مستشفى المطرية، قالوا لهم جميعا أن الوفاة لم تكن طبيعية كما أخبرهم القسم، لكون الجثث الثلاث تغطيها آثار التعذيب ، ولكن لا أحد تحرك ، فمن قلت المتظاهرين بالرصاص في الشارع واحرق 37 معتقل داخل عربة الترحيلات لن يعدم الحيلة للهروب من تهمة قتل مسجونين داخل حجز قسم شرطة . لسان مقطوع وعظام قدم مفتتة حالات القتل الثلاثة كانت لشاب 23 عاماً لفظ أنفاسه الأخيرة فجر الاثنين الماضي وقبل ساعتين من الإفراج عنه، ليأتى والده فيتسلمه جثة ، وسبقه موظف بوزارة المالية لم يمر على احتجازه بالقسم حوالي 3 أيام حتى ذهب أولاده الأربعة وزوجته ليروه داخل ثلاجة موتى مستشفى المطرية وجثته مشوهة عليها آثار يشيب رأسك حين تسمعها: "لسان مقطوع.. عظام قدم مفتتة.. حتى نن العين ليس موجودا" ، كما قالوا . المواطن مصطفى محمد أحمد علي الأسواني، 25 سنة، عامل بمكتب للطباعة، كان هو أول ضحايا قسم المطرية في أبريل الماضي بعد القبض عليه، واتهامه بإنشاء صفحات للتحريض على الجيش والشرطة، وتم ضربه وتعذيبه حتى الموت، ومن ثم نقله لمستشفى المطرية، وصدر التقرير بأن الوفاة ناتجة عن هبوط حاد بالدورة الدموية. مصطفى محمد أحمد على الأسوانى ، وفقاً لنص التقرير الصادر عن تلك الحالة من مؤسسة "هشام مبارك لحقوق الإنسان" أوقعه حظه العاثر في ورطة حيث كان يجلس في مقهى إنترنت له مشاكل مع قسم المطرية لرفضه الوشاية بالصفحات التي يفتحها زبائنه، فنزلت حملة واعتقلت كل من في "السايبر" بمن فيهم مصطفى، وفي القسم تم توجيه اتهام له بإنشاء صفحات عبر موقع التواصل الاجتماعى تهدد الجيش والشرطة، ونشر 20 صفحة تحمل أسماءهم وتحت عنوان مجموعة "مجهولين"، وتعرض مصطفى للضرب المبرح داخل القسم من جانب الجنائيين وأمناء الشرطة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وأكدت والدته وقتها أنها حين زارته بالقسم قبل وفاته وجدت جسده ووجهه "متشرطا" بآلات حادة، وذكرت مصادر أنه تم التناوب على تعذيبه من ضباط وأمناء القسم على إثر مشادة بينه وبين مندوب شرطة داخل القسم . مصطفى، كان يضطر لدفع كل ليلة 20 جنيهاً، مقابل تأجير أرضيه داخل الزنزانة حتى يتمكن من الوقوف، كما أخبر والدته، وإذا دار بخلده أن يخلد إلى النوم قليلاً، فهناك "علقة محترمة" تكون فى انتظاره، لم يكن يسمح له أحياناً بدخول الطعام.. لا تعرف والدته كيف مات بسبب كم التشوهات التى بدت عليه وهو داخل ثلاجة الموتى. إلحقنى يا بابا انا بموت أما "أحمد محمد إبراهيم"، صاحب ال23 عاماَ، آخر ضحايا السلخانة، فهو محتجز منذ 26 شهراً والتى كانت فى الأساس 3 سنوات بتهمة سرقة حلق تم تقليصها إلى 26 شهرا لحسن سير وسلوك أحمد، وفى الوقت الذى كان يستعد فيه الأب للحضور واستقبال ابنه المفرج عنه فى الصباح، فوجئ بأنه يهاتفه قبلها بساعات ويستغيث قائلا: الحقنى يا بابا انا بموت . يقول الأب: علمت أن أبنى تعرض للتعذيب، حينما رأيت جثته حيث وجدت على كتفه من الخلف آثار ضرب بشومة أو عصا، ووجهه متورم بالكامل، والجبهة يوجد بها كدمات، ويوجد فتحة برأسه من الجانب الأيمن تشبه "الخُرم" يكاد العظم يظهر من خلالها، وتم نقله إلى مستشفى المطرية، جثه هامدة، رغم أن القسم يزعم أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الإسعاف" . وتابع الأب: "قسم المطرية مقسم إلى 3 أجزاء، الجزء الأول يدفع الأهالي فيه فلوس ليضمنوا معاملة جيده لأبنائهم.. الجزء الثانى يدفع فيه مبلغ مالى أعلى، أما الجزء الثالث فخاص بالعالم الغلابة، فقررت أن أدفع لأضمن معاملة جيدة لابنى إلا أن أمين شرطة بالقسم نصحنى بألا أدفع معللا ذلك بأنهم فى القسم سيعتادون على ذلك، ومن الممكن أن يتمادوا فى حبسه فترة ليضمنوا استمرار حصولهم على الأموال، فامتثلت لنصيحته ولم أدفع" . الابن أخبر والده قبل مقتله والده فى إحدى المرات التى توجه فيها الأب لزيارته، أنهم 300 ل 400 مسجون "فى أوضة صغيرة" ، وانه عندما أخبر الضابط "أن ابنى متعب قليلا بسبب سوء التهوية، وسألته إن كنت أحضر له طبيباً فما كان من الضابط إلا أن خبطنى بإيده بقوة وطردني من القسم" . وكشف الأب أنه انتخب عبد الفتاح السيسى رئيساً، قائلا: "انتخبت السيسى مش عشان يقتل عيالنا.. والداخلية رجعت أسخم من الأول " . أسنان مكسورة وعظام مفتتة أما القتيل الثاني عزت عبد الفتاح الموظف بوزارة المالية ، وأكثرها بشاعة فقتل أثر مشاجره مع جاره أمين الشرطة (أحمد عيد) يوم 3 مايو الجاري أثر تدخل الطرفان لفض مشاجرة أخري في المنطقة جامل فيها أمين الشرطة أحدي الأسر ضد الاخري ، وتم اعتقال الموظف عزت لأنه تشاجر مع أمين الشرطة ، وتعرض للضرب من ضباط قسم المطرية واعتدوا عليه بتهمة المشاركة في مشاجرة وحرق منزل أحد الأسر المتشاجرة واقتادوه لقسم الشرطة . حالته التي تسلمته بها أسرته هي : (لسان مقسوم نصفين من بدايته .. وجزء منه مقطوع .. آثار إطفاء سجائر فى كل منطقة بجسده يصل عددها إلى 40.. نن العين غير موجود تماماً.. أحد أظافر قدميه منتزع تماما من جذوره.. فك الأسنان مكسور.. عظم قدمه اليسرى شبه مفتت".. هذا هو المشهد الذى وجد به الأبناء الأربعة أباهم الذى يعمل موظفاً بوزارة المالية داخل ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى المطرية، الشهر الماضى بعد نحو 3 أيام من احتجازه داخل قسم المطرية ) . لم تكن آثار التعذيب تلك فحسب التى شاهدها الزوجة والأبناء على الأب عزت عبد الفتاح وإنما جاءت النيابة أثناء إثباتها آثار التعذيب لتخبرهم أن هناك أشياء أخرى لم تنتبه لها الزوجة وهى جرح قطعى فى آخر فروة الرأس وآخر بالظهر . الزوجة قالت لموقع (مصر العربية) إن "قسم المطرية فيه سلخانة بيعذبوا فيها المسجونين".. وأن أمين الشرطة الذي كان علي صلة بأحدي الأسر المتشاجرة من المسجلين خطرا ، توعد ابيهم وحضر في اليوم الثاني واعتقله مع الضباط وبدأ التعذيب داخل القسم . وفي أبريل الماضي أيضا قتل المواطن حمادة خليل داخل قسم شرطة إمبابة على يد أمين شرطة بوحدة المباحث يدعى أحمد الطيب بثلاث رصاصات ، وخرجت الصحف تقول أنه إرهابي إخواني ، ثم تبين وجود خلافات شخصية بين المواطن وبين أمين الشرطة ، وتبين أن القتيل من مؤيدي السيسي وليس من الاخوان وذهب لدفع كفالة لمواطن أخر محبوس ، وظهرت أم القتيل علي الفضائيات تمزق صورة "السيسي" وتقول : "لو ابني يهودي يتقتل كده .. أيدنا السيسي فيقتلنا كده " ؟!