قال محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنهم الآن بصدد تكوين كيان دولي ليكون بمثابة المتحدث الرسمي والمعبر عن دولة "مصر الشرعية" التي أزاحها الانقلاب العسكري، وسيكون مكون من الوزراء والبرلمانين (أعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين) الذين استطاعوا الهروب من مصر خلال الأيام الماضية، لأن هؤلاء هم الممثلين للشرعية وهم منتخبون بإرادة شعبية حرة. وأضاف - في حوار خاص ل"الشرق" - أنه سيتم الإعلان عن هذا الكيان الدولي قريبا، فالأمر يتوقف فقط علي الدول التي سينطلق منها هذا الكيان، خاصة أن أعضاء هذا الكيان المزمع موجودين بالفعل بالخارج، وهم علي تواصل معهم، وأعلنوا جميعا قبولهم الانضمام لهذا الكيان، وستكون هناك بلد حاضنة له، رافضًا الكشف عن هذه الدولة التي ستحتضن هذا الكيان، حتي لا يسبب "حرجًا لها" . وذكر "سودان" أن "ما يمكن التراجع عنه في أي حوار مع الانقلاب هو النظر في بقاء "مرسي" فقط ، وقال أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا قد يعترفوا رسميا بالانقلاب العسكري بعد إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة، وكذلك الاتحاد الافريقي الذي قد يغير موقفه الرافض للانقلاب العسكري، مؤكدًا أن هذا الاعتراف – في حال حدوثه - لن يكون له أى تأثير نهائيًا علي الأوضاع أو الحراك الثوري، لأن هناك 37 دولة طالبوا بتجميد عضوية مصر فى الأمم المتحدة، وهناك 27 دولة من أعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وقعت على بيان مشترك يدين تكرار استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين في مصر، فضلا عن الشعب المصري رافض لما جري، وهو صاحب القرار وهو غير راض عما جري ولن يقبل به، خاصة أن مصر وصلت إلي حال سيء للغاية في مختلف المجالات. وفيما يلي نص الحوار : بعض قادة التحالف تحدثوا عن إمكانية تشكيل كيان دولي يعبر عن التحالف ويكون ممثل له بالخارج بشكل رسمي.. هل من توضح بشأن هذا الأمر؟ بالفعل، نحن الآن بصدد تكوين هذا الكيان، وسيكون مكون من الوزراء والبرلمانين (أعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين) الذين استطاعوا الهرب من مصر، لأن هؤلاء هم الممثلين للشرعية، لأنهم المنتخبين بإرادة شعبية حرة، ونحن بصدد تكوين كيان دولي يضم هؤلاء ليكونوا هم بمثابة "المتحدث الرسمي والمعبر عن دولة "مصر الشرعية" التي أزاحها الانقلاب في غير موضعها. ومتي الإعلان عن هذا الكيان والانتهاء من تشكيله؟ سيتم الإعلان عنه قريبا، فالقضية فقط تتوقف علي من أي الدول ينطلق منها هذا الكيان، فهؤلاء الأشخاص موجودن بالفعل في الخارج ونحن علي تواصل معهم وأعلنوا جميعا قبولهم الانضمام لهذا الكيان، وستكون هناك دولة حاضنة له وسيوجد فيها هذا الكيان، ولا نرغب في الإعلان عنها حتي لا نسبب لها حرجًا. ولكن البعض قد يطرح سؤالا حول أنكم تقومون بتدويل الأزمة المصرية؟ بالفعل، منذ خروجنا من مصر ونحن نقوم بتدويل الأزمة المصرية، لأنها إذا ما ظلت داخل حدود القضية المصرية ستموت حتما، لأن مصر الآن تحكم بالحديد والنار، ولذلك لابد من خروج القضية للخارج لفضح هؤلاء الكاذبين الذين يمتلكون جهاز إعلام قوي جدًا، يبث الأكاذيب ويشوة صورة كل من هم ضد الانقلاب وليس الإخوان فقط. ولابد من إظهار الحقائق لكل دول العالم، حتي تتعاطف شعوب العالم مع قضيتنا العادلة ثم حكومات العالم التي تريد أن تغض الطرف عن الانتهاكات والتجاوزات، لكننا حينما نفضح هذه التجاوزات أمام شعوب العالم تقوم تلك الشعوب بدورها بالضغط علي هذه الحكومات، وبالتالي يكون هناك ضغط عالمي علي الانقلاب، بحيث تخشي قيادات الانقلاب الذهاب لخارج مصر الآن، وهذا يكفينا كنوع من أنواع الضغوط، مثل المركب التي كانت محملة بالأسلحة منذ أسبوعين من المانيا، والمانيا قامت بإيقاف المركب، وهي خطوة جيدة من الحكومة الالمانية ونحن نشكرها ذلك. الدكتور جمال حشمت القيادي ب "الإخوان" تحدث عن أن هناك أمرًا هامًا وفارقا ستتخذه الجماعة قريبا.. هل من توضيح أو معلومات بخصوص هذا الأمر؟ تراجع الإخوان، يُقصد به أن الجماعة مستعدة للتحاور، إلا أن العودة للشرعية هي أساس هذا التحاور، وما يمكن التراجع عنه هو النظر في بقاء "مرسي" فترته الرئاسية كاملة أم لا وهل بصلاحياته كاملة أم لا؟، وهذا ما يمكن أن نتفاهم فيه، وبذلك نعود خطوة أو خطوتين للوراء في هذه النقطة فقط، أما بخلاف ذلك فهناك دماء لها أصحاب وهذه ليست لنا بها علاقة، ولسنا أصحابها الوحيدين وهناك من هم معتقلون لمدة 9 شهور دون وجه حق، فهذه حقوق لأصحابها. كيف تري وضع الإخوان خارجيا بشكل عام؟ نحن موجودون في أكثر من 70 دولة علي مستوي العالم كله، وهذا منذ سنوات طويلة وليس عقب الانقلاب العسكري، وبالرغم من أن بعض قيادات وأفراد الجماعة خرجوا من مصر، إلا أن هذا الخروج له أسبابه، نظرًا للظروف الحالية، ولإدارة العمل، وحتي لا تزداد أعداد المعتقلين أكثر مما هي عليه الآن، وهو الأمر الذي كان سيحبط الحالة النفسية لمن هم في الشارع . ومن تبني هذه الفكرة وأعتنقها أصبح من ضمن المنظومة، وهذا انطلاقا من أفكار دعوة "الإخوان"، وخروجنا إلي الدول المختلفة لا يضر بالقضية الإسلامية أصلا، لأن هذه الحكومات الدولية تستعين بالإخوان في أمور ما. ففي أمريكا مثلا تستعين بالكثير الإخوان لتهذيب أخلاق من هم في السجون الأمريكية، كذلك الحال من هم في بريطانيا، ومنذ شهر واحد فقط استعانت بأحد كوادر "الإخوان" لتهذيب فكر بعض شباب بريطانيا حتي لا ينجرف أو يتطرف، فالحكومات الديمقراطية تستعين بنا ولا تخشنا، وعلي علاقة بنا، لأننا أصحاب فكر وسطي معتدل ولفهمنا لصحيح للإسلام، ولذلك فالحكومات والشعوب تعرفنا، إلا الحكومات الديكتاتورية. لكن هناك من يقول أن الإخوان تتعرض لحرب داخلية واقليمية ودولية.. فهل هذا صحيح وأنتم قادرون علي المواجهة؟ الإخوان تتعرض لحرب صهيونية أولا، ثم حرب مصرية وخليجية، ويتبع الكيان الصهيوني عدّة دول غربية، لكن هذه الدول الغربية لها مصالحها، فإذا ما كانت مصالهم هي هدم الإخوان في مصر فسيحاولون هدم الإخوان ويغضون الطرف عما يحدث من مجازر وانتهاكات بشعة، مثلما فعلت كاترين آشتون، الممثل السامي للشئون السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، مؤخرًا وخلال زياراتها الأخيرة لمصر، ويمكن أن نقول هناك حرب علي الديمقراطية في بلاد المسلمين. ولا توجد دول غربية تحارب الإخوان، فنحن موجودون في دول الغرب منذ سنوات طويلة ولم نُحارب منهم، بل علي العكس نحن علي صلات طيبة بهم تواصل جيد معهم، وهذا من ناحية الظاهر، أمًا من ناحية الباطن فكثير من الغرب لا يريد الديمقراطية في مصر أو في منطقتنا العربية، لأن التعامل مع النظام الديكتاتوري كأصحاب مصالح أسهل بكثير جدًا من التعامل مع النظم الديمقراطية، ولذلك وجدت أمريكا نفسها أنها وقعت في خطأ كبير حينما تولي رجب طيب أردوغان وعبد الله جول (المنتمين للإخوان) الحكم في تركيا، وأصبح لديهم نظام ديمقراطية بخلفية إسلامية مما يصعب عليهم مصالحهم في المنطقة، وهم لا يريدون أن يتكرر هذا النموذج مرة أخري. وكيف تنظر لمواقف الاتحاد الأوروبي خاصة بعد موافقته علي متابعة الانتخابات الرئاسية في مصر؟ غلطة عمر "كاترين آشتون" هى أنها أخذت الاتحاد الاوروبى إلى الحضيض السياسى، لأنها وافقت على مراقبة الانتخابات الباطلة فى مصر، فلا يفيد أن تتابع أو لا تتابع الانتخابات الرئاسية أو غيرها، فهى تريد أن تفرض صبغة شرعية للانقلاب الذي هو بمثابة السارق، وإذا أشتري شخص من هذا السارق البضاعة التي سرقها لن يتغير الأمر مطلقا، لأن السارق سواء باع البضاعة أم لم يبعها فسيظل حتي النهاية سارق ولص، والشخص الذي اشتري البضاعة، وهو يعلم أنها مسروقة، أصبح شريكًا في الجريمة مع السارق، ولذلك فأى شخص يقبل الدفاع عن عبد الفتاح السيسى، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، وعصابته فهو لص ومجرم مثله بالضبط. وهل نستطيع القول بأن الاتحاد الأوروبى ومواقفه مختزلة فى شخص كاترين آشتون؟ بالطبع لا، فهذا أمر غير صحيح، فأى خطوة تخطوها "آشتون" لابد أن يوافق عليها برلمان الاتحاد الأوروبى وأعضائه دون شك، لكن وارد أن تخطو "آشتون" خطوات قليلة منفردة، مثل زيارة "السيسى" فقط دون باقي المرشحين، وقد يلومها الاتحاد سرًا علي أشياء بعينها ويقولون لها إنه كان ينبغي عليها أن تفعل هذا ولا تفعل ذاك، وهذا على سبيل شئ من اللوم، لكن ما حدث مؤخرًا هو خطأ سياسى كان من المفترض ألا تقع فيه مسئولة مثل كاترين آشتون. وهل تعتقد أن الاتحاد الأوروبى وأمريكا قد يعترفون رسميا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية فى مصر بالنظام المصري الجديد؟ هذا محتمل ووارد، ثم أنه من الذي قال إن أمريكا لم تعترف بالانقلاب العسكري وهي التي قامت به أصلا؟، وبالرغم من أنها لم تعترف رسميا وظاهريا بالسيسي، إلا أنها تعترف به وعلي علاقة قوية معه في الخفاء، وتقدم له الدعم - وإن لم يكن بشكل مباشر فهي تقدمه بشكل غير مباشر. فأمريكا لا تسطيع أن تتوقف عن دعم الانقلاب، لأنها لها عدّة مصالح في ذلك، ويكفي أن الصهاينة قالوا إن "السيسي" هو البطل القومي لنا، وأن الجيش المصري الآن هو الذي يدافع عن حدودنا، وللأسف أصبح يقتل أبناء الشعب المصري ويدافع عن حدود الصهاينة، وبالتالي فهم استأنسوا الجيش المصري، والسيسي أصبح منبطح تماما للكيان الصهيوني وبالتبعية لأمريكا بالطبع، فالسيسي بطل قومي فعلا لهم. وماذا سيكون تأثير هذا الاعتراف على الأزمة الراهنة فى مصر؟ هذا الاعتراف – المرتقب أو المتوقع- لن يكون له أى تأثير نهائيًا علي الأوضاع، لأن هناك 37 دولة طالبوا بتجميد عضوية مصر فى الأمم المتحدة، وهناك 27 دولة من أعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وقعت على بيان مشترك يدين تكرار استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين في مصر، وقدموا تقريرًا يدين بقوة انتهاكات حقوق الإنسان البشعة فى مصر، وأيضا قامت كونفيدرالية حقوق الانسان فى باريس بتجميد عضوية مصر، وكذلك منظمة الاتحاد الافريقية جمدت عضوية مصر. لكن البعض يقول أنه في حال اعتراف الاتحاد الأوروبي وأمريكا بالنظام المصري بشكل رسمي وفعلي بعد انتخابات الرئاسة فسوف تنكسر عزلته الدولية ؟ هم بالطبع ينتظرون هذه المرحلة ليعترفوا رسميا بالانقلاب، وعقب الانتخابات سيزعمون أن له شرعية وأن الانتخابات تمت، وأنه علي الجميع أن يعمل ويقبل بالأمر الواقع، لكن الشعب لن يصمت والمظاهرات التي هي داخل مصر وخارجها لن تتوقف مطلقا حتي لو أصبح السيسي رئيسا لمصر وجاء عبر انتخابات مزورة. واعتراف أمريكا والاتحاد الأوروبي بالانقلاب لن يفيد بأي شيء، فالشعب هو صاحب القرار وهو غير راض عما جري ولن يقبل به بأي حال من الأحوال، خاصة أننا جميعا نعلم الحال الذي وصلت له مصر وأصبحت في وضع سيء للغاية علي مختلف المجالات سواء الاقتصادي أو السياسية أو الاجتماعية. ولذلك اعترافهم لن يغير كثيرًا، فهي صبغة السياسة التي ستضيفها أمريكا أو الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الرئاسية، وستكون صبغة شرعية واهية لن تغير من الأمر شيء، ونحن سنظل وراء "السيسي" إلي أن يدخل السجن، وهو لا يستطيع الخروج من مصر هو أو رموز نظامه وحينما يخرجون من مصر يتم سبهم في كل مكان في العالم، بدليل أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية قال :"نحن لا نستطيع أن نحسن صورتنا لأن الإخوان في كل مكان"، وهذا غير صحيح لأن هؤلاء جميعا ليسوا من "الإخوان"، بل من رافضي الانقلاب العسكري، وبالتالي فالاعتراف لن يجدي كثيرًا، لأنه سيكون أمر شكلي فقط. وماذا لو تراجع الاتحاد الأفريقي عن موقفه الرافض لنظام 3 يوليو؟ هذا وارد، فقد بلغنا أن هناك ضغوط شديدة جدًا تمارسها السعودية والأمارات علي دول الاتحاد الأفريقي وبالذات من الناحية المالية، وهم ينفقون أموالا طائلة من أجل هذا الأمر لتعود مصر عضوه بالمنظومة الإفريقية، ولذلك هناك احتمال أن يتغير موقف الاتحاد الأفريقي. لكن القضية نفسها صاحبها الشعب الذي هو رافض ومعترض علي ما جري ويشارك في مظاهرات ليل نهار لرفض هذا النظام، وأيضًا لن يجدي سواء اعتراف الاتحاد الأفريقي أو لم يتعرف بالانقلاب العسكري، وبالرغم من أنه سيكون له تأثير إلي حد ما، حيث أنه سينعش أنصار الانقلاب بزعم أن دول العالم تعترف بهم، إلا أن السارق سيظل "سارقا" طوال حياته ما دام ما سرقه لا يزال بحوزته، حتي لو أعترف الجميع بأنه ليس كذلك، ولن يفيد تحدث الكثيرون عنه بشكل جيد، لأنه في النهاية سرق أشياء ليست من حقه، وبداية التوبة أن يعيد ما سرقه لأصحابه. لماذا هناك عداء شديد من السعودية والأمارات للإخوان رغم أن السعودية هي التي احتضنت الجماعة في عهد جمال عبد الناصر؟ هذا الكلام عار من الصحة، لأن الصحيح أن السعودية تخشي من تصدير الثورة إليها، ويدركون أن من حمي الثورة هم الإخوان المسلمين، وبالتالي هم يخشون من تصدير الثورة، خاصة أنهم جاثمين علي صدور شعوبهم منذ سنين طويلة وينهبون خيرات وثروات الشعب، ولذلك لا يريدون أن تقوم في بلادهم ثورات شعبية علي غرار التي قامت في مصر وتونس، وهذه هي القضية الرئيسية، فهم ينظرون إلي الإخوان باعتبارهم من يدعون للثورات ويحثون الشعب علي ذلك، ولهذا يحاولون أن يقضوا علي جذور الإخوان، وهذا من المستحيل أن يحدث (كان غيرهم أشطر) . وكيف استقبلتم قرار السلطات البريطانية بإجراء تحقيقات حول نشاط "الإخوان" وفكرهم؟ هو رسالة سياسية نتيجة بعض الضغوط الخارجية التي تمت ممارستها علي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والذي أراد أن يرفع هذه الضغوط بهذا القرار الذي قد يكون شكليا وصوريًا، إلا أنه لا يوجد منطق في أن تكون هناك دولة مثل بريطانيا لا تعرف طبيعة وأفكار الأفراد الذين يعيشون علي أرضها أو ماذا يفعلون؟، ثم أنه حينما يتم اتخاذ قرار مثل هذا ينبغي ألا يكون بشكل معلن، لأنه كان يجب أن يكون سريا- مثلما قال أحد الضباط المتقاعدين بالمخابرات البريطانية- ولذلك فهذا القرار يحمل عدّة أوجه، لكنه في الحقيقة يضع بريطانيا في شكل غير جيد. وكيف تأثر الإخوان في بريطانيا بهذا القرار؟ بالنسبة لنا، الأمر غير مؤثر وعادي وطبيعي جدًا، لأننا لا نخشي أي شيء، لأننا نعرف أننا علي الحق ولا نفعل أي شيء به ضرر للآخرين أو للمجتمع الذي نعيش واستقبلنا فيه، وهناك الكثير من الإخوان من الجيل الثاني والثالث، فهم موجودون منذ عقود وحصلوا علي الجنسية البريطانية، والعلاقة مفهومة وطبيعية من الحكومات المتعاقبة علي مدي عشرات السنيين مع أفراد وقيادات الإخوان في بريطانيا.فماذا يعني وقف نشاط الإخوان هناك؟، هل سيتم منع الصلاة مثلا؟ فهذا أمر صعب جدًا. لكن ماذا لو صدر قرار بحظر نشاط الإخوان في بريطانيا؟ سوف نضطر للجوء للقضاء والطعن علي هذا القرار، وواثقون أن القضاء البريطاني سينصفنا، خاصة أن والقضاء البريطاني من أفضل المؤسسات القضائية الموجودة في العالم كله، ولذلك فالحكومة البريطانية لا تستطيع أن تأخذ قرارًا كهذا، لأنها تدرك أنه قد يتم مراجعتها من القضاء مما يضعها في حرج قانوني، وليس لدينا أي شك في أن يصدر أي قرار إداري ضدنا أو اتخاذ أي مواقف سلبية منا، ونحن مطمئنون جدًا ولأبعد مدي. وأين جهود التحالف الوطني لدعم الشرعية بالخارج.. وما هي أبرز أنشطته؟ لدينا مظاهرات ومسيرات وفعاليات احتجاجية دائمة في كل دول العالم الآن، لتوصيل رسالة للعالم أنكم ترون المصريين يهلكون ويتم التنكيل بهم وانتم صامتون، وكان اخرها مسيرة حاشدة بالسيارات تم تنظيمها في بريطانيا، يوم الاثنين الماضي، ضد الانقلاب العسكري، وقد شارك معنا العديد من الأطياف، وهذا أمر لا يخالف التقاليد أو الأعراف البريطانية، بل علي العكس نحن نحصل علي تصريح مسبق بالفعاليات التي نقوم بها، ومنها مظاهرات أمام السفارة المصرية في بريطانيا، وأمام مقر رئاسة الوزراء البريطاني، لتوصيل رسائل بعينها، فهذا شيء مباح وطبيعي في بريطانيا، وهو تحت مظلة القانون، ونحن لا نخالف القانون نهائيا، وهذا الأمر موجود في باقي دول العالم. وهل أنتم علي تواصل مع حكومات أو منظمات أو جهات دولية؟ نحن نلتقي أسبوعيا بعدد من نواب البرلمان البريطاني وكذلك في النمساوالمانيا وفرنسا والسويد وأمريكا وجنوب أفريقا وكندا والعديد الدول الغربية، فهناك تواصل دائم بين التحالف وائتلافات المصريين بالخارج مع العديد من المسئولين في هذه الدول المختلفة، ويوم السبت الماضي كان هناك مؤتمرًا في النمسا، حيث تقام العديد من المؤتمرات الصحفية الدولية التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ولا نكل ولا نمل، وهذا علي المستوي السياسي والإعلامي. وعلي المستوي القانوني، فنحن قمنا برفع قضية في المحكمة الجنائية الدولية، وهناك قضايا كثيرة أخري ضد العديد من الشخصيات الانقلابية في العديد من المحاكم العادية وأقسام الشرطة الخارجية، بحيث تكون هناك صعوبات كثيرة حينما تذهب هذه الشخصيات الانقلابية المجرمة إلي أمريكا أو الاتحاد الأووربي، وهذا علي الجانب الحقوقي والقانوني. بالاضافة إلي التواصل مع كافة المنظمات الحقوقية الدولية الكبيرة، حيث نتجاوب ونتفاعل معهم ونحثهم علي إصدار قرارات وبيانات تدين الانتهاكات الجمة التي ترتكبها سلطات الانقلاب لفضحها في الداخل والخارج، وهذا التواصل بشكل دائم ومستمر، لأن الانتهاكات والتجاوزات التي تحدث يومية وعلي مدار الساعة. هناك من شكك في إمكانية قبول الدعاوي الدولية التي ترفعونها خاصة لدي المحكمة الجنائية الدولية ضد رموز السلطة في مصر.. فهل هذا صحيح وإلي أين وصلت قضيتكم؟ هناك صعوبات بالفعل، لأن القضية أخذت صبغة سياسية كبيرة جدًا، لكن هل سنتجاوز هذه الصعوبات؟، فطبقا للقانون الدولي وللمعايير الدولية سوف نتجاوز هذه الصعوبات ونعمل علي ذلك بالفعل، لأننا نملك أدلة وبراهين و"جبال من المستندات" التي تدين وتفضح السلطة الانقلابية في مصر. والمسئولين في المحكمة الجنائية الدولية في الحقيقة يشعرون دائما أننا نضعهم في حرج، فكل ما يطلبوه منا سرعان ما نقدمه وبشكل موثق تماما، والنائب العام للمحكمة الجنائية الدولية رغم محاولاته لعرقلتنا إلا أنه كلما يطلب منا أي شيء نلبيه فورًا، ونعطيه أكثر مما يطلب، ولذلك سوف نتجاوز طلباتهم الكثيرة، لأن لدينا كل المستندات التي تفي بقبول هذه الدعوي. وربما تكون هناك نتائج قريبة تشفي صدر الشعب المصري ستكون في المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي في هولندا، وننتظر في لحظة ما قريبة أن يتم قبول الدعوي المرفوعة ضد الانقلابيين بشكل تام، ونحن نعمل علي ذلك ونبذلك جهودًا في هذا الأطار رغم أنهم ما زالوا يطلبون الكثير من الطلبات، ونحن نستجيب لكل طلباتهم. وكيف تنظر لطريقة إدارة التحالف للأزمة المصرية سواء داخليا أو خارجيا خاصة أن هناك بعض الانتقادات لأداء التحالف؟ المشكلة الأساسية تتمثل في صعوبة التواصل بين الجميع، فهناك تواجد لبعض القادة دول ودول أخري، فالتواصل ليس سهلا، حتي لبنان التي كنا نشعر أن بها حرية تلقي القبض علي بعض الإخوان وغادر منها طاقم فريق قناة أحرار 25( المنتمية للإخوان)، وبالتالي فهناك صعوبة، لأننا نعمل في أجواء وظروف ليست سهلة أو طبيعية، كما أن الحركة بها بطيء إلي حد ما، لكن نعمل علي نتجاوز هذه الأمور لتنضبط كل التحركات. وهل نستطيع القول أن لا توجد الآن فرص للوصول لحل سياسي للأزمة؟ علي الرحب والسعة، فلسنا فرحين بالدماء أو أعداد المعتقلين في السجون، وإذا ما تقدم أي إنسان بمبادرة معقولة لحقن الدماء والإفراج عن كل المعتقلين، ومحاسبة كل من قتلوا الشعب المصري، فلا مانع، لكن لابد قبل الحوار تجري هذه الأمور أولا، فدماء الشهداء لا من محاسبة القتلة عليها، والمعتقلين لابد من الافراج الفوري عنهم. أخيرا.. ما هي توقعاتك لما ستئول إليه الأوضاع خلال الأيام المقبلة؟ لن يضيع حق ورائه مطالب، وأنا شخصيا منبهر من شباب وطلاب ونساء مصر، وكل الفئات الذين هم صامدين في وجه الانقلاب لمدة 9 شهور دون كلل أو ملل أو إحباط، فهناك اصرار كبير علي كسر الانقلاب، ولا تراجع عن ذلك، وأشعر بأنني استحي من نفسي، فهذا النضال والصمود من الشباب والنساء والشعب ككل رغم تخويفهم بالقتل والاعتقال والاغتصاب والأحكام القضائية الظالمة التي لم نمسع عنها حتي في محاكم سكسونيا التي لم تصدر مثل هذه الأحكام، ورغم كل ذلك فالشعب صامد لا يخشي في الله لومة لائم، والله عز وجل لن يضيع أجر هؤلاء، والنصر قادم لا محالة، والأمر كله أصبح مسألة وقت فقط، وكما يقول الله:" أنما النصر صبر ساعة".