ثمّن مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية وممثلها بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في الخارج ومنسق التحالف في تركيا، موقف الاتحاد الإفريقي الواضح والرافض لعودة "الانقلابات العسكرية" من السيطرة على المشهد السياسي في القارة السوداء، مطالبًا إياه بالثبات والاستمرار في دعم "إرادة الشعوب"، لافتا إلي أنهم على تواصل مستمر مع الاتحاد مباشرة، ومع دول القارة كذلك، حيث قاموا بزيارات لعدد من الدول مثل جنوب أفريقيا والسنغال ونيجيريا . وكشف – في حوار خاص ل"الشرق"- عن أنهم يرتبون حاليا للقيام بجولة أخرى داخل القارة الإفريقية، مستبعدًا أن تكون هناك خطوات للتقارب بين الاتحاد الأفريقي والانقلاب العسكري في مصر، مؤكدا أن تحركات الاتحاد الإفريقي يريدون من خلالها التعرف على مدى رفض الشارع المصري ل"الانقلاب"، وفي الحقيقة موقف الشارع هو المؤثر الفعلي في موقف الاتحاد الإفريقي وغيره . وقال : أمريكا هي الخاسر الأكبر في هذه معركة مصر ، حيث افتضح أمرها للجميع، فهي تعلن مناصرتها للحرية والديمقراطية، وفي ذات الوقت تدعم القمع والقتل والانقلاب على إرادة الشعوب، وأي زعم أن أمريكا تدعم التحالف باطل، فأمريكا تدعم الانقلاب سراً وجهرا، ليلا ونهارا، ماديا ومعنويا، لكنها لا تريد أن تخسر كل شيء إذا ما انتصرت الثورة المصرية، وبالتالي تترك الباب مواربا أحيانا مع القوى الثورية عموما والتحالف خصوصا . وعن قرار بريطانيا بإجراء تحقيقات حول نشاط "الإخوان"، قال:" موقف بريطانيا الأخير أكد أن الدعم الخليجي للانقلاب ليس كافيا لضمان استمراره، فاضطروا لتحريك أطراف أخرى حتى يضغطوا على جماعة الإخوان المسلمين ويجبروهم على الجلوس على طاولة المفاوضات وتهدئة الحراك في الشارع المصري، وهذه ألاعيب معروفة لدى الجميع، وهؤلاء لم ينتبهوا بعد أن الإخوان جزء من التحالف، والتحالف جزء من الرافضين للانقلاب الساعين لإسقاطه، وأي استجابة من الجماعة لهذه الضغوط سيفقدها مكانتها ووضعها في قلوب أتباعها قبل حلفائها، وإن كنت لا أظن أنهم سيحظرون نشاط الجماعة عندهم (لأن هذا يضرهم أولا)، لكن الغباء المسيطر على داعمي الانقلاب جعلنا نتوقع أي شيء" . وإلي نص الحوار: هل كنت تعتقد أن تئول الأوضاع إلي ما آلت إليه بعد 30 يونيو ؟ ما حدث في 30 يونيو هو نتيجة طبيعية لوجود فريقين أحدهما يخطط والآخر ينظر تحت قدميه، فالعسكر والدولة العميقة وضعوا مخططا بعد 11 فبراير 2011 للوصول إلى ما حصل في 30 يونيو 2013 (وإن تغير سقفه الزمني بحسب الواقع)، كانت أهدافهم من هذا المخطط واضحة لكل متابع دقيق للأحداث . وهذه الأهداف هي : تفريق القوى الثورية المختلفة أيديولوجيًا ، و إيجاد حالة صراع وتنافس بين الإسلاميين بحيث ينشغلون ببعضهم، وينفض الناس من حولهم ، و إشعار القوى الثورية الغير إسلامية بأن الإسلاميين خدعوهم وسرقوا الثورة منهم . وفي المقابل، كانت سذاجة رفقاء الثورة فوق المتوقع، فلم يضعوا خطة لحماية الثورة والحفاظ على مكتسباتها، ولم يحرصوا على تطهير مؤسسات الدولة (خاصة الأمنية والقضائية)، وصنعوا من كل خلاف سياسي بينهم مشكلةً وأحيانا معركة وحربا!!! وارتمت الجماعات الإسلامية الكبرى في أحضان العسكر والدولة العميقة (الذين هم أعداء الثورة)، فضللوهم وأوهموهم أنهم يريدون الإصلاح، ولكن بالتدريج، وتم عزلهم عن رفقاء ثورتهم، وبعدما تأصل العداء وتجذر (بفعل عوامل متعددة)، تم استعمال كل الأدوات في وقت واحد ضد الثورة ومكتسباتها (الغالبية كانت تفهم هذا جيدا، والبعض كان مخدوعا) . ومن الذي يتحمل مسئولية ما وصلنا إليه؟ أرى أن العسكر بدمويتهم ووحشيتهم، ثم "الإخوان" بسذاجتهم المنقطعة النظير، هم من يتحمل النصيب الأكبر من مسئولية ما وصلنا إليه. وما تقييمك للدور الذي لعبه المجلس العسكري منذ 25 يناير؟ المجلس العسكري (حامي حِمَى الثورة) حاصر القاهرة يوم الثلاثاء 1 فبراير ومنع الثوار من دخول ميدان التحرير ، ثم فتح الميدان يوم الأربعاء 2 فبراير (موقعة الجمل) للبلطجية والمجرمين ليقتلوا الثوار ، وهو ايضا حمى حسني مبارك من بطش الشعب به يوم 11 فبراير، ومازال يحميه. كما أن المجلس العسكري قمع كل التحركات التي كانت تستهدف تطهير مؤسسات الدولة من الفسدة واللصوص ، و حصلت في عهده مجازر لا يشك عاقل أنها من تدبيره وتخطيطه ، كما أنه حافظ على أمن الدولة ومنع إسقاطها بالكلية (فقط استبدل الاسم بالأمن الوطني ) ، كما حافظ على الكتلة الفاسدة المسيطرة على منظومة القضاء ليسهل توجيهها ، ومكن النظام القديم (الجديد) من إعادة تنظيم صفوفه والسيطرة على مفاصل الدولة ، وبالتالي فالخلاصة هي أن : المجلس العسكري هو العدو الأول لثورة 25 يناير . وهل تعتقد أن المعركة ستأخذ وقتا طويلا أم تنتهي قريبا.. وهل هي صفرية بالفعل؟ أظن أن المعركة ستستغرق بعض الوقت، ولكنه ليس طويلا، كما أظن أن جرائم العسكر المتتابعة جعلتها صفرية، وأغلقت الأفق السياسي، والجميع الآن قد وصل إلى مرحلة اللارجعة. - هناك من يصف الأزمة الحالية بأنها صراع علي السلطة.. فكيف يمكن للتحالف إثبات عكس ذلك؟ المعسكر المطالب بعودة الشرعية فيه (بل أكثره) فصائل لم تكن في السلطة وقت الانقلاب، فالتحالف الوطني لدعم الشرعية مكون أساسا من عشرة أحزاب بينها خلاف سياسي، ولم يكن منها في السلطة سوى حزب الحرية والعدالة، مع بعض أفراد من حزبين أو ثلاثة أخرين، علما بأن التحالف هو أحد الكيانات التي تتحرك للمطالبة بعودة الشرعية وإسقاط الانقلاب، وهناك (علماء ضد الانقلاب، فنانون ضد الانقلاب، شباب ضد الانقلاب، صحفيون ضد الانقلاب، نساء ضد الانقلاب.. إلخ) فما علاقة هؤلاء بالسلطة أو الصراع عليها؟! كما أن السعي للسلطة من أجل إقامة العدل ودفع الظلم ليس عيبا بل واجب ديني ووطني وأخلاقي. هناك ما يعرف ب"الميدان الثالث" الذي يرفض العسكر والإخوان.. كيف تنظرون له في ظل رفضهم التنسيق معكم مطلقا؟ هذا كلام يدل على سوء فهم للواقع، ونحن (الجبهة السلفية) لسنا من "الإخوان"، وقد كنا مع هؤلاء وكانوا معنا في العديد من التحركات، لكن "الإخوان" وصلوا إلى الحكم عبر الصندوق، والعسكر يسيطرون عليه بقوة السلاح، فليس من الإنصاف التسوية بين الطرفين، وعلى كلٍّ نحن لا نمانع من أن تكون لهم تحركات تهدف إلى إسقاط الانقلاب العسكري وعودة الإرادة الشعبية لتكون حكما بين الجميع، سواء قاموا بالتنسيق معنا أو لا، علما بأننا منفتحون على الجميع دون أن نتنازل عن ثوابتنا الظاهرة من خلال اسم تحالفنا (دعم الشرعية ورفض الانقلاب) . كيف تري موقف أمريكا.. البعض يقول أنها داعمة للتحالف ؟ أمريكا هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة، حيث افتضح أمرها للجميع، فهي تعلن مناصرتها للحرية والديمقراطية، وفي ذات الوقت تدعم القمع والقتل والانقلاب على إرادة الشعوب، فالديمقراطية عندهم هي تنفيذ إرادة الأغلبية، لكنهم يريدونها في الدول ذات الأغلبية المسلمة [تنفيذ إرادة الأقلية]، وأي زعم أن أمريكا تدعم التحالف باطل تماما، فأمريكا تدعم الانقلاب سراً وجهرا، ليلا ونهارا، ماديا ومعنويا، لكنها لا تريد أن تخسر كل شيء إذا ما انتصرت الثورة المصرية، وبالتالي تترك الباب مواربا أحيانا مع القوى الثورية عموما والتحالف خصوصا، وعامة من يشيعون أن أمريكا داعمة للتحالف هم مدفوعون أصلا ومأجورون من قِبَل أمريكا. وماذا عن موقف الاتحاد الاوروبي خاصة بعد ظهور دعمهم للانقلاب وانتخابات الرئاسة ولقاء اشتون مع السيسي ؟ الاتحاد الأوروبي شأنه شأن أمريكا، لأنه يدار في الحقيقة من قِبَل حلفائها (إنجلترا وفرنسا) وصوت الدول الداعمة للديمقراطية فيه خافت وغير مؤثر. هل تتوقع حظر بريطانيا نشاط جماعة الإخوان رسميًا بعد قرارها بإجراء تحقيقات عاجلة حول نشاط "الإخوان" ؟ وما تاثير ذلك عليكم ؟ موقف بريطانيا الأخير أكد عندنا في التحالف أن الدعم الخليجي للانقلاب ليس كافيا لضمان استمراره، فاضطروا لتحريك أطراف أخرى حتى يضغطوا على جماعة الإخوان المسلمين ويجبروهم على الجلوس على طاولة المفاوضات وتهدئة الحراك في الشارع المصري، وهذه ألاعيب معروفة لدى الجميع، وهؤلاء لم ينتبهوا بعد أن الإخوان جزء من التحالف، والتحالف جزء من الرافضين للانقلاب الساعين لإسقاطه، وأي استجابة من الجماعة لهذه الضغوط سيفقدها مكانتها ووضعها في قلوب أتباعها قبل حلفائها، وإن كنت لا أظن أنهم يحظرون نشاط الجماعة عندهم (لأن هذا يضرهم أولا)، لكن الغباء المسيطر على داعمي الانقلاب جعلنا نتوقع أي شيء. هل تغير موقف الاتحاد الأفريقي كما تدعي السلطة في مصر من الانقلاب ؟ أولا: نحن نثمن موقف الاتحاد الإفريقي الواضح الرافض لعودة الانقلابات العسكرية من السيطرة على المشهد السياسي في القارة السوداء، ونحن إذ نشكر له ذلك.. نطالبه أيضاً بالثبات والاستمرار في دعم إرادة الشعوب، ونحن على تواصل مستمر مع الاتحاد مباشرة، ومع دول القارة كذلك، حيث قمنا بزيارات لعدد من الدول مثل جنوب أفريقيا والسنغال ونيجيريا، ونرتب حاليا للقيام بجولة أخرى داخل قارتنا الإفريقية، ولا أعتقد أن هناك خطوات للتقارب بين الاتحاد الأفريقي والانقلاب، وهذه التحركات هم يريدون من خلالها التعرف على مدى رفض الشارع المصري للانقلاب، وهذا في الحقيقة (موقف الشارع) هو المؤثر الفعلي في موقف الاتحاد الإفريقي وغيره.