مستشفى الأحرار بالزقازيق هو أحد المستشفيات الحكومية التى تم افتتاحه عام 2006 فى عهد المخلوع، لكن العلاج داخل المستشفى يعد رحلة من العذاب والمعاناة قد تكلف المريض حياته؛ لأنها باتت خرابات ومأوى للقطط ومستنقع أمراض تصيب من يقترب منها. المستشفيات الحكومية فى الشرقية ماتت إكلينيكيا ولا يبقى إلا إعلان الوفاة ومراسم الدفن؛ فلا أجهزة ولا أطباء ولا علاج ولا أى شىء يمكنها أن تقدمه إلى المرضى الفقراء الذين لا يجدون بديلا. كاميرا «الشعب» رصدت 24 ساعة داخل المستشفى لتتعرف أبرز المخالفات من إهمال الأطباء وأكوام القمامة على الأرض وانعدام النظافة داخل المستشفى والإهمال فى أرواح الناس. فى البداية ذهبنا إلى قسم الاستقبال والطوارئ الذى شاهدناه خاليا تمام من الأطباء وأشبه بالمقابر، انتظرنا فى القسم فترة قليلة، رأينا شخصا مصابا بطلق نارى يدخل المستشفى فى حالة خطيرة ولا يوجد أحد من الأطباء لإسعافه وبعد نحو 15 دقيقة أتى طبيب وطلب من أهل المصاب 7 أكياس دم! لم يكن مع المصاب سوى 4 أشخاص من أقاربه، وكانوا كبار السن لا يصلحون للتبرع، فقاموا بشراء كيسين من بنك الدم الخاص بالمستشفى، سعر الكيس 120 جنيها، ورفض المستشفى إعطاءهم بقية الأكياس، وظل المصاب ينزف حتى بعد وصوله إلى المستشفى نحو نصف ساعة. بعد هذه الحالة أتى رجل مصاب بإصابات خطيرة فى مشاجرة، ولم يجد أطباء، قام أهله بإرجاعه مرة ثانية إلى السيارة وذهبوا به إلى مستشفى آخر. وبعد نحو نصف ساعة جاءت سيدة مريضة فى حالة خطيرة إلى المستشفى، لم تجد أطباء لتوقيع الكشف الطبى عليها، وعندما سأل أهلها عن الأطباء، أجابهم ممرض قائلا: إن جميع أطباء المستشفى يشاهدون مباراة كرة قدم! ما أثار حفيظة الأهالى وكادوا يحطمون قسم الاستقبال بأكمله. وفى أثناء تجولنا فى المستشفى لفت نظرنا مشهد ينم عن واقع مرير داخل مستشفى الأحرار.. أسرة بأكملها تجلس على الأرض فى طرقات القسم، وولد صغير يجلس على (كرسى متحرك) وبجانبه باقى أفراد أسرته جالسين على الأرض يتناولون الطعام فى مشهد غريب بمستشفى من المفترض أن يراعى حالة المرضى ويوفر لهم الرعاية الصحية والنفسية، هيئة المرضى تدل على أنهم فى أشد الحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية؛ فمعاملة الممرضات سيئة للغاية مع المرضى، فهن يتعاملن معهم بشدة. دورات المياه.. حدث ولا حرج؛ فهى غير نظيفة ولا تصلح للاستخدام، وتزيد المريض مرضا والأدوات المستخدمة للطعام ملقاة بدورات المياه فى صورة سيئة للغاية، وفى أثناء سيرى فى المستشفى لا أحد يسألنى من أنت ولا أين أنت ذاهب. وجدت ممرضة قمت بسؤالها عن الأطباء، فقالت: لا يوجد دكتور فى المستشفى وجميع الأطباء ذهبوا إلى عياداتهم الخاصة. وعندما قلت لها إن أخى مصاب وهو الآن فى قسم الاستقبال قالت: (خد أخوك وروح بيه مستشفى تانية علشان مفيش دكاترة). القمامة ملقاة فى كل ركن من الأركان، وبعض الأشخاص يدخنون السجائر دون وجود من يراقبهم أو ينبههم إلى وجود مرضى فى حاجة إلى الهدوء والراحة وأن هذا يضر بصحة المرضى. المستشفى مكتظ بالباعة الجائلين الذين يبيعون مختلف أنواع المشروبات. تحول المستشفى إلى مجموعة من البائعين الذين يتجولون داخله بلا ضابط أو رابط. أما عن الأمن فى المستشفى فلا يوجد تأمين للمستشفى، ما يعرض حياة المرضى للخطر فى ظل حال الانفلات الأمنى التى نعيشها، من الممكن أن يتم سرقة أى شىء من المستشفى بكل سهولة، فأنا لا أعرف سر البقاء حتى الآن على وكيل وزارة الصحة بالشرقية دكتور إبراهيم هنداوى بعدما أثبت فشله الذريع فى قيادة المنظومة الصحية بالمحافظة، ولا بد من محاسبة مدير المستشفى الدكتور أحمد عبدالله ووكيل المستشفى الدكتور عصام فرحات – على الإهمال الذى يتعرض له المستشفى والمرضى؛ فهم لا يعملون على الإطلاق ويكتفون بالجلوس كل يوم بمكاتبهم، وأظهروا لكل من يرى المستشفى من الخارج أنه يشبه مستشفيات أوروبا.