الأعلى للإعلام يعقد غدًا اجتماعًا مع أعضاء مجلس نقابة الصحفيين    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 7 قرارات على مساحة 897 م2 بمركز الرياض    وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي    أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا تطورات الهجمات الأخيرة على إيران    رئيس أركان جيش الاحتلال: حملتنا مستمرة ولدينا أهداف لم تضرب بعد في إيران    فينسيوس يقود تشكيل ريال مدريد أمام باتشوكا في كأس العالم للأندية    محافظ كفر الشيخ يهنئ أبطال التايكوندو لحصدهم 124 ميدالية في بطولة الدلتا للبومزا    عواصف ترابية تضرب مدن الوادي الجديد وتعيق الرؤية على الطرق السريعة.. فيديو    محكمة جنايات المنصورة تحكم بالسجن المشدد من 5 إلى 7 سنوات، على 3 موظفين بمركز معلومات شبكات المرافق بمحافظة الدقهلية وعزلهم من الوظيفة لاختلاسهم مبلغ 6 ملايين و650 ألف جنيه مع رد المبلغ المختلس    فيديو ترويجي لفيلم "أحمد وأحمد" يشعل الجدل: كوميديا أم أكشن؟ الجمهور يترقب 2 يوليو    القضية.. أغنية من جمهور الرجاء البيضاوي بالمغرب دعما لفلسطين    بغداد وأنقرة تبحثان تصدير النفط العراقي عبر الأراضي التركية    كرة القدم فى زمن ترامب وإنفانتينو!    مزاح برلماني بسبب عبارة "مستقبل وطن"    خبير استراتيجي: إيران لن تجلس على مائدة المفاوضات وهي مهزومة    وظائف خالية اليوم.. المؤسسة القومية لتنمية الأسرة تطلب أفراد أمن وسائقين    قرار وزارة جديد يُوسع قائمة الصادرات المشروطة بتحويل مصرفي مُسبق عبر البنوك    وزارة المالية تكرّم شركة ميدار للاستثمار لدورها في دعم وتحديث المنظومة الضريبية    «مبقاش تحليل.. ده خناقة».. الغندور ينتقد سيد عبدالحفيظ وميدو بسبب لاعبي الأهلي    وزارة النقل: جار تنفيذ 17 محورا مروريا على نهر النيل    بسباق الصناعة النظيفة.. الحزام الصناعي الجديد بالأسواق الناشئة يتجه لتجاوز أكبر اقتصادات العالم    المشدد 5 سنوات ل عامل هدد فتاة بنشر صورها على «فيسبوك» بالقليوبية    جثة ومصاب سقط عليهما سور حمام سباحة فيلا بالرحاب    مصرع عامل في تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين بقنا    البنك المركزي: تعطيل العمل بالبنوك الخميس 3 يوليو بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو    «ميدان ملك القلوب».. وزير الصحة يشهد حفل الإعلان عن تدشين تمثال السير مجدي يعقوب    خبير للحياة اليوم: الضربات الأمريكية عكست جديتها فى عدم امتلاك إيران للنووى    5 أبراج تحب الليل والهدوء.. هل أنت منهم؟    محمد شاهين برفقة الطفل على من تكريم أبطال لام شمسية ويعلق عليها: روح قلبي    الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانات سلوك محرم يهدر الحقوق ويهدم تكافؤ الفرص    عميد قصر العيني يعلن إصدار مجلة متخصصة في طب الكوارث    للتوعية بالموت القلبي المفاجئ.. وزير الصحة يشهد إطلاق مبادرة "بأيدينا ننقذ حياة"    دراسة صادمة: أضرار غير متوقعة للقهوة سريعة التحضير على العين    جوارديولا يكشف عن وجهته المستقبلية    "اشتروا هدوم وكوتشيات".. رسالة قوية من شوبير على خروج لاعبي الأهلي من المعسكر    مشوار استثنائي حافل بالإنجازات .. ليفربول يحتفي بمرور 8 سنوات على انضمام محمد صلاح وبدء رحلته الأسطورية    بدء أعمال جلسة الشيوخ لمناقشة ملفات التنمر والتحرش في المدارس    رئيس "الشيوخ" يحيل تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة -تفاصيل    "حماة الوطن": اختيار المعلمين المؤهلين ضرورة لبناء جيل قادر على تطوير مصر    إيرادات السبت.. "ريستارت" الثاني و"في عز الضهر" بالمركز الثالث    أحمد عزمي يكشف مصير فيلم «المنبر»| خاص    تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع الأمين العام للاتحاد الافريقي    محمد علي مهاجمًا محمد حسان بسبب إقامته عزاء لوالدته: تراجع عما أفتيت به الناس في الماضي    "انفجار أنبوبة غاز السبب".. النيابة تحقق في حريق سوق فيصل    الأرصاد الجوية : الطقس غدا شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة والعظمى بالقاهرة 35 درجة    ضبط المتهمين بتسلق طائرة هيكلية في الشرقية    وزير التعليم العالي ومجدي يعقوب يشهدان بروتوكول بين جامعة أسوان ومؤسسة أمراض القلب    هيئة الرعاية الصحية تطلق برنامج "عيشها بصحة" لتعزيز الوقاية ونمط الحياة الصحي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    الكهرباء تحذر: 7 عادات يومية ترفع فاتورة الكهرباء في الصيف.. تجنبها يوفر الكثير    خامنئي يبدأ مسار تسليم الراية.. كيف تختار إيران مرشدها الأعلى؟    "حياة كريمة" تقترب من إنجاز مرحلتها الأولى بتكلفة 350 مليار جنيه.. أكثر من 500 قرية تم تطويرها و18 مليون مستفيد    غسلو 90 مليون جنيه.. سقوط شبكة خطيرة حاولت تغطية جرائمها بأنشطة وهمية    كورتوا: لا نلتفت للانتقادات وعلينا الفوز على باتشوكا لانتزاع الصدارة    الحرس الثوري الإيراني: القدرات الأساسية للقوات المسلحة لم يتم تفعيلها بعد    النسوية الإسلامية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا): مكانة الأسرة.. فى الإسلام والمجتمع! "130"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 22-6-2025 في محافظة قنا    وزير الخارجية الإيراني: واشنطن انتهكت القانون الدولي وإيران تحتفظ بحق الرد    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محررة «الصباح» ترصد معاناة الناس الغلابة 7 أيام في مستشفيات الحكومة

مستشفى «الدمرداش» تتحول لفندق لأهالى المصابين مقابل 30 جنيها فى الليلة
مرضى يتاجرون بأوجاعهم مقابل 5 جنيهات فى الساعة
«صراصير» وقطط و«نفايات طبية» فى غرف الإنعاش.. طلاب الامتياز: الكلية خدعتنا للحصول على أموالنا
نقيب الأطباء السابق: قلة الموارد سبب الإهمال ويجب زيادة ميزانية الصحة
الممرضات: الحكومة خدعتنا وسحبت مشروع الكادر بعد إقراره بشهر ونصف
بالطو أبيض وسماعة.. هما كل ما يلزم لاختراق مستشفيات الحكومة التى تعيش حالة من الفوضى، لم يشفع لها زمن النهضة الإخوانية التى تعيشها البلاد، تلك النهضة التى وعد بها الرئيس محمد مرسى، مؤكدًا أن الشعب سيشهد حالة من الرخاء والرقى حال فوزه بمقعد الرئاسة، غير أن الأوضاع ازدادت سوءًا فوق حالتها، إلا أن أكثر ما عانت البلاد منه هو الإهمال فى صحة الشعب، الذى يبدو أنه لن ينصلح فى قبل مرور فترة طويلة من الزمن.
بالطو أبيض وسماعة، تستطيع بهما ممارسة حلم فشلت فى تحقيقه، بعد أن حالت بينك وبينه درجات الثانوية العامة.. تستطيع أن تكتشف حياة الأطباء فى مستشفيات الحكومة، وما يحظون به من مكانة اجتماعية.
«الصباح» خاضت التجربة ورصدت أوجاع المرضى، فى مستشفيات الحكومة، وكم الأخطاء القاتلة والإهمال الذى يسيطر عليها، بداية من استغلال بعض السماسرة لأوجاع المرضى، وبيع أمراضهم لطلاب كليات الطب، لجلب بعض الأموال مقابل السماح للطلاب بفحص أجسادهم الملقاة على أسرة بالية، تصيب من يعتليها بالمرض، ويصل ما يدفعه الطلاب خلال فترة دراستهم 21 مليونا و600 ألف لممارسة مهنة الطب فى أجساد المرضى التى تركت عرضة لأعين طلاب تنتهك حرمتها على أمل أن يعطف عليهم أحد بجرعة دواء طال انتظارها.
جولة «الصباح» كشفت انتشار الحشرات والصراصير فى جميع طرقات وحجرات مستشفى «الدمرداش»، حتى انتشرت وسط الأدوية، بخلاف انتشار الحيوانات الضالة مثل الكلاب والقطط، بين حجرات الكشف، دون رقابة.
أسبوع كامل قضته «الصباح» لرصد الانهيار الكامل الذى ضرب المنظومة الصحية بمستشفيات الدمرداش وقصر العينى، تجولت خلالها بمطلق الحرية، دون رقابة من أحد، دخلت خلالها جميع الغرف، وتفحصت مرضى، بعد أن أخبرت من تشكك فى أمرها بأنها «طبيب امتياز»، وكان للكلمة وقع السحر على الأطباء، الذين استغلوا هذا الوافد الجديد ليغطوا فى نومهم أو لرفع بعض العبء عنهم.
ووفقا لإحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد المستشفيات الحكومية 660 مستشفى، ورصد تقرير صادر عن مركز الأرض لحقوق الإنسان وجود عجز فى الأدوية بنسبة 52% فى المستشفيات الحضرية، وترتفع النسبة إلى 82% فى المناطق الريفية، وبلغ نقص المعدات الطبية إلى 51% فى الحضر، و70% فى الريف، وبالنسبة للأطباء الإخصائيين فقد وصلت نسبة العجز 36% فى الحضر و80% فى الريف.
اليوم الأول: مستشفى الصبح وفندق بالليل
كان العائق الوحيد فى اليوم الأول هو الدخول، من بوابة مستشفى الدمرداش، وحيث إن وجهنا لم يكن مألوفًا لأمن المستشفى، فقد كان العائق أكبر.. رهبة كبيرة انتابتنا ونحن نخطو أولى خطواتنا نحو المستشفى، غير أن ابتسامة من أمن المستشفى، فور مشاهدته للبالطو الذى نرتديه، والسماعة التى تدلت من رأسنا، كانت كفيلة بإزالة الرهبة، قبل أن يرحب بنا الأمن «مفتول العضلات» بعبارة «أهلا يا دكتورة»، بعد أن منع المرضى من المرور، انتظارًا لعبور «سيادة الدكتورة».
فى الليلة الأولى داخل المستشفى اكتشفنا أن «أفراد الأمن مفتولى العضلات» أجبروا أهالى المرضى على دفع «رشوة» أو إتاوة مقابل المبيت فى المستشفى، مخالفة للقواعد، بعد أن وضعوا تسعيرة قيمتها 30 جنيهًا.
«الصباح» اقتربت من م .ف، أحد مرضى قسم الباطنة بالمستشفى، الذى قال: «يدفع أخى 3 جنيهات ثمن التذكرة، وعندما تعلن الساعة الثامنة دقاتها، يأتى رجال الأمن ويجبروه على مغادرة المستشفى، بدعوى عدم قانونية المبيت إلا للمرضى، ونظرا لعدم توافر ممرضين بالمستشفى ليلًا، وخطورة حالتى، يصمم أهلى على المبيت معى، الأمر الذى يجعل أهلى يضطرون لدفع الإتاوة التى يفرضها الأمن علينا وهى 30 جنيهًا، ومن يرفض الدفع يكون مصيره الطرد والنوم على الرصيف المقابل للمستشفى».
وتؤكد سمية أحمد، طالبة بالفرقة الخامسة بكلية طب عين شمس: «اضطرار أهالى المرضى لدفع الإتاوات، بسبب اختفاء الممرضين من المستشفى ليلًا ما يجعلهم يخافون على أقاربهم من حدوث مضاعفات لهم، خاصة أنه لا يوجد من يتابع حالتهم أو يتولى إعطاءهم الأدوية، وتركهم دون متابعة».
وتضيف: «غالبية من يتردد على المستشفى أميون يجهلون القراءة والكتابة، الأمر الذى يشكل خطورة عليهم إذا تعاطوا أدوية فى غير مواعيدها أو تناول أدوية بالخطأ، لذا فإن الأمرضى يعزفون عن تعاطى الأدوية، إذا لم يكن معهم مرافق، يتولى تنظيم هذه العملية»، موضحة أن اختفاء الممرضين فى المستشفى واضح جدا، حيث كثيرا ما تجد أشخاصا يجرون ويلاحقون بعضهم ويتساءلون: «ماشفتش المرضى؟ الراجل بيموت يا ناس، يا عالم ارحمونا»، وهو ما يجعل الأهالى يضطرون للمبيت مع ذويهم خشية ورهبة أن ينالهم مكروه أثناء نوم الممرضين فى بيوتهم، تاركين البسطاء يواجهون مصيرهم المحتوم.
اليوم الثانى: «الصباح» طبيب امتياز معتمد بقرار رسمى
بعد انتهاء اليوم الأول، أصبح الأمر أكثر سهولة علينا فى دخول المستشفى الذى حرصنا على منح «عمال الأمن» به ابتسامة حتى لا نتعرض للإيقاف، فقد كنا لا نزال نعانى من بعض الخوف، الذى اكتشفنا أنه لم يكن فى محله.
فى اليوم الثانى اصطففنا فى طابور مع طلاب كلية الطب، بعد أن ارتدينا البالطو الأبيض، وما هى إلا لحظات حتى طالبنا أحد الأطباء القدامى بحجز موعد لأحد المرضى فى قسم «أشعة الرنين»، وانطلقنا من فورنا على غرفة الحجز، وما هى إلا لحظات حتى حصلت على الموافقة، وأعدت الأوراق مرة أخرى للطبيب، وتكرر هذا فى الأيام التالية، حيث كُلفت «الصباح» بجلب عينات دماء من أحد بنوك الدم بالمستشفى، رغم أنها وظيفة العمال والممرضين، إلا أن القائم الفعلى بها هو طالب الامتياز، الذى ومن المفترض أنه التحق بالمستشفى لتنفيذ برنامج تدريبى مشدد يجتاز بعده اختبارا تقييميا يحدد ما إذا كان مؤهلا لمزاولة مهنة الطب من عدمه، غير أن هذا لم يكن موجودا، وكان واضحا أن طلبة الامتياز يضطرون لمجاراة نواب الجامعة، ولا يرفضون لهم طلبا حتى يحصلوا على شهادة باجتياز سنة الامتياز.
مع نهاية اليوم الثانى كنا قد اكتسبنا خبرة كبيرة بعد أن اكتشفنا خريطة المستشفى، الذى أصبح واضحا أمامنا وحفظنا أماكن الغرف والأقسام، وتعرفنا بالفعل على أسماء بعض أطباء الامتياز، والمرضى، وأهاليهم.
اليوم الثالث: الدواء فيه صراصير
فى يومنا الثالث كان الالتحام بالمرضى ومشاركتهم معاناتهم ورؤية أوجاعهم الخطوة الأكبر لنا فى ذلك المستشفى، ففى السابق كان يتم معاملتنا باعتبارنا طلاب امتياز، وظيفته جلب عينة دماء من بنك الدم، أو حجز تذكرة لمريض، أما الآن وبعد مرور يومين فقد اكتسبنا خبرة التعامل مع المرضى، فتغيرت المعاملة لنا بعد أن أصبح وجهنا مألوفا للجميع أطباء ومرضى وأمن.
كانت الخطوة الأهم فى هذا اليوم هو وصف الدواء للمرضى الذين تهاتف ذويهم علينا يستعطفوننا لإنقاذ أو تشخيص مرض قريبهم، وكان من المهم أيضًا التقرب للممرضات، لمساعدتنا فى التعامل مع المرضى، بخلاف التأكد من نظافة البالطو، الذى يدل على كفاءة الطبيب، فطبيب ببالطو متسخ يعنى عدم كفاءته، وينظر له نظرة «غير جيدة».
المشكلات فى هذا اليوم كانت كثيرة ما بين إدارية وصحية، فالصراصير انتشرت فى كل مكان، والملاءات متسخة، واختفت متابعة المرضى، بخلاف تعامل الممرضين مع المرضى باعتبارهم «سبوبة» يحصلون منها على كل ما يستطيعون الحصول عليه من أموال، بخلاف أكياس القمامة التى صفت بجوار المرضى، وأمام غرفهم، ورغم تخصيص أماكن لوضع المخلفات الطبية كأكياس البول والدم الفارغة، وقفازات الأطباء والسرنجات والقطن الملوث بالدماء، وأخرى للمخلفات العادية من أطعمة وغيره، إلا أنه كان من الواضح عدم الاهتمام بهذا التقسيم، فجميع «سلال المخلفات» لجميع الأغراض، مما يزيد فرص انتشار الأمراض بين الأصحاء والمرضى معا.
تقول س. ف، مريضة: «جيت إمبارح بالليل الممرضة جابتلى ملاية مش نضيفة وعليها براز وميه، قولتلها غيريهالى، جابتهالى مقطعة، مستنيانى احطلها 10 جنيهات، وأنا معاييش، سبت الملاية زى ما هى، المهم مش مشكلة الملاية، بس يموتولنا الصراصير دى اللى بتطلع علينا من كل حته».
محمد أحمد، طالب امتياز بمستشفى عين شمس الجامعى، قال: «حدث معى وأنا أفتح صندوق الدواء لأعطى للمريض حقنة، أن خرج منها صرصور، هل هذا يعقل؟! كم الفيروسات التى يحملها ذالك الصرصور كفيلة وحدها بقتل المريض، وبها بلايين الجراثيم، هى نفسها جحور للصراصير»، مضيفًا: «الإهمال الذى أصاب المستشفى جعل المرضى يهربون من قسم الكبد».
ويؤكد أن قسم الأمراض المتوطنة والتى منها حالات الاستسقاء، يخرج منها كمية مياه كبيرة محملة بفيروسات وبكتريا خطيرة بشكل يومى، ونظرا للإهمال تلقى على الأرض مكونة «بركة» يسير الجميع عليها، ما يجعلهم عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، بخلاف الإهمال فى تخزين «جراكن المحاليل» الخاصة بمرضى الكلى، حيث تظل لمدة أسابيع عرضة للأتربة والشمس فى مدخل المستشفى ما يجعلها تفقد المادة الفعالة، ويجعل استخدامها كأن لم يكن.
ويستكمل محمد سرد معاناته مع التمريض: «موقف حصل كتير فى قسم الكلى..ناس جالها قىء دموى بالليل ولا يوجد تمريض، ولا نائب جامعى ولا مدرس مساعد، النواب ناموا وقفلوا موبايلاتهم، والمريض فى حالة احتضار، وما أكثرها فى قسم الباطنة، ومع أنى أستطيع معالجة الحالة، إلا أننى لا أمتلك مفتاح دولاب الأدوية ولا أمتلك صلاحية إسعاف المريض».
ويؤكد أن الإهمال الموجود بالمستشفى يرجع إلى إسناد الأمور إلى غير أهلها، فالعامل وظيفته جلب المريض إلى قسم الأشعة، بينما يبقى عمل الأشعة نفسها اختصاص الطبيب المسئول، وهو الأمر الذى لا يحدث فى المستشفى، «فالعامل هنا طبيب والطبيب هنا عامل، لذا لم أتعجب عندما رأيت عاملا يدخل المريض بكرسى عجل ويضعه على جهاز الرنين المغناطيسى، فتسبب فى إفساد جهاز يزيد ثمنه عن مليون ونصف المليون، ظللنا شهرا ونصفا فى انتظار بديل له»، وتساءل: «هل هناك أخطر من انتشار الصراصير فى غرف العمليات، هو إحنا فى مستشفى ولا فى موقف ميكروباص؟».
اليوم الرابع: تمريض دون رقابة وممرضون بلا حقوق
فى تمام التاسعة من صباح اليوم الرابع، كنا قد عزمنا على اكتشاف مركز الفساد والخلل فى مستشفى «الدمرداش»، وهل هو خلل إدارى أم إهمال من التمريض أم النواب أنفسهم؟ (النائب معيد طب لم ينل بعد درجة أستاذ مساعد)، وأثناء جولتنا للوصول إلى هدفنا قابلنا رحاب موسى، طالبة امتياز التى قالت: «التمريض هنا فى حالة سيئة للغاية، يتعامل معنا على أننا عمال نظافة، هم موطن الخلل لقلة عددهم وتعاملهم السيئ مع المرضى»، مضيفة «الإهمال طال كل شىء والأشعة المقطعية مثال حى على الإهمال، حيث يتم استبدال أشعة المرضى مع بعضهم لعدم وجود رقابة، كما أن بنك الدم أحيانا يصرف عينات دماء خاطئة، لتشابه الأسماء رغم اختلاف الفصائل، الأمر الذى يسبب وفاة المريض إذا لم يتم اكتشاف فصيلة الدم قبل حقن المريض بها».
من ناحية أخرى أعرب ممرضون عن استيائهم من إلغاء قرار الوزير الخاص برفع كادر الممرضيين من 210 إلى 250، ولفئة الأطباء من 250 إلى 275، الذى تمت الموافقة عليه بعد إضراب نظموه، مؤكدين أن القرار جاء لتهدئة الأطباء والممرضين، ثم سحب مرة أخرى، موضحين أن مهنة التمريض تعرضهم لمخاطر كبيرة أقلها الإصابة بفيرس سى.
وندد نواب بالمستشفى بالمعاملة السيئة التى يتعرضون لها، من قبل المرضى والممرضين والنواب. تقول دينا محمد، نائبة بالدمرداش الجامعى: «يلقى أساتذة الطب على عاتقنا بكامل المسئولية، ونعامل مثل الخدم، ولا نستطيع التفوه ولو بكلمة واحدة، باختصار شديد، ماسكنا من إيدينا اللى بتوجعنا».
وتؤكد منى. ح: «يتم التعاقد معنا على ثلاث سنوات، نكون خلالها نوابا، ثم نترقى بعدها لأستاذ مساعد، نكون قيد الملاحظة يراقب سير سلوكنا، وعليه يتم التقييم سواء بالاستمرار أو التخلى عنا بدعوى كفاية الأعداد، ومن ثم نصبر على ذلك نظير الترقى لدرجة أستاذ مساعد».
وتتابع: الأدهى من ذلك هو أنهم يريدون زيادة عدد تلك السنوات من 3 الى 5 وهذه كارثة بكل المقاييس.
اليوم الخامس: التجارة فى أوجاع البسطاء
أوجاع البسطاء.. كانت تجارة رابحة فى مستشفى الدمرداش، هذا ما اكتشفناه فى اليوم الخامس، حيث أكدت راوية، مريضة ب«فتاق فى البطن»، أنها اضطرت إلى المتاجرة بمرضها، حتى يعلم طلبة الطب، ويحصلون على شهادات، بعد أن رفض الأطباء مداواتها من مرضها الذى إن لم تعالج منه أصيبت بغرغرينة يكون ثمنها حياتها، تسعيرة تعلم طلاب الطب تبدأ من 5 جنيهات فى الأيام العادية، وتصل إلى 50 فى أوقات الذروة أو أيام الامتحانات، تتقاسمها مع الممرضين وسماسرة كليات الطب.
تقول «راوية» بيقولوا الحاجة أم الاختراع، لكن الصحيح الحاجة أنها أم البهدلة، هو يعنى فيه حد بيعمل كدا فى نفسه بالساهل، دا أنا بعوى زى «الكلب» ولا حد حاسس بيا، معايا أيتام مين هيربيهم، وأنا خلاص كدا كدا ميتة، أهو أجيب لهم تمن أكلهم، وبعد ما أموت لهم رب كريم».
«راوية» نموذج لعشرات المرضى المتراصين فى انتظار كشف أماكن أوجاهم بمقابل مادى يقتاتون عليه مع ذويهم، بعد أن يوهمون أنفسهم أنهم يقدمون خدمة للبشرية لتعليم أطباء المستقبل، علهم ينقذون مريضًا من الموت.
تقول نهاد صالح، طالبة بالفرقة الخامسة بكلية الطب، الدفعة عددها 1200 طالب يدفع كل منهم 5 جنيهات، للتعرف على أمراض المرضى؛ ليصل إجمالى المبلغ المحصل يوميًا إلى 6 آلاف جنيه، يقتسمها النائب أو «السمسار» مع المرضى، وتتساءل: لماذا نتحمل نحن تلك الأموال، ولماذا لا توفرها الدولة لنا، وإذا افترضنا أن عدد أيام الدراسة 300 يوم بعد خصم الإجازات وأيام الامتحانات وبضرب 300 يوم فى 6 آلاف جنيه يكون الناتج مليونا و800 ألف جنيه تسعيرة ما تدفعه دفعة واحدة خلال العام.
وتضيف: «مع الفرض أن الستين يوما الباقية من أيام السنة تقسم إلى 30 إجازات و30 امتحانات إذا الثلاثون يوما الخاصة بالامتحانات، يدفع فيها الطالب 50 جنيها تسعيرة التدريب، إذا تكون العملية الحسابية 30 يوما فى 50 جنيها الناتج 1500 جنيه خلال العام للطالب الواحد، ويصل إجمالى المتحصل فى 6 سنوات إلى 21 مليونا و600 ألف قيمة ما تدفعه دفعة واحدة، بكلية الطب للتدريب على أجساد المرضى.
زينب محمد، نائبة بمستشفى الدمرداش، تلخص المشكلة بقولها: «الدولة هى المشكلة ولديها الحل» نحن مجرد حلقة بيد ولاة الأمر، هذا عرف منذ عشرات السنين، لا نأخذ قرشا لأنفسنا لسنا سوى منظمين لتلك العملية حتى تسير الأمور بهدوء ونظام، خاصة أننا نتعرض لإهانات وضغوط كبيرة ونتحمل جميع المسئوليات دون مردود يذكر اللهم إلا تعرضنا «للبهدلة» بسببها نتخلى عن «البلطو» مصدر فخرنا ولا نرتديه كى لا يعرفنا المرضى ويسارعون بالهجوم علينا.
يصف أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب، جامعة الزقازيق تلك إن حالات المتاجرة بالمرض»مثله كمثل من يقطع يده لاكتساب عاهة يستدر بها عطف الناس، مضيفًا: الطب النفسى يعرف ذلك بالاحتياج سواء أكان نفسيًا أم ماديا، الأمر الذى يجعل المريضة ترفض التداوى لأنها تحتاج لهذا العائد الذى يدره عليها مرضها! حتى وإن تسبب المرض فى توقف يدها عن الحركة أو لسانها عن النطق، إلا أن عقلها الباطن يظهر لها المكاسب التى ستحققها جراء مرضها.
اليوم السادس: صرخات الأمهات.. ولاحياة لمن تنادى
اليوم السادس كان شديد الغرابة والبؤس فى الوقت ذاته، ففور دخولنا قسم الأطفال، اكتشفنا أنه ردىء التهوية، ومزدحم الممرات، واستقبلتنا إحدى الأمهات بصراخها بينما يتدلى وليدها على كتفيها، وهو فى حالة هياج، تعنف موظف الاستقبال خوفًا على وليدها قائلة: الواد هيروح منى، الدكتورة اديته الجرعة غلط، بيتعلموا فينا، الدكتورة طالبة لسه الحقونى، انقذوا ابنى، ولم تحرك تلك الكلمات ساكًنا فى الموظف الذى طالبها بالانتظار فى الطابور، ما جعلها تزداد غضبًا، تلك كانت حالة أغلب الأمهات اللاتى ترددن على مستشفى قصر العينى، الذى زرناه فى اليوم السادس.
مشهد آخر لأم منتصبة وسط ممر تحلق فوقه أجنحة الهلاك حاملة طفلة ذات ثمانى سنوات، فاقدة الوعى، والتى استقبلت «الصباح» بعبارة « إلحقينى يا دكتورة بنتى ما اكلتش بقالها 3 أيام، وماحدش بص عليها؟».
وفى رحلة بحث استمرت لنصف ساعة عن طبيبها المعالج لم نوفق فى العثور عليه وأحضرنا آخر وجدناه بشق الأنفس، وفى زيارة لاحقة لغرف استقبال قسم الباطنة، كانت الأبواب مفتوحة على مصراعيها يتاح لمن خارجها رؤية من بالداخل، كان الاستقبال كبيرا قُسم إلى غرف صغيرة بينها فواصل ربما كانت خشبية على جوانبها ستائر لم يكلف طبيب واحد نفسه عناء إغلاقها، فظهر الجميع دون سواتر لأجسادهم وآهاتهم معا، منشغل كل بآلامه لا ينظر مريض إلى آخر وكأنه يوم البعث، إلا أن هناك من كان يراقب ويسترق النظرات بين الحين والآخر.
العجيب وكما يقول أحد الأطباء، الذى رفض ذكر اسمه، أن هناك من يبكون للحصول على أسبقية فى الدور، ونظرا لعدم كفاية الأسرة المستشفى، يضطر الأطباء لرفضهم، أو إحالتهم لاستقبال آخر، وهناك من يلجأون لنفس الصرخات للحصول على مكان مميز.
اليوم السابع: الموت داخل غرفة الإنعاش
يأبى القدر أن ينتهى الأسبوع دون مأساة حقيقة، تزيد من الوضع السىء سوءا، لتصل الملهاة الدرامية التراجيدية إلى قمة حبكتها المأساوية، ذلك هو الشعور الذى يغمرك وأنت فى طريقك إلى المقابر، داخل غرفة الموت أو «الإنعاش» فى مستشفى قصر العينى.. باب الغرفة ترك مفتوح لدخول الجميع، بما فى ذلك القطط، واختفت أجهزة التنفس الصناعى، ناهيك عن النظافة التى أصبحت حلما يصعب تحقيقه.
يقول أحمد عبدالحميد، طالب امتياز: «غرف الرعاية لا تكفى أعداد المرضى التى تتردد عليها، فضلا عن عدم كفاءتها الصحية لرعاية المرضى، الأمر الذى يجعلنا نبحث فى جميع أقسام المستشفى الأربعة الباطنة والجراحة، والنساء، والأطفال، غرفة لوضع المرضى فيها دون جدوى»، مضيفًا «لدينا مرضى كثيرون لا نستطيع توفير أسرة لهم فيوجد فى قسم المسنين 10 أسرة، بخلاف حالات الجلطات والتليف الكبدى، والتى نفشل فى توفير سرير لها، حتى أن التأمين الصحى بمدينة نصر يوجد به عدد أسرة رعاية بالتنفس الصناعى أكثر مما يوجد بالمستشفى».
وتؤكد سحر فؤاد، طالبة امتياز لدينا فقر شديد فى أدوية مهمة تحتاجها الرعاية مثل الأنبولات باى كربونية، والتى تستخدم لمعادلة أيونات الدم، وعدم توافرها يسبب مخاطر للمريض، مثل زيادة ضربات القلب، لذا يضطر المرافقون لشرائها من خارج المستشفى، بخلاف مادة الأدرينالين، الخاصة بإنعاش القلب، لإنقاذ الحالات التى تنزف، حتى أننى اضطر أن أبوس إيد الممرضات لإنقاذ مريض، فتكون الإجابة ما عندناش، رغم أن نقص أدوية الإنعاش تسبب الوفاة، والغلطة بجول».
وتطالب «سحر» بزيادة أعداد أسرة العناية المركزة بالمستشفى، مؤكدة أن عدد كبير من المرضى الذين يترددون على المستشفى يحتاجون إلى غرف عناية مركزة، مشددة على ضرورة توافر الأدوية اللازمة لإسعاف المرضى.
وفجرت إيمان زكى، طالبة امتياز مفاجأة بقولها: «يتم التدخين فى غرف الإنعاش، التى يتجول بها الصراصير والحشرات ليلا ونهارا، فى حين تعيث فيها القطط فسادا، بخلاف عدم توافر الأدوية اللازمة لإسعاف المرضى».
شهادات من داخل مستشفيات الموت
«ذاكرت فى ثانوية عامة.. وجبت مجموع.. واتمرمطت 6 سنين فى نظام تعليمى فاشل.. والسنة اللى المفروض أتأهل فيها عشان ابقى ممارس عام.. اشتغل فيها عامل.. وياريتنى بقبض زى العامل!» تلك كانت كلمات افتتاحية جروب يدعو لإضراب طلاب الامتياز بجامعة عين شمس، الذين أكدوا على صفحتهم أن الدولة استباحت أموالهم وأهدرت كرامتهم، وعاملتهم مثل الخدم أو عمال النظافة.
تقول إيمان جابر، طبيبة ببنك الدم «بيعاملونا على أننا عمال، مش دكاترة هناك ثلاثة بنوك دم بالمستشفى، من المفترض وجود تواصل بينهم لتوفير العينات التى يحتاجها المرضى، وهذا أمر لا يحدث، مما يضطر طلاب الامتياز للذهاب للبنوك كعب داير للعثور على العينة المطلوبة وكأنهم بينتقموا مننا».
وتضيف: «الدكاترة بيهربوا من علاج المرضى، حتى إنى أذكر أن إحدى المريضات حضرت منذ شهرين، تشكوا من أعراض الجفاف معرفوش يتعملوا معاها، المدرس المساعد خلاها تمشى، وجت تانى يوم وبهدلوها فى الاستقبال، وفى اليوم الثالث ماتت»
منة الله أحمد، طالبة امتياز بطب عين شمس، قالت: «تحدثنا مع ممدوح الكفراوى، عميد الكلية ووعدنا برفع تلك التكليفات عن طلاب الامتياز مرة أخرى، إلا أن ذلك لم يحدث ولازلنا نقوم بأعمال وضيعة، ويتم إهانتنا أحيانا، الأمر الذى يسبب لنا الكثير من المشاكل الحالية والمستقبلية».
يقول م .ع، طالب امتياز بطب عين شمس، إن عميد الكلية، عضو بجماعة الإخوان المسلمين، ونجح نتيجة تكتل الإخوان داخل الجامعة، رغم أنه لا يمتلك موهبة الإدارة، ورغم أننا توصلنا معه لاتفاق باستثناء الطلاب من بعض الأماكن مثل بنوك الدم، إلا أنه أخل بها لاحقا، مضيفًا: «كمان 3 شهور هكون طبيب فى وزارة الصحة، هبقى مدير وحدة صحية، هل يعقل أن أذهب وأنا مش عارف حاجة هروح اعمل إيه، أقل مشكلة بتقابل أطباء الأرياف، عدم حصولهم على التدريب الكافى، رغم أننا نتعرض لمرمطة، وإهانات أثناء فترة الامتياز، مما يسبب لنا الكثير من المشاكل النفسية، رغم أننا أصلا ما بنتعلمش حاجة».
وتقول سهير. م: «إحنا داخلين فترة الامتياز للتمرين على برنامج تدريبى يشرح لنا كل شىء، لكن الحقيقة أننا بنشتغل عمال، فى المستشفيات بسبب وجود نقص كبير فى التمريض والعمالة، لذا يجد النائب وقد ألقى على عاتقه جميع الأعباء فيشغلنا معه، فى أعمال مثل روح بنك الدم وصل مريضة، نزل التذكرة دى، ودى التحاليل المعمل، وصل المرضى للعيادات، إلى جانب أعمال أخرى إدارية مافيش مكان نبات فيه خاصة قسم الباطنة، بنستعمل حجرات وحمامات المرضى».
وتقول نادية نادر، طالبة امتياز: «المريض لازم يكون معاه مرافق، مافيش إرشاد صحى، والاتصالات الداخلية لا تعمل، والمريض مهمل على طول الخط، وإدارة المستشفى لا توفر حتى الشاش أو القطن، والغيار العيان بيشتريه من بره».
وأكد حمدى السيد، نقيب الأطباء السابق: «هناك مشاكل كبرى تواجه المستشفيات الحكومية: أولها محدودية موارد الصحة، ولذا نجد أننا نعتمد حينا على التبرعات، وأحيانا أخرى يساهم المريض فى نفقات علاجه، وهذا غير دستورى، ثانيها سوء الإدارة وسوء اختيار القادة، مما يوقعنا فى مشاكل نحن فى غنى عنها إذا ما تم اختيار الأكفأ»، مضيفا أن «الأطباء لا ذنب لهم فى ذلك، حيث إن الأمر يتطلب تلبية طلبات الأطباء المتعلقة بزيادة الموارد والميزانية الخاصة بالصحة».
وقال وائل صفوت أبوجبل، أخصائى باطنة عامة كلية طب عين شمس: «إن تجربة الصباح تستحق الإشادة، لأنها كشفت ضعف النظم الأمنية داخل المستشفيات بشكل خاص، والدولة بشكل عام، الأمر الذى يسهل معه اختراق أى مؤسسة»، مؤكدا ضرورة تفعيل النظم الأمنية الإلكترونية الكاشفة للأشخاص، والعاملين فى المصالح خاصة المتعلقة بصحة المواطنين، منتقدًا نظام «الرشوة الأمنية» الموجودة بالمستشفيات، مطالبا بتفعيل نظم المحاسبة القانونية للمخطئ، المعمول به دوليًا.
وأكد أن «ميزانية وزارة الصحة المقدرة ب7,2 بينما لا يتناسب مع النسب العالمية التى تتراوح ما بين 13 و 15% من الموازنة العامة للدولة، حتى ينعكس ذلك على الأداء الطبى، وتقليل نسب الإهمال داخل المستشفيات، إلى جانب تطبيق معايير الجودة العالمية، وطرق مكافحة العدوى وتوفير أجهزة وكوادر مؤهلة لتحمل مسئولية علاج المرضى»، مضيفًا: «ما يحدث فى مستشفياتنا أمر لا يحتمل، فهناك أصحاء يدخلون المستشفى مع أقاربهم أو أصحاب أمراض بسيطة، يخرجون منها وقد أصيبوا بفيروسات خطيرة».
وعن مشكلة طبيب الامتياز قال أبوجبل: «يجب عمل برامج محددة لتدريبهم، ومتابعة ذلك من خلال اختبارت تقييمة؛ لتحديد ما إذا كان الطبيب يمتلك الخبرة الكافية لمزاولة مهنة الطب أم لا، لكن للأسف هذا لا يحدث عادة».
54 مليون مريض سنويًا
كشف تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات أن أعداد المرضى المترددين على المستشفيات الحكومية خلال عام 2010، وصل إلى 54 مليون مريض بينهم 16 ألف مصاب بالدرن حسب البرنامج القومى لمكافحة السل، جميعهم لا محالة يمر بداية على أقسام الاستقبال، منها قسم استقبال مستشفى الدمرداش، ويوجد بها 4 غرف استقبال بأربعة أفرع الباطنة، النساء، الأطفال، الجراحة، ورغم هذا العدد إلا أن المساحة والأسرة وعدد الغرف لا تكفى الأعداد الواردة، ورغم توفير ستائر تحفظ خصوصية المرضى تم وضعها مؤخرا، إلا أن الأطباء يبدو أنهم لم يعتادوا عليها، فالسمة المشتركة بين الأقسام الأربعة هى عدم إغلاقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.