في اعتراف واضح على قوة المقاومة الفلسطينية، التي تصدت للعدوان الأخير على خان يونس جنوب قطاع غزة؛ وصفت محافل عسكرية صهيونية في القوات الخاصة طبيعة المقاومة في الآونة الأخيرة، بأنها "خلايا جيدة التنظيم، مسلحة بصواريخ كثيرة مضادة للدبابات، تنتفض دون خوف على الجنود الصهاينة". وأوضح مصدر كبير في الجيش الصهيوني لصحيفة "هآرتس" العبرية أن قدرات حركة "حماس"، وذراعها العسكري المعروف باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، أصبحت أكثر تطوراً من ذي قبل. وشددت محافل في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني على أنه قبل نحو سنة حذّر ما يسمى بقائد المنطقة، اللواء يوآف جلانت من مغبة التدهور المتوقع في غزة، وذلك أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، وشرح لهم بأن أفراد "حماس" منظمون في كتائب منظمة تضم سرايا لا تعمل إلا بالأوامر. وشرح مصدر عسكري في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال بقوله إنهم "يستخدمون القناصة ضد القوات وليس فقط بإطلاق الرصاص العشوائي، إنهم يطلقون كميات كبيرة من قذائف ال "آر بي جي" نحو الدبابات، ثم يهجمون على الجنود"، على حد قوله. مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بفدائي معه كلاشنكوف وكوفية كما كان في الماضي. وفي السياق ذاته؛ اعترف عدد من جنود الاحتلال في وحدة "جولاني" بعد عودتهم من العملية العسكرية على بعد كيلو متر واحد شرق خان يونس، قتل خلالها أحد أفراد القوة الخاصة، أن حماس "تعمل بطريقة لا تعمل بها جيوش نظامية وأن لديها كميات كبيرة من السلاح". وأكد هؤلاء الجنود في اعترافاتهم التي نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية على أن "العمل ضد حماس هو في الواقع "حرب حقيقية"، حيث لا يدور الحديث عن فدائيين يعمل كل واحد منهم حسب رأيه". وقال أحد الضباط في الوحدة: "إن مقاتلي حماس يمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة التي هربت عبر ممر (صلاح الدين) وأنهم يقلدون حزب الله في الشمال، وهذا واضح من استخدام كميات كبيرة من قذائف الهاون ومن الصواريخ المضادة للدروع الذي يعرقلنا كثيراً بالرغم من أن الحديث يدور عن قتال على بعد كيلو متر واحد من الجدار". وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد بمقتل جندي من القوات الخاصة في التوغل المحدود، مؤكدة أن الجندي قتل بإطلاق قذيفة "آر بي جي" أطلقها مقاوم من "كتائب القسام" قتل خلال العملية. وقالت صحيفة معاريف العبرية إن الجندي ينتمي للفرقة 51 من لواء جولاني (قوات مدرعة ووحدة هندسة المتوغلة بخان يونس). وأضافت الصحيفة "أنه وأثناء العملية تمكنت وحده من الجنود من تشخيص مجموعة مقاومة فلسطينية وعند محاولة الجنود السيطرة عليهم أطلقوا قذائف مضادة للدروع وقنابل يدوية ونتيجة لكثرة الشظايا أصيب الجندي إصابة بالغة الخطورة نقل على أثرها إلى المستشفى بواسطة مروحية تابعة للجيش إلا أنه توفي في الطريق" على حد قولها. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش تأكيدها أن الاشتباك كان مباشراً وعلى مسافة قريبة جداً بين الجنود والمقاومين الفلسطينيين. وأفادت المصادر أنه منذ بداية السنة تتوغل قوات الاحتلال داخل قطاع غزة بعمق (نصف إلى واحد كيلومتر)، وهذه المرة الثانية التي يقتل فيها جندي داخل القطاع في هذه الفترة. يشار إلى أن "كتائب الشهيد عز الدين القسام" تبنت عملية قد الجندي، معلنة أن منفذ العملية استشهد لاحقاً متأثراً بجراحه، وهو الشهيد حازم عصفور (23 عاماً)، وقالت في بيان لها: "إن إحدى مجموعاتها تمكنت من قصف قوة إسرائيلية خاصة كانت تعتلي أحد المنازل في منطقة "عبسان" بقذيفة مضادة للأفراد".