أعلن الكيان الصهيوني إنه سحب قواته فجر اليوم من شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد توغل خلف ثمانية شهداء ونحو 30 جريحا، وشوهدت الدبابات والجرافات العسكرية وهي تنسحب فجرا من المنطقة مخلفة وراءها دمارا في المزروعات وسط تأكيد المتحدث العسكري الإسرائيلي أن العملية انتهت. وجاء التوغل الإسرائيلي لمسافة كيلومتر واحد شرق البريج بعد ما قالت إسرائيل إن ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة هاجمت موقعا عسكريا تابعا لقواتها الأربعاء قرب معبر ناحال عوز وهو ما أنهى شهرا من الهدوء النسبي بين قوات الاحتلال التي تحاصر غزة والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة.
وتصدّت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، منذ فجر اليوم الجمعة (11/4)، لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة شرق مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، والتي اقتحمت المنطقة بعدد من الآليات والوحدات الخاصة. وكانت القوات الخاصة الصهيونية قد توغلت في الجهة المحاذية لمنطقة وادي غزة واعتلت عدداً من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية، عرف منها منزل المواطن حسين أبو سعيد، فيما أفاد شهود عيان أن القوات الخاصة دمرت أجزاء من جدران المنازل التي تعتليها صانعة فتحات لإطلاق النار، في حين اختبأ القناصة خلف الجدران وباشروا بإطلاق النار نحو منازل المواطنين. يشار إلى أن قوات الاحتلال قد قصفت بقذائف المدفعية منزل المواطن حسين أبو سعيد وشقيقه أكثر من مرتين، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المنزلين وإصابة إحدى الفتيات من سكان المنطقة. وقصفت دبابات الاحتلال أيضاً تجمعاًً للمواطنين، مما أدى لإصابة اثنين منهم، وفي وقت لاحق نجا مجموعة من المقاومين من قصف مماثل. من جهتها؛ أعلنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بلاغات عسكرية متلاحقة، عن قنص جندي صهيوني وإطلاق 39 قذيفة "هاون" باتجاه أهداف صهيونية، واستهداف آليات الاحتلال ب 7 قذائف "آر بي جي"، وكذلك تفجير عبوة ناسفة جانبية. وقالت "كتائب القسام" إنه وفي تمام الساعة 10:00 والساعة 11:20 من صباح اليوم تم قصف القوات الصهيونية المتوغلة شرق مخيم البريج بثلاثين قذيفة هاون (من عيار 60 ملم و 80 ملم)، وفي تمام الساعة 10:30 تمكن قناصة القسام من قنص جندي صهيوني وإصابته بشكل مباشر وشوهد وهو يسقط أرضاً، وفي تمام الساعة 10:45 تم قصف موقعي "كيسوفيم" و"المنطاد" شرق خانيونس بتسع قذائف "هاون" (عيار 80 ملم)، وفي تمام الساعة 11:15 تم استهداف دبابة صهيونية متوغلة شرق البريج بقذيفة "آر بي جي"، وكانت الكتائب قد أعلنت عن استهداف آليات الاحتلال ب 6 قذائف "آر بي جي" في عملية سابقة. وأضافت في بلاغاتها العسكرية إن هذا التصدي "يأتي في إطار الرد على المجازر الصهيونية البشعة والحصار الظالم بحق أبناء الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وتصدّيا للتوغلات الصهيونية المتواصلة على حدود القطاع الصامد". وأعلنت الكتائب أنها ستواجه الاحتلال الغاصب بكل ما بحوزتها من وسائل، وأنها ستكسر شوكة جيشه الجبان على أعتاب قطاع غزة المرابط. بحسب بلاغاتها. وقد أكد "المركز الفلسطيني للإعلام" أن قذائف القسام أصابت آليات العدو الصهيوني بشكل مباشر، فيما حلقت طائرات الاحتلال الصهيوني المتنوعة في سماء المخيم.
كما أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن إطلاق قذيفة "آر بي جي" مضادة للدروع على دبابة شرق مخيم البريج، إلى جانب إطلاق قذيفتي "هاون" على تجمع للجنود شرق المخيم. بدورها؛ أعلنت "ألوية الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري للجان المقاومة، مسؤوليتها عن قصف تجمع للآليات العسكرية الصهيونية المتوغلة شرق البريج بخمس قذائف "هاون" من عيار (100 ملم).
وترفع عمليات الاحتلال الأخيرة عدد شهداء قطاع غزة إلى 16 منذ استهدفت المقاومة الفلسطينية موقع ناحال عوز العسكري على حدود القطاع، ما أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين وقطع إسرائيل إمدادات الوقود إلى غزة.
وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية أطلقت عددا كبيرا من القذائف والرصاص باتجاه المناطق الفلسطينية، في حين قامت جرافة عسكرية إسرائيلية بأعمال تجريف في أراضي المواطنين.
وسبق ذلك سقوط شهيدين من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجرح آخرين في غارتين استهدفتا موقعهما قرب خان يونس جنوبي قطاع غزة فجر الجمعة.
من جانبها أكدت كتائب القسام أنها استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية ودبابة متوغلة بعبوة وأربع قذائف "آر.بي.جي"، في حين أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها استهدفت مجموعة من الجنود الإسرائيليين بقذائف هاون أثناء عمليات الاحتلال.
وأصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في قطاع غزة اليوم بيانا صحفيا نددت فيه بالتوغل الإسرائيلي الأخير, واصفة العملية بالجرائم التي "تأتي ضمن مربع العنصرية الإسرائيلية بحق شعبنا، والهادفة لقتل أي فرصة ممكنة تلوح في الأفق لعملية السلام وإنهاء الاحتلال".