أعرب الدكتور غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية عن أسفه الشديد للصمت الدولي والموقف المتفرج أمام الجرائم الإنسانية وحرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، معتبراً ذلك بأنه "وصمة عار" على جبين الأممالمتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الذين يتفرجون على مذابح الفلسطينيين واللبنانيين دون أن يحرِّكوا ساكناً. وقال حمد في تصريح صحفي: إن قوات الاحتلال تريد أن تقتل وتدمر لمجرد التدمير، وأن توقع أكبر كمٍّ من الضحايا سواء في المباني أو الأشخاص أو في المؤسسات خلال عمليات "القتل العبثي"، وأضاف أننا لو نظرنا إلى الإحصائيات لوجدنا أن مائة بالمائة من الشهداء هم من المدنيين والأطفال والنساء، مستنكراً في الوقت ذاته عمليات تدمير بيوت السكان الآمنة بشكل منهجي سواء في غزة أو المغازي أو في نابلس. وشدَّد الناطق باسم الحكومة أن كل هذه الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني لم تكسر إرادتنا في الصمود والوقوف في وجه الهجمة الوحشية التي لم تعط (إسرائيل) ما تريد سواء على مستوى الجندي الأسير أو على مستوى كسر الإرادة والمقاومة الفلسطينية. وتابع حمد قائلاً: إن (إسرائيل) تَعدَّت إلى مسألة جنود مختطفين، مؤكداً أن المسألة أصبحت أوسع من ذلك؛ فهي تمثل حرباً شمولية واسعة ضد الشعبيين الفلسطيني واللبناني، هناك نهج عسكري احتلالي يريد أن يفرض خطوطاً سياسية جديدة في المنطقة من خلال الآلة العسكرية، مندداً بالموقف الأمريكي المبارك لهذه العمليات الصهيونية. وأضاف: "للأسف أنَّ هذا الأمر يبقى مباركاً من الولاياتالمتحدة، وللأسف أقولها بشكل واضح بأن الولاياتالمتحدة تبارك قتل الأطفال وتبارك قتل المدنيين وقصف المؤسسات، نفس ما تفعله أمريكيا في العراق من همجية وقتل ضد الشعب العراقي؛ تمارس (إسرائيل) الدور نفسه و الأسلوب ذاته ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني بالصورة نفسها، والنسخة التي تكرر في غزة ولبنان". ورأى د. حمد بأن العالم العربي والإسلامي والإتحاد الأوروبي يجب أن يتفقوا على أنَّ ما يُمارس هو عملية تدمير شامل - وإذا اختلفت الحلول هنا أو هناك-، وقال: إن المطلب الآن هو وقف العدوان على الشعبين الفلسطيني. وأكد أن أسباب وجود هذه المآسي، يتمثل في الاحتلال الذي يمثل حالة احتقان وحالة توتر سواء في غزة أو الضفة أو وحتى في مزارع شبعا، مطالباً العالم بضرورة أن يتعامل مع هذه المشكلة بشكل جذري ووضع حل للاحتلال الصهيوني الذي يمثل حالة توتر ليس في فلسطين لوحدة، وإنما أيضاً في الشرق الأوسط بأكمله. وعلى الصعيد السياسي للحكومة الفلسطينية، قال حمد: إنَّ (إسرائيل) كانت تبيت دوماً مخططاتها ضد قطاع غزة بالذات بعد تشكل الحكومة برئاسة "حماس"، مشيراً إلى أنَّ الموقف الصهيوني كان واضحاً وليس مخفياً بأن يعملوا على تقويض هذه الحكومة، "لذلك فمنذ اليوم فرضت الحصار على هذه الحكومة وأغلقت المعابر وفرضت الحصار المالي ومورست سياسة التصعيد العسكري حتى تبقى حكومة مستنزفة دائماً". وأوضح د. حمد أن عدد الشهداء الذي قضوا في مرحلة هذه الحكومة هو عدد قياسي وكبير جداً، مشيراً أن ذلك يأتي أثر تعاون صهيوني أمريكي من أجل تقويض هذه الحكومة وضرب مؤسساتها ومنشآتها. وأشار إلى أن الحكومة أعلنت منذ أزمة الجندي المختطف بأنها تسعى لحل هذه المشكلة بطريقة دبلوماسية وهادئة وأجرت اتصالات مع العديد من الجهات، إضافة إلى المبادرة على لسان رئيس الوزراء إلا أن الموقف الصهيوني كان دوماً يستند على التصعيد العسكري إلى هذه القوى العسكرية. وأكد الناطق باسم الحكومة أن هناك خطة أوسع من قضية الجندي الأسير، تتمثل في ضرب قطاع غزة والضفة وتقويض الحكومة الفلسطينية حتى لا يبقى منها أثر وهذا واضح، مشيراً أن قوات الاحتلال لم تكن تنجح دوما في مخططاتها أمام هذا الصمود الشعبي وأمام صمود الحكومة التي تمارس عملها بغض النظر عن كل التحديات ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الخيار العسكري دائماً لا يحكم المعركة ولا يحكم قضية صمود شعبنا الفلسطيني، مشدداً على أن (إسرائيل) لن تخرج رابحة سواء في فلسطين أو في لبنان. وأكد د. حمد أن الحكومة الفلسطينية تعمل الآن في ظروف استثنائية؛ فمعظم وزراء الضفة معتقلون ووزراء غزة مهدَّدون بالاغتيالات ومقرات الحكومة قصفت خاصة الوزارات الرئيسة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل بشكل متواصل، وهناك خلية من الوزراء تعمل من أجل متابعة كافة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ابتداءً من الخدمات الرئيسية التي ضربت من الكهرباء والماء أو تقديم المعونات والإغاثة الإنسانية. وأضاف أن الحكومة نجحت في تقديم بعض الخدمات؛ وإن كانت الخسائر التي ألحقت بالمرافق الطبية والخدمات الطبية هي خسائر كبيرة جداً، لكن الحكومة تعمل ليل نهار لتجاوز هذه الأزمة، موضحاً أن الشعب الفلسطيني في غزة يعيش حالة كارثة إنسانية بمعنى حقيقي في ظل تدمير البنية التحتية وشبه انعدام المواد الأساسية والمعدات الطبية. وطالب الناطق باسم الحكومة الدول العربية بأن تأخذ موقفاً حاسماً وفاعلاً من موضوع وقف العدوان الصهيوني وأيضاً تقديم خدمات للشعب الفلسطيني.