في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة الدعاوى لإسقاطه بسبب ارتفاع مؤشر الفساد داخليا والتواطؤ مع الكيان الصهيوني على ضرب لبنان خارجيا، خرج الحزب الوطني من حالة الصمت والسرية على عملية التوريث إلى الحديث عن أن جمال هو المرشح الوحيد لخلافة والده على الرئاسة، حيث اعترف حسام بدراوي أحد كوادر الحزب الوطني "الحاكم" ومن المقربين لابن الرئيس، بأن جمال بات مرشحا بقوة لخلافة والده، وهذه هي المرة الأولي التي يتحدث فيها مسئول من الحزب الوطني علنا حول ترشيح جمال للرئاسة. وسئل بدراوي في مقابلة مع صحيفة الوفد أمس عن خطط ضمن الحزب الحاكم لأن يتبوأ جمال مبارك الرئاسة في مصر، فقال نحن كحزب حاكم نتطلع للحفاظ علي كراسي الحكم، وأن يكون هناك مرشحون للرئاسة، سواء كان الرئيس مبارك أو من يخلفه في مرحلة تاريخية قادمة.. والحزب الذي لا يعد كوادر لهذه المهمة يكون حزباً فاشلاً... وجمال مبارك هو احدي هذه الشخصيات . وأضاف أن هناك قيادات كثيرة داخل الحزب مؤهلة لهذا الدور، وهذا ليس خطأ.. والفكرة هنا أن يتم ذلك من خلال شرعية ووفق انتخابات بها شفافية ونزاهة، وان يكون الاختيار بالأغلبية. ولم يفصح بدراوي عن أسماء الكوادر القيادية الأخرى الموجودة داخل الحزب الحاكم والمطروحة كمرشحين محتملين لخلافة الرئيس مبارك (78 عاما). وأكد بدراوي أ مصر يجب أن تكون دولة مدنية ولا يجب إطلاقاً أن تكون دولة عسكرية أو دولة دينية. يذكر أن جميع الذين حكموا مصر منذ عام 1952 هم من ضباط القوات المسلحة بداية بالرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات وصولا إلي مبارك. وكان جمال قد أعلن في حديث للتلفزيون المصري انه لا يرغب في الترشح للرئاسة، إلا أنه لم يقل إن كان سيرفض ترشيح الحزب له. وقالت مصادر مطلعة إن الحزب الحاكم بدأ إعداد حملة واسعة لفرض جمال كمرشح للرئاسة، تبدأ من القواعد الحزبية في المحافظات علي أن يتم تصعيدها خلال المؤتمر العام للحزب المقرر أن يعقد في الشهر المقبل. وأضافت المصادر أن الهدف من تصريح بدراوي هو جس نبض الساحة السياسة والشارع المصري تجاه إمكانية توريث الرئاسة. واعتبرت أن المؤتمر المقبل للحزب قد يشهد تصعيدا رسميا جديدا لجمال، قد تليه استقالة الرئيس المصري من منصب رئيس الحزب الوطني، لإخلاء السبيل أمام تطبيق سيناريو التوريث. يأتي التخطيط لإقرار التوريث فقي الوقت الذي يشهد فيه الشارع المصري غليان من سياسة النظام الحاكم على المستويين الداخلي والخارجي، ففي الداخل تتوالى الكوارث من حادثة "العبارة" إلى "القطار" مع ارتفاع مؤشر الفساد والاعتقالات، وعلى المستوى الخارجي خاصة بعد الدور المخزي من حرب لبنان ووقوف النظام موقف "الخائن" مع الكيان الصهيوني ضد المقاومة الإسلامية في لبنان.