وكيل تعليم الوادي يستأنف جولاته لمتابعة جاهزية المدارس للعام الدراسي الجديد    وزير قطاع الأعمال ومحافظ الإسكندرية يجريان جولة بالمعمورة ويبحثان تحويلها لوجهة استثمارية مستدامة    بالصور.. طفله تحتفل بعيد ميلادها داخل مستشفى أورام الأقصر    وزير الخارجية والهجرة يشارك في جلسة حوارية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن    حركة فتح: الحملات ضد مصر تقودها أصوات مارقة تنسجم مع مشروع الاحتلال المجرم    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    وزير خارجية ألمانيا: إسرائيل تواجه خطر العزلة    مقتل شخص وإصابة 11 آخرين في هجوم روسي على مدينة كراماتورسك الأوكرانية    منتخب الشباب يواجه الأهلي وديا استعدادا لكأس العالم في تشيلي    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    مانشستر سيتي يعلن الاستغناء عن مديره الرياضي بعد 13 عاما    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    محافظ البحيرة تفاجئ الأسواق بدمنهور.. ضبط مخالفات وغلق محل لحوم فاسدة    محافظ القاهرة يقود حملة مفاجئة لرفع الإشغالات وغلق المقاهى المخالفة بمصر الجديدة    ماذا قالت دنيا سمير غانم عن مشاركة ابنتها كايلا بفيلم "روكي الغلابة"؟    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    فيديو.. أحمد كريمة: قائمة المنقولات ليست حراما.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    حكم شهادة مربي الحمام ؟.. محمد علي يوضح    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    الجامعة البريطانية في مصر تسلم منحا دراسية ل15 من أوائل الثانوية العامة    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    تشغيل مجمعات حكومية بقرى المنيا لصرف المعاشات السبت    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    تعرف على كليات جامعة المنيا الأهلية ومصروفاتها في العام الدراسي الجديد    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    الرئيس اللبناني في عيد الجيش: آلاف الانتهاكات الإسرائيلية ومئات الشهداء بعد وقف إطلاق النار    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الأمريكية والغربية تؤكد أن زيارة جمال مبارك لواشنطن فى إطار إعداده لوراثة حكم مصر!
نشر في الشعب يوم 05 - 09 - 2010

رصدت الصحف الأمريكية والغربية "الوضع الغريب" لزيارة جمال مبارك المفاجئة إلى واشنطن حيث سافر فور وصول الرئيس مبارك إلى واشنطن فى خطوة مثيرة للجدل، حيث لا يشغل مبارك الإبن أية مناصب رسمية فى الدولة المصرية، بخلاف رئاسته للجنة السياسات فى الحزب "الوطنى"، كما لم يعرف عنه يوما اهتمامه بالشان الفسطينى إلا فى إطار تبشيره بالعلاقات الاقتصادية "الحسنة" مع الجار الصهيونى، وكذلك دون الإعلان عن دعوة رسمية من قبل البيت الأبيض الذى يستضيف مفاوضات "السلام" المباشرة.
فقد قالت مجلة "التايم" الأمريكية أن أحد الحبكات الفرعية الرائعة في محادثات سلام الشرق الأوسط التي عقدت في واشنطن الاسبوع الماضي، هي حضور جمال مبارك إلى واشنطن، مشيرة إلى أن إنضمام جمال إلى والده، و الذي كان يحاول طيلة شهور إعداد ابنه لخلافته في الرئاسة، لا يبدو الغرض منها مجرد السياحة.
ونقلت عن "روبرت كاجان" الباحث بمعهد كارنيجي للسلام الدولي قوله بأن حضور جمال في واشنطن سينظر إليه في مصر و العالم العربي بإعتبار الولايات المتحدة تعطي مباركتها لهذا للفصل الأخيرة من تاريخ الديكتاتورية الطويلة في مصر.

أما صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية فقالت أن سفر جمال مبارك مع وفد بلاده إلى واشنطن الاسبوع الماضي هو إضافة إلى التكهنات بأن خطط إعداده لخلافة والده قد تم تصعيدها.

وأشارت إلى أن السفارة المصرية في واشنطن صرحت بأن جمال مبارك لم يكن جزءاً من الوفد و أنه رافق والده بصفته "أحد أفراد العائلة"، و نقلت الصحيفة عن عمرو الشوبكي، المحلل بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية، قوله أن زيارة واشنطن هي استمرار لاستراتيجية تقوم على التمهيد لخلافة جمال، مؤكداً على أن حقيقة أن جمال مبارك "يتم منحه فرص" لا يعني بالضرورة أنه سيكون مرشح الحزب الحاكم للرئاسة العام المقبل.
تعزيز الشكوك
أما مجلة "ويكلى ستاندرد" الأمريكية، فقد علقت على ذهاب جمال مبارك مع والده على واشنطن فى زيارته الأخيرة التى كان الهدف منها المشاركة فى انطلاق مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة، وقالت إن هذه الزيارة العائلية التى لم يسبق لها مثيل تعزز بلا شك الاعتقاد السائد من قبل على نطاق واسع بأن مبارك يخطط لتوريث الحكم فى مصر، وسيؤكد أيضا بالنسبة للكثيرين ما يتردد عن صحة مبارك.

وتحدث كاتب المقال، ديفيد سشينكر الباحث بمعهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى عن أن غياب مبارك عن الساحة يمثل نهاية عهد، كما أنه يترك مكانة مصر الإقليمية فى الدرك الأسفل، ويقول الكاتب إن مصر منذ خمسين عاماً، وفى ظل حكم الرئيس جمال عبد الناصر، كانت القوة العسكرة والدبلوماسية بلا منازع فى الشرق الأوسط، وكانت خطابات ناصر تحشد الجماهير، وأطاح جيشه بحكومات أجنبية.

وأضاف سشينكر، اليوم، فإن مصر التى كانت تعامل باحترام ومهابة، أصبحت مجرد ظل لمكانتها السابقة. ويواجه الرئيس مبارك تحديات داخلية فى ظل اقتراب أول عملية انتقال سياسى فى مصر منذ 3 عقود. ونتيجة لذلك، تراجع اهتمام القاهرة بدرجة كبيرة عن السياسات الإقليمية لصالح التركيز أكثر على الأمور الداخلية. ففى كل الجبهات تقريبا، تراجع نفوذ مصر كقوة إقليمية.

وأشار سشينكر إلى مرور سنوات عديدة منذ أن مارست مصر نفوذاً دبلوماسيا كبيراً فى الشرق الأوسط، وأثبتت الدبلوماسية المصرية فقرها خصوصا مع جيرانها الفلسطينيين. وضربت المجلة مثال على ذلك بالقول إن المسئولين الفلسطينيين ذكروا أنهم لن يقبلوا تأسيس إمارة إسلامية فى غزة، وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية، حاولت القاهرة التوسط لاتفاق بين السلطة الفلسطينية وحماس لمنع هذه النتيجة.

وأكد كاتب المقال أن افتقار النظام المصرى للتأثير بين الفلسطينيين لم يكن من الممكن تصوره قبل سنوات. فعند توقيع اتفاقيات أوسلو الثانية عام 1995، كان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات يريد التوقيع بالأحرف الأولى فقطن لكن مبارك نهره وأقنعه أن يوقع توقيعاً كاملا.

كما انتقدت المجلة كذلك سياسة مصر مع جنوب السودان ووصفتها بأنها غير فعالة، ورغم أنها تعارض الحكم الإسلامى فى غزة، إلا أن موقفها يبدو مختلفا مع الخرطوم. كما أن مصر، ورغم المذابح فى دارفور، إلا أنها لم ترسل سوى 4 آلاف فقط من القوات للتمركز هناك ويبدو ذلك متناقضاً مع التقسيم الوشيك بين شمال السودان وجنوبه.

ورأت ويكلى ستاندرد أن أبرز مثال على تراجع مكانة مصر الإقليمية، هى قضية مياة النيل وعدم قدرتها على التوصل إلى حل لها.واعتبرت المجلة أن تراجع مكانة مصر يعد ضربة أخرى للبنية الأمنية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط والتى تعانى من الهشاشة. فمع اتجاه تركيا بعيد عن حليفتها الرئيسية واشنطن واهتمام مصر بالداخل أكثر، فإن إدارة أوباما ليس لها شريك عسكرى من الدول الإسلامية يساعدها على مواجهة خطر إيران.

وذهبت المجلة إلى أن تأثير تراجع القاهرة يتجاوز الأزمة مع إيران. فعندما كانت مصر قوية، ساعدت قدرتها على الإقناع واشنطن فى تعزيز سياسات النهوض بالاعتدال الإقليمى والسلام مع الدولة الصهيونية، والآن، فإن مصر لم تعد قادرة على القيام بهذا الدور، ومن ثم سيكون من الصعب على الولايات المتحدة تحقيق العديد من أهدافها فى الشرق الأوسط.

لقاء مع نتنياهو
على جانب آخر ، كشف تقرير صهيوني، عن لقاء تم في واشنطن بين جمال مبارك نجل الرئيس المصري، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني، وذلك على هامش قمة واشنطن الخماسية وانطلاق المفاوضات المباشرة.

ولم يُشر التقرير الذي نشرته الإذاعة الصهيونية إلى ما جرى خلال اللقاء، إلا أنّه تحدث عن لقاء آخر جمع جمال بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك في وقت يزداد الحديث فيه بمصر عن "توريث" الحكم.

ونقلت الإذاعة الصهيونية في تقريرها عن معهد دراسات الشرق الأدنى، التابع للوبي الصهيوني في واشنطن، قوله "إنّ موقف الرئيس المصري من خلافته لا يزال غير مؤكد بشكل مثير للدهشة"، موضحة أن البيت الأبيض رفض التعليق على ما إذا كان أوباما قد ناقش مع مبارك خلال لقائهما في البيت الأبيض قضية الانتخابات المقبلة في مصر أم لا؟!.

زيارة واشنطن بدعوة رسمية!
من ناحية أخرى، اتهم الدكتور حسام بدراوي، عضو الأمانة العامة للحزب "الوطني"، قوى المعارضة بافتعال أزمة حول سفر جمال مبارك إلى الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، والربط بين الزيارة "المفاجئة" والسعي إلى الحصول على "ضوء أخضر" لتمرير "سيناريو التوريث" المزعوم في مصر.

وقال بدراوي، إن جمال لم يذهب إلى واشنطن من أجل الحصول على "الضوء الأخضر" من الولايات المتحدة لترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة كما تدعي المعارضة، لأن القيادة المصرية لا تحصل على إذن أو ضوء من أحد للسماح بتطبيق قوانينها وتنفيذ ما تراه في خدمة الوطن.

وأضاف "إن جمال لحق بالرئيس حسني مبارك خلال تواجده في واشنطن لحضور الجلسة الافتتاحية لإطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، موضحًا أن زيارته جاءت بناء على دعوة للمشاركة في فعاليات المؤتمر، دون أن يوضح بأي "صفة" تلقى دعوة الإدارة الأمريكية.

وقال بدراوي، وهو أحد أبرز أعضاء المجموعة المقربة من أمين "السياسات" إن جمال مبارك يحظى بالاحترام والتقدير من المجتمع الدولي، لذا لن يستطيع رفض دعوة تلقاها من أجل المشاركة في عملية السلام التي تدعمها مصر وتعد أحد الأطراف الفاعلة فيها.

محاولة لإثارة الفتنة!
واتهم المعارضة بأنها افتعلت "أزمة بدون لازمة"، بعد سفر جمال مبارك المفاجئ إلى الولايات المتحدة، وقال إنها سعت من ذلك إلى محاولة إثارة الرأي العام في مصر، عبر الربط بين تلك الزيارة والسيناريو المزعوم ل "توريث السلطة"، لكنه أكد أن المصريين يمتلكون وعيا كافيا لتحجيم الشائعات التي تدور حول نجل الرئيس.

وأكد أن الحزب لن يتردد في الإعلان عن ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية إذا تم الاستقرار على ترشيحه بالفعل، لأن الحزب لن يخفي ذلك ولن يتراجع تحت ضغوط المعارضة، لكنه أوضح أن هذا الأمر مؤجل إلى ما بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، معتبرًا أن الوقت الراهن ليس ملائمًا للحديث عن انتخابات الرئاسة.

وعن حملة دعم اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية لترشيح رئاسة الجمهورية اتهم الناشطين المجهولين الداعمين لها بأنهم يسعون من ذلك إلى إثارة أزمة حول عملية نقل السلطة في مصر، قائلاً إنهم "يريدون ضرب القيادات بعضها وإثارة أجواء من الفتنة"، لكنه شدد على أنه لا أحد يفكر في ترشيح نفسه حتى الآن بما فيهم الرئيس حسني مبارك نفسه.

وطالب بدراوي ما دعاهم ب "مثيري الفتنة" ترك جمال مبارك في حاله والكف عن زيادة الاحتقان داخل الشعب المصري، مطالبا منهم البحث عن عبارات أخرى بديلاً عن كلمة التوريث، لأن مصر ليس بها توريث بل انتخابات حرة ونزيهة، على حد قوله.

إعدام آلاف النسخ بسبب سليمان
وفي تطور مثير لحرب الملصقات المشتعلة التي يشهدها الشارع المصري، جاء الزج باسم اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة المصرية في الحملة التي شهدها منطقة وسط القاهرة وشوارع المعادي نهاية الأسبوع الماضي، لتتجاوز على ما يبدو "الخطوط الحمراء"، بعد أن منعت الصحف من أية إشارة إلى تلك الحملة.

وذكر تقريران لهيئة الإذاعة البريطانية ووكالة "رويترز"، أنه تم منع الصحف المصرية من نشر أي أنباء تتعلق بالحملة الإعلامية غير المسبوقة التي تبرز اسم مدير المخابرات العامة المصرية كرئيس محتمل لمصر في المستقبل.

وأفادت "بي بي سي" نقلاً عن مصادرها بالقاهرة، أن آلاف النسخ من صحيفتي "المصري اليوم" و"الدستور" قد أتلفت يوم الخميس، بسبب تغطيتها لحملة الملصقات الداعمة لترشيح اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة المصرية رئيسًا لمصر، ولم تتضمن الصحف الصادرة يوم الجمعة أي إشارة لهذه الحملة الإعلامية.

وكان منطقة وسط القاهرة وحي المعادي شهدا ملصقات للواء عمر سليمان، وهو يرتدي نظارة ويوجه التحية بيده اليمنى، وكتب على الملصقات شعار "البديل الحقيقي عمر سليمان رئيسًا للجمهورية"، فيما يبدو أنها خطوة للتصدي للحملة المستمرة لجمال مبارك، أمين "السياسات" بالحزب "الوطني" ليكون الرئيس القادم لمصر.

لكن خلال ساعات من وضع الملصقات على جسور وجدران في شوارع القاهرة سرعان ما تم وقف تغطية الحملة على الانترنت بدون تفسير وهو تحرك أرجعه ضياء رشون، الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" إلى جهود رسمية لمنع انتشار الحملة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

ومن غير الواضح الجهة التي تقف وراء تلك الحملة غير المسبوقة، إلا أنها جاءت في إطار حرب بيانات يشهدها الشارع المصري لدعم مرشحين مفترضين لانتخابات الرئاسة المقررة في العام القادم.

وفي بيان صدر على الإنترنت، سحب في وقت لاحق، ناشد ناشطون، لم تعرف هويتهم، "جيش مصر الشريف" إنقاذ البلاد من "عار ومهانة مشروع التوريث الذي يسعى إلى تحقيقه نجل الرئيس"، وقالوا إن السبيل الوحيد للتعامل مع مشروع التوريث لجمال مبارك وأعوانه من رجال الأعمال هو أن يتولى عمر سليمان حكومة انتقالية.

واعتبر رشوان أن توقيت وضع هذه الملصقات له مغزى للدلالة على توجه جديد من الرأي العام بينما يكون مبارك خارج مصر، مضيفًا أن من المرجح أن تلفت الحملة انتباه واشنطن أثناء وجود سليمان هناك.

وكانت صحيفة "المصري اليوم" قد نشرت تقريرًا على موقعها على الإنترنت عن الحملة، لكن التقرير رفع بعد ذلك من الموقع بدون تفسير، فيما أعدمت آلاف النسخ من الجريدة التي تشير إلى تلك الحملة.

سليمان يقتحم الصورة مجددا
وقال هشام قاسم الناشر السابق ل "لمصري اليوم" ل "رويترز" "فيه حظر نشر على كل الجرائد لمنع نشر أي شيء عن الحملة لعمر سليمان. "المصري اليوم طبعت 30 ألف نسخة وأعدموهم.. والجرائد الأخرى ممنوعة أيضًا من النشر"، بينما لم يصدر تعليق من جهات أمنية.

وفي الوقت الذي لم يحدد فيه الرئيس مبارك (82 عامًا) حتى الآن إذا ما كان سيخوض الانتخابات القادمة أم لا، اعتبر قاسم أن عمر سليمان هو الرئيس القادم لمصر في جميع الاحتمالات، وأضاف إنه الشخصية المناسبة للحكم من الجيش.

وخدم سليمان وهو من مواليد 1936 في الجيش قبل أن يصبح رئيسًا لجهاز المخابرات المصري عام 1993 ويتمتع سليمان بتأثير كبير في الشئون الداخلية للبلاد، كما أنه يتولى مسئولية الملف الفلسطيني منذ سنوات.

وينظر البعض إلى سليمان منذ فترة طويلة باعتباره الخليفة المحتمل للرئيس مبارك، الذي يحكم مصر منذ نحو 30 عامًا، لكنها المرة الأولى التي يقدم فيها مناصروه على دعم ترشيحه للمنصب بصورة علنية.

وقال الكاتب فهمي هويدي، إنه لا يوجد تنافس بين سليمان ونجل مبارك، وأضاف إن الأول سيتولى السلطة فقط نزولا على رغبة مبارك، مضيفًا أن سليمان ينظر إليه على انه واحد من أكثر المسئولين الذين يحظون بثقة الرئيس.

وسليمان ليس عضوًا بالحزب "الوطني" الحاكم، وينسب إليه الفضل في إنقاذ حياة الرئيس مبارك من محاولة اغتيال نفذها عام 1995 في أديس أبابا، حيث تقول تقارير إنه من قام بتوصية الرئيس بتشديد الإجراءات الأمنية المصاحبة له إبان تلك الزيارة.

ولم تغب وسائل الإعلام الصهيونية عن متابعتها للجدل الدائر حول حملة الملصقات لدعم اللواء عمر سليمان مرشحًا لرئاسة مصر في خضم حرب البيانات الداعمة للمرشحين المحتملين للرئاسة.

فتحت عنوان "حملة جديدة بمصر"، قال موقع "عنيان مركازي" الإخباري الصهيوني إن السلطات المصرية أصدرت تعليمات بإزالة ملصقات الدعاية الانتخابية الداعمة لمدير المخابرات مرشحًا لرئاسة الجمهورية والتي تم لصقها في شوارع القاهرة.

وقال إن السلطات المصرية أصدرت تعليمات يوم الخميس بإزالة الملصقات الخاصة بسليمان الذي وصفته بأنه يعد "رجل الظل" الذي يستعين به الرئيس حسني مبارك للتعامل مع الشئون الخارجية، موضحا أن داعمي الحملة المجهولين وضعوا صورة له على الملصقات وهو يضع على عينيه نظارة شمسية بينما يلوح بيده اليمنى، وكتبوا على الملصقات عبارة "البديل الحقيقي".

وأضاف التقرير إنه في مقابل ذلك أصدرت السلطات المصرية تعليمات لصحيفة "المصري اليوم" بعدم تغطية حملة الملصقات الداعمة لسليمان، موضحة أنه أصبح من المعروف خلال الفترة الأخيرة قيام رؤساء تحرير الصحف الحكومية المصرية بتبني حملة لترشيح جمال مبارك نجل الرئيس خليفة لوالده.

وقال التقرير، إن سليمان البالغ من العمر 74 عاما يعد من أكثر المقربين للرئيس مبارك، كما انه مسئول عن "ملفات بالغة الحساسية" تتعلق بالسياسة الخارجية المصرية مع كل من تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والسودان، وأشار إلى أنه معروف لشخصيات صهيونية أكثر مما يعرفه الجمهور المصري علاوة على انه مقل في مقابلاته ولا يظهر كثيرا على الملأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.