سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 15 يونيو 2025    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض 7 طائرات درونز    باريس سان جيرمان يبدأ مشواره بمونديال الأندية أمام أتلتيكو مدريد الليلة    ريبيرو: أهدرنا العديد من الفرص أمام إنتر ميامي    وزارة التعليم: الأسئلة المتداولة لامتحان الدين بالثانوية العامة لسنوات سابقة    طلاب الثانوية الأزهرية بشمال سيناء يؤدون الامتحانات في اللغة الأجنبية الأولى    سعر صرف الدولار في البنك المركزي والبنوك صباح اليوم الأحد    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أولياء الأمور ينتظرون طلاب الثانوية العامة أمام لجان الامتحانات فى أسوان    ثانوية عامة 2025.. إجراءات أمنية مشددة على أبواب لجان عين شمس    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    الجيش الإسرائيلى: اعترضنا 7 مسيرات انقضاضية إيرانية خلال الساعات الأخيرة    طريقة عمل الحواوشي في البيت، غداء سريع التحضير وقيمته الغذائية عالية    «الجوع العاطفي».. هروب إلى الثلاجة!    طلاب الثانوية العامة 2025 يتوافدون على لجان الامتحانات لإجراء التفتيش الإلكتروني    تعليم المنوفية: ممنوع إحضار الهاتف المحمول بلجان الثانوية العامة    وفاة ابن عم الفنان محمد الشرنوبي ونجل الموسيقار صلاح الشرنوبي    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 15 يونيو    برواتب تصل ل12 ألف جنيه.. العمل تعلن وظائف جديدة بشركة أدوية بالإسماعيلية    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الأحد 15 يونيو    اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    8 قتلى و207 مصابا في هجومين صاروخيين شنتهما إيران على إسرائيل    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    «المركزى» يُقر خطة تحويل «إنكلود» لأكبر صندوق إقليمي في التكنولوجيا المالية    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقر منظمة أبحاث دفاعية إيرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    رقم تاريخي ل زيزو مع الأهلي ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    تجاوز 63%.. مؤشر تشغيل القروض للودائع يواصل التحليق لمستويات غير مسبوقة    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    المصرية للاتصالات وي تتلقى عروضاً لتزويد عدة مؤسسات بتكنولوجيا الجيل الخامس    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الأمريكية والغربية تؤكد أن زيارة جمال مبارك لواشنطن فى إطار إعداده لوراثة حكم مصر!
نشر في الشعب يوم 05 - 09 - 2010

رصدت الصحف الأمريكية والغربية "الوضع الغريب" لزيارة جمال مبارك المفاجئة إلى واشنطن حيث سافر فور وصول الرئيس مبارك إلى واشنطن فى خطوة مثيرة للجدل، حيث لا يشغل مبارك الإبن أية مناصب رسمية فى الدولة المصرية، بخلاف رئاسته للجنة السياسات فى الحزب "الوطنى"، كما لم يعرف عنه يوما اهتمامه بالشان الفسطينى إلا فى إطار تبشيره بالعلاقات الاقتصادية "الحسنة" مع الجار الصهيونى، وكذلك دون الإعلان عن دعوة رسمية من قبل البيت الأبيض الذى يستضيف مفاوضات "السلام" المباشرة.
فقد قالت مجلة "التايم" الأمريكية أن أحد الحبكات الفرعية الرائعة في محادثات سلام الشرق الأوسط التي عقدت في واشنطن الاسبوع الماضي، هي حضور جمال مبارك إلى واشنطن، مشيرة إلى أن إنضمام جمال إلى والده، و الذي كان يحاول طيلة شهور إعداد ابنه لخلافته في الرئاسة، لا يبدو الغرض منها مجرد السياحة.
ونقلت عن "روبرت كاجان" الباحث بمعهد كارنيجي للسلام الدولي قوله بأن حضور جمال في واشنطن سينظر إليه في مصر و العالم العربي بإعتبار الولايات المتحدة تعطي مباركتها لهذا للفصل الأخيرة من تاريخ الديكتاتورية الطويلة في مصر.

أما صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية فقالت أن سفر جمال مبارك مع وفد بلاده إلى واشنطن الاسبوع الماضي هو إضافة إلى التكهنات بأن خطط إعداده لخلافة والده قد تم تصعيدها.

وأشارت إلى أن السفارة المصرية في واشنطن صرحت بأن جمال مبارك لم يكن جزءاً من الوفد و أنه رافق والده بصفته "أحد أفراد العائلة"، و نقلت الصحيفة عن عمرو الشوبكي، المحلل بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية، قوله أن زيارة واشنطن هي استمرار لاستراتيجية تقوم على التمهيد لخلافة جمال، مؤكداً على أن حقيقة أن جمال مبارك "يتم منحه فرص" لا يعني بالضرورة أنه سيكون مرشح الحزب الحاكم للرئاسة العام المقبل.
تعزيز الشكوك
أما مجلة "ويكلى ستاندرد" الأمريكية، فقد علقت على ذهاب جمال مبارك مع والده على واشنطن فى زيارته الأخيرة التى كان الهدف منها المشاركة فى انطلاق مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة، وقالت إن هذه الزيارة العائلية التى لم يسبق لها مثيل تعزز بلا شك الاعتقاد السائد من قبل على نطاق واسع بأن مبارك يخطط لتوريث الحكم فى مصر، وسيؤكد أيضا بالنسبة للكثيرين ما يتردد عن صحة مبارك.

وتحدث كاتب المقال، ديفيد سشينكر الباحث بمعهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى عن أن غياب مبارك عن الساحة يمثل نهاية عهد، كما أنه يترك مكانة مصر الإقليمية فى الدرك الأسفل، ويقول الكاتب إن مصر منذ خمسين عاماً، وفى ظل حكم الرئيس جمال عبد الناصر، كانت القوة العسكرة والدبلوماسية بلا منازع فى الشرق الأوسط، وكانت خطابات ناصر تحشد الجماهير، وأطاح جيشه بحكومات أجنبية.

وأضاف سشينكر، اليوم، فإن مصر التى كانت تعامل باحترام ومهابة، أصبحت مجرد ظل لمكانتها السابقة. ويواجه الرئيس مبارك تحديات داخلية فى ظل اقتراب أول عملية انتقال سياسى فى مصر منذ 3 عقود. ونتيجة لذلك، تراجع اهتمام القاهرة بدرجة كبيرة عن السياسات الإقليمية لصالح التركيز أكثر على الأمور الداخلية. ففى كل الجبهات تقريبا، تراجع نفوذ مصر كقوة إقليمية.

وأشار سشينكر إلى مرور سنوات عديدة منذ أن مارست مصر نفوذاً دبلوماسيا كبيراً فى الشرق الأوسط، وأثبتت الدبلوماسية المصرية فقرها خصوصا مع جيرانها الفلسطينيين. وضربت المجلة مثال على ذلك بالقول إن المسئولين الفلسطينيين ذكروا أنهم لن يقبلوا تأسيس إمارة إسلامية فى غزة، وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية، حاولت القاهرة التوسط لاتفاق بين السلطة الفلسطينية وحماس لمنع هذه النتيجة.

وأكد كاتب المقال أن افتقار النظام المصرى للتأثير بين الفلسطينيين لم يكن من الممكن تصوره قبل سنوات. فعند توقيع اتفاقيات أوسلو الثانية عام 1995، كان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات يريد التوقيع بالأحرف الأولى فقطن لكن مبارك نهره وأقنعه أن يوقع توقيعاً كاملا.

كما انتقدت المجلة كذلك سياسة مصر مع جنوب السودان ووصفتها بأنها غير فعالة، ورغم أنها تعارض الحكم الإسلامى فى غزة، إلا أن موقفها يبدو مختلفا مع الخرطوم. كما أن مصر، ورغم المذابح فى دارفور، إلا أنها لم ترسل سوى 4 آلاف فقط من القوات للتمركز هناك ويبدو ذلك متناقضاً مع التقسيم الوشيك بين شمال السودان وجنوبه.

ورأت ويكلى ستاندرد أن أبرز مثال على تراجع مكانة مصر الإقليمية، هى قضية مياة النيل وعدم قدرتها على التوصل إلى حل لها.واعتبرت المجلة أن تراجع مكانة مصر يعد ضربة أخرى للبنية الأمنية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط والتى تعانى من الهشاشة. فمع اتجاه تركيا بعيد عن حليفتها الرئيسية واشنطن واهتمام مصر بالداخل أكثر، فإن إدارة أوباما ليس لها شريك عسكرى من الدول الإسلامية يساعدها على مواجهة خطر إيران.

وذهبت المجلة إلى أن تأثير تراجع القاهرة يتجاوز الأزمة مع إيران. فعندما كانت مصر قوية، ساعدت قدرتها على الإقناع واشنطن فى تعزيز سياسات النهوض بالاعتدال الإقليمى والسلام مع الدولة الصهيونية، والآن، فإن مصر لم تعد قادرة على القيام بهذا الدور، ومن ثم سيكون من الصعب على الولايات المتحدة تحقيق العديد من أهدافها فى الشرق الأوسط.

لقاء مع نتنياهو
على جانب آخر ، كشف تقرير صهيوني، عن لقاء تم في واشنطن بين جمال مبارك نجل الرئيس المصري، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني، وذلك على هامش قمة واشنطن الخماسية وانطلاق المفاوضات المباشرة.

ولم يُشر التقرير الذي نشرته الإذاعة الصهيونية إلى ما جرى خلال اللقاء، إلا أنّه تحدث عن لقاء آخر جمع جمال بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك في وقت يزداد الحديث فيه بمصر عن "توريث" الحكم.

ونقلت الإذاعة الصهيونية في تقريرها عن معهد دراسات الشرق الأدنى، التابع للوبي الصهيوني في واشنطن، قوله "إنّ موقف الرئيس المصري من خلافته لا يزال غير مؤكد بشكل مثير للدهشة"، موضحة أن البيت الأبيض رفض التعليق على ما إذا كان أوباما قد ناقش مع مبارك خلال لقائهما في البيت الأبيض قضية الانتخابات المقبلة في مصر أم لا؟!.

زيارة واشنطن بدعوة رسمية!
من ناحية أخرى، اتهم الدكتور حسام بدراوي، عضو الأمانة العامة للحزب "الوطني"، قوى المعارضة بافتعال أزمة حول سفر جمال مبارك إلى الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، والربط بين الزيارة "المفاجئة" والسعي إلى الحصول على "ضوء أخضر" لتمرير "سيناريو التوريث" المزعوم في مصر.

وقال بدراوي، إن جمال لم يذهب إلى واشنطن من أجل الحصول على "الضوء الأخضر" من الولايات المتحدة لترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة كما تدعي المعارضة، لأن القيادة المصرية لا تحصل على إذن أو ضوء من أحد للسماح بتطبيق قوانينها وتنفيذ ما تراه في خدمة الوطن.

وأضاف "إن جمال لحق بالرئيس حسني مبارك خلال تواجده في واشنطن لحضور الجلسة الافتتاحية لإطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، موضحًا أن زيارته جاءت بناء على دعوة للمشاركة في فعاليات المؤتمر، دون أن يوضح بأي "صفة" تلقى دعوة الإدارة الأمريكية.

وقال بدراوي، وهو أحد أبرز أعضاء المجموعة المقربة من أمين "السياسات" إن جمال مبارك يحظى بالاحترام والتقدير من المجتمع الدولي، لذا لن يستطيع رفض دعوة تلقاها من أجل المشاركة في عملية السلام التي تدعمها مصر وتعد أحد الأطراف الفاعلة فيها.

محاولة لإثارة الفتنة!
واتهم المعارضة بأنها افتعلت "أزمة بدون لازمة"، بعد سفر جمال مبارك المفاجئ إلى الولايات المتحدة، وقال إنها سعت من ذلك إلى محاولة إثارة الرأي العام في مصر، عبر الربط بين تلك الزيارة والسيناريو المزعوم ل "توريث السلطة"، لكنه أكد أن المصريين يمتلكون وعيا كافيا لتحجيم الشائعات التي تدور حول نجل الرئيس.

وأكد أن الحزب لن يتردد في الإعلان عن ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية إذا تم الاستقرار على ترشيحه بالفعل، لأن الحزب لن يخفي ذلك ولن يتراجع تحت ضغوط المعارضة، لكنه أوضح أن هذا الأمر مؤجل إلى ما بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، معتبرًا أن الوقت الراهن ليس ملائمًا للحديث عن انتخابات الرئاسة.

وعن حملة دعم اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية لترشيح رئاسة الجمهورية اتهم الناشطين المجهولين الداعمين لها بأنهم يسعون من ذلك إلى إثارة أزمة حول عملية نقل السلطة في مصر، قائلاً إنهم "يريدون ضرب القيادات بعضها وإثارة أجواء من الفتنة"، لكنه شدد على أنه لا أحد يفكر في ترشيح نفسه حتى الآن بما فيهم الرئيس حسني مبارك نفسه.

وطالب بدراوي ما دعاهم ب "مثيري الفتنة" ترك جمال مبارك في حاله والكف عن زيادة الاحتقان داخل الشعب المصري، مطالبا منهم البحث عن عبارات أخرى بديلاً عن كلمة التوريث، لأن مصر ليس بها توريث بل انتخابات حرة ونزيهة، على حد قوله.

إعدام آلاف النسخ بسبب سليمان
وفي تطور مثير لحرب الملصقات المشتعلة التي يشهدها الشارع المصري، جاء الزج باسم اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة المصرية في الحملة التي شهدها منطقة وسط القاهرة وشوارع المعادي نهاية الأسبوع الماضي، لتتجاوز على ما يبدو "الخطوط الحمراء"، بعد أن منعت الصحف من أية إشارة إلى تلك الحملة.

وذكر تقريران لهيئة الإذاعة البريطانية ووكالة "رويترز"، أنه تم منع الصحف المصرية من نشر أي أنباء تتعلق بالحملة الإعلامية غير المسبوقة التي تبرز اسم مدير المخابرات العامة المصرية كرئيس محتمل لمصر في المستقبل.

وأفادت "بي بي سي" نقلاً عن مصادرها بالقاهرة، أن آلاف النسخ من صحيفتي "المصري اليوم" و"الدستور" قد أتلفت يوم الخميس، بسبب تغطيتها لحملة الملصقات الداعمة لترشيح اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة المصرية رئيسًا لمصر، ولم تتضمن الصحف الصادرة يوم الجمعة أي إشارة لهذه الحملة الإعلامية.

وكان منطقة وسط القاهرة وحي المعادي شهدا ملصقات للواء عمر سليمان، وهو يرتدي نظارة ويوجه التحية بيده اليمنى، وكتب على الملصقات شعار "البديل الحقيقي عمر سليمان رئيسًا للجمهورية"، فيما يبدو أنها خطوة للتصدي للحملة المستمرة لجمال مبارك، أمين "السياسات" بالحزب "الوطني" ليكون الرئيس القادم لمصر.

لكن خلال ساعات من وضع الملصقات على جسور وجدران في شوارع القاهرة سرعان ما تم وقف تغطية الحملة على الانترنت بدون تفسير وهو تحرك أرجعه ضياء رشون، الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" إلى جهود رسمية لمنع انتشار الحملة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

ومن غير الواضح الجهة التي تقف وراء تلك الحملة غير المسبوقة، إلا أنها جاءت في إطار حرب بيانات يشهدها الشارع المصري لدعم مرشحين مفترضين لانتخابات الرئاسة المقررة في العام القادم.

وفي بيان صدر على الإنترنت، سحب في وقت لاحق، ناشد ناشطون، لم تعرف هويتهم، "جيش مصر الشريف" إنقاذ البلاد من "عار ومهانة مشروع التوريث الذي يسعى إلى تحقيقه نجل الرئيس"، وقالوا إن السبيل الوحيد للتعامل مع مشروع التوريث لجمال مبارك وأعوانه من رجال الأعمال هو أن يتولى عمر سليمان حكومة انتقالية.

واعتبر رشوان أن توقيت وضع هذه الملصقات له مغزى للدلالة على توجه جديد من الرأي العام بينما يكون مبارك خارج مصر، مضيفًا أن من المرجح أن تلفت الحملة انتباه واشنطن أثناء وجود سليمان هناك.

وكانت صحيفة "المصري اليوم" قد نشرت تقريرًا على موقعها على الإنترنت عن الحملة، لكن التقرير رفع بعد ذلك من الموقع بدون تفسير، فيما أعدمت آلاف النسخ من الجريدة التي تشير إلى تلك الحملة.

سليمان يقتحم الصورة مجددا
وقال هشام قاسم الناشر السابق ل "لمصري اليوم" ل "رويترز" "فيه حظر نشر على كل الجرائد لمنع نشر أي شيء عن الحملة لعمر سليمان. "المصري اليوم طبعت 30 ألف نسخة وأعدموهم.. والجرائد الأخرى ممنوعة أيضًا من النشر"، بينما لم يصدر تعليق من جهات أمنية.

وفي الوقت الذي لم يحدد فيه الرئيس مبارك (82 عامًا) حتى الآن إذا ما كان سيخوض الانتخابات القادمة أم لا، اعتبر قاسم أن عمر سليمان هو الرئيس القادم لمصر في جميع الاحتمالات، وأضاف إنه الشخصية المناسبة للحكم من الجيش.

وخدم سليمان وهو من مواليد 1936 في الجيش قبل أن يصبح رئيسًا لجهاز المخابرات المصري عام 1993 ويتمتع سليمان بتأثير كبير في الشئون الداخلية للبلاد، كما أنه يتولى مسئولية الملف الفلسطيني منذ سنوات.

وينظر البعض إلى سليمان منذ فترة طويلة باعتباره الخليفة المحتمل للرئيس مبارك، الذي يحكم مصر منذ نحو 30 عامًا، لكنها المرة الأولى التي يقدم فيها مناصروه على دعم ترشيحه للمنصب بصورة علنية.

وقال الكاتب فهمي هويدي، إنه لا يوجد تنافس بين سليمان ونجل مبارك، وأضاف إن الأول سيتولى السلطة فقط نزولا على رغبة مبارك، مضيفًا أن سليمان ينظر إليه على انه واحد من أكثر المسئولين الذين يحظون بثقة الرئيس.

وسليمان ليس عضوًا بالحزب "الوطني" الحاكم، وينسب إليه الفضل في إنقاذ حياة الرئيس مبارك من محاولة اغتيال نفذها عام 1995 في أديس أبابا، حيث تقول تقارير إنه من قام بتوصية الرئيس بتشديد الإجراءات الأمنية المصاحبة له إبان تلك الزيارة.

ولم تغب وسائل الإعلام الصهيونية عن متابعتها للجدل الدائر حول حملة الملصقات لدعم اللواء عمر سليمان مرشحًا لرئاسة مصر في خضم حرب البيانات الداعمة للمرشحين المحتملين للرئاسة.

فتحت عنوان "حملة جديدة بمصر"، قال موقع "عنيان مركازي" الإخباري الصهيوني إن السلطات المصرية أصدرت تعليمات بإزالة ملصقات الدعاية الانتخابية الداعمة لمدير المخابرات مرشحًا لرئاسة الجمهورية والتي تم لصقها في شوارع القاهرة.

وقال إن السلطات المصرية أصدرت تعليمات يوم الخميس بإزالة الملصقات الخاصة بسليمان الذي وصفته بأنه يعد "رجل الظل" الذي يستعين به الرئيس حسني مبارك للتعامل مع الشئون الخارجية، موضحا أن داعمي الحملة المجهولين وضعوا صورة له على الملصقات وهو يضع على عينيه نظارة شمسية بينما يلوح بيده اليمنى، وكتبوا على الملصقات عبارة "البديل الحقيقي".

وأضاف التقرير إنه في مقابل ذلك أصدرت السلطات المصرية تعليمات لصحيفة "المصري اليوم" بعدم تغطية حملة الملصقات الداعمة لسليمان، موضحة أنه أصبح من المعروف خلال الفترة الأخيرة قيام رؤساء تحرير الصحف الحكومية المصرية بتبني حملة لترشيح جمال مبارك نجل الرئيس خليفة لوالده.

وقال التقرير، إن سليمان البالغ من العمر 74 عاما يعد من أكثر المقربين للرئيس مبارك، كما انه مسئول عن "ملفات بالغة الحساسية" تتعلق بالسياسة الخارجية المصرية مع كل من تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والسودان، وأشار إلى أنه معروف لشخصيات صهيونية أكثر مما يعرفه الجمهور المصري علاوة على انه مقل في مقابلاته ولا يظهر كثيرا على الملأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.