«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظهور البرادعى قلب المائدة على أصحاب سيناريو التوريث فى مصر
نشر في الشروق الجديد يوم 05 - 04 - 2010

لا يبدو أن الحجر الذى ألقاه محمد البرادعى قد حرك المياه الراكدة للسياسة والإعلام فى مصر فقط وإنما وصلت آثاره إلى دوائر الإعلام والدراسات السياسية فى العالم بعد أن أصبح الوضع السياسى فى مصر مطروحا بقوة على أجندة وسائل الإعلام العالمية.
ومن واشنطن بوست التى خصصت إحدى افتتاحيتها للحديث عن أهمية مساندة تجربة البرادعى الإصلاحية إلى صحيفة الإكسبريس الفرنسية، التى وصفت البرادعى بأنه «المنقذ» وصولا إلى مجلة نيويوركر التى خصصت تقريرها الرئيسى لرسم صورة المشهد السياسى فى مصر بعد عودة البرادعى.
تحت عنوان «المتنافسون» نشرت مجلة نيويوركر الأمريكية المرموقة تقريرا مطولا عن الحالة السياسية فى مصر بعد ظهور محمد البرادعى على الساحة ودعوته إلى إجراء إصلاحات سياسية تضمن إجراء انتخابات نزيهة وحرة.
ونقل الصحفى الأمريكى جوشوا هامر كاتب التقرير عن محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله فى مقابلة معه «كل هؤلاء الناس (المصريين) قالوا يجب أن تأتى.. لا يجب أن تتخلى عنا.. شعرت أنه عليه القدوم إليهم والحديث معهم».
وقال جوشوا أحد الخبراء الأمريكيين فى شئون الشرق الأوسط، والذى تعرض للاختطاف فى قطاع غزة عام 2001 إن قانون الطوارئ هو أحد أهم عوامل استمرار الرئيس حسنى مبارك فى الحكم منذ 30 عاما تقريبا. فهذا القانون بدأ مع تولى مبارك السلطة تقريبا ولم يتخل عنه الرئيس على مدى عشرات السنين. فنظام الرئيس مبارك استخدم قانون الطوارئ لسجن الآلاف بدون تهمة وفى قمع أى مظاهرة سياسية.
وأشار جوشوا إلى أن وجود هذا القانون كان وراء عدم خروج أعداد ضخمة لاستقبال البرادعى فى مطار القاهرة لدى عودته أول مرة بعد انتهاء عمله فى الوكالة الدولية منتصف فبراير الماضى. فأنصار البرادعى اضطروا إلى التوجه إلى المطار فرادى أو فى مجموعات لا يزيد عددها على 3 أفراد.
وأعاد جوشوا التذكير بأن الرئيس مبارك لا يعتزم التخلى عن السلطة طوال حياته، مشيرا إلى تصريحه أمام مجلس الشعب عام 2006 بأنه سيظل فى السلطة «ما دام فى صدره قلب ينبض». ولكن جوشوا يرى أن الرئيس البالغ من العمر 81 عاما يبدو فى الفترة الأخيرة مجهدا.
ويشير إلى أنه فى قمة مجموعة الدول الثمانى الكبرى التى عقدت بمدينة لاكويلا الإيطالية عام 2008 ظهرت صور الرئيس مبارك، وهو يستند إلى أحد مساعديه أثناء صعوده السلم. وفى مارس الماضى أجرى الرئيس مبارك جراحة ناجحة فى أحد مستشفيات ألمانيا.
وعن قضية خلافة الرئيس مبارك فى الحكم قال جوشوا هامر إن السنوات الأخيرة شهدت ظهور عدد من أسماء الخلفاء المحتملين للرئيس مبارك، بينهم جمال مبارك نجل الرئيس والمصرفى السابق.
ولكن ظهور مبارك الابن خلال الفترة الأخيرة جعلته يبدو، كما لو كان المرشح الوحيد المحتمل لخلافة الرئيس مبارك.
فقبل عودة البرادعى بأربعة شهور فقط قال دبلوماسى غربى فى القاهرة للصحفى الأمريكى إن جمال مبارك هو الرئيس المقبل لمصر. الأمر نفسه تكرر مع دبلوماسى إسرائيل أعرب عن اعتقاده بأن الطريق أمام جمال مبارك مفتوح.
ثم عاد البرادعى إلى القاهرة وقرر لعب دور سياسى محلى لكى يقلب المائدة على جمال مبارك كما قال جوشوا. فالبرادعى من وجهة نظر الصحفى الأمريكى شخصية دولية مرموقة تحظى باحترام كبير فى الداخل والخارج وهو ما يجعله رمزا يمكن أن يلتف حوله الشعب المصرى، الذى يعيش نحو 40% منه تحت خط الفقر وتشعر أغلبيته بالسخط على نظام حكم مبارك.
وينقل جوشوا هامر عن دبلوماسى غربى فى القاهرة قوله إن الكثير من المصريين يرفضون فكرة التوريث ويرون أن مصر جمهورية ولا يمكن أن تكون ملكية يتوارثها أبناء الرئيس. كما أن أغلب المصريين ينظرون إلى جمال مبارك باعتباره رمزا «للواسطة» واستغلال النفوذ فى مصر.
ويرى الصحفى الأمريكى أن سباق الرئاسة فى مصر الآن أصبح مواجهة بين مرشح يتمتع بشعبية كبيرة ولكن تنقصه الموارد والإمكانات المادية، وهو البرادعى ومرشح شاب يتمتع بتنظيمات الحزب الحاكم وثروة رجال الأعمال وسلطة القمع لجهاز الأمن فى مصر وهو جمال مبارك.
من ناحيته قال البرادعى فى مقابلته مع جوشوا إنه يدرك تماما أن النظام الحاكم سوف يحاربه بكل الوسائل المتاحة لديه
وأضاف: «أنا لا اتطلع إلى الرئاسة وإنما إلى دفع مصر نحو الديمقراطية. فالديمقراطية القائمة هنا مهزلة».
وعن لقائه بجمال مبارك فى الخريف الماضى قال جوشوا «التقيت جمال مبارك فى مكتبه الفسيح بالطابق الثانى من مقر الحزب الوطنى الديمقراطى بوسط القاهرة، حيث يطل على النيل».
وقال جمال مبارك فى هذه المقابلة إن اللغة الإنجليزية ظلت دائما لغة أساسية إلى جانب العربية فى تربيته وأن جدته لوالدته إنجليزية من ويلز وأنه حريص على التواصل مع أقاربه الإنجليز حتى اليوم بما فى ذلك الأجيال الجديدة من أسرة والدته الإنجليزية.
ويعلق الصحفى الأمريكى على نشأة وتربية جمال مبارك بالقول إنه نشأ فى شبه عزلة عن الشعب المصرى، حيث كانت كل تحركاته خاضعة لحراسة مشددة وفى سيارات فارهة.
ونقل جوشوا عن أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية المعارض قوله «جمال مبارك عاش حياته كلها فى القصور ولم يمشى يوما فى الشوارع ولم يركب «تاكسى»، ولم تكن له أى صلة بالثقافة المصرية. فقد عاش حياته كأمير يحيط به الجنرالات والمليونيرات».
ويرجع الكاتب الأمريكى إلى السادس من أكتوبر عام 1981 عندما كان جمال مبارك فى السابعة عشرة من عمره وحضر العرض العسكرى بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر باعتباره ابن نائب الرئيس فى ذلك الوقت. فى هذا العرض كان جمال مبارك يجلس فى الصف الثامن على المنصة عندما أطلق خالد الإسلامبولى ورفاقه الثلاثة النار على المنصة لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. فى هذه اللحظة نزل جمال مبارك تحت المقعد والتصق وجهه بالأرض.
وعن هذه اللحظة قال جمال مبارك لجوشوا «فى هذه اللحظة لا تفكر إلا فى نفسك.. ولا تحاول إلا تفادى أى إصابة».
ويضيف جمال أن الأيام التى تلت حادث المنصة شهدت وصول والده إلى الرئاسة وأن رؤيته لمشهد اغتيال السادات جعلته يدرك أن دخول الحياة العامة يرتبط بالكثير من المسئوليات والتضحيات، التى قد تصل إلى ثمن باهظ على حد قول جمال مبارك.
ويقول جوشوا إنه بعد اغتيال السادات «بصم» مجلس الشعب المصرى الذى لا يمتلك أى سلطات حقيقية على اختيار نائبه حسنى مبارك لتولى الرئاسة.
وحصل جمال مبارك على درجة البكارليوس فى إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث قال عنه الدكتور سعدالدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع فى الجامعة الأمريكية أثناء فترة دراسة جمال مبارك فيها «إنه كان طالبا ضعيفا» من الناحية العلمية.
ويضيف سعد الدين إبراهيم الذى قام بالتدريس لكل من السيدة سوزان مبارك وجمال مبارك فى الجامعة إن جمال كان «ذو وجه بلا تعبير وبارد».
وبعد أن أنهى جمال مبارك دراسته التحق بالعمل فى بنك أوف أمريكا الأمريكى بالقاهرة. وفى عام 1988 انتقل إلى قطاع الاستثمار فى البنك بلندن.
ونقل جوشوا عن جمال قوله إن خبرته فى مجال الأعمال جعلته يدرك حاجة الاقتصاد المصرى الجامد إلى الإصلاح. وأضاف «دائما كنت أتابع الأسواق والاقتصادات الدولية. ولكن عندما تنتقل للعمل خارج بلادك فإنك تنظر إليها بطريقة مختلفة».
وفى عام 1997 أسس جمال مبارك بمشاركة عدد من أصدقائه شركة خدمات استثمارية خاصة باسم «ميد إنفست» ومقرها لندن. وخلال عام ونصف جمعت الشركة 54 مليون دولار لاستثمارها.
وبعد ذلك بعامين عاد جمال مبارك إلى القاهرة وهو التوقيت الذى بدأت فيه الضغوط على الرئيس مبارك من أجل فتح الطريق أمام جمال للعمل العام. وفى عام 2002 أصبح جمال مبارك رئيس أمانة السياسات فى الحزب الوطنى وهى بمثابة مركز تفكير يضم نحو 700 شخص.
ويشير جوشوا إلى أن أهم أعمال جمال مبارك كان تحرير الاقتصاد المصرى من سيطرة الدولة حيث تم تخفيف القيود المفروضة على الاستثمارات الخارجية وتقليل الضرائب وبيع أسهم الدولة فى البنوك المشتركة وغير ذلك من خطوات تحرير الاقتصاد.
ويقول دبلوماسى غربى فى القاهرة إن عملية الخصخصة التى رفع جمال مبارك لواءها أدت إلى نمو طفيف للاقتصاد المصرى، لكنها فى الوقت نفسه خلقت انطباعا لدى الشعب المصرى بأن جمال مبارك خدم الأغنياء فقط ولم يستفد عامة الشعب من سياساته.
من ناحيتها تقول إيمان بيبرس عضو أمانة السياسات فى الحزب الوطنى إن جمال مبارك يؤمن دائما بالنخبة وهو يعتقد أنه بمجرد أن تترك الرأسماليين يقومون بأعمال جيدة فإن ثمار التنمية سوف تصل إلى الطبقات الدنيا فى مرحلة ما وفقا لما يعرف باسم «نظرية تساقط الثمار».
ولكن محمد البرادعى له رأى آخر حيث يقول إن مشكلة الإصلاح الاقتصادى فى مصر تكمن فى أنه لم يحدث تساقط لثمار التنمية.. «وإنما حدث العكس حيث اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشدة. فهناك حظيرة للطائرات الخاصة فى مطار القاهرة وهناك مليارديرات مصريون فى قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم فى حين أن متوسط دخل الفرد فى مصر يبلغ 2000 دولار سنويا فكيف يستقيم كل هذا؟».
وقالت المجلة الأمريكية إن أحمد عز أمين التنظيم فى الحزب الوطنى ورئيس لجنة الخطة والموازنة فى مجلس الشعب هو أحد المستفيدين من الإصلاح الاقتصادى، حيث حصل على قروض ميسرة من الدولة لكى يحتكر صناعة الحديد والصلب فى مصر.
وهناك أيضا هانى سرور عضو أمانة السياسات سابقا والذى أدين ببيع 300 ألف قربة دم غير صالحة للاستعمال إلى وزارة الصحة المصرية. وهناك أيضا ممدوح إسماعيل، الذى كان عضوا معينا فى مجلس الشورى المصرى، والذى يمتلك شركة نقل بحرى تسببت فى وفاة أكثر من ألف راكب على إحدى عبّاراتها القديمة، وهو هارب حاليا فى لندن.
وفى مايو 2007 عمق جمال مبارك ارتباطه بمجتمع رجال الأعمال على حد قول جوشوا عندما تزوج من خديجة الجمال ابنة أحد كبار رجال الأعمال فى مصر، والتى درست أيضا فى الجامعة الأمريكية.
وعن طموحات جمال مبارك الرئاسية قال جوشوا إنه سأل مبارك الابن عما إذا كان يشعر بأنه مستعد لتولى الرئاسة، فابتسم وقال: «لن أجيب عن سؤالك بالطريقة التى تريدها ولكننى أقول لك إن آخر تسع سنوات من عملى السياسى والاجتماعى أعطتنى فهما أفضل للقضايا والمشكلات، التى يعيشها المواطنون العاديون.. وإذا سألتنى عما إذا كانت السنوات التسع الأخيرة قد أثرت خبرتى فيما يتلق بالقضايا المحلية والخارجية فإن إجابتى هى بالتأكيد نعم».
وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر عام 2011 قال جمال مبارك للصحفى الأمريكى إن مصر ستشهد خلال العام الحالى انتخابات برلمانية «ويجب أن تركز الحكومة على توصيل رسالة إلى الناس تقول إنها نجحت فى تغيير حياتهم اليومية ثم بعد ذلك تنظيم وحشد نشطائنا وأنصارنا. هذا هو تركيزنا أمام الحديث عن انتخابات الرئاسة عام 2011 فهو سابق لأوانه».
ويقول جمال مبارك إن كل التكهنات تزيد الضغوط التى تمارس على «وهناك محاولات بحسن نية من البعض وبسوء نية من الأغلبية لتشتيت اهتماماتى بعيدا عن مسئولياتى الحزبية».
ويشير تقرير نيويوركر إلى أن خروج الرئيس الأمريكى جورج بوش من الحكم وصول باراك أوباما إليه شهد تغييرا واضحا فى موقف واشنطن من قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان فى الشرق الأوسط بما فيه مصر، حيث تراجعت الضغوط الأمريكية على نظام الحكم المصرى من أجل القيام بإصلاحات ديمقراطية حقيقية.
وفى أغسطس الماضى زار الرئيس مبارك برفقة نجله جمال واشنطن حيث اجتمع مع الرئيس أوباما ووزيرة خارجية هيلارى كلينتون وتركزت المحادثات المصرية الأمريكية على الملف النووى الإيرانى وعملية السلام فى الشرق الأوسط وغابت قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر عن المحادثات تقريبا.
ويعود جوشوا فى تقريره إلى مقابلته مع البرادعى فينقل عنه القول «الإعلام الحكومى يحاول تشويه سمعتى بطريقة مثيرة للسخرية، حيث يقول إننى أحمل الجنسية السويدية وإننى سهلت غزو العراق وإننى رسبت فى الامتحانات ولكن كل ذلك حقق نتائج عكس ما يريده هذا الإعلام تماما. فكل هذا الهجوم أدى إلى زيادة التعاطف الشعبى معى».
ويشير جوشوا إلى أن البرادعى ينتمى إلى الشريحة العليا من الطبقة الوسطى المصرية حيث كان والده محام بارز ومعارض للرئيس الراحل جمال عبدالناصر وخلفه الرئيس السادات. وحصل البرادعى عندما كان فى التاسعة عشرة من عمره على بطولة محلية فى الاسكواش.
ويشدد جوشوا على موقف البرادعى المعارض لإدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش فى مسألة غزو العراق وامتلاكه أسلحة دمار شامل، وهو ما أثار غضب هذه الإدارة عليه. فقبل أيام من بدء الغزو الأمريكى للعراق قال محمد البرادعى الذى كان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام مجلس الأمن الدولى إن الوثائق التى قدمتها إدارة بوش لإدانة العراق بتطوير أسلحة نووية مزورة.
وفى عام 2007 قال البرادعى إن الغزو الأمريكى للعراق «مثال صارخ على استخدام القوة فى العديد من الحالات لعلاج مشكلة يؤدى إلى زيادة تعقيدها».
وكما تبنى البرادعى مواقف مناوئة لمواقف بوش تجاه العراق فإنه كان يتبنى مواقف مناوئة لموقف خلفه أوباما تجاه الملف النووى الإيرانى.
ونقل جوشوا عن مسئول رفيع المستوى فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما القول إن الإدارة لم تشعر بأى أسف لرحيل البرادعى عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال هذا المسئول: «الإدارة الأمريكية تكن احتراما كبيرا للبرادعى كرجل قوى الحجة يعتز بنفسه»، ولكن عندما تعلق الأمر بالملف النووى الإيرانى فإنه كان يبدو مترددا.
ويرى المسئولون الأمريكيون الفارق بين البرادعى وخليفته اليابانى يوكيا أمانو فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية واضحا، حيث خرج أول تقرير فى عهد المدير الجديد للوكالة يدين إيران بوضوح.
ويرى الكاتب الأمريكى أن مواقف البرادعى القوية فى مواجهة الإدارة الأمريكية رسخت صورته كرجل مصرى مستقل وقوى من وجهة نظر الشعب.
وينقل عن هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية القول إن البرادعى شخصية جيدة يستطيع جمع الأنصار من مختلف الفئات والأعمار، وهو ما يعطيه ميزة عن أى سياسى آخر فى مصر الآن.
ومع ذلك ترى هالة مصطفى أن طموح البرادعى من أجل تحقيق الديمقراطية فى مصر والإطاحة بنظام حكم مبارك غير واقعى فهو يواجه آلة حكم جبارة. وتضيف أنه لكى يتحقق ذلك يجب أن ينجح البرادعى فى حشد عدد ضخم من المصريين فى الشارع.
مجلة نيويوركر
مجلة أمريكية مقرها مدينة نيويورك، تصدر منذ 1925 أسبوعيا، لكنها تحولت إلى إصدار 47 عدد سنويا، خمسة منها تغطى أسبوعين.
وعلى الرغم من اهتمام المجلة بالحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية لمدينة نيويورك كبرى مدن الولايات المتحدة، فإنها واسعة الانتشار خارج الولاية.
لكن نيويوركر لم تعد تقتصر على اهتمامات التفاحة الكبيرة كما تسمى نيويورك، حيث غطت عددا من الأحداث العالمية، فى الباب الشهير المسمى «نظرة نيويوركر للعالم».
وكان صدر الكاريكاتور الذى ظهر على صفحات المجلة فى كتاب بعنوان «فنون نيويوركر من 1925 إلى 1995».
كما تشتهر نيويوركر باهتمامات الفريدة فيما يسمى «الثقافة الشعبية»، حيث تنشر بانتظام سلاسل القصص الخيالية التى تستهوى أعدادا كبيرة من الأمريكيين، إضافة إلى صفحات ثابتة لعروض الكتب، والنقد الأدبى والثقافى.
ولا تفتقد المجلة للفكاهة على الرغم من ما تتمتع بها من رصانة ووقار، إذا تتنوع اهتمامات نيويوركر ما بين القضايا الاجتماعية العميقة خاصة تلك التى يعيشها المجتمع الأمريكى، فضلا عن دراسات حول العلاقات الدولية والسياسة العالمية.
وتضم المجلة العشرات من الشعراء مثل أوجدين ناش الذى يكتب بانتظام منذ 1950، والروائيين ناثانيال بنتشلى المساهم المنتظم فى المجلة منذ أكثر من أربعة عقود، والرسامين والنقاد الفنيين، حاز العديد منهم على جوائز رفيعة مثل بوليتزر.
وكانت المجلة قد اهتمت بالشأن المصرى منذ العدوان الثلاثى فى العام 1956، فى أعقاب قرار الرئيس جمال عبدالناصر لقناة السويس، كما حظيت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التى وقعها الرئيس أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحيم بيجين أواخر السبعينيات، باهتمام خاصة.
يذكر أن نيويوركر اهتمت بالشأن المصرى قبل ذلك لكن عبر عدد من الرحالة الغربيين، والمستشرقين، وليس اهتماما بمصر فى حد ذاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.