علق نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إليوت إبرامز، على اصطحاب الرئيس المصري حسني مبارك نجله إلى الولاياتالمتحدة في زيارته التي يجريها حاليا للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة بالقول إن مبارك يرتكب خطأ كبيرا. وأضاف، أن وجود جمال، الذي لا يشغل أي منصب رسمي، بين أعضاء الوفد المصري قد يراه عدد كبير من المصريين محاولة لوضع نجل الرئيس داخل المشهد السياسي الدولي بالقوة.
وكانت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية ذكرت أمس إن جمال مبارك سيقابل مفاوضين صهاينة خلال المحادثات، ربما يكون رئيس الوزراء الصهيونى نفسه من بينهم، مضيفةً إن اصطحاب الرئيس مبارك نجله إلى واشنطن يعد مؤشراً واضحاً على إعداده للخلافة فى مصر.
وتنطلق فى العاصمة الأمريكيةواشنطن الخميس أولى جلسات المفاوضات المباشرة بين الصهاينة وسلطة عباس، بعد نحو 20 شهراً من تجميدها، فيما يعقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأربعاء لقاءات منفردة مع الرئيس حسنى مبارك وقادة فلسطين والأردن والدولة الصهيونية.
ومن جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى صدر الثلاثاء وصف مصر بأنها (في مفترق طرق)، فى ظل تكهنات التوريث المحتملة وموقف الولاياتالمتحدة تجاه انتقال السلطة من الأب إلى الابن.
وأكد المعهد أن مسار التطورات (الدستورية والقانونية والسياسية) يشير إلى رغبة مبارك فى تولية ابنه جمال الحكم، معتبرا أن مثل هذا التأييد سيكون فرصة جمال الوحيدة فى الفوز.
جمال مبارك إلى واشنطن وغادر فجأة جمال مبارك، أمين "السياسات" بالحزب "الوطني" إلى الولاياتالمتحدة أمس بصورة مفاجئة، بعدما تغيب عن حضور حفل إفطار الوحدة الوطنية، الذي تقيمه الكنيسة سنويًا، مقدمًا اعتذاره قبيل ساعات فقط من حفل الإفطار.
ولحق جمال بالرئيس حسني مبارك الذي يحضر الجلسة الافتتاحية اليوم لإطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة. فيما ينتظر أن يلتقي الرئيس مبارك الرئيس باراك أوباما صباح الخميس.
ولم تكن زيارة جمال محددة سلفًا إلى واشنطن، وهو ما أثار تكهنات حول توقيتها المفاجئ، وما إذا كان لسفره علاقة بترتيبات الحكم في مصر، وقضية ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل، فيما قالت مصادر متابعة لملف "توريث السلطة" إن هذا قد يكون السبب الأرجح للزيارة.
وربط محللون بين توقيت الزيارة، وإجراء محادثات مع المسئولين الأمريكيين حول الترتيب نقل السلطة في مصر، قبل شهور من الإعلان بشكل رسمي عن اسم مرشح الحزب "الوطني" إلى انتخابات الرئاسة المقررة العام القادم.
وقالت مصادر مطلعة، إن الرئيس مبارك كان يخطط لزيارة واشنطن في كل الأحوال خلال أسابيع، لكن دعوة الرئيس أوباما له وللعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لحضور جلسة انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة هي التي عجلت بالزيارة.
ورجحت المصادر أن تستحوذ المناقشات بشأن مستقبل الحكم في مصر على المشاورات التي سيجريها الرئيس مبارك ونجله مع مسئولي الإدارة الأمريكية خلال الزيارة، حيث رجحت أن يتم حسم العديد من النقاط محل الجدل فيما يتعلق خصوصًا بترتيبات نقل السلطة، وضمان عدم إثارة الولاياتالمتحدة لقضايا الديمقراطية والحريات في المرحلة المقبلة، مع التوقعات بتصاعد وتيرة الغضب في مصر ضد "توريث السلطة".
صفقة تبادلية ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الرئيس مبارك سيطلب من الإدارة الأمريكية أن تكف السفارة الأمريكية في القاهرة يدها عن دعم قوى المعارضة والصحف التي تهاجم "توريث السلطة"، بعد أن تأكدت السلطات الأمنية في مصر بضلوعها في ذلك.
في المقابل، ستطلب الولاياتالمتحدة من مصر التدخل بقوة لإقناع الجانب الفلسطيني بإبداء المرونة في مفاوضات "السلام" مع الصهاينة، والضغط على السلطة الفلسطينية، وتهديدها برفع الدعم العربي عنها في حال عدم التوقيع على اتفاق سلام، مقابل مساعدات أمريكية سخية للسلطة.
كما يرجح أن تثار قضية الخلاف بين مصر ودول منابع النيل حول إقامة مشروعات على مجرى النهر دون التشاور معها، ما يهدد من كميات المياه الواصلة لمصر، حيث سيطلب من واشنطن الضغط على تل أبيب لوقف تحريضها دول الحوض على مصر حتى تسمح بإمدادها بمياه النيل، الأمر الذي رفضه الرئيس مبارك خلال الأسابيع الماضية، مؤكدا أن مصر ترفض بشكل تام نقل مياه النيل خارج الحدود.
كما ستكون القضايا الإقليمية في صلب محادثات مبارك، وخاصة الملف العراقي في ظل إعلان الولاياتالمتحدة انتهاء عملياتها القتالية بالعراق، في إطار خطة الانسحاب الأمريكي العام القادم، وستثار قضية إرسال قوات عربية إلى العراق لحفظ الأمن هناك، بعد إتمام الانسحاب الأمريكي من هناك.
ويضم الوفد المرافق للرئيس مبارك في زيارته كلا من أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، وأنس الفقى، وزير الإعلام، والوزير عمر سليمان، والدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية
وكان الرئيس مبارك قد اختتم الاثنين الماضي زيارة لفرنسا استغرقت 24 ساعة فقط التقى خلالها مع الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون في قصر الإليزية لمدة ساعة فقط.
وترددت أنباء أن زيارة الرئيس مبارك لفرنسا كانت من أجل فحوصات طبية سريعة، وهو ما فسره تمركز المصورين الصحفيين حول بعض المراكز الطبية المتخصصة الهامة هناك لمراقبة دخوله أي منها.
جمال ومحاربة الفساد! ومن ناحية أخرى، مازال توقيع سعدالدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، على بيان ترشيح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية المقبلة يثير حالة من الجدل فى الأوساط السياسية، على الرغم من إصداره بيانا صحفيا وتصريحات صحفية أمس الأول أكد فيها أنه لن يعطى صوته لجمال مبارك.
ويقول نص الوثيقة التى وقع عليها إبراهيم والمعنونة ب"تفويض وتكليف"، تقول الوثيقة "من أجل محاربة الفساد.. من أجل أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بالديمقراطية.. من أجل الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى لمصر أم الدنيا.. من اجل حياة كريمة ومستقرة يعيشها المواطن المصرى.. من أجل انتخابات حرة ونزيهة تتم فى مناخ ديمقراطى حقيقى.. من أجل تعديل المادة 77 من الدستور المصرى.. أفوض أنا المواطن.. الائتلاف الشعبى المصرى لدعم جمال مبارك على الترشيح فى الانتخابات الرئاسية القادمة لسنة 2011 ممثلا عن جميع طوائف الشعب المصرى وهذا تفويض وتكليف منى بذلك".
من جانبه، علق مجدى الكردى منسق الائتلاف على البيان الذى أصدره إبراهيم أمس الأول بعنوان "بيان إلى الأمة عن بدايات التزوير والتضليل"، محاولا توضيح موقفه على أنه تأييد لحق نجل الرئيس فى الترشيح، مدعيا "الدكتور سعد عندما وقع أمام الصحفيين وليس فى الغرف المغلقة، ووقع على بيان دعم حق جمال مبارك فى الترشح فى انتخابات تعددية واشترط الشفافية وإجراء الانتخابات تحت إشراف محلى ودولى".
وأضاف الكردى أن إبراهيم وقع لحملة شعبية ليست تابعة للحزب الوطنى، وأكد أن الائتلاف يسعى لطرق أبواب كل القوى السياسية رافعا شعار "التوافق وليس التناحر"، وفق زعمه.