في أول رد فعل للعدو الصهيوني على فعاليات مؤتمر حزب السلطة الحاكم الذي اختتم أعماله أمس، انتقدت إعلامية صهيونية بارزة، عدم السماح للصحفيين الصهاينة بتغطية المؤتمر أسوة بزملائهم من كل دول العالم، وذلك للإحراج الذي سببه حزبي العمل والليكود الصهيونيين حينما عرضا المشاركة الرسمية في أعمال مؤتمر الحزب الوطني "الشقيق". في أول رد فعل للعدو الصهيوني على فعاليات مؤتمر حزب السلطة الحاكم الذي اختتم أعماله أمس، انتقدت إعلامية صهيونية بارزة، عدم السماح للصحفيين الصهاينة بتغطية المؤتمر أسوة بزملائهم من كل دول العالم، وذلك للإحراج الذي سببه حزبي العمل والليكود الصهيونيين حينما عرضا المشاركة الرسمية في أعمال مؤتمر الحزب الوطني "الشقيق". وقالت سميدار بيري، في مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن :"مصر ليست فقط هي الجار الضخم وشريك المصالح، بل إن كل هزة أو إشارة توتر ووهن في القيادة المصرية من شأنه أن يؤثر علينا أيضا". وتسببت مجاملة قام بها حزبي "العمل" و"الليكود" الصهيونيين، في حرج بالغ لنجل الرئيس جمال مبارك المرشح لخلافة والده بالتوريث، حيث أصر الحزبين - بحسب ما نشر في الصحف- على مشاركة الحزب "الوطني" الحاكم في مصر مؤتمره العام السادس، تأكيداً منهما على أواصر "الاندماج" بين الأحزاب الثلاثة، منذ توقيع معاهدة "السلام" بين مصر وكيان الاحتلال الصهيوني عام 1979. وبحرج بالغ علق مصدر في الحزب أن هذا :" ينم عن سوء تقدير، لأنهما كانا يجب أن يعلما مسبقا أنهما لن يكونا مرغوبا فيهما داخل أروقة المؤتمر الذي سيناقش قضايا مصرية وعربية خالصة، فضلاً عن عدم وجود ما يدعو لتوجيه دعوة لأي من الأحزاب الإسرائيلية". وفي إشارة واضحة هاجمت بيري المعارضة المصرية وكشفت عن رغبة كيان العدو في أن يخلف جمال والده على عرش مصر بقولها:"مبارك ابن 81، ولايته الحالية، الخامسة، ستنتهي بعد اقل من سنتين، المعارضة التي أقامت حركة 'كفاية' لحكم مبارك الأب الطويل خرجت ألان بشعار 'ما يحكمش'، بمعنى لن يحكمنا، والقصد هو الخليفة المحدد، جمال مبارك، ابن ال 45. الفضل الكبير لجمال، كأبن الرئيس، هو أيضا النقيصة التي يستخدمها معارضوه ومن يحرضون ضد التوريث يتجاهلون عن قصد كفاءاته". وأوضحت بيري :"لو كان بوسعنا أن نوصي، لوضعنا مبارك الصغير في رأس الهرم والى يمينه الجنرال سليمان، أو العكس. لا جدال في تجربة وحكمة الجنرال، لا جدال في أن مبارك الصغير اكتسب في 14 سنة له في السياسة تجربة غنية، الخبراء عندنا يصرون على انه بالسلوك الملتوي لمصر، ليس للامين العام موسى فرصة، ويترجمون بالون الاختبار الذي أطلقه الأسبوع الماضي لخطوة يتخذها بالذات في صالح مبارك الصغير". وقالت بيري في مقالها إنه :"في الوقت الذي لم يحظ فيه الصحفيون الإسرائيليون بتغطية المؤتمر تقوم إسرائيل باستضافة الأفلام المصرية على أرضيها"، لافتة إلى قيام مؤسسة "سينماتيك" السينمائية الصهيونية ببث احتفالي للفيلم المصري "أيام السادات"، موضحة أن :"كثيرين خرجوا دامعين بعد مشاهدتهم لسيرة الرجل الذي أجرى زيارة التاريخية إلى القدس واغتيل بعد ذلك". وانتقلت بيري للحديث عن ملف التوريث في مصر وعلاقته بالمؤتمر، موضحة أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد في تصريحات مؤخرا أنه "لا يستبعد إمكانية تنافسه على الرئاسة"، وهو ما رأت فيه "بالون اختبار" يأتي في مصلحة جمال مبارك نجل الرئيس المصري الذي يرغب والده في توريثه الحكم. وقالت إن موسى:"ليس طفلا، ابن 73، كان وزير خارجية بارز ومعبر من ناحية مصر، لاذع ومعاد من ناحية إسرائيل. هو الذي طور السلام البارد ليصبح التوصية الجارفة في انه 'من الأفضل عدم الركض نحو علاقات طبيعية مع إسرائيل". وأضافت أن تصريحات موسى لم تأت مصادفة :" الآن، عندما أصبحت الجامعة العربية التي يترأسها ساحة عمل مملة، بوابة ميزانيات ونفوذ، يقول موسى انه 'لا يستبعد إمكانية' أن يتنافس على الرئاسة، لكل مواطن مصري الحق، كما ألقى بالقنبلة، ومنذئذ وهو يبقي الأوراق السياسية قريبة من صدره، يلفه دخان السجائر التي يحاول نفخها في كل مرة يبحث فيها عن المتعة"، وفي كل الأحوال فهنا في تل أبيب يعدون الأوراق ويدرسون سيناريوهات ما بعد مبارك، على حد قولها. مبارك "الأصغر في حماية والده "الأكبر" من جهة ثانية خضع مبارك "الصغير" لإجراءات أمنية مشددة وحراسة مكثفة، خوفاً من مبارك "الأكبر" على خليفته القادم، حيث أوصى بتشديد الحراسة المرافقة له، تماماً كما يحدث أثناء تنقلات الرئيس "الأكبر" داخليا وخارجيا، وسيتم تخصيص لذلك ميزانية تقدر بنحو مليون جنيه شهريا. يأتي هذا بناء على نصائح جهات أمنية سيادية، بالرغم من اعتراض مبارك "الأصغر"على تشديد الحراسة عليه، خوفا من أن تؤدي لعزله عن القواعد الجماهيرية التي يستهدف التقرب منها خلال الفترة القادمة، حيث يرجح أن يتم تسميته مرشحا للحزب "الوطني" لانتخابات الرئاسة القادمة 2011. ومن المقرر أن ينضم إلى طاقم الحراسة الحالي لنجل الرئيس أطقم حراسة جديدة من القوات الخاصة المدربة على حراسة الشخصيات الهامة، بعد خضوعهم لتدريبات متقدمة بالولايات المتحدة. وتشمل الإجراءات الاحترازية منع جمال مبارك من تناول أي أطعمة في المطاعم أو الفنادق العامة إلا في المناسبات الرسمية وأن يكون طاقم الطهاة من رئاسة الجمهورية، كما ستخصص طائرة خاصة لتنقلاته إلى المحافظات المختلفة، حتى ولو كانت من المحافظات القريبة من القاهرة، كما سيطلب منه أن يلتزم بلبس "الفيست" الواقي من الرصاص كإجراء احترازي يتبع مع الرئيس مبارك. الزعيم أخذ البيعة في المؤتمر وكان تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية قد ذكر أن : "إن جمال مبارك، نجل الرئيس المصرى، انتهز فرصة انعقاد مؤتمر الحزب الوطني مؤخرا، ليطرح نفسه مدافعا عن الفقراء بعدما أكد المقربون منه لأول مرة أنه مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية، فى الوقت الذي تبحث فيه المعارضة عن وسيلة لمواجهة توريث الحكم". وقال التقرير: "فى مداخلة طويلة استمرت أكثر من ساعة وربع الساعة أمام المؤتمر السنوي السادس للحزب، تحدث جمال مبارك - 45 عاما- مطولا، الأحد، عن مشكلات الفقراء وسبل مواجهتها، وبدا أقرب إلى خطاب انتخابي رغم تجاهله أي إشارة إلى الانتخابات الرئاسية". وأضاف: "قدم جمال مبارك بالتفصيل برنامج الحزب الحاكم وحكومته فى المجالين الاقتصادي والاجتماعي مشدداً، بصفة خاصة، على أنه يتعين على كوادر وقيادات الحزب خلال السنوات المقبلة أن تشرح للرأي العام بشكل أفضل سياساتنا". وتابع التقرير: "قال جمال مبارك إن الحكومة ستولى اهتماما خاصا خلال المرحلة المقبلة بالفقراء والأرامل واليتامى والمرأة التى تعول أسرتها بمفردها". واستطرد: "الرئيس أعرب قبل يومين عن دعم غير مباشر لجمال حيث حيا فى خطابه أمام المؤتمر شباب الحزب الذين يتبنون الفكر الجديد"، مؤكدا أنهم :"يمتلكون رؤية واضحة للمستقبل"، ويقترحون أفكارا جديدة لمواجهة التحديات. أضافت الوكالة: "لأول مرة أدلى مقربون من جمال مبارك بتصريحات هذا الأسبوع يؤكدون فيها طموحه لخلافة والده، فقد قال رئيس الوزراء، أحمد نظيف، ووزير الاستثمار، محمود محيى الدين، فى تصريحين صحفيين متتاليين: إن جمال مبارك مرشح محتمل للرئاسة، فى الوقت الذي تنشط فيه المعارضة المصرية من جهتها بحثا عن بديل لما تعتبره محاولة ل(توريث السلطة) تؤدى إلى تمديد حكم أسرة الرئيس مبارك".