د. عصام العريان: كل الإجراءات الظالمة بحق الإخوان المسلمين لن تثنهم عن أفكارهم ولن تعطلهم عن رسالتهم في إصلاح الوطن حزب الوفد: تحويل الإخوان إلى المحاكم العسكرية نتاج التعديلات الدستورية.. والقضاء العسكري ليس المدنيين حزب التجمع: نطالب النظام بنبذ العنف والقهر قبل أن يطلب من المعارضة هذا الأمر حزب الكرامة: سياسات مبارك أفقرت الشعب وأذلته.. ونؤيد إنشاء حزب سياسي للإخوان كتب: محمد أبو المجد تضامنًا مع جماعة الإخوان المسلمين وضد استمرار اعتقال النظام المصري لبعض قياداتهم وتحويلهم إلى محاكمات عسكرية في تحد واضح لإرادة الشعب المصري ولأحكام القانون والدستور, نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا للتنديد باستمرار تلك المهزلة, وشارك في المؤتمر عدد من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية مثل الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان, عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد, محمد فرج أمين التثقيف بحزب التجمع, د/ كريمة الحفناوي عن حزب الكرامة, وجورج اسحاق القيادي في حركة كفاية, والصحفية البريطانية "إيفون ريدلي", والقانوني والناشط الحقوقي أحمد سيف الإسلام . إجماع وتنديد وقد اجمع المشاركون في المؤتمر على أن النظام المصري ضرب بالقانون والدستور عرض الحائط حينما استمر في اعتقال قيادات الإخوان وتحويلهم إلى محاكمات عسكرية أشبه بمسرحية هزلية بعد أن برأهم القضاء الطبيعي وخاصة أن جميعهم أساتذة جامعيين نابغين ورجال أعمال ناجحون ولم تثبت عليهم أية تهمة من تلك التهم التي ادعاها النظام, واستنكروا استمرار اعتقال المرضى منهم، وفي مقدمتهم الصحفي أحمد عز الدين مدير تحرير جريدة "الشعب" السابق والتي أغلقها النظام بعد أن فضحت سياساته بالدلائل والبراهين ولم يوافق النظام على عودتها بالرغم من صدور 14 حكما قضائيا لصالحها!!, وكذلك الدكتور المهندس عصام حشيش, وندد المشاركون في المؤتمر باستمرار سياسات الفساد والاستبداد والظلم في عهد مبارك والتي انعكست آثارها على المواطن البسيط الذي حرم من التمتع بحياة كريمة حتى وصل الأمر إلى حرمان المصريين من مياه الشرب في بلد النيل!! وقفة احتجاجية بدأت فعاليات المؤتمر بوقفة احتجاجية أمام مبنى نقابة الصحفيين شارك فيها بعض أعضاء مجلس النقابة وفي مقدمتهم محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات, والصحفي محسن راضي عضو مجلس الشعب, وعدد كبير من شباب ومدوني الإخوان المسلمين, وردد المحتشدون الهتافات المنددة بالنظام ومنها: "قالوا حرية وقالوا قانون.. ورموا اخواننا في السجون", "لا للمحاكم العسكرية", "ضحكوا علينا وقالوا حرية.. وخدوا الشاطر في الفجرية", "لو أخدونا من البيوت.. صوتنا هيطلع مش هيموت", "لو ضربونا بالرصاص.. اتعلمنا اللأ خلاص", "إنت ياباب السجن اتهز.. ساجنين جواك أحمد عز" (في إشارة إلى الصحفي أحمد عز الدين), "عز الدين عمل ايه .. يحرموا بلده منه ليه", "قول ياخيرت قول ياشاطر.. مش هنخاف مش هنسافر", وقد حاصرت قوات الأمن الوقفة وسدت مداخل ومخارج النقابة وحاول ضباط أمن الدولة المنتشرون في المكان الاحتكاك ببعض المشاركين والصحفيين. بداية المؤتمر وبعد ذلك صعد الجميع إلى قاعة المؤتمرات بالدور الرابع, حيث بدأت فقرات المؤتمر الذي أداره صلاح عبد المقصود وكيل النقابة وافتتحها محمد عبد القدوس, حيث أعلن رفضه باسم جميع أعضاء نقابة الصحفيين إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية بالمخالفة لمبادئ المواطنة التي يتشدق بها النظام المصري والدستور الذي أقسم يومًا على احترامه, وأوضح أن نتائج سياسات نظام مبارك قد وحدت كل المصريين ضده ورفعت من وعيهم السياسي مشيرًا إلى الاعتصام الذي نظمه عشرات البسطاء من أهالي منطقة "قلعة الكبش" - المغضوب عليهم من حكومة نظيف – أمام مبنى نقابة الصحفيين أول أمس ليستنكروا الظلم والاستبداد الواقع عليهم. تضامن مع مصر وفي كلمته أكد عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أن التضامن مع الإخوان المحالين إلى محاكم عسكرية هو تضامن مع مصر الحرة وحق كل مصري في العيش بكرامة، وأن يحاكم أمام قاضيه الطبيعي بشكل عادل ونزيه, مشيرًا إلى أن ظلم حكام البلاد قد طغى واستشرى وامتد ليشمل الحيوان والجماد والبيئة وكل شئ في حياة المصريين أصبح يشع بالظلم. وحيا العريان انتفاضة بسطاء الشعب المصري من العمال والفلاحين الذين حرموا من مياه الشرب معتبرًا أنها تعبر عن وعي شعبي بواقع البلاد المظلم. وشدد العريان على أن كل الإجراءات الظالمة بحق الإخوان المسلمين لن تثنهم أبدًا عن أفكارهم التي يؤمنون بها ولن تعطلهم عن رسالتهم في إصلاح الوطن, فالإخوان لا تزيدهم المحن إلا قوة وصلابة, وضرب مثالاً على ذلك بالزهراء ابنة المهندس المعتقل خيرت الشاطر, حيث كانت وهي صغيرة تذهب مع أمها لتزور أباها في معتقله إبان محنته الأولى في التسعينات, وبعد ما كبرت وتزوجت تذهب الآن لزيارة أبيها وزوجها وزوج عمتها في المعتقل, وما زالت قوية مؤمنة بنصر الله وتمكينه!! وطالب العريان في ختام كلمته جميع القوى السياسية أن تتوحد – على اختلاف مناهجها وأفكارها – لتدافع عن قضايا الوطن كل حسب رؤيته ما دام الهدف الأساسي ماثلاً في ذهنه وهو إنقاذ اوطن من الفئة التي باعته والوقوف أمام الهيمنة الصهيو أمريكية على البلاد والتي هي أساس الظلم والاستبداد. ثمار التعديلات الدستورية أما عصام شيحة عضو الهيئة العليا بحزب الوفد فاعتبر أن مهزلة تحويل الإخوان إلى المحاكم العسكرية هي إحدى نتائج التعديلات الدستورية التي قادت ولا تزال تقود مصر من سئ إلى أسوأ, وأصبح رئيس الجمهورية بعدها يمتلك سلطات أكبر من التي كان يمتلكها الملك فاروق الذي قامت الثورة عليه! وأكد شيحة أن باب الحريات في الدستور المصري والذي كان فخرًا لكل دساتير العالم وهو من المادة 40 إلى المادة 62 تم تعديل معظمه وأوقف العمل ببعض فقراته وأفرغت من مضامينها وهي التي كانت تجرم التفتيش والاعتقال والتنصت بدون إذن قضائي, وأصبح لرئيس الجمهورية بعدها الحق في إحالة أية قضية "إرهاب" – بدون تعريف لمفهوم الإرهاب – للمحاكم العسكرية، وشدد شيحة على وجوب انحصار القضاء العسكري في محاكمة العسكريين وليس المدنيين, خاصة. دولة الظلم ساعة وتحدث محمد فرج أمين التثقيف بحزب التجمع حيث حكى عن تجربته في المعتقل سنة 77 على خلفية مشاركته في "انتفاضة الخبز" والتي أطلق عليها السادات "انتفاضة الحرامية" وقال إنهم أخذوه من بيته فجرًا وكان حديث عهد بالزواج فاعتقلوا معه زوجته وأودعوهما سجن القلعة, وهناك قابل أحد العساكر الذي اقترب منه وهمس بخوف: "لا تقلق فأنتم على حق, ودولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة"!! وأكد فرج أن هذه القصة تعبر عن معدن الشعب المصري الحقيقي ورفضه للظلم أيًا كان موقعه, وبشر بأن الإخوان المعتقلين سيقفون يومًا وسيروون ما كان يحدث لهم كما يروي هو الآن ما حدث له منذ 30 عامًا, فالمحن تمر ويبقى الحق والخير. وطالب فرج في نهاية حديثه الدولة بأن توقف العنف والقهر من جانبها أولاً قبل أن تطالب المعارضة بنبذ العنف, وطالب أيضًا قوى المعارضة بعمل مصالحة سياسية بينها وبين بعضها لتحقيق الوحدة في العمل لإنقاذ مصر من مغتصبيها. حكم العسكر وفي كلمتها أكدت كريمة الحفناوي القيادية بحزب الكرامة أن تحويل المدنيين إلى المحاكم العسكرية هو أهم نتائج حكم العسكر الجاثم على صدور المصريين منذ نصف قرن, فلا يوجد قضاء عسكري للمدنيين على مستوى العالم إلا في مصر. وانتقدت كريمة سياسات مبارك لتجويع الشعب وإفقاره وإذلاله؛ مدللة على ذلك بحالات التعذيب اليومية في أقسام الشرطة والمعتقلات, علاوة على تبنيه وجهات النظر الصهيونية والأمريكية وهو ما تجلى في رفض النظام المصري حل أزمة الفلسطينيين العالقين على معبر رفح, بل ومنعه لأفراد الشعب المصري حينما حاولوا تقديم الأغذية والأدوية لهم حتى مات منهم ما يزيد على 30 شخص!! وأعلنت كريمة عن تأييد وتضامن حزب الكرامة مع حق الإخوان في تكوين حزب سياسي مؤكدة أننا لا نستجدي شيئًا من هذا النظام ولا نستمد منه شرعية. تحية من "كفاية" ثم تحدث جورج اسحاق القيادي بحركة كفاية فوجه تحية حارة إلى شرفاء مصر المغيبين في السجون لقولتهم كلمة الحق في وجه نظام مبارك الظالم, ووجه اسحق كلامه إلى أبناء وزوجات الإخوان المعتقلين قائلاً: لا تحزنوا فالله معكم, وإذا كان الله معكم فمن عليكم؟!" شرفاء وناجحون وكشف صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين والذي أدار المؤتمر عن أن معظم قادة الإخوان المعتقلين الآن هم من أنجح الشخصيات وأنفعها للوطن, مدللاً على ذلك برجل الأعمال "حسن مالك" الذي كان قبل اعتقاله بأسبوع واحد في اجتماع مع مسئولين رسميين مصريين لتوفير آلاف فرص العمل للشباب المصري مستغلاً علاقاته الجيدة برجال الأعمال المصريين والأجانب, فكانت مكافآته هي اعتقاله بشكل مهين والاستيلاء على أمواله!!, وكذلك الدكتور عصام حشيش الذي كان زميل دفعة واحدة مع د. أحمد نظيف رئيس الحكومة الحالي وكان الاثنان من أوائل دفعتهما, ولم يكلف نظيف نفسه عناء الاطمئنان على زميل دراسته أثناء محنته الأخيرة ومرضه الشديد, وأكد عبد المقصود أن الأستاذ الذي ناقش رسالة الدكتوراة لكل من عصام حشيش وأحمد نظيف قد اعتصم أمام كلية الهندسة منددًا باعتقال حشيش الذي اعتبره حرمانًا للوطن من كفاءاته خاصة عندما تكون الكفاءة مرتبطة بحسن الخلق كما كان حشيش. قاطعوا جلسات المحاكمة! أما الناشط والقانوني أحمد سيف الإسلام فشدد على أن التضامن مع الإخوان في هذه المرحلة المهمة والحساسة من تاريخ الوطن واجب قومي لأنه تضامن مع النفس ضد الظلم الذي تأباه جميع الأديان, موضحًا أنه بقدر حجم الإخوان وقوتهم سيكون حجم الظلم والانتهاك الواقع عليهم. وناشد سيف الإسلام محاميي الإخوان بمقاطعة جلسات المحاكمات العسكرية التي شبهها بالمسرحية الهزلية, حيث إن وجودهم كعدمه لن يؤثر على مجرى المحاكمة, ومن هنا فالمقاطعة تكون قرارًا حكيمًا لفضح ممارسات هذا النظام أمام العالم أجمع. أبناء المعتقلين وقد حضر المؤتمر عدد من أبناء وبنات وزوجات قيادات الإخوان المعتقلين حيث تحدثت في البداية "آلاء أحمد عز الدين" ابنة الصحفي أحمد عز الدين فأوضحت أن أباها كانت تهمته أنه لا يستطيع السكوت على الباطل من منطلق حبه لبلاده مصر, فقد كان مديرًا لتحرير جريدة "الشعب" التي امتلكت رصيدًا هائلاً لدى المواطن المصري نظرًا لجرأتها ومصداقيتها, مضيفة أنه رغم كل هذا فإنه لم يسئ يومًا إلى أحد ولم يكن يعادي الأشخاص ولكنه كان يعارض السياسات, فقد كان يعرف قواعد مهنة الصحافة ويلتزم بميثاق شرفها. ووجهت آلاء عز الدين رسالة إلى معتقلي الإخوان قائلة: نعلم أنكم الآن في محنة, ولكننا نبشركم بأنكم تركتم ورائكم خلفًا صالحًا يؤمن بمبادئكم ويسير على نهجكم ولن يتنازل أبدًا عن حبه لدينه ووطنه ولو كره الظالمون. مهزلة المحكمة العسكرية ثم تحدثت حفصة خيرت الشاطر فشبهت ما حدث لأبيها ورفاقه بأنه مسرحية قميئة لم يحسن النظام إخراجها, وروت حفصة بعض المشاهد التي حدثت في جلسة المحاكمة العسكرية الثالثة لقيادات الإخوان مؤخرًا فقالت: كانت المحاكمة في مكان بعيد وسط الصحراء وتمت في سرية كاملة ومنعت وسائل الإعلام ومندوبي منظمات حقوق الإنسان والناشطين الحقوقيين مثل رمزي كلارك, ثم دخلنا القاعة فوجدنا المعتقلين موضوعين في ثلاثة أقفاص صغيرة بحيث جمع كل 4 معتقلين في قفص واستمرت الجلسة 11 ساعة متواصلة دون مراعاة لبعض المرضى من المعتقلين مثل الصحفي أحمد عز الدين، والمهندس عصام حشيش الذي سقط مغشيًا عليه أثناء جلسة المحاكمة بعد أن أحضره الأمن من سرير المستشفى "عنوة" لحضور الجلسة رغم عدم اكتمال شفائه!! وأضافت: من ضيق الأقفاص لم يستطع المعتقلون تأدية الصلاة فيها, وطالبت هيئة الدفاع القاضي بتأجيل القضية حتى الفصل في الطعن المقدم أمام المحكمة الدستورية العليا بعدم مشروعية إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية, ولكن القاضي العسكري تجاهل مطلبهم وأصر على فض الأحراز التي فوجئ المعتقلون أن أغلبها كان مدسوسًا عليهم ولا يخصهم, أما الأحراز التي كانت تخصهم فقد تراوحت ما بين مبالغ مالية لم يتجاوز بعضها 10 جنيهات وبعض نتائج السنة الميلادية والهجرية التي طبع عليها آيات قرآنية مثل " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"!! وأشارت حفصة إلى أنه من بين المهازل المضحكة أنه عند فض باقي الأحراز وجد القاضي في أحراز د. عصام حشيش تقريرًا مطولاً عن كيفية تطوير جهاز مباحث أمن الدولة عليه توقيع قيادات أمنية, ويبدو أن أحد المخبرين قد وضعه بطريق الخطأ في الأحراز أثناء دسها على المعتقلين!! ضحك كالبكا وأوضحت حفصة أنه رغم ما شهدته الجلسة من انتهاكات محزنة إلا أننا كنا نضحك في أحيان كثيرة على تلك المهازل التي كانت تنبئ عن عدم إتقان هؤلاء حتى لعملهم في تلفيق القضايا للأبرياء. و بعد انتهاء كلمة ابنة خيرت الشاطر التي أثارت مشاعر الحضور ضجت القاعة بالهتاف "حسبنا الله ونعم الوكيل". وبعد ذلك ألقت الطفلة عائشة حسن مالك ابنة رجل الأعمال الإخواني المعتقل قصيدة عن معاناة أبيها ورفاقه أثرت في الحاضرين وقوبلت بعاصفة من التصفيق الحار. مسك الختام وكان مسك الختام هو حضور شاعر العامية المحبوب الحاج "أمين الديب" والذي ألقى قصيدة جمعت بين الحزن على واقع مصر تحت حكم مبارك والسخرية من المفارقات التي تحدث في عهده, ولاقت القصيدة استحسان الحضور وانتزعت تصفيقهم وهتافاتهم.