«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البلتاجي والحسيني في ندوة "الدستور": ندعو الوفد لأن يقود الحركة الوطنية

د.محمد البلتاجي : الإخوان سيقاطعون الانتخابات لو توافقت القوي الوطنية علي ذلك حتي ولو كان هذا مخالفا لقرار الجماعة الداخلي إذا كان حضور نائب رئيس حزب التجمع لمؤتمر الإخوان ليس تمثيلا للتجمع «يبقي أكيد اللي بيتكلم بيتكلم عن حاجة تانية»
سعد الحسيني : لن يكون هناك قيمة في أن تتفق الجمعية الوطنية علي المقاطعة ثم نجد الوفد والتجمع يشاركان في الانتخابات وجود حزب للإخوان في مصر كواجهة سياسية للجماعة أمر وارد.. لكن لا يمكن اختزال الجماعة في حزب
البلتاجى والحسينى فى ندوة "الدستور"
الحراك الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الحالي يدفع كل مراقب يسأل الجماعة هل ستفعلها هذه المرة هل ستقود مواجهة هذا النظام الذي كتم أصوات المصريين طوال العقود الماضية؟ الجماعة تجري مؤتمرات وتحالفات وتدعم حركة البرادعي ومرشد الجماعة يدعو القوي السياسية لمناقشة مستقبل الحكم في مصر.
الدستور حرصت أن تدبر حواراً ونقاشاً طويلاً مع الجماعة حول هذا الحراك السياسي الواسع لها خلال هذه الفترة وللتعرف علي مستقبل هذا النشاط استضافت اثنين من القياديين ذوي التأثير في حراك الجماعة علي المستوي التنظيمي والسياسي، وهما المهندس سعد الحسيني - عضو مكتب إرشاد الجماعة - والدكتور محمد البلتاجي - عضو مجلس الشعب وأمين الكتلة البرلمانية للإخوان.
ولأول مرة نكتشف أن جماعة الإخوان تظهر مدي حاجتها إلي التحالف والاستناد إلي القوي الرسمية في إصرارها علي التنسيق مع حزب الوفد ليس في الانتخابات المقبلة فحسب، ولكن التنسيق علي مستوي العمل الوطني لمواجهة النظام الحالي والي ما كشفه قيادياًًًًًًًًً الجماعة في ندوة الدستور معها.
الدستور: دعا مرشد الجماعة لاجتماع مع القوي الوطنية وغالبيتهم شركاؤكم في الجمعية الوطنية للتغيير فما جدوي المشاركة وهل يسعي الإخوان لتشكيل ائتلاف خاص بهم؟
سعد الحسيني: مبدأ التعاون عند الإخوان مع جميع القوي السياسية مبدأ أصيل ويمثل استراتيجية أساسية لديها تقوم علي مد الجسور مع جميع قوي المجتمع الوطنية بجميع أنواعها وأشكالها مهما ضاقت أجندة الاتفاق، ونحن علي يقين بأن الإصلاح لا يستطيع شخص واحد أو جهة بمفردها القيام به مهما كانت شعبيته، كما أننا نعيش اليوم طامة كبري تحتاج إلي تكاتف جميع القوي الوطنية في إطار أوسع وكان من الطبيعي أن يدعو المرشد لهذا اللقاء بسبب الحالة الحرجة التي تعيشها مصر وهي مرحلة انتقال سلطة وتوريث وارتباك والكل يتطلع إلي ما ستشهده الفترة المقبلة، وبالتالي فهذا اللقاء كان لصالح مصر كما أنه عكس مناخ المصالحة والمصارحة بين القوي السياسية وهذا هو المطلوب أن يتكلم الكل - ومن الأولي للمعارضة أن تتصالح وتتفاهم حول مواقف محددة لصالح مصر.
الدستور: ما مساحة الاختلافات والتوافقات التي شهدها ذلك الاجتماع خاصة أنه شهد حالة من التبرؤ من قبل بعض الأحزاب والتأكيد أنها لم يكن لها ممثلون في اللقاء؟
د. محمد البلتاجي: نحن نتحرك في إطار الجمعية الوطنية للتغيير
الدستور: حتي لقاء القوي السياسية مع المرشد كان في هذا الإطار؟
البلتاجي: نعم الجمعية أصبحت المظلة الكلية التي تجمع العديد من الأطياف والتيارات كان بينها في وقت سابق خلافات ولكن اليوم أصبحت هذه المطالب محل اتفاق بعيداً عن أي جدل، إلا أن بحر التغيير أوسع من الجمعية الوطنية للتغيير، ونحن في لحظة حرجة في تاريخ مصر، والمطالب أصبحت واضحة ومحل اتفاق وزياراتنا للأحزاب خارج الجمعية مازالت مستمرة، وبالتالي جاء لقاء المرشد ضمن هذه الفعاليات ونحن أمام تحد كبير ونسعي إلي أمرين رئيسيين..
الأول: هو كيف نجعل المعركة السياسية -التي رأينا معالم تعامل النظام معها في انتخابات الشوري والمحليات إلي موقف موحد لكل الأحزاب والقوي السياسية دون أن نغرق في اختلافات وتفاصيل حتي نحسم هذه المعركة مع النظام.
الأمر الثاني: هو كيف تحول هذه المعركة من معركة نخبوية إلي معركة جماهيرية واسعة وبالتالي جاءت حملة التوقيعات، وهذا لا يعني أننا سنتحرك في إطار قانوني أو دستوري فحسب وإنما يعني أن المعركة مع النظام أصبحت شعبية.
الدستور: بعض المشاركين في مؤتمر القوي السياسية الذي دعا له المرشد نفت أحزابهم أن يكونوا ممثلين لهم.. مثلما حدث مع حزب التجمع مثلا؟
البلتاجي: إذا لم يكن حضور أنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع وعبدالغفار شكر كقيادي بارز تمثيلا لحزب التجمع يبقي أنت بتتكلم عن حاجة ثانية، والدكتور أشرف بلبع جاء عن الوفد والدكتور السيد البدوي قال أنا الذي أرسلته إلي لقاء الإخوان وإن كان غيري لا يعلم.
الدستور: ما القضية الأساسية التي توقفتم عندها في هذا اللقاء وهل حدث بينكما أي خلاف؟
البلتاجي: نحن كإخوان جلسنا نستمع لكل المناقشات التي دارت في خلال ثلاث ساعات، والمرشد قال للمجتمعين إنه سيعرض كل ما خرج به الاجتماع علي مؤسسات الجماعة لتتخذ القرار المناسب فيه، والقضية الرئيسية التي كانت مطروحة هي الموقف من الانتخابات وكان هناك تباين كبير في بداية اللقاء بين المؤيدين للمشاركة والمطالبين بالمقاطعة، وإن لم يكن هناك اختلاف في الهدف بين المطالبين بالمقاطعة أو بالمشاركة واللقاء جاء كرد مناسب لكل من يروج أن القوي السياسية لن تتوافق مع بعضها ولن تفلح في تنسيق أجندة مشتركة من ثم لن تكون قادرة علي مواجهة النظام وبالتالي ليس في الإمكان إلا ما هو قائم وهي رسالة سلبية خطيرة.
الدستور: المتابع لمعظم لقاءات الإخوان مع القوي السياسية يجد أن الانطباع الأول لحظة الاجتماع يكون إيجابيا ثم عندما ينفض الطرفان يختلف الأمر.. مثلما حدث مع حزب الوفد الذي خرج في ثاني يوم اللقاء بالجماعة ليؤكد أنه لن يتحالف مع الإخوان؟
سعد الحسيني: كنت حاضرا مع الدكتور سيد البدوي في لقائه بالمرشد وهو قال أنا ملتزم بقرار مؤسسات الحزب الذي مازال هو عدم التحالف مع الإخوان، لكن يجب ألا يذكر هذا التصريح الموضوعي في سياق آخر، ونحن احترمنا كلامه.
الدستور: هل وارد في الانتخابات المقبلة أن يحدث بينكم وبين الوفد أو غيره من القوي الوطنية تنسيق وليس تحالفا؟
محمد البلتاجي: لم نحدد حتي هذه اللحظة الموقف من الانتخابات حتي نحدد التنسيق أو التحالف سواء مع الوفد أو غيره من القوي لأن قرار الجماعة وقرار الوفد لم يحسم بعد بالمشاركة في انتخابات الشعب المقبلة، ولكننا متوافقون مع الجميع سواء في مظلة الجمعية الوطنية للتغيير أو خارجها، ونطالب بضرورة تنسيق موقف موحد سواء كانت المقاطعة أو المشاركة، وبعد انتخابات الشوري الماضية لابد أن يعرف الجميع أن كل القوي السياسية لابد أن تقف في موقف واحد، وذلك لأننا نعي جيدا سعي النظام لاختراق القوي السياسية لعقد صفقات مع الأطراف الموجودة في الساحة، والكل يعلم أن إقصاء الإخوان يعني تقسيم الملعب علي شركاء جدد ونحن نسعي أن نوصل رسالة للجميع بأن مصداقيتكم أمام الجماهير أهم من مقاعد سيوفرها النظام لكم.
وبالتالي نقول لهم احرصوا علي موقف موحد تحصلون فيه علي مقاعد البرلمان من خلال الجماهير وليس من خلال الصفقة مع النظام.
وحتي الآن فإن موقف الوفد وحديثه عن ضمانات هو جزء من السياق الذي تناقشه جمعية التغيير رغم أن الوفد ليس عضواً فيها، والحديث عن الضمانات المطلوبة في الانتخابات هو الذي سيحدد المشاركة الفاعلة وليس كديكور يستخدمه النظام، وفي كل الأحوال يمكن استغلال الفترة الانتخابية بالمشاركة في تفعيل الشارع للمطالبة بنزاهة الانتخابات والالتفاف حول مطالب الإصلاح ثم يمكن في آخر لحظة أن نعلن المقاطعة، ونحن فعلنا ذلك في انتخابات المحليات في 2008، حيث قررنا الانسحاب قبل إجراء الانتخابات بيوم واحد ودعونا الجماهير لمقاطعتها، ولكن فارقاً كبيراً أن أعلن المقاطعة اليوم والناس تقعد في بيوتها الشهور الأربعة المقبلة ونفقد جولة أساسية من جولات التفعيل السياسي والالتفاف الجماهيري حول مطالب الإصلاح وفارق بين أن نستمر في هذه المعركة ثم وفقاً للمستجدات نقرر عدم المشاركة لأنه يقينا لن نكون ضمن مسرحية هزلية أو ديكور النظام يكمل به شكله.
وهكذا هناك فارق بين أن نقاطع المعركة ونقعد كلنا في البيوت ونشعر باليأس وبين أن نظل في تفعيل مستمر من خلال حملة التوقيعات من خلال حملة ضد التزوير التي سنطلقها قريباً من خلال المشاركة الانتخابية إذا قررنا بها حتي آخر لحظة، وبالتالي فإن الموقف النهائي مرتبط بالمستجدات والتغيرات التي قد يكون بها مستجدات "قدرية الهية" وقد يكون فيها رضوخ لمطالبنا وبالتالي فإن قرارنا قابل للتعديل أو التغيير حتي آخر لحظة.
الدستور: ولكن إذا دخلنا في قناعة جماعة الإخوان نفسها هل تريدون المشاركة في انتخابات الشعب المقبلة، المشاركة أم أنكم مقتنعون بقرار المقاطعة؟
سعد الحسيني: المبدأ العام عند الإخوان هو المشاركة في كل الانتخابات العامة، والتوجه العام عند قطاعات كبيرة عند الجماعة هي المشاركة في الانتخابات المقبلة، لكن القرار عند الإخوان لا يصدر بالحماسة والانطباعات ولكنه يصدر بالثبات والشوري، التي تأتي من رفع آراء مجالس شوري المحافظات، لتوضع أمام مكتب الإرشاد الذي يصيغ مشروع قرار يعرضه علي مجلس شوري الجماعة ليتخذ القرار النهائي، وهذه الإجراءات نحن علي وشك الانتهاء من مراحلها الأخيرة. لذلك أي شخص يتحدث عن أن الإخوان سيشاركون أم لا ما يقوله مجرد تخمينات، ولكن الذي أؤكد عليه أننا سننازل النظام ونعيش معه معركة قوية سواء بقرار التوحد علي المقاطعة أو بالتوحد علي المشاركة، وأملنا أن تتوحد القوي السياسية في القرار وهذا الأمر سيكون في صالح مصر، أما لو حدث تفرق بيننا فسيكون هذا شيء مؤسف، وأقول للأحزاب التي ستسلم لهذا إنها سوف تقضي علي مستقبلها السياسي، وإذا كان بعض الأحزاب سيرضيها المكسب القليل من بعض المقاعد فإنها بذلك ستقضي علي مصداقيتها نهائياً وتحكم علي نفسها بالفناء السياسي، وتصبح أداة من أدوات الفساد والاستبداد ويشار إليه بوصفها من الأحزاب التي صنعها النظام.
الدستور: لكن إذا كان قرار الإخوان بالمشاركة أو المقاطعة سيكون معتمدا علي قرار مؤسساتها الداخلية ومجلس شوري الجماعة كما قلت أم علي قرار القوي الوطنية كلها؟
سعد الحسيني: هناك معطيات من اللقاءات التي تمت بين القوي السياسية واجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير نحن نضعها أمام مؤسسات وقواعد الجماعة لتتخذ قرارها.
الدستور: هل ستعرضون مشروع قراركم علي الجماعة بعد قرار القوي السياسية أم قبله؟
الحسيني: ما ستتوافق عليه القوي السياسية سيكون أمام مجلس الشوري لاتخاذ القرار، وإن كان رأي الجماعة أن القيمة في هذا القرار ستكون في الموقف الموحد؛ لأنه لن يكون هناك قيمة في أن تتفق الجمعية الوطنية علي المقاطعة ثم نجد مثلاً الوفد والتجمع أعلنوا المشاركة، هنا فقدت المقاطعة قيمتها.
الدستور: ماذا لو اتفقت وأجمعت القوي السياسية علي المقاطعة في حين أن رأي مجلس شوري الجماعة المشاركة.. كيف سيكون القرار النهائي للإخوان؟ نتمني أن نعرف الإجابة بوضوح شديد؟
البلتاجي: عندنا هذا الأسبوع قرار داخلي سيصدر في هذا الشأن، وهذا القرار من ضمن الاعتبارات فيه رأي القوي السياسية والاجتماع الأخير الذي دعا له المرشد، بالإضافة إلي أنه لدينا عدد من الاجتماعات في الجمعية الوطنية للتغيير حول نقطة الانتخابات، وأيضاً لدينا مؤتمر الوفد المزمع عقده الأحد المقبل 8/8 وعنوانه الرئيسي ضمانات الانتخابات، والإخوان قالوا إنه من حيث المبدأ لو توافقت القوي الوطنية علي رأي بالإجماع ستلتزم به حتي لو كان هذا مخالفاً لقرارنا الداخلي.
الدستور: هل تنتظرون قرار القوي الوطنية بالإجماع أم الأغلبية؟
البلتاجي: أكيد بالإجماع، ولكن الجميع يدرك معني الإجماع وهي الأطراف الرئيسية في الحركة.
الدستور: لكن التجمع قال بوضوح إنه سيشارك وأعلن عن معظم مرشحيه أيضاً.
البلتاجي: لا أريد أن أدخل في مشكلات مع أطراف معينة، ولكن الجميع يدرك أن الجمعية الوطنية للتغيير تضم طرفين رئيسيين.
الدستور: هل تقصد الإخوان والوفد؟
البلتاجي: الإخوان بواقع تجربتهم وبواقع قواعدهم، والوفد بتاريخه و باعتباره القوي الرسمية الحزبية الموجودة، وبسبب أيضا حركة التغيير التي تمت خلال الشهور الماضية فيه، وهي مصدر مصداقية لدي الشارع، إضافة إلي أن النظام يحتاج إلي من يستكمل به صورة ديكور الديمقراطية في حالة إقصاء الإخوان، وبالتالي فإن موقف الوفد سيكون حاسما في إفشال هذا المخطط من النظام، وهو ما يعني أن إجماع الإخوان والوفد سيكون محل تقدير من القوي الرئيسية الفاعلة بالكامل وسيكون أدعي إلي الإجماع.
الدستور: وما الضمانات المطلوبة في رأيكم من أجل المشاركة في الانتخابات؟
الحسيني: المطالب نفسها هي التي أيدناها في المطالب السبعة من إشراف قضائي والرقابة علي الانتخابات والتصويت بالرقم القومي وتصويت المصريين في الخارج.
الدستور: هل يخشي الإخوان الموافقة علي ترشح أو دعم الدكتور محمد البرادعي للرئاسة حتي لا يدخلون في مواجهة مباشرة مع نظام الرئيس مبارك؟
الحسيني: أولاً ليس بيننا وبين البرادعي تحالف خاص، ولكن علاقتنا به تأتي في إطار الجمعية الوطنية للتغيير وحملة المطالب السبعة، والأمر لا يتعلق بخشية، الأمر هو أننا لم نعلن موقفنا من انتخابات الرئاسة حتي الآن، ومن المبكر أيضاً الإعلان عن موقفنا من الرئاسة الآن وليس هذا وقته، فعندما تحين الانتخابات الرئاسية ويترشح من يترشح ساعتها سننظر في برامج المرشحين ونختار.
الدستور: لماذا لا تدفعون وراء ترشح شخص مستقل للرئاسة سواء البرادعي أو غيره لتفعيل الحياة السياسية، كما تقومون بذلك من خلال مجلس الشعب لتلتف المعارضة والشعب حوله من الآن؟
الحسيني: همنا الأساسي وجمعية التغيير هو انتخابات مجلس الشعب المقبلة وعندما نعدي من انتخابات الشعب اسألونا هذه الأسئلة.
الدستور: لكن هل يمكن أن تقبلوا البرادعي مرشحاً للرئاسة؟
الحسيني: نقولها بوضوح لما نعدي انتخابات الشعب اسألوا هذه الأسئلة والكلام عن الرئاسة سابق لأوانه.
الدستور: بافتراض أن القوي السياسية توحدت في موقفها من الانتخابات المقبلة.. كيف تجبرون النظام علي تحقيق هذه المطالب؟
البلتاجي: بتوحد القوي السياسية، قلت للدكتور السيد البدوي في زيارته الأخيرة للمرشد، الوفد أمام مسئولية تاريخية أمام الجماهير للسنين المقبلة.
الدستور: ولكننا أمام نظام مستبد لم يخضع لمطالب أحد إلا بالضغوط الخارجية ولا يحترم الأحزاب المعارضة له، حتي التوقيعات رغم الانزعاج الذي سببته للنظام فإنها لم تجبره علي شيء حتي الآن.. فما الأدوات العملية لدي المعارضة وأنتم علي رأسها للضغط علي النظام؟
البلتاجي: أول شيء انتخابات الشعب غير انتخابات الشوري والمحليات لاعتبارات متابعة الخارج لها، وعدد المستقلين الذين يخوضونها، وإدراك ومتابعة الجماهير لأهمية هذه الانتخابات.
الأمر الثاني هو إدراك الجميع لحاجة النظام إلي إقصاء الإخوان عن الحياة السياسية لهذا النظام أصبح في حاجة ماسة إلي الأحزاب، خاصة الوفد للقيام بهذا الدور وقد صارحت الزملاء في الوفد بهذا التحليل.
الدستور: وهل أدرك حزب الوفد هذه الرسالة.. وهل يريد الاستفادة منها؟
الحسيني: من حقه أن يستفيد منها ولكن السؤال استفادة من أي اتجاه؟
البلتاجي: وهذا موقف تاريخي للوفد سيحسب له أو عليه، لكن حاجة النظام للأحزاب وللوفد بصفة خاصة ليكمل به مكان الإخوان أصبحت حاجة شديدة، لهذا الدكتور سيد البدوي يمكن أن يكون أقوي رجل في المعارضة في مصر، ويستطيع الوفد أن يكون ذلك ويقود مستقبل معارضة حقيقية في المرحلة المقبلة وهذا امتحان صعب موضوع فيه حزب الوفد الآن.
ورداً علي سؤال حنعمل إيه مع النظام أقول لو توحدت القوي السياسية، وتحديداً مع الإخوان في قواعدهم ومع الجماهير، فإن النظام لن يكون طرفا وحيداً في معركة الانتخابات وسيجد فعلاً من يقف أمامه وينافسه بالإضافة إلي حملة التوقيعات التي كسرت حاجز الخوف لدي مئات الآلاف الذين وقعوا علي بيان التغيير والذين يحضرون مؤتمرات الجمعية الوطنية للتغيير، لو توحدت القوي السياسية ولم تترك أي فرصة لمنهج فرق تسد فإن كل هذا يمكن أن يؤثر في الانتخابات المقبلة بشكل واضح.
الدستور: نفهم من كل ما قيل أن الإخوان وقوي سياسية أخري تمارسان عملية ضغط علي حزب الوفد حتي لا يتجه نحو التحالف أو إجراء صفقات مع النظام؟
البلتاجي: بوضوح شديد نحن نقول إن الجميع أمام مسئولية تاريخية في هذه اللحظة ومواقفه ستكون محل مصداقية وتقدير وشعبية أو محل حكم عليه.. الإخوان مثل الوفد يتحملون مسئولية تاريخية أمام الجماهير، وأمام التاريخ في هذه اللحظة.
الدستور: لكن عدداً من المراقبين يري أنه لو جاءت لجماعة الإخوان الفرصة لإجراء صفقة مع النظام سيقومون بها ويبيعون الكل؟
البلتاجي: نزول الإخوان برقم تجاوز ال150 مرشحاً في انتخابات 2005 أعتقد أن هذا عدد يشير إلي سقف تهديد ومواجهة مع النظام ولا أعتقد أن نائباً واحداً فقط من نواب الجماعة ال 88 جاء برضا من النظام.
الحسيني: كيف نقول يمكن أن يحدث أو تحدث صفقة مع الإخوان وفي انتخابات 2005 قتل 14 مصريا حرصوا علي المشاركة ونزاهة العملية الانتخابية إزاي يكون فيه صفقة والناس بتموت بالشكل ده خلافاً ل3000 واحد من الإخوان تم اعتقالهم و900 مصاب تبقي فين هنا الصفقات؟
الدستور: بلاش نقول الإخوان بيعملوا صفقات وإنما يفهمون رسائل الضغط التي يبعثها لهم النظام من اعتقالات ومحاكم عسكرية فتتراجع الجماعة وتقلل من عدد مرشيحها؟
سعد الحسيني: لن تكون هناك مساومة علي مبادئ ولا علي صالح مصر ولا شيء ضد صالح مصر ولا ضد مبادئنا.
الدستور: الوفد يروج أنه سيحصل علي 20 مقعداً في البرلمان المقبل فيبدو أنه توصل بالفعل لمساحة مشتركة مع النظام، خاصة أنه قبل وصول البدوي لرئاسة الحزب ترددت أخبار عن صفقة أجراها الوفد مع النظام ليحصل علي جزء من مساحة الإخوان في البرلمان المقبل؟
محمد البلتاجي: الدكتور السيد البدوي صحح هذه المعلومة وقال في اجتماعات لاحقة إن الوفد سيحصل علي 20 مقعداً في الدورة الحالية لمجلس الشعب بعد انضمام عدد من النواب المستقلين للوفد وعدد آخر من الأحزاب الأخري علي أساس أن يحصل في ختام دورة مجلس الشعب الحالية علي20 مقعداً، ونحن نحسن الظن بحزب الوفد.
الدستور: يعني الإخوان ليست لديهم أي شكوك أو تخوفات من حزب الوفد في أن يراعي مصالح شخصية أو حزبية علي حساب الجماعة ويسحب البساط السياسي من تحت أقدام الإخوان؟ خاصة أن الوفد تقدم بمشروع مباشرة الحقوق السياسية الذي سبق وطالب به الإخوان؟
البلتاجي: نحن في هذه اللحظة التي نعيشها نقدر أهمية إجراء توافق بين الوفد والإخوان تحديداً حتي نلم شمل القوي السياسية، ونحن نسعي لكي نجعل الجميع أمام هذه المسئولية التاريخية ولا حرج عندنا أن قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي عملنا عليه وقدمنا في الدورة السابقة بالمجلس كنواب إخوان وكحركة مصريون من أجل انتخابات نزيهة أن يعيد الوفد التقدم به إلي رئيس الجمهورية مباشرة، بل نحن ندعو الوفد إلي أن يقود الحركة الوطنية بصفته الرسمية في هذه المرحلة، لكن كل ما يهمنا أن يصب ذلك في صالح الوطن وليس تجميل صورة النظام، ويسعدنا أن يكون هناك عشرات من النواب يمثلون الوفد في المجلس المقبل، علي أن يكونوا نموذجاً مثل علاء عبدالمنعم وطاهر حزين ومصطفي شوري، لا أن يكونوا من نماذج رجال الأعمال بتوع الحزب الوطني الموجودين في المجلس فإذا زاد عدد الوفد علي حساب الإخوان وكان هذا في صالح مجري التغيير والضغوط علي النظام لا يضايقنا هذا في شيء.
الحسيني: بالإضافة لذلك أنا أري أنه إذا كان الوفد يتبني مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي تقدمنا به فهذا نجاح لنا ولحلمنا، مع الإشارة بأنهم وهم اختصروا مشروع القانون من 100 مادة إلي 20 مادة وذلك بتوافق منا لضمان الحد الأدني لنزاهة الانتخابات.
الدستور: تمدون أيديكم إلي الوفد والتجمع وغيره من القوي السياسية في حين نري أنكم بعيدون عن أقرب الناس إلي أفكاركم وهم مجموعة حزب الوسط تحت التأسيس، والدكتور يحيي الجمل في مؤتمر القوي السياسية الذي دعا له مرشد الإخوان انتقد تجاهل الجماعة دعوة حزب الوسط للمشاركة في هذا الاجتماع؟
البلتاجي: الأمر له علاقة بموقف خاص بالأستاذ عصام سلطان ومشاركته في مؤتمر المنصورة؛ حيث إنه كان يريد المشاركة في هذا المؤتمر رغم أن المجموعة الوطنية للتغيير كانت قد حددت أسماء المشاركين وجدول عمل المؤتمر في وقت سابق علي طلبه. أما ما يخص الوسط، فقد ناقشنا عدداً من قيادات جمعية التغيير في مشاركة الوسط لنا في الفاعليات التالية وذلك أثناء غيابهم وسألونا هل لديكم أي حساسيات من مشاركتهم وأكدنا بالعكس الترحيب بهم لأننا لسنا أوصياء نقرر من يشارك من عدمه بالعكس نحن نسعي لزيادة عدد القوي التي تشاركنا حركة التغيير، أما عدم دعوة أي من ممثلي الوسط في المؤتمر الذي دعا له مرشد الإخوان أقول إنه كانت هناك حساسية أن نوجه لهم الدعوة بعد الأزمة التي حدثت بسبب عدم مشاركة الأستاذ عصام سلطان في مؤتمر المنصورة ومع ذلك ففي مؤتمر الفيوم في مقر كتلة الإخوان شارك معنا الأستاذ محمد السمان جالسا إلي جواري ممثلا عن حزب الوسط بدون أي حساسيات.
الدستور: الجماعة استطاعت جمع أكثر من 350 ألف توقيع خلال 25 يوما في حين أن جبهة التغيير لم تجمع سوي 85 ألفاً خلال 6 أشهر مضت إذن لماذا تعولون علي غيركم؟
سعد الحسيني: التعاون مع القوي الأخري استراتيجية عندنا وفي خطتنا التنظيمية وإن كنا نحن القوي الأكثر تأثيراً كما تقول إلا أننا لسنا وحدنا في هذا الشارع السياسي وإن كانت الأحزاب ضعيفة بالفعل لكن في إجماله ينتجون واقعا سياسيا لا يجب تجاهله وقد كان هناك 12 نائبا يمثلون هذه الأحزاب في البرلمان ونحن نريد تقويتهم وليس إضعافهم وليس من مصلحتنا كإخوان أن نظهر وحدنا في الشارع وليس من مصلحة مصر إجمالاً أن يظهر الإخوان وحدهم ليكرس النظام نظرية الاستقطاب الثنائية «الإخوان والوطني» حيث يطرح النظام أن بديله هو الإخوان، والحقيقة أن البديل حياة ديمقراطية وحريات فالنظام يتغطي بهذه الفكرة ويروجها والنظام العالمي لا يقبل هذا لموقفه من الإسلاميين وبالتالي هذا ليس من مصلحة مصر ولا من مصلحة الإخوان.
الدستور: هل هذا يعني أن الإخوان قلقون ويعتبرون أنفسهم «بطحة» يتم ترهيب الناس منها وكذلك النظام العالمي؟
الحسيني: من المهم أن نعترف بالواقع العالمي لكن كل المصريين ضحايا استبداد النظام مسلمين ومسيحيين. البلد تكاد تغرق وعلي الجميع محاولة إنقاذها وليس لمصلحة أحد أن يتفرد كتفرد الحزب الوطني.
الدستور: هل أنتم بحاجة لشرعية القوي السياسية لذلك تلجأون للتحالف معهم؟
البلتاجي: نحن بحاجة لتغيير معركة النظام مع الإخوان المستمرة بشكل ثنائي منذ خمس سنوات إلي معركة بين المجتمع المصري والنظام وكجماهير وليس كقوي سياسية فقط وطالما المعادلة بين الإخوان والنظام فهي محسومة بشكل ما.
الدستور: ولكن هل نجح الإخوان في تحريك القوي السياسية خاصة وأننا نري أن التيارات الجديدة غير الرسمية هي التي تحرك الشارع في الفترة الأخيرة وليس الأحزاب؟
البلتاجي: حجم التوافق بيننا وبين هذه التيارات وكذلك الأحزاب كحزب الجبهة والكرامة والغد والوسط متزايد تحت مظلة الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها ونحن نسعي لزيادة هذه المساحة مع الجميع وحجم التوافق بيننا وبين شخصيات داخل بعض الأحزاب التي تعارض الإخوان في تصريحاتها الإعلامية متزايد ومستمر وهذا يعطي أملاً.
الدستور: نحن أمام مجتمع يعزف عن المشاركة في الانتخابات في ظل إرهاب النظام وترسيخه للسلبية فكيف ستحركون الجماهير؟
الحسيني: الجماهير بدأت تتحرك بالفعل... جمع التوقيعات ليس إلكترونيا فقط وإلا كنا جمعنا توقيعات بالملايين ولكنها حملة حراك وتوعية وحوار ونقاش شعبي حقيقي مع الناس وإقناعهم بأن مستقلبهم سيضيع، وهذا هو التحدي. النظام يبث اليأس والإحباط والقنوت وأنه علي كل شيء قدير ونحن والمعارضة ندعو للتوحد والتحام الصف وعلينا ألا نفقد الأمل حتي نكسر المعادلة من خلال توحد موقف المعارضة والقوي السياسية بما فيها الإخوان سواء بالمشاركة أو المقاطعة بما يمثل وقفة قوية يضطر النظام بسببها إلي التراجع أو تغيير حساباته وهذا ممكن والمناخ العام يشير إلي ذلك، ليس كل الانتخابات ستكون كالشوري التي استفزت الجميع لأن التزوير كان غبيا والكل يؤكد أن انتخابات الشعب المقبلة ستكون «مميتة».
الدستور: ما خطة الجماعة للتعامل مع الظرف الحالي في ظل عدم وجود ضغط دولي للتغيير؟
البلتاجي: نحن ندعو لتفعيل الضغط الداخلي فهذا هو الرهان الرئيسي والتحدي لتغيير النظام ونحن نعمل لذلك من خلال حملة التوقيعات والجمعية الوطنية للتغيير ودعوات التوحد بين القوي السياسية كما أننا سنطلق حملة مع القوي السياسية خلال الفترة المقبلة لمناهضة تزوير الانتخابات والمطالبة بضمانات حقيقية لإجراء انتخابات نزيهة.
الدستور: في فترات كثيرة طالب الإخوان بإشراف دولي علي الانتخابات.. فهل مازلتم متمسكين بذلك؟
البلتاجي: الإشراف الدولي علي الانتخابات مطلب من المطالب السبعة لبيان التغيير ومطالب الجمعية الوطنية للتغيير ولا حساسية لدينا من هذا المطلب واللي خايف من مراقبة العالم له يكون مبيت النية للتزوير.
الدستور: بعد دخولكم البرلمان ب 88 نائباً لم يلمس الشارع المصري تغييرا أو وقوفا حقيقيا لمنع عدد من التشريعات التي تصب في مصلحته أو منع قوانين كالطوارئ والاحتكار وغيرها؟
البلتاجي: وقفنا وبكل قوة.. ولكن دوري كمعارضة أن أقف.. لكن النتيجة أنا غير مسئول عنها وهذا ما أعرفه قبل الدخول في انتخابات 2005، لأن النتيجة مرتبطة بالأغلبية ولكن هل طالما أنا أدرك كمعارضة أني لن أؤثر في النتيجة هل أقدم استقالتي وأنسحب؟ لابد من التفرقة بين واجبي الذي أقوم بأدائه وبين النتيجة التي تحسمها الأغلبية.
الدستور: لماذا إذن تصرون علي دخول معركة مع النظام من أجل الانتخابات إذا كنتم تعرفون أن النتائج محسومة لصالحه؟
البلتاجي: المعارضة في العالم كله ليست صناعة القرار وإنما كشف المفاسد وتقديم البديل وأن تواجه الفساد ببدائل تشريعية وأدوات برلمانية ورقابية .
الحسيني: كما أن الإخوان استطاعوا في البرلمان الماضي أن يحققوا بعض النجاحات الملموسة مثل تعديلات قانون الحبس الاحتياطي، كذلك قانون الطوارئ وما حدث فيه من تغيير في التشريع، كما نجحنا في وقف قطار الخصخصة ورفع سعر الطاقة في الصناعات الثقيلة، وقدمنا استجوابات خاصة ببيع أراضي الدولة، واتخذنا موقفا من قضية خالد سعيد وكل هذا تراكم لجهود المعارضة وكفاح طيلة سنوات طويلة ولكن مازال أمامنا وقت لنكون كالمعارضة في بريطانيا وغيرها من الدول الديمقراطية.
الدستور: ولكن لماذا لم يمتد تأثير ذلك علي الأداء السياسي والإصلاحي والحريات العامة؟ لماذا لا نري معارضة مصرية وعلي رأسها الإخوان كتلك التي نشهدها في إيران وتايلاند واليونان وأوكرانيا رغم تسلط الأنظمة الحاكمة لديهم واستبدادها؟
البلتاجي: نحن نتحرك في إطار محدد، يوم ما سننجح لتكوين رأي عام مناصر لفكرة الإصلاح وسيكون معنا - كتيار معارضة وليس كإخوان فقط - رأي عام ومحتشد ومعبأ لفكرة الإصلاح التغيير.
الدستور: لماذا يبدو موقف الجماعة من النظام موقفا رماديا.. فهل يريد الإخوان تغيير النظام تغييرا سلميا.. أم تريد منه فقط منح مزيد من الحريات؟
البلتاجي: التغيير أصبح محل اتفاق بين جميع القوي السياسية وليس محل جدل ونحن أكثر من دعونا له، و النتيجة الواضحة بعد 30 سنة أنه لا أمل في إصلاح النظام القائم والكل اليوم يريد تغييراً كاملاً، نحن نتحدث عن حريات عامة.. وإنهاء لحالة الطوارئ ومجتمع مدني قوي ورفع الوصايا الأمنية عن مؤسسات الدولة واستقلال السلطة القضائية ومنح وظائف الدولة لأصحاب الكفاءات والتخصص وليس بالمحسوبية إلي جانب وجود فصل حقيقي بين السلطات فهل هناك أمل لأحد بأن تتحقق هذه المطالب علي يد من هم داخل النظام الحاكم؟ إذا كنا نحن نتحدث عن تغيير كامل للنظام.
الدستور: لماذا يخشي البعض من أن تتخذ الجماعة موقفاً سلبيًا لحظة التغيير الوشيكة للنظام؟
الحسيني: هذا سيناريو افتراضي لن ولم يحدث خاصة من طرف الإخوان -فالنظام كان ولا يزال دائما يضغط علي الإخوان ونحن كجماعة سنقبل بأي نظام يأتي به الشعب عن قناعة واختيار وإرادة حرة بل سنكون سعداء بذلك لأن الأمة هي مصدر السلطات ونرفض أي نظام يأتي جبرا علي الشعب، علي جانب آخر نحن لن نقبل بالتدخل الخارجي في شئون مصر ونحن نريد وندعم التغيير من الداخل.
الدستور: كيف تقرأ الجماعة سيناريو مشروع التوريث؟
الحسيني: الموضوع شائك ويخضع للاستقراء من داخل مصر أو خارجها، وسواء أتي الرئيس بابنه في حياته أو بعد رحيله أو سواء جاء شخص من داخل النظام أو المؤسسة السيادية مثل عمر سليمان فسنظل في حالة توريث النظام لنفسه وستنتقل نفس المنظومة لتحكم مصر 6 سنوات أخري، فالنظام يسعي لتوريث نفسه بسيناريوهات مختلفة وهذا أمر شبه مؤكد، أما ما هو مؤكد فإن الأمور لن تظل كما هي ولن يعود الشعب المصري للوراء .
الدستور: هل تتوقعون إجراء تعديلات دستورية قبل الانتخابات؟
البلتاجي: هذا وارد ونحن تعودنا علي ذلك وقبل ذلك قالوا إنه لا يوجد تغيير أو تعديل ثم فوجئنا بالرئيس يطالب بتعديل مواد في الدستور ولكن نحن مطالبنا باقية ومعركتنا باقية ما بقيت هذه المطالب بلا استجابة.
الدستور: ولكن هل ستسعون لإبرام اتفاق مع المقبل لكرسي الرئاسة لتحقيق الصالح العام؟
البلتاجي: نحن مستمرون في معركتنا من أجل تحقيق مطالب الشعب ولست في حاجة لانتظار من يعقد معي صفقة مادام هناك توافق والتفاف شعبي حول تلك المطالب فنحن مستمرون في جهدنا لتحقيق المطالب التي تعكس رغبة الشعب.
الدستور: هل ما سيتم إقراره من قبل مؤتمر حزب الوفد حول ضمانات نزاهة الانتخابات سيكون الشكل النهائي للضمانات وكيفيتها؟
البلتاجي: هذا مؤتمر يعقده حزب الوفد ونحن حريصون من خلال لقاءات الجمعية الوطنية للتغيير المقبلة ولقاء المرشد مع القوي السياسية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان أن يلتف الجميع حول موقف موحد وفي حالة المشاركة في الانتخابات سنفرض ضمانات النزاهة.
الدستور: في حالة توافق القوي السياسية علي المشاركة في الانتخابات ما نسبة مشاركة الإخوان؟
البلتاجي: التوافق مع القوي السياسية والتنسيق معها قد يغير من نسبة مشاركة الجماعة التي اعتادت عليها الجماعة خاصة أنه لم يتم الاستقرار بعد عما إذا سيكون هناك تنسيق أم قائمة موحدة.. ونحن كجماعة الإخوان نسعي لموقف موحد مع القوي السياسية ولو علي حساب نسبة مشاركة الإخوان في الانتخابات وهذا ما تعهد به فضيلة المرشد خلال لقائه مع القوي السياسية .
الدستور: وهل ستقوم الجماعة بدفع نوابها الحاليين كمرشحين للانتخابات المقبلة؟
-هذا أمر متروك لمؤسسات الجماعة والمحافظات وتقييم الكتلة البرلمانية لأداء النواب فالمحافظات هي التي تقدم المرشحين وهي التي تحدد الدوائر التي ستخوض فيها الجماعة الانتخابات وليست بالضرورة ترشيح كل النواب الحاليين أو بعضهم.
الدستور: في خطتكم عام 2004 - 2008 ذكرتم أن هناك تصوراً لتقديم برنامج حزب سياسي وقدمتم برنامجاً سياسياً دون الخوض في تفاصيله لكن في استكمال الخطة لأعوام 2008 - 2012 ذكرتم أن الهدف الاستراتيجي الأول هو الحفاظ علي شعار «لإسلام هو الحل» ألا يعد هذا تراجعا سياسيا؟
الحسيني: المقصود هنا الاستمرار علي المنهج وذلك بعد التعديلات الدستورية التي حظرت النشاط الديني وحظرت المرجعية الدينية في إنشاء الأحزاب فقررنا أن نضع هذه النقطة في خطتنا لتأكيد استمرارنا علي المنهج الإسلامي المعتدل نفسه، ثم إننا في ظرف سياسي فرضته ظروف استبدادية يقصد هذا الشعار وما وراءه فنحن في مرحلة صمود ونضال .
الدستور: ألا تعتبر ذلك تراجعا سياسيا؟
الحسيني: ليس تراجعا سياسيا وإنما دفاعا عن الهوية.
الدستور: ألا تعتقدون أن الإخوان ضيعوا فرصة تاريخية للتقدم بإنشاء حزب سياسي بنواب الجماعة الذي أصبح لهم شرعية قانونية وجماهيرية بحكم عملهم السياسي؟
سعد الحسيني: الفرصة ستكون تاريخية لولا أننا سنخسر كثيراً، لكن الإخوان لايزالون يحظون بإقبال متزايد من الشعب، و قضية التقدم بحزب محسومة لدي الإخوان، بل أكدنا في خطتنا أننا نريد تكوين حزب ليكون واجهة سياسية للجماعة، ولكن الأمر مازال في حوار داخل الجماعة. نعم وجود حزب سياسي للإخوان له فوائد لكن ربما ليس هذا وقته، نحن ننتظر الوقت والظرف السياسي المناسب لأنه لو التجأنا للجنة أحزاب عبثية بهذا الشكل فإن هذا يضرنا.
الدستور: لو افترضنا أن الظرف السياسي تم تعديله وأصبحنا في مناخ حرية كاملة يسمح باستثناء الأحزاب الدينية هل تتحول الجماعة كلياً إلي حزب سياسي؟
الحسيني: ساعتها سننشأ حزباً سياسياً كواجهة للجماعة لكن تحويل الجماعة لحزب أمر لا يناسبنا لأن العمل السياسي جزء من عملنا الإخواني لأننا جماعة إسلامية جامعة تعمل للإسلام في العالم كله، فلا يمكن أن تختزل الجماعة في حزب داخل مصر، لكن أن يكون للتنظيم المصري للإخوان واجهة سياسية عبارة عن حزب فلا مشكلة في ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.