عباس موسى خرج آلان جونستون بعد 4 اشهر من الاختطاف وهو يعرف من اللحظات الاولى أن احتجازه لن يطول وان موعد اطلاق سراحه سيأتي بعد فترة محدودة كان الصحفي البريطاني الذي يعمل لواحدة من اشهر وسائل الاعلام في العالم محور اهتمام بالغا حتى وصل الامر الى حد وصوله لبند على جدول اعمال الحكومة الفلسطينية قبل وبعد احداث غزة.
بالطبع يستحق الرجل هذا الاهتمام من منطلق انه صحفي يقوم بمهنته ولكن المفارقة انه بريطاني خطف من قبل جماعة اسلامية فاصبحت القضية ذات معنى اخر.
على سبيل الذكر لا المقارنة قتل العشرات من الصحفيين العرب على ايدي القوات الاميركية بدم بارد وعن قصد وتعمد ومازال البعض الاخر يخضع لابتزاز فيما يقبع عدد في سجون الاعتقال الاداري لسنوات ومنهم سامي الحاج لم تعتذر اي من الدول التي دافعت عن جونسون عما فعلته بالصحفيين الاخرين ففي مكان ما في العالم يتشدقون بحماية الاعلاميين وفي مكان اخر يقتلونهم ويعتقلونهم.
القضية اصبحت قضية جنسية فقط لا احب ان يفسر الكلام بانه عنصري ولكن هل كانت حماس نفسها لتفعل ما فعلته لو كان الصحفي عربيا او حتى من جنسية من العالم الثالث هل كانت ستهلل الصحافة العالمية للخبر؟ هل كان اسم عربي ليكون مكان اسم جونسون على صفحات الصحف او شريط الاخبار؟
لقد استغل الجميع جونستون الى ابعد الحدود من قبل دولته ومؤسسة الاعلامية ولكنهم لم يستطيعوا ان يفعلوا له شيئا ولن يفعلوا اي شيء لسامي الحاج او تيسير علوني الجزيرة وحدها اعطت بعض الاهتمام لمصورها في المعتقل في غوانتانامو فيما غابت السودان والعرب ونقابات الصحافة والاعلام عن الضغط الحقيقي للافراج عنه وربما ولن يخرج سامي الحاج واخرون الا عبر اقتحام فرقة كوماندوس لذلك المعتقل وتحرير من فيه بالقوة العسكرية.
مادام جونستون عادلا في تغطية اخبار فلسطين قال مسؤولون في حركة حماس ومادام كان ينقل الصورة الحقيقية للوضع المأساوي في غزة فلذلك وجب الحفاظ عليه كثروة اجنبية محصنة من كل مصاعب الداخل ان الموت والعذاب للصحفيين العرب الذين يكدون ليل نهار ويعملون في ظروف اصعب من ظروف العسكريين انفسهم فلهم الله ولينسوا حماس والعالم وكل نقابات الصحافة فقط لانهم ليسوا بريطانيين ولا اميركيين انهم من دول العالم الثالث بعد المائة.