رحبت واشنطن بحذر بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في طهران بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي بقيام مفتشين من الوكالة بزيارة مفاعل آراك النووي قيد الإنشاء. وفي المقابل اعتبرت أوساط دبلوماسية غربية الاتفاق موقفا إيجابيا يتعين أن يحدد الخطوات المقبلة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية توم كايسي إننا نرحب بالتأكيد بأي عمل يقوم به الإيرانيون لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وللتقيد بالتزاماتهم الدولية عبر الرد على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لا تزال من دون أجوبة منذ سنوات عدة. ولم يخف كايسي الشكوك الأمريكية إزاء النوايا الإيرانية مضيفا أنه في الوقت الحاضر سننتظر لنرى ما سيجري فعليا بدلا من الاستماع إلى ما يقوله الإيرانيون. وفي سياق متصل نقلت تقارير صحفية عن أوساط دبلوماسية غربية قولها إن الاتفاق شيء إيجابي جدا، معتبرة إياه خطوة أولى "أ فضل من لا شيء"، ودعت في هذا الصدد إلى تحديد الخطوات المقبلة. وتوصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس لاتفاق مع إيران بشأن سبل حسم قضايا معلقة ذات صلة بتجارب سابقة على البلوتونيوم. وقالت الوكالة إن الاتفاق يتضمن تعيين مفتشين جدد وزيارة مفتشيها مفاعل أبحاث الماء الثقيل الإيراني نهاية الشهر الجاري وكيفية التعامل بشأن الضمانات في محطة تخصيب نتانز أوائل الشهر القادم. ويأتي هذا الاتفاق بعد يومين من المحادثات في طهران بين وفد رفيع من الوكالة الذرية برئاسة أولي هاينونين -نائب المدير العام للوكالة- ونائب المفاوض النووي الإيراني جواد وعيدي. وقال الطرفان إنهما سيواصلان المفاوضات في الأسابيع القادمة لبحث جوانب أخرى من الملف النووي الإيراني. وفي تونس أعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن تفاؤله بالمناقشات التي دارت في بلاده بشأن البرنامج النووي وقال إن بلاده دخلت مرحلة جديدة في علاقتها مع الوكالة الدولية. وكان ممثل إيران لدى الوكالة الدولية علي أصغر سلطانية أعلن أن بلاده سمحت لمفتشي الوكالة بزيارة موقع آراك وأن محادثات جديدة بين الطرفين ستجرى في 25 و26 يوليو في فيينا. وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي في وقت سابق إن خطة العمل المقدمة من إيران المقترنة بما قالت الوكالة إنه إبطاء لنشاط تخصيب اليورانيوم قد زاد من الآمال بنزع فتيل الأزمة. ويبحث مجلس الأمن حاليا قرارا ثالثا بفرض عقوبات على إيران بعد أن فرض مجموعتين من العقوبات منذ ديسمبر الماضي لعدم وقفها التخصيب، وهي عملية يمكن أن تصنع وقودا لمحطات الطاقة أو مواد للرؤوس الحربية. وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بحت وأنها لا تخطط لإنتاج سلاح نووي خلافا لما تتهم به من قبل الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة.