تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات تقنية جديدة مع إيران في فيينا اليوم بشأن برنامجها النووي، وذلك بعد مباحثات وصفت بالإيجابية جرت في طهران. وقال السفير الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية إن هذه المحادثات -التي كانت مقررة أصلا يومي 25 و26 يوليو- ستكون تكملة للقاءات الأخيرة للعمل على معالجة المسائل العالقة بين الجانبين. وأوضح دبلوماسي قريب من الوكالة الدولية أن المحادثات المغلقة المرتقبة اليوم وربما غدا "ستكون تقنية ويجب عدم توقع الكثير منها". وأفاد مصدر دبلوماسي آخر أن الوكالة ما زالت تريد استيضاح تاريخ البرامج النووية. وتتعلق المسائل خصوصا بالعثور على آثار قديمة لتلوث باليورانيوم العالي التخصيب على معدات، وبتصاميم أجهزة متطورة للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو لصنع قوالب نصف كروية من معدن اليورانيوم يمكن أن تستخدم لأهداف عسكرية. ومن المرتقب أن يلتقي كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قريبا بعد ثلاث جولات من اللقاءات في تركيا وإسبانيا والبرتغال، لم تسفر عن نتائج تذكر. وأشار دبلوماسيون أوروبيون الأسبوع الماضي إلى أنه بسبب هذه المحادثات أرجأت القوى الغربية بهدوء مساعيها لتشديد العقوبات الدولية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي حتى سبتمبر لرؤية ما إذا كانت ستتوقف عن إعاقة عمل مفتشي الوكالة المستمر منذ عام 2003. وخلال محادثات طهران يوم 13 يوليو أعطت إيران موافقتها لقيام الوكالة الدولية بعمليات تفتيش جديدة في موقع مفاعل آراك وسط البلاد والذي ما زال قيد الإنشاء، وسيعمل بالمياه الثقيلة لإنتاج مادة البلوتونيوم. واعتبر المدير العام للوكالة د. محمد البرادعي السماح بزيارة مفاعل آراك أمرا إيجابيا، وعبر عن ارتياحه لقبول طهران "للمرة الأولى" بالتحدث عن نواياها النووية. وأشار البرادعي إلى أن تعهد طهران أيضا الشهر الماضي بوضع خطة عمل خلال 60 يوما لحسم الشكوك بشأن سعيها سرا لصنع أسلحة ذرية، أنعش الآمال في إمكانية نزع فتيل الأزمة بين إيران والقوى الغربية. لكن الولاياتالمتحدة شككت بالاتفاق بين إيران والوكالة الذرية بشأن آراك. وتؤكد طهران دائما أن برنامجها النووي هدفه مدني بحت، وأنها لا تسعى لاقتناء السلاح النووي خلافا لمخاوف العديد من الدول على رأسها واشنطن وتل أبيب.