في رد فعل فوري علي تراجع طهران عن رفضها السابق لاتفاق فيينا لتبادل اليورانيوم, اعربت الولاياتالمتحدة أمس عن استعدادها للاستماع لإيران إذا ماكان لديها عرض جديد لإيجاد حل لأزمة الملف النووي الإيراني المثير للجدل. وأوضح مصدر أمريكاتي مسئول رفض الافصاح عن هويته انه إذا كانت إيران لديها جديد تقوله فنحن علي استعداد للاستماع إليها. من ناحيته, حث مايكل هامر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إيران علي ابلاغ الوكالة الدولة للطاقة الذرية بأي تغيير في موقفها إذا كانت مستعدة فعلا للمضي قدما في الانفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق ويقضي بإرسال طهران كل مالديها من يورانيوم منخفض التخصيب إلي الخارج لمعالجته, مؤكدا ان بلاده قدمت عرضا صادقا ومتوازنا فيما يتعلق بمفاعل طهران للأبحاث النووية, فيما أكد بي. جيه. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان الولاياتالمتحدة ليست مهتمة بإعادة التفاوض علي اتفاق تم التوصل إليه في أكتوبر الماضي بين إيران والقوي الكبري يقضي بان ترسل طهران مالديها من يورانيوم مخصب إلي الخارح مقابل الحصول علي وقود نووي. ويأتي الموقف الأمريكي كرد علي تأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأول أن بلاده ليس لديها أي مشكلة في تبادل اليورانيوم من الدول الكبري التي تهدد بفرض عقوبات علي طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل, كما شدد نجاد في مقابلة مع التليفزيون الرسمي علي ان إيران علي استعداد لإرسال جانب من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب3.5% إلي الخارج للحصول في المقابل من الدول الكبري علي وقود نووي عالي التخصيب20% تحتاجه لتشغيل مفاعلها للأبحاث النووية في طهران ويأتي هذا التصريح, الذي يمثل تطورا في الموقف الرسمي الإيراني, بعد إنتهاء المهلة التي حددتها طهران للدول الغربية الكبري بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي عرضته علي الجمهورية الإسلامية للوكالة الدولية للطاقة الذرية, إلا ان الرئيس الإيراني لم يعط أي مؤشر إلي كمية اليورانيوم التي قد يشملها هذا التبادل, وهي ابرز نقطة خلاف في المفاوضات مع القوي الست الكبري, في المقابل حددت طهران نهاية يناير الحالي كمهلة نهائية للدول الكبري لكي تقبل العرض بتسملها وقودا نوويا لشروط إبران وهي تبادل اليورانيوم علي دفعات بشكل متزامن وبكميات صغيرة ومع رفض الاقتراح, هددت طهران بإنتاج اليورانيوم العالي للتخصيب بنفسها. وتخصيب اليورانيوم في صلب نزاع بين إيران والغرب الذين يخشي من احتمال سعي إيران إلي إنتاج مايكفي من اليورانيوم لتصنيع سلاح نووي, تحت غطاء برنامج نووي مدني, إلا ان إيران ترفض هذه الاتهامات. وفي الوقت نفسه, رحبت روسيا أمس بما اعتبرته موافقة إيران المبدئية علي الاتفاق الدولي لتبادل اليورانيوم. وعلي صعيد آخرو اعلن نجاد في المقابلة نفسها ان هناك محادثات جارية بين طهرانوالولاياتالمتحدة حول إمكان تبادل ثلاثة أمريكيين محتجزين في إيران بمعتقلين محتجزين في الولاياتالمتحدة. وردا علي سؤال حول وضع ثلاثة أمريكيين اعتقلوا في إيران في يوليو الماضي, أكد الرئيس الإيراني ان الأمريكيين اعتقلوا مواطنين إيرانيين دون سبب واضح وان مفاوضات تجري حاليا حول ما إذا كان من الممكن إجراء تبادل إلا ان البيت الأبيض سارع علي لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل هامر الي تأكيد عدم وجود أي محادثات مع إيران حول تبادل اسري. وقال هامر ان الولاياتالمتحدة تريد حل قضايا جميع مواطنيها الأمريكيين الاسري أو المفقودين في إيران. مضيفا إذا كان الرئيس احمدي نجاد يريد ان يقول في تصريحاته أنهم مستعدون لحل هذه القضايا فاننا نرحب بهذا الامر, ولكننا لم نبدأ أي محادثات مع إيران حول تبادل اسري. من ناحيتها, ردت الخارجية الأمريكية علي تصريحات الرئيس الإيراني مطالبة طهران بالسماح بزيارة الرعايا الأمريكيين المحتجزين في الجمهورية الإسلامية, وقال جوردون دوجويد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قلنا بوضوح ان مانريده هو زيارة تقوم بها القنصلية لمواطنينا المعتقلين في إيران. وتتهم إيرانواشنطن باحتجاز11 مواطنا إيرانيا بشكل غير قانوني بعد اعتقالهم في الولاياتالمتحدة أو طردهم من عدة دول أوروبية, في حين تحتجز طهران ثلاثة أمريكيين اعتقلتهم في اراضيها علي مقربة من الحدود العراقية التي عبروها عن طريق الخطأ بعدما ضلوا طريقهم اثناء رحلة في العراق في يوليو الماضي. وعلي صعيد تجارب إيران الصاروخية المتواصلة اعلنت طهران انها اطلقت بنجاح صاروخها الثالث من طراز كاوش 3 إلي الفضاء الخارجي وعلي متنه كبسولة اختبارية تقل حيوانات حية, وذلك بمناسبة احياء الذكري الحادية والثلاثين لقيام الثورة الإسلامية, وعرض التليفزيون صورا من داخل الكبسولة ارسلت كما قالت من الفضاء الخارجي وهي تضم العديد من الحيوانات منها فأر وسلاحف وديدان, وأضافت ان الصاروه سينقل بيانات إلكترونية ولقطات حية للأرض. فيما أكدت وسائل الاعلام الإيرانية ان إيران اجرت تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ يحمل أقمارا صناعية امس وهي خطوة قد تثير قلق القوي الغربية التي تخشي من ان طهران تسعي لبناء قنبلة نووية. وقال الرئيس الإيراني, اثناء مراسم كشف النقاب عن ثلاثة أقمار صناعية جديدة وانجازات أخري في تكنولوجيا الفضاء, ان الجمهورية الإسلامية تأمل في ارسال رواد للفضاء قريبا, وقال في إشارة إلي خصوم إيران مجال كسر النظام العالمي المهيمن هو ساحة العلوم والتكنولوجيا وقال نجاد هذا تقدم هائل.. ونأمل في ان نتمكن من ارسال روادنا إلي الفضاء قريبا