نفى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجود أي خلاف مع المغرب مؤكدا أن موقف فرنسا المؤيد للرباط في قضية الصحراء الغربية لم يتغير ومضيفا أنه قال ذلك للرئيس بوتفليقة. وكانت الرباط طلبت من ساركوزي أن يؤجل إلى أكتوبر المقبل زيارة كان سيقوم بها إلى المغرب في إطار جولة مغاربية زار خلالها الجزائروتونس وبحث مع المسؤولين فيهما فكرة تأسيس اتحاد للدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وفي إجابة على سؤال عن تأجيل زيارته إلى الرباط، قال ساركوزي إن ملك المغرب محمد السادس رغب في أن تكون أول زيارة لي للمغرب زيارة دولة وهي زيارة تتطلب الإعداد لها وفق بروتوكول خاص. وتعد هذه الجولة المغاربية –التي انتهت اليوم الأربعاء- أول زيارة للرئيس الفرنسي خارج أوروبا منذ توليه مهامه في مايو. وتأتي زيارة ساركوزي إلى الجزائروتونس تأكيدا للأولوية التي يوليها لعلاقات فرنسا مع الدول المجاورة لها جنوب المتوسط. وأكد ساركوزي في تونس أن الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة "مدافعان متحمسان" عن الاتحاد المتوسطي الذي دعا إليه. وقال إن فكرة الاتحاد هذه ليست مبادرة من الشمال ولا تسعى لإقامة مجموعة طليعية من خمس أو ست دول تفرض نفسها كمجلس إدارة. وأضاف ساركوزي أنه يأمل في تنظيم مؤتمر حكومي للمتوسط في النصف الأول من العام 2008 حتى يستكمل (المشروع) شكله قبل الرئاسة الفرنسية" للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام 2008. وأوضح أنه سيتم في هذا المؤتمر بحث "أربعة مواضيع ملموسة" هي "البيئة" وإقامة "منطقة تنمية" و"منطقة أمنية" لمكافحة الإرهاب ومنع تهريب المهاجرين السريين، إضافة إلى "منطقة لحوار الثقافات". من جهة أخرى تحدث ساركوزي في تونس مع بن علي عن حالات انتهاك لحقوق الإنسان، غير أنه أوضح أن تونس تحرز "تقدما" على درب الديمقراطية. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "الرئيس بن علي هو أول من يقر بأن هناك العديد من الأشياء التي تحتاج إلى تحسين". وصرح ساركوزي بأنه بحث مع بن علي "الأمن ومكافحة الإرهاب"، معربا عن ترحيبه الكبير "باستئناف تعاون وثيق بين أجهزة مكافحة الإرهاب في تونسوفرنسا". وكان ساركوزي التقى بوتفليقة أثناء زيارته للجزائر في اجتماع دام خمس ساعات حضره وزيرا خارجية البلدين وركز بالخصوص على التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. وتمسك ساركوزي برفض تقديم أي اعتذار عن ماضي فرنسا الاستعماري, مبديا استعداده للاعتراف بهذا الماضي كوقائع فقط دون إبداء أي ندم عليه لأن الندم "مفهوم ديني لا مكان له في علاقات الدول". وقال في لقاء مع صحيفتي الخبر والوطن الجزائريتين قبيل وصوله للجزائر إن على جيل الجزائر الجديد "التطلع إلى المستقبل وعدم التركيز على الماضي".