* في عرس ديمقراطي وموكب حضاري وحشد شعبي بلا إرهاب أو تدنيس أو تدليس أو اعتقال أو اقتحام للبيوت فى ظلمة الليل البهيم الأليل , انطلقت جموع الشعب المصري إلى صناديق الاستفتاء , ووقفت فى طوابير طويلة لايعرف أولها من أخرها لتعبر عن رأيها وإرادتها فى دستور مصر الجديد , رغم الدعوات الفاشلة والقنوات الساقطة التي اعتكفت فى محراب الفتنة تدعوا الشعب إلى مقاطعة الاستفتاء وإفشاله ورفضه بلا أسباب معروفة أو أدلة مفهومة , اللهم إلا لنشر الفوضى فئ ربوع الوطن. * لكن الشعب ذهب وقال " نعم " للدستور عالية مدوية صريحة لالبس فيها ولا غموض. رغم التهديدات والتحريضات والمؤامرات .
* ذهب الشعب واسقط المتاجرين بشعارات الدولة المدنية وشعارات الدولة الديمقراطية وانحاز للذين يقولون مايفعلون ويفعلون مايقولون. * ذهب الشعب وقال " نعم " و اسقط الذين وضعوا أيديهم فى أيدي النظام السابق الملوثة بدماء المصريين الأبرياء الشرفاء . الذين لهم سجلات سوداء وجرائم حمقاء فى حق الشرفاء الأبرياء . * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط مروجي الفتن ومروجي الشائعات مدمني الكراسي والمناصب ولو على جماجم المصريين وسفك الدماء فى الميادين إلى يوم الدين....! * ذهب الشعب وقال " نعم " وأسقط اليساريين والناصريين والعلمانيين والذين يسمون أنفسهم بالثوريين الاشتراكيين...! سقوطا مدويا لن يقوموا من بعده أبدا . * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط الذين فشلوا فى امتحان القبول السياسي ورسبوا في اختبار الصناديق وحصلوا على صفر المونديال في أي معترك سياسي دخلوه وأى نزال شعبي اقتحموه واى اختبار اجتماعي اختاروه...! * ذهب الشعب وقال " نعم واسقط الذين أفلسوا سياسيا ولم يعد لديهم أى رصيد فى بنك السياسة اللهم إلا بعض الحركات الصبيانية والتصرفات الطفولية والخطب العنجهية والتهديدات الفارغة التافهة . بعدما تعروا أمام المجتمع فانكشفت سوءتهم وبانت عورتهم وظهر معدنهم الردئ أمام الجميع حتى علاه الصدأ والعفن ونخر فيه السوس ...........! . * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط إعلام الفتنة الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأن زجاج سيارة المخرج خالد يوسف أصابه بعد الخدوش..... فأقاموا عليه مأتما وعويلا وصلوا على زجاج سيارته المقدسة أربع تكبيرات لاركوع فيها ولا سجود...! وفى نفس الوقت فإن قتل 10 شهداء بالرصاص الحى المباشر ذهبوا للدفاع عن شرعية الرئيس المنتخب أمر لايحرك ألسنتهم فى أفواههم التى امتلأت بالزور والبهتان فعجزوا وصمتوا وسكتوا عن أن يقولوا كلمة حق , ولكن يبدو أن بينهم وبين قول الحق برزخا وحجرا محجورا.......! * ذهب الشعب وقال " نعم واسقط جبهة الانقسام والإفلاس الوطني التى تحالفت مع من لهم سجلات سوداء قاتمة فى الغش والخيانة والتزوير الممنهج , والتي ليس لها فى الشعب شفيع ولا صديق حميم إلا هولاء ... وهولاء.... وما أدراك ماكل هولاء......! الذين خرج علينا منهم ذات يوم رجل شديد سواد الوجه , شديد سواد القلب, لايعرفه من الشعب أحد , وقد زحف الشيب إلى رأسه فاعتلاه ....! والوهن إلى ذاكرته ولكل شئ أنساه , والضعف إلى مفردات لغته فاظهر حقيقته ومنتهاه ....! خرج علينا ليقول فى جباحة وتناحة : أنه لايعترف بالشعب ولا بصناديق الاستفتاء ولا بالعملية الديمقراطية. ويبدوا أن سيادته لايعترف إلا بقنابل الملوتوف والطوب والحجارة وحصار المساجد وإهانة العلماء الذين وقفوا فى وجه الطغاة , فى عهد كانوا هم يجلسون مع الصهاينة , وعلى موائدهم يأكلون , ومن كؤوس خمرتهم يشربون , بلا حياء أو خجل أو بقية من ضمير ...! * ذهب الشعب وقال : نعم " واسقط أصحاب الحناجر الفارغة التافهة الجوفاء, أصحاب القلوب الجرداء , والآذان الصماء . والأعين العمياء . الذين لو جدوا ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون من فشلهم وسقوطهم وتعريتهم أمام الجماهير التي لم ينطلي عليها يوما لؤمهم ولا خبثهم ولمراوغتهم ولا التفافهم ولا مكرهم. * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط الذين إن تراهم تعجبك أجسادهم ورابطة عنقهم ورائحة عطورهم التي شروها من دماء الفقراء والمساكين , وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة , ضعيفة , ركيكة , لاحيلة لها ولاقيمة لها ولاتعتبر ولاتتعظ تلك الخشب المسندة إلا إذا دقت المسامير فى أم رأسها ...! فساعتها ربما قد تفيق وتستفيق وتعرف الحق الذي لاريب فيه.
* ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط الجبناء الذين لايستيقظون إلا على رائحة الدم, الذين يستحلون الأعراض ويسفكون الدماء ويتاجرون بمعاناة البسطاء والضعفاء ويعدونهم بأنهار من عسل مصفى ولبن لم يتغير طعمه إذا هم قفزوا فوق كرسى الحكم ولو على حساب إراقة الدماء وجماجم المصريين فى كل الميادين. * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط الذين هتفوا بلاشعور أو احترام أو احتشام " تسقط ... تسقط ... الدولة الإسلامية...! " وهم لايعلمون ولا يفقهون أن دين الله لايسقط , وإنما الذين يسقطون هم عبدة الدرهم والدينار , الذين تعسوا وانتكسوا , ومهما ارتفعوا وانتفخوا وانتفشوا فإن نهايتهم أمر لاريب فيه ولاشك معه ولاجدال حوله. * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط الذين أشعلوا فى ربوع الوطن نار الحرائق, واخفوا الحقائق, بأسلوب غيرمهذب ولا مناسب ولا لائق . أسقط إعلام الفتنة , إعلام الطاغية المخلوع , إعلام الفواحش السياسة والكبائر الأخلاقية والمهازل السلوكية. * ذهب الشعب وقال " نعم " واسقط أصحاب الأحزاب الورقية الهلامية السطحية وأغرقهم وكشف عن سوء نيتهم تجاه هذا الوطن فلم يلتفت إلا تهديدهم ووعيدهم وأسقطهم بالضربة القاضية أمام صناديق الاستفتاء غير مأسوف عليهم. * أيها المتاجرون المدلسون : * اعلموا أن الشعب المصري قد بلغ سن الرشد السياسي ولم يعد فى حاجة إلى وصايتكم عليه ففكوا قيده واتركوا له حرية تقرير مصيره السياسى لان زمن الاحتلال قد ولى مدبرا ولم يعقب...! وإن شئتم يوما أن تفهموا لغة هذا الشعب وتشعروا بنبضه وتحسوا بآلامه وأوجاعه , فاتركوا الفنادق وقفوا معه فى الخنادق , اتركوا المزايدة , ومدوا له يد المساعدة , اتركوا أسلوب التخوين , وابحثوا له عن وسائل التامين . اتركوا لغة التكبر والتعالي , وتحدثوا بلغة العهد الجديد الحالى , عهد الحرية والقيم والمثل العليا. * واعلموا أيها النخبويون المتكبرون : *أن خير الأعمال أن تبنوا .... ولاتهدموا.... تصلحوا .... ولا تفسدوا... وخير الأموال ماأخذت من الحلال وصرفت فى النوال وشر الأموال ماأخذت من الحرام وصرفت فى الآثام. وخير السياسة ماقامت على الكياسة وشر السياسة ماقامت على الدناسة. فعودوا إلى رشدكم وصوابكم وعقولكم ولا تشعلوا الفتن ماظهر منها وما بطن. وقدموا مصلحة الوطن على نزواتكم ومغامراتكم . واعلموا أن الله يعلم مافى أنفسكم فاحذروه إن كنتم تبحثون عن قوارب النجاة فى بحر الحياة السياسية المتلاطم الأمواج. * وأخيرا : أقول لكم أرجو أن تكون مقالتي قائمة على أصولها فى أذهانكم وعقولكم ونفوسكم وضمائركم. من قبل أن يأتكم الطوفان بغتة وأنتم لاتشعرون ولاتحسون ولاتعتبرون كعادتكم. والله من وراء القصد. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة