* سيسجل التاريخ أن الرئيس مرسى لم يسعى يوما ليكون رئيسا لمصر ولم يكن يهوى هذا المنصب الثقيل وخاصة في فترة يشيب من هولها الولدان , وفى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل والغث بالثمين , وفى عهد إذا أخرج أحدنا يده لم يكد يراها من هول الظلام الكثيف الذي يخيم على الأجواء , وكأننا نعيش فى زمن الضباب السياسي الذي خنقنا وجعلنا ونحن نمشى على الأرض وكأننا نصعد فى السماء ........! * لقد بذل الرئيس في الشهور القليلة الماضية جهودا كبيرة لتثبيت أقدام مصريين الأمم ولتقف مصر معتدلة القامة شامخة عزيزة وليست منحية ذليلة تستجدى أراذل الأمم لكي يمنوا عليها بغذائها ودوائها وسلاحها . فتراه تارة هنا وتارة هناك من اجل استعادة دور مصر السياسي المفقود والمعدوم والمسلوب فى عهد النظام البائد الفاسد.ونستطيع أن نضع كل هذه المساعي المحمودة المشكورة تحت خانة الجهاد الأصغر. * لكن الرئيس أمامه طريق طويل وشاق ووعر ألا وهو طريق الجهاد الأكبر ضد أعداء الوطن فى الداخل والخارج ويحتاج فى هذا الطريق إلى مزيد من الصبر والمثابرة والحنكة السياسية والخبرة العملية لإزاحة تلك الأورام الخبيثة من على صدر الأمة ولاقتلاع تلك الزوائد الدودية من رحم الوطن حتى يتعافى ويتداوى من إسقامه وعلله وأوجاعه وآلامه .
* أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر ضد أصحاب رؤوس الأموال الحرام التي جمعوها نهبا وسلبا وجشعا وظلما وعدوانا من قوت الشعب المكلوم والمعدوم والمحروم من أن يحيى حياة كريمة شريفة عفيفة . تلك الفئة الباغية الظالمة المرتشية التي لاتألوا فى مؤمن إلا ولا ذمة , سرقوا فلم يحاسبهم احد , نهبوا فلم بسائلهم احد , هربوا فلم يوقفهم احد ...! امتلكوا القصور , وغالبية الشعب تسكن القبور , امتلكوا الثروات , وغالبية الشعب تتجرع الفاقة وتتأوه من شدة الحسرات , تلك الفئة تحكمت وتغلغلت وانتشرت كخلايا السرطان فى جسد الوطن حتى أنهكته وأمرضته وأعيته ولم تتركه إلا جثة هامدة لاحراك فيها . * أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر لتقليم أظافر بعض الإعلاميين الذين تربوا في أحشاء النظام الفاسد ورضعوا من ثديه لاأقول حولين كاملين ولكن ثلاثين حولا كاملة ...! فأجسادهم نبتت من الحرام لأنهم كانوا يرتعون ويلعبون وأجهزة امن النظام الفاسد لهم حافظون ....! هولاء الإعلاميون يكذبون وهم يعلمون أنهم كاذبون , يتآمرون وهم يعلمون أنهم متآمرون , يفسدون وهم يعلمون أنهم فاسدون , ينهبون ويسرقون وهم يعلمون أنهم لصوص فاسدون , ورغم كل ذلك إذا قيل لهم لاتفسدوا الوطن قالوا إنما نحن مصلحون...! * أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر ضد بعض الفاسدين وهم قلة من القضاة الذين سحل أمامهم زميلهم بأقدام الشرطة فى عهد المخلوع وضرب بالحذاء على مرأى ومسمع من الجميع , فلم يتحرك احد , ولم يستنكر احد , ولم يشجب احد , وكأنه ليس هناك احد ...! أين كانت تلك الحناجر الصوتية والظواهر الكلامية وقتئذ...! صمتوا صمت القبور ولم تعد تحس منهم من احد أو تسمع لهم ركزا . لم ينتفضوا انتفاضة العصفور المبلل من المطر كما ينتفضون لمصالحهم الشخصية للمطالبة بحق القاضي الذي سحل وضرب وأوذي وأهينت كرامته . ولكن نار لو نفخت فيها لأضاءت ولكنك تنفخ فى الرماد...............! * أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر ضد بعض الصحف الصفراء الباهتة الفارغة التافهة التي لاقضية لها ولأهدف لها إلا تلويث الشرفاء واتهام الأبرياء وتلطيخ الأسوياء واتهام الفضلاء. تلك الصحف هى صحف إثارة الغرائز وكل شئ عندهم حلال وجائز...! عن المال يبحثون , عن الشهرة يتقاتلون , فى زرع أشواك الفتنة متخصصون , في إطلاق قنابل الدخان مستمرون , طالما ذلك هو الطريق لجمع المال فهم فى غيهم يعمهون , لاشرف , لافضيلة , لاعهد , لاوعد , لاقيم ولا أخلاق. إذا كانت الحرة تموت ولا تأكل بثدييها , فهولاء يأكلون بأيديهم وأرجلهم فالغاية تبرر الوسيلة , فغايتهم دنيئة ووسيلتهم رديئة....! * أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر ضد جيوش البلطجية من ذيول وأذناب وبقايا النظام السابق الذين عاثوا في الأرض فسادا وتربوا على أعين النظام السابق وتحت رعاية أجهزة الأمن وتحت عناية جنرالات فاسدة عفنة قدمت مصلحة النظام على مصلحة الوطن ومستقبل النظام على مستقبل الوطن حتى سقط النظام ومرض الوطن , يطلون برؤوسهم من جحورهم عند كل فتنة لإشعال الحرائق فى ربوع الوطن وفى أنحاء مصر بلا ضمير أو أخلاق . فهم كالشوائب العالقة التى تحجب الرؤيا فى الصباح الباكر فى اليوم الضبابي لإحداث حالة من التعتيم أمام عابري السبيل...! * أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر ضد بقايا نظام المخلوع الذين لايعيشون إلا فى مستنقعات الفساد ولا يقيمون إلا حول أكوام القمامة , ينبشون كالغربان السوداء فى جسد الوطن الجريح ليزداد جراحا , يعبثون باستقرار الوطن وامن البلاد وعقول العباد , هولاء هم أصل كل مصيبة وأساس كل بلية ووراء كل حريق وخلف كل كارثة . * أمام الرئيس طريق طويل وشاق من الجهاد الأكبر ضد كل الذين عينهم مبارك فى مفاصل الدولة سواء كانوا رجال قانون أو مستشارين أو لواءات يأخذون رواتب بالملايين وبقية الشعب يتقاضى الملاليم يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لايسألون الناس إلحافا من حياءهم ونبلهم وكثرة الدماء التي تتدفق فى عروقهم. هولاء يستميتون بل ويجاهدون حتى أخر نبضة فى قلوبهم وأخر نفس فى صدورهم للحفاظ على أوضاعهم ومراكزهم التى اغتصبوها بلاحق. * أمام الرئيس طريق شاق وطويل من الجهاد الأكبر ضد المأجورين الذين يعملون بالأجر اليومي يبيعون شرفهم , إن كان لهم شرف , يبيعون وطنيتهم , إن كانت عندهم وطنية يبيعون دينهم , إن كان عندهم دين , كل ذلك بثمن بخس دراهم معدودة لتخريب وتدمير كل ماتبقى من أطلال الوطن من عهد النظام البائد السابق. * أمام الرئيس طريق طويل من الجهاد الأكبر ضد غلاة العلمانيين المتطرفين الشاردين الذين هم على وجوههم هائمون , الذين لايألون جهدا ولا يدخرون وقتا ولامالا فى التشويش والتهويش والتخوين والتدليس وإحراق كل زهور الأمل فى بستان هذا الوطن حتى يتسنى لهم تجريف عقول هذه الأمة وتحريف منهجها الصافي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. * نعم الطريق طويل وشاق....... أمامك ياسيادة الرئيس ولن يقدر عليه إلا الرجال الذين لايخشون في الله لومة لائم ولا يبيعون دينهم ولا وطنهم مقابل مناصب زائلة وأنت لها والله ناصرك لامحالة .
* ياسيادة الرئيس : مصر الآن وبعد الثورة كالماء الصافي وهولاء مثل التماسيح المفترسة تركض فى هذا الماء وتمنع الناس من الاقتراب من هذا المورد الصافي لتعكيره وتلويثه وتلطخيه بأدرانهم العفنة حتى لايرتوى ظمآن ولايرد هذا الماء احد إلا هم . يهددون الناس بمخالبهم وأنيابهم حتى لايقترب منهم أحد وبقدر مايوفقك الله فى اصطياد تلك التماسيح بقدر ماتستقر البلاد ويرتاح العباد ويعود الحق إلى أهله. * سيادة الرئيس : هذا هو طريقك إلى الجهاد الأكبر لتحرير الوطن وفك قيود العبودية وتحطيم معاول الهدم وإعادة بناء صرح الوطن من جديد على أسس متينة وقواعد واضحة صريحة. فعليك إذا بتطهير أجهزة الدولة من الخونة عملاء النظام الفاسد البائد والمعركة طويلة وشاقة . وأذكرك ياسيادة الرئيس أن من مال إلى الحق مال إليه الخلق ومن ركب الحق غلب الخلق وليكن مرجعك إلى الحق والصدق فالحق أقوى معين والصدق أفضل قرين .