توفير 249 فرصة عمل بالقليوبية    المنطقة الأزهريّة بشمال سيناء تعلن أسماء أوائل الشهادة الابتدائية    وزير الري: الإجراءات الأحادية لإقامة السدود في دول منابع النيل تُهدد استقرار الإقليم    خلال المرحلة الثانية من الموجة 26.. إزالة 3 حالات تعدى بأرمنت| صور    رفع 7 طن قمامة خلال حملة نظافة بساحة سيدي أبو الحجاج بمدينة الأقصر    معهد التخطيط القومي يشارك في مؤتمر أوروبي حول تعزيز دور العلوم في صنع السياسات    رئيس بنك جيه بي مورجان يحذر: الاقتصاد الأمريكي قد يتدهور قريبا    إعلام فلسطيني: 75 شهيدا بنيران الاحتلال فى مناطق عدة بقطاع غزة 44 منهم من منتظرى المساعدات    إعلام عبري: 24 ساعة حاسمة تفصلنا عن حسم مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة    بعد إخراج كافة المستشفيات عن الخدمة.. صحة غزة: الوضع كارثي    بعد الهجوم الأوكراني بالمسيرات على أسطول القاذفات الروسي.. "سي إن إن": الولايات المتحدة معرضة لنفس الهجمات    ريال مدريد يعلن موعد تقديم صفقة ألكسندر أرنولد    ترامب يعلن التوصل لاتفاق مبدئى مع الصين    بايرن ميونخ يتصدر القيمة السوقية للمجموعة الثالثة بكأس العالم للأندية 2025    وزير الشباب يبحث مع مسئولي شركة ألمانية سُبل تسويق المعسكرات الرياضية في شرم الشيخ    مصدر بالزمالك : الاتفاق مع سانتوس على قيادة الفريق في الموسم الجديد    أمن القليوبية يضبط «عفاريت الأسفلت» بالطريق السريع بطوخ    إحالة المتهم بقتل والده أثناء الصلاة بالخليفة للجنايات    منى زكي.. «رزق الهبل» يجمعها بكاملة أبوذكري بعد 19 عامًا    أحمد عبد الحميد ينضم إلى أبطال مسلسل "ابن النادي"    إعلام إسرائيلى: إصابة جنديين برصاص قناصة فى خان يونس جنوبى قطاع غزة    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة العليا لتنظيم افتتاح المتحف المصرى الكبير    خدمات نقل الدم.. ميكنة المراكز وزيادة كبيرة في عدد المتبرعين    رغم تحذيرات الصحة العالمية..حكومة الانقلاب تتجاهل متحور "نيمبوس" شديد العدوى سريع الانتشار    القصف لا يتوقف.. مجزرة جديدة للاحتلال قرب مركز للمساعدات في غزة    إصابة طالبة بطلق نارى بالبطن نتيجة عبث شقيقها بالسلاح الناري بدار السلام بسوهاج    الصحة: ميكنة 11 مركزًا لخدمات نقل الدم القومية وتعزيز البنية التحتية    مانشستر سيتي يعلن ضم الهولندي رايندرز لمدة 5 سنوات    تقرير: النصر يسعى لضم مدافع بايرن    «تدخل الأمن أنقذني».. أول تعليق من حسام البدري بعد الاعتداء عليه في ليبيا    كرة السلة.. الاتحاد السكندري يواجه بترو دي لواندا بنصف نهائي ال «BAL 5» الليلة    بعد صدوره رسميا، تعرف على عقوبة إصدار الفتوى الشرعية بالمخالفة للقانون    توقيع بروتوكول رباعي جديد لمبادرة «ازرع» لتحقيق الأمن الغذائي المصري    «كادوا أن يتسببوا في كارثة».. «عفاريت الأسفلت» في قبضة الشرطة    الحج السياحي 2025.. جهود الجميع نجحت في حل أي مشاكل طارئة بسرعة واحترافية    صباح تقتل عشيقها في الشارع بعد نشره صورها العارية: "خلّصت البشرية من شره"    بدء العد التنازلي ل«انتخابات النواب».. سباق مصيري نوفمبر المقبل    وزير الزراعة يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا    الرئيس السيسي يتابع معدلات تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى بمبادرة «حياة كريمة»    المصريون سحبوا 26.57 مليار جنيه من ماكينات ATM بالبنك الأهلي في 9 أيام    «المشروع X» يحتل صدارة الإيرادات ويتفوق على «ريستارت»    قصور الثقافة تعرض «بيت العز» بكفر الشيخ ضمن مشروع المسرح التوعوي    مش بس بالفلوس.. تعرف على أكثر 5 أبراج كرمًا فى كل شيء    الفنان محمد ثروت يدعو لشفاء آدم تامر حسني .. اللهم متّعه بالصحة والعافية    المفتي الأسبق يوضح مراحل طلب العلم    بني سويف تستقبل 12 زائرا ضمن فوج من السياح الألمان فى جولة على الممشى السياحى    كيا مصر تحذر المقبلين على الشراء من هذه السيارات.. التفاصيل    تقبل طلاب الثانوية علمي.. 10 معلومات عن كلية علوم التغذية 2025    اعتماد وحدة التدريب ب"تمريض الإسكندرية" من جمعية القلب الأمريكية- صور    دموع الحجاج فى وداع مكة بعد أداء المناسك ودعوات بالعودة.. صور    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص أعلى كوبري قها بالقليوبية    عريس متلازمة داون.. نيابة الشرقية تطلب تحريات المباحث عن سن العروس    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 10 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    حالة الطقس اليوم في الكويت.. أجواء حارة ورطبة نسبيا خلال ساعات النهار    زيزو يكشف سر تسديده ركلة الترجيح الأولى للأهلي أمام باتشوكا    5 أطعمة تقوي قلبك وتحارب الكوليسترول    تعرف على آخر تطورات مبادرة عودة الكتاتيب تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستقواء ب"نعم"
نشر في اليوم السابع يوم 16 - 12 - 2012

تخطئ المعارضة إذا تصورت أن المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات يمكن أن تطيح بالرئيس مرسى، أو أن تجعل مصيره مثل سابقه مبارك لعدة أسباب: أولها: أن مرسى له جماعة وأهل وعشيرة تناصره وتدعمه وتنكل بمعارضيه، وتحشد له عشرات الآلاف فى الميادين وتنتشر فى وسائل الإعلام، بعكس مبارك الذى هوى حزبه فى أيام ولم يجد حليفا ولا نصيرا من الذين احتشدوا حوله "فى الحلوة" وتركوه وحيدا " فى المُرة".. ثانيا: لأن الجيش الذى أسقط مبارك وسحب سجادة الحكم من تحت أقدامه لن يفعل ذلك مع مرسى ولن ينحاز إلا ل "شرعية الصندوق" التى مازالت حتى الآن فى صالح مرسى، أيا كانت الاتهامات المثارة بشأن تزوير الاستفتاء.. ثالثا: ولأن المسرح السياسى ليس فيه قوة منظمة تستطيع أن تكون بديلا للإخوان إلا الإخوان، وبقية الأحزاب ضعيفة وكرتونية وائتلافات ثورية ليست كيانا واحدا ولا قوة مؤثرة.
ويخطئ الرئيس وحزبه وجماعته إذا استقووا ب"نعم" فى استفتاء الدستور، وأسرفوا فى استعراض القوة والاستخفاف بالمعارضين والخصوم واستكمال التهام كعكة الحكم، ولم ينظروا إلى ال 45٪ الذين قالوا "لا" قبل 55٪ قالوا "نعم" فلم يكن تصويتا على الدستور، ولكن على من هم مع الرئيس والإخوان ومن هم ضدهم، وإذا كان العدل أساس الملك فالمشاركة أساس الحكم، وأقل من نصف الشعب بقليل ليسوا مع الرئيس وليس الرئيس معهم، ويزداد الموقف سوءاً لو استمر نزيف الصندوق وارتفع ترمومتر الرفض، لو واصل الرئيس وحزبه وجماعته سياسة الاستحواذ والتكويش والإقصاء وسياسات وإجراءات الانتقام وتصفية الحسابات، مع الوضع فى الاعتبار أن الإخوان فقدوا ميزة أنهم كانوا يستثمرون المشاكل والأزمات وهم فى المعارضة، والآن يستثمر الآخرون أخطاءهم ويعلقون فى رقبتهم كل المشاكل والأزمات.
"نعم" لن تبنى مؤسسات الدولة ولن ترسخ دعائم حكم الإخوان، وبدون "لم الشمل" قولا وفعلا - وليس مناورة وتدليسا - لن يستطيع الرئيس وحزبه وجماعته أن يحققوا للبلاد الأمن والهدوء والاستقرار، لتسترد عافيتها الاقتصادية وتلبى احتياجات الناس الضرورية، وإذا لم يحدث ذلك بأقصى سرعة فلن يستطيع نظام الحكم أن يوقف موجات الغضب والاحتجاج الحقيقية التى سوف تندلع لأسباب تتعلق بالفقر والغلاء والأسعار ولقمة العيش، وأقصر طريق للخروج من النفق المظلم هو "التوافق" مع المعارضة وتهيئة الأجواء لها لتنال نصيبها العادل من ثمار الثورة، بدلا من إستعدائها إستهدافها والترصد بها وتصفيتها وإخراجها من المولد بدون حمص.
"نعم" قد تكون بوابة جهنم إذا استمر الاستقطاب الحاد الذى جعل أبناء الوطن الواحد إخوة أعداء، يقتتلون فيذهب بعض قتلاهم للجنة وبعضهم للنار حسب فتاوى مشايخ جعلوا البلد الواحد بلدين "مصر المسلمة" فى حرب مع "مصر الكافرة"، والشعب الواحد شعبان، أولهما يعتصم فى الاتحادية ويأكل الجبنة النستو وعلب فول أمريكانا والتفاح الأمريكانى، والشعب الآخر يجاهد أمام مدينة الإنتاج الإعلامى ويلتهم لحوم الجمل والعجل والخراف الثلاثة .. ويفصل بين هؤلاء جهاز شرطة مغلوب على أمره، يواجه القتلة والبلطجية والخارجين على القانون بالفر والهروب والانسحاب، وكان الله فى عونهم فمن لسعته نار "موقعة الجمل" ينفخ فى زبادى الاتحادية.
"نعم" لن يكون لها قيمة إلا إذا وحدت ولم تفرق وضمدت الجراح ولم تنكأ جراحاً ملتهبة، وتفتح أبواب المصالحة وتوقف شريعة الغاب وتعيد لمؤسسات الدولة هيبتها ووقارها واحترامها، وترد اعتبار دولة القانون التى تمت استباحتها على أبواب المحكمة الدستورية، وإعادة اللحمة والسمو لقضاة مصر بدلا من الفرقة والتشاجر والتوهان فى دهاليز السياسة الملعونة.. "نعم" سيكون لها قيمة كبرى إذا شعر الناس أنهم انتخبوا رئيسا لكل المصريين، يخاطب حماستهم وتسامحهم ولا يلجأ أبداً إلى التهديد والوعيد، رئيس يضيف إلى رصيده كل يوم مؤيدين ومناصرين ومقتنعين، وليس خصوما وكارهين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.