أقامت الجمعية الشرعية الرئيسية حلقة نقاشية تحت عنوان "نظرات فى مشروع الدستور" لشرح تفاصيل المسودة النهائية لمشروع الدستور، أمس الأول وقد شارك فيها د. محمد عمارة المفكر الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية، د. محمد المختار المهدى رئيس الجمعية الشرعية. قال د. محمد عمارة إن الإسلام قدم إلى البشرية أقدم دستور عرفه التاريخ وهو الدستور الذى وضعه الرسول -صلى الله عليه وسلم-عند هجرته من مكة إلى المدينة وهو "وثائق دولة الخلافة " والذى اشتمل على 52 مادة وسمّاه الرسول بالصحيفة أو الكتاب، وفى العصر الحديث نجح علماء الأمة "مجلس الشرع" فى إصدار أول تقرير يشير إلى أن الأمة مصدر السلطات وهى "وثيقة الحقوق"، وذلك بعد عزل الوالى العثمانى، وطوال فترات التاريخ قام المصريون بعمل العديد من الدساتير، ولكن هذه المرة كانت الأولى التى يوضع فيها الدستور عن طريق جمعية تأسيسية منتخبة؛ فطوال الفترات السابقة كان الدستور يقوم على شخص واحد يضعه أو بأمر من شخص واحد وهو رئيس الدولة، فقد أتت الجمعية التأسيسية عن طريق البرلمان الذى حاز قبول 32 مليونا من الشعب المصرى، وكانت أعمال التاسيسية تذاع على الهواء وليس فى جلسات سرية كما كان يحدث فى الماضى، وشاركت فيه الجامعات والهيئات والنقابات وكذلك الجاليات المصرية فى الخارج. ويضيف عمارة أن الدستور هو أول دستور يحافظ على اعتزاز مصر بانتمائها إلى حوض النيل بعد أن أهانه مبارك، وكان أول دستور يرسى للشريعة الإسلامية بأصولها الكاملة، ووضع التفسير التام لها وأن تشمل أدلتها الكلية وهى القرآن والسنة وقواعد التشريع ومصادرها المعتبرة بين أهل السنة والجماعة والأحكام القطعية والدلالات، كما قال ابن القيم "السياسة العادلة هى جزء من الشريعة"، وقد وضع الدستور استقلالا ً للأزهر الشريف، ووضعه من المقومات الأساسية للمجتمع وأن هيئة كبار العلماء يؤخذ رأيها فى كل ما يخص الشريعة "حارس الشريعة"، وقد اشتمل على تأصيل مبدأ الشورى على عكس الماضى الذى كان ينص على الديمقراطية فقط، "الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام ومن لا يستشر أهل العلم والدين فعزله واجب مما لا خلاف فيه"، وقد منح المصريين المسيحيين واليهود الاحتكام إلى أمور دينهم للحكم فى مسائلهم الشخصية. الشريعة والأقباط وأشار عمارة إلى كتاب "تقنين الشريعة" الذى أعده د. صوفى أبو طالب بالاشتراك مع 12 من فقهاء القانون الأقباط الذين تحدثوا عن الشريعة والأقباط، فيقول "استيفان باسيلى" لو أن التاريخ تكلم لتقدم بالشكر، فبعد أن عملت بالقضاء أكثر من 50 عاما فقد عرفت من عملى القانونى مع مضى المدة أن الشريعة هى خير ما يطالب به المسلم والمسيحى على السواء لأن بها كل ما يرضينا ويؤكد الحفاظ علينا وعلى الحقوق والواجبات، ومع هذه البهجة أحس أن بعد دخول الإسلام إلى مصر وجب الاكتمال لتطبيق الشريعة الإسلامية، إنه يوم بهجة أن تطبق الشريعة فى مصر"، وهذه رساله لكل قبطى يعارض أن تكون الشريعة فى الدستور. وأضاف أن "الكذب أصبح صناعة صغيرة يكتسب منها أصحابها"، مشيرا إلى بعض العلمانيين المعارضين للدستور ويقومون بالترويج لمواد ودساتير مزيفة، فقد اشتمل الدستور أعلى نسبة لحماية الحريات والأسر والأفراد وأعلى مستوى من الكرامة للإنسان، وعدم محاكمته أمام محاكم عسكرية. وأكد عمارة أن كل هذه الإشكالية على الدستور لم تثَر إلا عقب عودة عمرو موسى من رام الله بعد أن التقى قيادات صهيونية حيث صدرت أوامر بإرباك الوضع الداخلى فى مصر من أجل التغطية على العدوان الإسرائيلى على غزة، وكذلك أن هذه المعركة الحالية الهدف منها ألا نصل إلى الصناديق، وكذلك استنجد كبيرهم بالصهاينة والأمريكان وزعم عدم وجود البوذية فى الدستور، وأن الإسلام هو دين مدنى منذ آلاف السنين كما قال ابن خلدون ومحمد عبده، ولكن بعد أن تم هذ التحريف وتحولت المدنية فى الغرب إلى الدولة "اللادينية" وتستخدم المدنية الآن لوصف العلمانية، وفى النهاية أحب أن أشير أننا فى موقع الأحرص على الوحدة الوطنية، نريد مزيدا من الاستقرار لوطننا العزيز مصر. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة