بقلم: د.م/ ابراهيم عبد الفتاح عبد الحميد* لكى يدرس الطالب المصرى فى الخارج للحصول على الماجستير اوالدكتوراه، اما عليه ان يوفر نفقاته بنفسه اومن خلال دعم اسرته له وهذه نسبه قليله جداً نظراً لوقوع معظم الاسر المصرية فى فئة محدودى الدخل والتى لا تتحمل تكلفة تعليم ابنائها فى الخارج وبخاصة لعمل دراسات عليا مازال البعض يراها وجاهه وليست ضرورة لنقل مصر من مصاف الدول المستهلكه للتكنولوجيا الى مصاف الدول المصدرة لها. ابناء هذه الفئة هم بالمناسبه اكثر الفئات اهتماماً بالعلم كونه هو المنفذ الوحيد لهم لايجاد مكانه مناسبه فى المجتمع. الطريقه الثانية وهى من خلال المنح التى تقدم للحكومه المصرية اومن خلال المنح الشخصية والتى يكون التنافس عليها شديد جداً ولذلك فمن يحصل عليها يكون امامه طريق شاق لاثبات قدراته واحقيته فى المنحه ولاستمرار حصولة عليها حتى حصولة على درجته العلمية وذلك لان الجهه المموله له تنتظر منه نتائج ودراسات جاده ولذلك فالحاصلين على تلك المنح غالباً ما يكونون مميزين من البداية قادرين على الاعتماد على الذات وفى نهاية المطاف يتخرجون طبقاً للشروط القياسية المعترف بها. معظم الحاصلين على منح من الخارج لا يعودون للوطن مباشراً نظراً لاحتياج الجامعات والمعاهد العلمية الذين يدرسون بها لخدماتهم بعد التخرج نظراً للمستوى المتميز لهم. الطريقه الثالثه هى من خلال الخطط التى تتقدم بها الهيئة العامه للبعثات التابعه لوزارة التعليم العالى المصرية والتى تمول دراسه الطلاب المصريين فى الخارج للحصول على الماجستير و الدكتوراه والتى ينفق عليها من اموال حكومية ببذخ ان قورنت بمثيلتها فى دول ناهضه مثل ماليزيا والصين واندونيسيا وغيرها حيث يحصل طالب البعثة على تذاكر سفر ومبالغ مالية لشراء كتب وملابس ثقيله وحتى ثمن طبع رسالته حتى وان طبعت على نفقه الجامعة المضيفه له بالاضافه الى راتب شهرى مجزى للطالب ولزوجته واطفاله بحد اقصى طفلين. يحصل الطالب على تلك البعثة من خلال ترشيح كليته له والتى ترشح الاقدم غالباً – اقدم الحاصلين على درجة الماجستير على سبيل المثال. طالب البعثة يقضى فى الخارج مدة تتراوح فى المتوسط من خمس الى ست سنوات، غالباً يصطحب معه زوجته واطفاله، يسمح النظام الحالى بحصول الطالب على 50% زيادة فى راتبه لاعالة الزوجة و20% لاعالة الطفل الواحد بحد اقصى طفلين. اذن الطالب المصرى – الكبير فى السن نسبياً والمتزوج غالباً - يتقاضى فى المتوسط 190 % مما يتقضاه الطالب الاعزب. الدكتوراه فى معظم جامعات العالم تتطلب مدة ثلاث سنوات ان لم يكن اقل يقوم خلالها الطالب بنشر على الاقل ثلاث ابحاث محترمه فى مجلات علمية مرموقه كشرط للتخرج بالاضافه الى كتابة الرسالة. اذن 190% قد تستغل افضل فى تمويل طالبين اعزبين او متزوج قرر الذهب للدراسه فى الخارج بمفرده لمدة من خمس الى ست سنوات. ولو ان الطالب المصرى دفع للاجتهاد مثله مثل زملائة الاخرين من طلاب الدول الاخرى او الدولة المضيفه له لتمكن من انهاء دراسته للدكتوراه فى مدة اقصاها ثلاث سنوات ولأمكن بذلك توفير نفقات سنتين الى ثلاث سنوات واستغلالها فى تمويل طالبين اخرين. بهذا الاسلوب وهو تمويل الطالب بمفرده لمدة ثلاث سنوات فقط على انه طالب اعزب يمكن تمويل اربعة طلاب بدلاً من طالب واحد. ربما لا يخفى على احد ان الطالب – فى ظل النظام الحالى - غالباً ما ينهى دراسته قبل مرور الخمس سنوات ولكنه يطلب من المشرف الاجنبى تأجيل المناقشه اوحتى الحصول على خطاب يفيد بانه مازال يقوم بالبحث وانه فى حاجه لمد بعثته سنه اخرى وذلك حتى يستمتع بالراتب الكبير الذى يتقضاه فى الخارج وربما التنزه او العمل فى وظيفه جانبية قبيل عودته للوطن. يمكن ان نطلق على النظام المقترح – نظام 4×1 – وهو نظام سيمكن الحكومه من تعظيم الاستفادة من الاموال المخصصه للبعثات الخارجية وتطبيق هذا النظام سيمكن اقصى عدد من الطلاب من فرصة السفر للخارج والدراسه فى جامعات كبرى بدلاً من الانتظار لسنوات طوال حتى يحصل الطالب على دورة والذى وان اتى قد يأتى متأخراً جداً مما يجعل الحصول على الدكتوراه هو اقصى امل الطالب و نهاية الطريق بالنسبه له بينما هى فى الاصل بداية الحياه العلمية للباحث. دول عديدة تطبق هذا النظام بدون هواده ولذلك فتلك الدول تشهد نهضة كبرى لان الطالب فى هذه الحاله يتمتع بفرصة السفر والدراسه فى الخارج فى مرحلة عمرية مبكره جداً بالمقارنه بالطالب المصرى – متوسط عمر الطالب الصينى الحاصل على الدكتوراه 24 سنه بينما متوسط عمر الطالب المصرى عند الحصول على الدكتوراه 35 سنه – ولذلك فانتهاء الطالب مبكراً من دراسته ومن ثم عودته لبلدة للمساهمه فى نهضتها العلمية والصناعية وهو مازال شاباً يافعاً يتمتع بنشاط وقوه وحيوية وامل. ان طبق هذا النظام فى مصر فستزداد اعداد الطلاب المصريين الدارسين للدكتوراه فى الخارج لاربعه اضعاف الرقم الحالى بدون زيادة تذكر فى التكلفه الحالية ولاخذ كل طالب فرصته وهو مازال فى مقتبل العمر ليعود للوطن للمساهمه فى نهضته بدلاً من عودته ناقماً على بلده لتأخره فى الدراسه بالمقارنه بزميله الطالب الاسيوى. كذلك يجب فتح الترشح للبعثات من خلال الافراد مباشراً ودون التقيد بترشيح الكلية او الجامعة وذلك من خلال فحص الانتاج العلمى للمتقدمين حتى يمكن الدفع بأكثر العناصر نشاطاً وانتاجاً وحتى نعظم استفادة الوطن والمواطن من برامج البعثات المموله من اموال الشعب. * كلية الهندسة الاكترونية – جامعة المنوفية [email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة