أعلن الاحتلال الصهيوني أنه سيواصل عملياته العسكرية في غزة وذلك إثر عملية معبر كيسوفيم التي نفذتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على حدود قطاع غزة مع الكيان الصهيوني. وفي محاولة لتبرير فشل جيش الاحتلال في منع وقوع الهجوم -الذي استهدف أسر جنود صهاينة في الموقع العسكري المحصن- قال رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت إن منفذي العملية استعملوا سيارة تحمل شارة صحافة لخداع الجنود. وقد نفت حركة الجهاد هذه الاتهامات وأكدت أن مقاوما من أصل أربعة اقتحموا الموقع بسيارة مصفحة استشهد عندما كان يحاول جر جندي صهيوني إلى قطاع غزة فيما تمكن ثلاثة آخرون -واحد من سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد والآخران من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح- من الانسحاب بسلام من موقع العملية. ورغم ذلك نفى جيش الاحتلال سقوط قتلى أو جرحى في العملية ولكن وزير الحرب عمير بيرتس أكد أن العملية كانت تهدف بالفعل لأسر جندي صهيوني . وكشفت صور – بحسب الجزيرة – عن سيارة مصفحة استخدمها مقاومون فلسطينيون في عملية اقتحام الموقع العسكري الصهيوني. وتظهر الصور التي التقطت من مسافة بعيدة السيارة المستخدمة في الهجوم على المعبر الواقع شرق مدينة دير البلح بقطاع غزة وهي في طريقها نحو الموقع الإسرائيلي ولحظة اقتحامها له. كما ظهرت صورة محمد الجعبري أحد أفراد سرايا القدس الذي استشهد أثناء عملية الاقتحام وهو يتلو وصيته. وردا على تلك العملية شنت قوات الاحتلال فجر أمس ثلاث غارات واحدة استهدفت مركز فلسطين للدراسات والبحوث بمدينة غزة والثانية على مصنع ألبان شمال غرب المدينة فيما طالت الثالثة ورشة حدادة بمنطقة الشيخ رضوان في المنطقة نفسها. ولم يسفر القصف الصهيوني عن وقوع ضحايا ولكنه أدى لخسائر مادية كبيرة. من ناحية أخرى دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إلى التهدئة الداخلية وذلك في أعقاب تجدد المواجهات بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة. وقد دعا هنية مساء أمس المسلحين إلى الانسحاب من شوارع مدينة غزة وتوفير الأجواء المناسبة لطلبة الثانوية للتوجه إلى قاعات الامتحانات صباح اليوم. وتأتي تلك الدعوة بعد تجدد القتال بين حركتي حماس وفتح ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى في مطلع الأسبوع إلى ستة أشخاص إضافة إلى إصابة 59 آخرين. وقال شهود عيان إن مسلحين ملثمين من كلتا الحركتين تدفقوا على الشوارع وأقاموا حواجز لإيقاف السيارات وفحص أوراق الهوية واقتياد خصومهم من السيارات والمنازل. وبسبب المواجهات أصيبت الشوارع الرئيسية بالشلل وأغلقت المتاجر في مدينة غزة. كما قال سكان محليون إن أنصار كلتا الحركتين تبادلوا قصف المواقع بقذائف صاروخية ومدافع رشاشة في مدينة رفح. وقالت مصادر طبية إن ثلاثة رجال من فتح واثنين من حماس قتلوا ضمنهم إمام أحد المساجد الرئيسية في مدينة غزة وعضو بالقوة 17 الخاصة التابعة للرئيس محمود عباس. كما قتل رجل سادس، وهو أحد أقرباء ضابط كبير بالقوة التنفيذية، متأثرا بإصابته بالرصاص في رأسه.