الماء سر الحياة وقد جعل الله منه كل شيء حي مصداقا لقوله تعالي "وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون"، سورة الأنبياء (30). من اجل ذلك تحاول كل دولة أن تبيح لنفسها الحق في السيطرة أوفي الحصول علي المياه وبأي طريقة...!! حتى امتد الصراع بين الدولة الصهيونية والدول العربية إلي صراع ليس علي الأرض فقط بل إلي صراع علي قطرات المياه بل وقد ظهرت تصريحات القادة الصهاينة تدعو وتدعم هذا الخطر الداهم, فمثلا يقول شيمون بيريز - وزير خارجية الكيان الصهيوني الأسبق- "إذا اتفقنا مع العرب علي الأرض ولم نتفق علي المياه فسنجد أنفسنا في النهاية لم نصل إلي اتفاق معهم" وفي تصريح ل"يعقوب تسور" وزير الزراعة الصهيوني الذي واكب مفاوضات توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية ويقول "ولن يفيد اقتسام المياه وعلينا أن نطور مصادر جديدة بواسطة مشاريع التحلية وإعادة المعالجة والتركيز علي التوصل إلي إدارة مشتركة للموارد المائية" كما أعلن "سلازفكي" مفوض المياه في الكيان الصهيوني واحد أعضاء الوفد الصهيوني المتعددة الأطراف بشان المياه في جولة فينا عام 1992م "إذا كان احد يقصد السلام فينبغي ألا يجادل بشأن المياه وعليه أن يجلس لمحاولة البحث عن حلول فنية, وإذا كانوا يقولون "يقصد العرب"انه لا يمكننا التحدث إليكم عن المياه لأننا لانزال أعداء فإنهم لا يقصدون السلام" كما أعرب تقرير لجنة بن اليسار للتخطيط للحكم الذاتي انه "لن يكون بالمستطاع تطوير المستوطنات اليهودية في المناطق دون هذين "الأرض والماء"فمنذ قيام دولة الكيان الصهيوني علي الأرض الفلسطينية السليبة وأبت هذه الدولة علي شن حروب عدة كان هدفها الأساسي الاستيلاء علي اكبر قدر ممكن من الموارد المائية العربية, ففي حرب 1948م وضع الصهاينة أيديهم علي كل الموارد المائية في الداخل الفلسطيني ,أما في حرب 1967م مفقد تمكنت الدولة الصهيونية في إحكام سيطرتها علي مرتفعات الجولان والضفة الغربية ومن ثم التحكم في منابع المياه لنهر الأردن وروافده والبحيرات الجوفية وانهار لبنان وتمويل مشروعات أثيوبيا في نهر النيل الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة