رأى محللون ومراقبون الاثنين أن سياسات الكيان الصهيوني الانعزالية المتمثلة في استمرار بناء الجدر والأسيجة حولها و"عدم استطاعتها التعامل مع الفلسطينيين ومع جيرانها العرب إلا بلغة القوة" ينذر بكارثة، حسبما ورد في تقرير نشرته وكالة "انتر برس سيرفس" الدولية. ونقلت الوكالة عن الأكاديمي والكاتب الصهيوني نيفي جوردن: "إننا ظاهريًّا نحاصر الفلسطينيين بالجدار، لكن إذا أخذنا صورة مصغرة من أعلى سيبدو أن الكيان الصهيوني هو من يحاصر نفسه". وأضاف جوردن: "بغض النظر عن ماذا يوجد خلف الجدار، سيكون مصدرًا للخوف والرعب؛ وسيزيد من حدة العداء والكراهية، ببساطة لأنه شيء مجهول". ويتابع التقرير أن بناء الجدار الفاصل بارتفاع 8 أمتار ما يزال قائمًا، حيث استكمل في أبريل 2012 بناء ما نسبته 62% من الجدار، أي ما يشكل 434 كيلو متر من إجمالي طوله. وأعلن الكيان الصهيوني نيتها استئناف بناء الجدار في كتلة مستوطنات "غوش عتصيون" قرب مدينة بيت لحم المحتلة، بينما يتوقع الشروع في بناء جدار حول مستوطنة "معاليه أدوميم"، أحد أكبر التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، مع بداية العام القادم. ووفقاً لمؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان فإن طول الجدار-حال اكتماله سيبلغ 530 كم مربع مقتطعة من أراضي الضفة، أي ما يعادل مساحة منطقة شيكاغو، ثالث أكبر مدينة في الولاياتالمتحدة. وبحسب التقرير، فإن نهم الكيان الصهيوني في ملف الجدر لم يقتصر على الضفة، بل امتد بالتوازي على الحدود مع مصر، حيث تتواصل أعمال البناء لإقامة سياج بطول 230 كم مربع على طول الحدود معها بوتيرة متسارعة، في محاولة لمنع تسلل طالبي اللجوء الأفارقة. ومن المفارقات العجيبة أن هؤلاء الأفارقة الذين تسللوا عبر صحراء سيناء ووصل عددهم إلى 60 ألف لاجئ، هم من تستخدمهم الكيان الصهيوني لبناء جدرها وبنيتها التحتية. ويقول آدم وهو أحد السودانيين المهاجرين من إقليم دارفور، والذي أمضى 8 شهور عاملاً في مشروع لإقامة طريق يخدم دوريات الجيش والشرطة على طول الجدار: "أشعر أنني أقوم بشيء ليس بإرادتي"، لكنه علل عمله في البناء بقوله: "لا يوجد عمل آخر". يأتي ذلك فيما أكد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أهمية إقامة مثل هذه الجدر، مشيرًا إلى استمرار البناء في الجدار الحدودي مع مصر، والشروع في بناء جدار على طول الحدود مع الأردن في حال استكمال بناء الجدار على الحدود مع مصر. وتعليقًا على ذلك، نقل التقرير تصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قبل إعلان نتنياهو قائلاً: "على الكيان الصهيوني أن يقرر، إما أن يصبح من جوارنا، وإما أن يحصن نفسها كالقلعة". وحول عقلية الجدر الصهيونية، قال المؤرخ الصهيوني آلان بابي: إن هذه العقلية الإسرائيلية ليست جديدة، فهي "نتاج لفكر صهيوني قديم". وأضاف "يقتضي المبدأ الصهيوني قديمًا والصهيوني حديثًا بألا يكون الكيان الصهيوني جزءً من الشرق الأوسط، لكنها تريد الانتماء إلى أوروبا". وتابع بابي أن ذلك التوجه يأتي بغض النظر"سواءً كان هناك أعداء داخل حدود الإحتلال أو خارجها، الشعب اليهودي يرغب في الانغلاق لكي لا يندمج مع الفلسطينيين(البدائيين)، أو مع البيئة العربية"، وذكر أن تلك العقلية تفرض على الكيان تبني أسلوب واحد للتعامل مع دول الجوار وهو استخدام القوة، وهو بدوره يؤدي لمزيد من العزلة عن الشرق الأوسط. وذكر أن السلطات الصهيونية استكملت في يونيو الماضي بناء جدارًا بطول 1200 متر وارتفاع 7 أمتار على طول الحدود مع لبنان، حيث زود الجدار بكاميرات مراقبة وأجهزة استشعار للحركة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة