أصيب عشرات الصهاينة في قصف نفَّذته كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- على المغتصبات الصهيونية الواقعة جنوب الكيان الصهيوني في ذكرى نكبة فلسطين. وذكرت الكتائب في بيان لها أن عملية القصف التي تم تنفيذها أمس الثلاثاء تضمَّنت إطلاق 27 صاروخًا من طراز "قسام" على المغتصبات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة موضحةً أن القصف استهدف مغتصبات سديروت وكفار ميمون وكفار سعد وعلوميم وبئيري وموقع عسكري قرب ناحال عوز. وقال أبو عبيدة- المتحدث باسم كتائب القسام- إن عمليات القصف تأتي في سياق ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 وردًّا على احتفالات العدو بإحياء ما يسمَّى بذكرى إنشاء الكيان الغاصب مشيرًا إلى أن لها هدفًا آخر هو توجيه البوصلة من جديد تجاه العدو وقطع الطريق على العابثين بالوحدة الوطنية. وقد أقرت مصادر صهيونية بالقصف وقالت إنه تسبَّب في إصابة 50 صهيونيًّا من بينهم اثنان حالتهما الصحية خطيرة، إلى جانب تسبُّب القصف في وقوع العديد من الخسائر داخل المغتصبات التي طالها القصف، وخاصةً سديروت التي تقرَّر تعطيل الدراسة والعمل في الدوائر الرسمية بها بسبب القصف. وفي أعقاب ذلك القصف قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن مروحياتٍ تابعةً لجيش الاحتلال الصهيوني قصفت بعض منازل المواطنين الفلسطينيين شرق مدينة غزة بالرشاشات الثقيلة مضيفة أن المروحيات فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المنازل مما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة فيها دون إصابات. في هذه الأثناء استمرت الاشتباكات الداخلية في قطاع غزة على الرغم من إعلان إسماعيل هنية- رئيس الحكومة الفلسطينية- أن هناك اتفاقًا تمَّ التوصل إليه لوقف الاقتتال الداخلي برعاية مصر والسعودية. فقد أشارت الأنباء إلى مقتل 6 من حرس مدير جهاز الأمن الداخلي في غزة رشيد أبو شباك صباح اليوم الأربعاء في هجوم شنَّه مسلَّحون مجهولون على منزله. وقالت مصادر فلسطينية إن المسلَّحين أطلقوا قذائف الهاون على منزل أبو شباك الواقع في حي تل الهوى غرب مدينة غزة قبل أن يقتحموا المبنى ويفجِّروا بعضَ القنابل من الداخل في الوقت الذي لم يكن فيه أبو شباك وعائلته في المنزل. وكانت الليلة الماضية قد شهدت حادثًا لافتًا حيث تعرَّض الوفد الأمني المصري وكل مِن ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس وآخر عن حركة فتح والمتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد إلى إطلاق نار أثناء تفقُّدهم الميداني لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه الفصائل وقد أسفرت المحاولة عن إصابة المسئول الأمني المصري في يده!! وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الوفد تعرَّض لإطلاق الرصاص الحي والمباشر بالقرب من الجوازات في قطاع غزة. وقال فوزي برهوم- المتحدث باسم حماس- إن عملية الاغتيال فشلت بسبب استقلال المذكورين سيارةً مصفَّحةً ضد الرصاص مضيفا أن هذه السيارة منَعت من وقوع مجزرة ضد الوفد الأمني المصري وممثلي حركة حماس والحكومة الفلسطينية. وكان الوفد الأمني المصري- المقيم في غزة برئاسة اللواء برهان حماد- قد استطاع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، وهي الوساطة التي تزامنت مع اتصالات سعودية في ذات الاتجاه، بالإضافة إلى تحركات من مختلف الفصائل الفلسطينية لوقف الاشتباكات. وقال هنية إن كل الجهود تُبذَل الآن لمحاصرة بؤر التوتر وإن هناك جهودًا مشكورةً تبذلها أطراف عربية مصرية وسعودية مع قيادة الحركتَين لتحكيم صوت العقل والحكمة والحفاظ على ما تم إنجازه في مكة من تشكل حكومة الوحدة الوطنية". وبينما تستمر الاشتباكات الداخلية في غزة تتواصل مخططات الصهاينة للاستيلاء على المزيد من أراضي الضفة الغربية في تكرار لسيناريو النكبة قبل 59 عامًا فقد أشارت مصادر فلسطينية إلى وجود خطة صهيونية لتهويد البلدة القديمة من مدينة الخليل بالضفة. ونقل موقع (فلسطين اليوم) عن المصادر قولها إن الخطة التي من المتوقَّع تقديمها لما يُسَمَّى محكمة العدل الصهيونية يوم 24/6/2007م للبت في قضية إغلاق الخليل القديمة تقتضي وضْعَ سواتر إسمنتية في منطقة باب الخان بعرض متر أمام المحلات المغلقة بأوامر عسكرية، والتي سيُسمح لها بفتح أبوابها فيما بعد، بالإضافة إلى وضع السياج الشائك في العديد من المناطق المغلقة, وسقف مناطق أخرى بالسياج. وقالت المصادر الفلسطينية إن الحاكم العسكري الصهيوني وضباط الإدارة المدنية الصهيونية قد طرحوا الخطة قبل أسبوعين على بعض المؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة المباشرة بالبلدة القديمة في الخليل، من خلال جولة ميدانية شملت الشوارع والمنافذ المغلقة، بعد أن طلبت ما تسمى محكمة العدل الصهيونية من السلطات الصهيونية وضْعَ خطة لتسهيل حركة الفلسطينيين في المنطقة. وشدَّدت المصادر على أن المؤسسات الفلسطينية رفضت الخطة الصهيونية "جملةً وتفصيلاً"، مضيفةً أن بعض الفلسطينيين يدرسون اللجوء إلى المحاكم الدولية لرفع الحصار المفروض على سكان البلدة القديمة في الخليل، والذي أدى إلى التهجير غير المباشر عن طريق الضغط بإغلاق العديد من المنافذ والشوارع وأماكن سكنية ومحلات تجارية.