نفى الرئيس المصري حسني مبارك ما أثير مؤخرًا عن وضع حجر الأساس لتنفيذ مشروع جسر بري يربط بين مصر والمملكة العربية السعودية معتبرا أن الأمر مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة. وقال مبارك – في حوار خاص أجرته معه صحيفة المساء القاهرية - إن هذا الموضوع لم يفتحه معنا أحد على الإطلاق نافيًا بذلك صحة تقرير نشرته صحيفة "الأهرام" الحكومية في الأسبوع الماضي قالت فيه إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيقوم خلال الأسبوع القادم (الحالي) بوضع حجر الأساس للمشروع الذي قالت إنه سيتم تنفيذه خلال سنوات بتكلفة ثلاثة مليارات دولار. ومع ذلك فقد أقر مبارك بأن فكرة المشروع كان قد طرحها مسبقًا العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز .. تقرير مخابراتي صهيوني يرفض بناء الجسر لخطورته على أمن الكيان إلا أنه قال إن الجانب السعودي رفضها بعد ذلك ثم طفت على السطح مرة ثانية بعد حادث غرق العبارة - في إشارة إلى كارثة غرق "السلام 98" التي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص. وأكد مبارك رفضه تمامًا لإقامة الجسر أو أن يخترق مدينة شرم الشيخ - المنتجع المفضل له - الذي يمضي فيه معظم شهور العام ويحرص على استقبال ضيوفه به وتنظيم العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية. وبرر مبارك رفضه إلى أن اختراق الجسر لمدينة شرم الشيخ معناه إلحاق الضرر بالعديد من الفنادق والمنشآت السياحية وإفساد الحياة الهادئة والآمنة هناك مما يدفع السياح إلي الهروب منها وهو ما قال إنه لن يسمح به أبدًا. وكان يهدف المشروع إلى إيقاف نزيف الدم علي طريق الحج البري بين مصر والسعودية والذي يذهب العشرات سنويا ضحايا له بالإضافة إلى تأمينه راحة أكبر لعشرات آلاف الحجاج والمعتمرين من ناحية اختصار الوقت الذي تستغرق الرحلة حاليا والحد من استخدام العبارات في عملية النقل ما سيقلل من المخاطر إلى تتعرض لها العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين. يذكر أن موقعًا مقربًا من الاستخبارات الصهيونية كان قد أبدى – بحسب مفكرة الإسلام - مخاوفه مما دعاها عواقب وخيمة لهذا المشروع على الوضع الاقتصادي والاستراتيجي والعسكري والجيولوجي للكيان الصهيوني في خليج العقبة كما حذر من تداعياته الأمنية في ظل الربط بين البلدين العربيين. وكانت صحيفة "اراب نيوز" السعودية قد أفادت أن مشروعا لبناء جسر بين السعودية ومصر بكلفة ثلاثة مليارات دولار سيتم إطلاقه خلال الأسبوع الحالي . وقالت الصحيفة الناطقة بالانجليزية إن الجسر الذي قد يبلغ طوله خمسين كيلومترا سيربط بين رأس حميد في منطقة تبوك بشمال السعودية ومنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر وذلك عبر جزيرة تيران. كما أفادت الصحيفة أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيضع حجر الأساس للجسر خلال زيارة للمنطقة الشمالية في السعودية الأسبوع الحالي. وسيقوم كونسورسيوم يضم شركات سعودية ومصرية ودولية ببناء الجسر على مدى ثلاثة أعوام.