كشف موقع “صهيونى” يعنى بمتابعة القضايا الأمنية والعسكرية أن “إسرائيل” قلقة جدا من مشروع الجسر بين السعودية ومصر، معتبرا إياه خطرا إستراتيجيا على الأمن القومي للكيان. وكان موقع “ديبكا” الذي يزعم أنه يقوم بنشر مواد لا تخضع للرقابة العسكرية قد نشر تقريرا بعنوان “العربية السعودية ومصر والكويت تسيطر على مضائق تيران وعلى خليج العقبة” أشار فيه ل”المخاطر” الكبيرةالمترتبة على مشروع التواصل الجغرافي بين مصر وشبه الجزيرة العربية. وقال الموقع “هذا الجسر المزدوج بطول 25 كيلومتراً والذي سينجز عام ،2012 سيمكن من نقل سريع لوحدات عسكرية الى شبه جزيرة سيناء وتثبيتها على طول الحدود الجنوبية للكيان وإغلاق مضائق تيران أمام حركةالبواخر العسكرية “الإسرائيلية” وشاحنات النفط التي تستخدم ميناء النفط في مدينة إيلات على البحر الأحمر”. وكانت السعودية قد اعلنت انها ستقوم بوضع حجر الاساس لجسر يربط بين مصر والسعودية لكن الرئيس مبارك نفى وجود مشروع لبناء جسر يربط مصر والسعودية مؤكدا انه "يرفض هذه الفكرة". وقال "هذا الموضوع لم يفتحه معنا احد على اطلاق" مؤخرا، لكن تعرض القرار لانتقادات داخلية واسعة اذ قالت صحيفة الوفد إن رفض الرئيس لانشاء الجسر البري بين مصر والسعودية يرجع لسببين أولهما سياسي والآخر هندسي. وأكدت أن الرفض المصري المفاجئ والصارم للمشروع يعبر عن توتر سياسي حاد بين القاهرةوالرياض. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر سياسية أوضحت أن الخلاف ظهر بشدة حينما دعا العاهل السعودي الملك عبدالله الي قمة مصغرة علي هامش قمة الرياض حول دارفور ولم يوجه الدعوة للرئيس مبارك رغم الدور المصري الأصيل لحل هذه الأزمة طوال السنوات الماضية. وأكد خبراء في السياسة والاستراتيجية والقانون الدولي ان اقامة الجسر البري بين مصر والسعودية بمثابة حلم عربي تأخر 19 عاما، وتساءلوا عن الأسباب الحقيقية لإعلان مصر رفضها إقامة هذا الجسر. أوضح الخبراء ان هناك جدوي اقتصادية كبيرة للمشروع، سواء لمصر أو السعودية، أو سائر الدول العربية في المشرق والمغرب، خاصة أن الجسر سيختصر المسافة إلي 23 كيلو مترا ويستغرق عبورها حوالي 20 دقيقة فقط وعبر الدكتور محمد نبيل مجاهد منسق مشروع الجسر عن حزنه بعد النفي الرئاسي للمشروع الوحدوي أو ما سماه جسر التواصل العربي. واتهم مجاهد الذي تجاوز عمره 60 عاما بعض المستثمرين في شرم الشيخ بأنهم يقفون وراء المعلومات المضللة التي تلقاها الرئيس وقال: لصوص شرم الشيخ يحاربون المشروع لأنه يتعارض مع مصالحهم، لكن وزير السياحة محمد زهير جرانة، أكد أن مصر لا ترفض إقامة جسر عبر البحر الأحمر يربط بينها وبين السعودية على أن يكون الجسر في أي منطقة من البحر لا يزيد عرضها على 50 كيلو متراً، غير منطقة شرمالشيخ. وأوضح في هذا الخصوص أن فكرة إنشاء جسر يربط بين السعودية ومصر ليست مرفوضة كلياً، ولكن فكرة مشروع كهذا يجب درسها على المستوى السياسي، ومن ثم على المستوى التنفيذي.. وقال إن خطوة من هذا النوع سيكون لها مردود جيد على كل المجالات.