رفض «مارك فرانكو» سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، التعليق على ما يتردد من "شائعات" حول صحة الرئيس مبارك، قائلاً ،"لا توجد أية تصريحات من جانب الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد لأن هذا خارج نطاق صلاحياتي". وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أمس الخميس، بمناسبة تولي بلجيكا رئاسة الاتحاد الأوروبي ،"زُرت وزارة الخارجية المصرية مؤخراً وأكدوا لي أن التقارير التي نُشرت في وسائل الإعلام الأجنبية حول صحة الرئيس مبارك زائفة، وأنه يتمتع بصحة جيدة". في سياق متصل، انتقد عدد من خبراء الإعلام ما اعتبروه غياباً للشفافية المطلوبة في التعامل مع الشائعات المتعلقة بالحالة الصحية للرئيس على المستوى الرسمي، وقال الخبير الإعلامي «ياسر عبد العزيز»، إن الحكومة المصرية "فشلت في وضح حد للشائعات والتشكيك في صحة الرئيس واكتفى النظام بمحاولة الرد عملياً من خلال تكثيف نشاطات الرئيس ولقاءاته". وكان الدكتور مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والنيابية، قد أكد فى حوار مع صحيفة عربية، أمس الأول، أن صحة الرئيس جيدة، ثم أرسل أنس الفقى، وزير الإعلام، بيانا رسميا لوكالة «رويترز» رد فيه على استفسارات الوكالة عن صحة الرئيس مبارك، نافيا كل ما يتردد عن تدهور صحة الرئيس، تلاه بيان من سليمان عواد، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية. وأثار التصريح الذى أدلى به الفقى لوكالة رويترز ردود أفعال واسعة وعلامات استفهام، لأنه أول بيان رسمى للدولة يصدر عن صحة الرئيس، خاصة أنه تم إرساله لوكالة أجنبية، متجاهلاً وسائل الإعلام المصرية. واضطرت الصحف المصرية إلى نشره أمس بعدما بثته الوكالة أمس الأول. أيضا تصريح سليمان عواد أثار حفيظة بعض الخبراء السياسيين، واصفين إياه ب«المبالغ فيه»، مؤكدين أن نفى الشائعات يجب أن يصدر عن جهة مختصة، مثل وزير الصحة أو رئيس الوزراء. وقال محمد عبداللاه، المسئول عن الطبعة العربية بمكتب وكالة رويترز فى القاهرة، إن زميله إدوارد المسئول عن الطبعة الإنجليزية هو من بادر بإرسال استفسارات مكتوبة عن صحة الرئيس لمكتب وزير الإعلام وبعدها أرسل الفقى الرد على الاستفسارات ببيان مكتوب وبه جمل واضحة، لافتا إلى أن الوزير فى فترات ماضية كان يرد على الاستفسارات هاتفياً إلا أنه حرص هذه المرة بالرد كتابياً. من جانبه، وصف جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين، البيانين الذين صدرا عن وزير الإعلام والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأنهما "تنافسا في الكوميديا، وتحدثا عن الرئيس وكأنه أسطورة خارج حدود الإنسانية". وأكد عبد حسن، رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن وسائل الإعلام المصرية ليست فى حاجة إلى السؤال عن صحة الرئيس، لأنها تراه أمام أعينها بشكل يومى يفتتح مشروعات ويخرِّج دفعات ويتجوَّل ويتفقد ويمارس نشاطاً مكثفاً تنقله كاميرات التليفزيون والصحف، لافتا إلى أن من يفعل لك فهو يهدف إلى إثارة البلبلة والشائعات. وأضاف "مجلة واشنطن بوست هى صاحبة الإثارة الأولى فى هذه الأزمة، لأنها كتبت مقالاً سيئاً عن صحة الرئيس مبارك وتلقت هذا الخيط وكالة رويترز وأرادت أن تستفسر بشكل رسمى عن هذا الأمر". وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن الحكومة المصرية فشلت فى وضع حد للشائعات والتشكيك فى صحة الرئيس واكتفى النظام بمحاولة الرد عملياً، من خلال تكثيف نشاطات الرئيس ولقاءاته، ومن ناحية أخرى سعى إلى تسريب بعض التطمينات عن صحة مبارك ونفى الشكوك. وتابع "حينما صرح الدكتور مفيد شهاب لإحدى الصحف العربية بأن صحة الرئيس جيدة، ثم نفى بعدها أنس الفقى شائعات المرض، أرادوا بذلك طمأنة الرأى العام بالداخل والإجابة عن تساولات الرأى العام بالخارج". وقال الإعلامى يسرى فودة إن صحة رئيس الجمهورية تتعلق بمستقبل الدولة والشعب، لذلك من حق الشعب أن يعرف كل ما يتعلق بمرضه وصحته، موضحا أن واقعة مرض الرئيس فى ألمانيا فى الشهور الماضية كانت تتسم بالشفافية إلى حد كبير، وتم التعامل معها بشكل ناضج، بعكس ما حدث مع شائعات مرضه فى الأسابيع الماضية. في سياق متصل، وصفت مجلة «سلات» الأمريكية الرئيس مبارك بأنه "آخر أسود" العرب في الشرق الأوسط، بعدما رحل من عاصروه من حكام الدول العربية الأخرى، مشيرة في تقرير لها، أمس، إلى الملك حسين ملك الأردن، والملك «فهد بن العزيز» ملك السعودية، فضلاً عن الرئيسين العراقي صدام حسين والسوري حافظ الأسد.