قال مارك فرانكو سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة: إن نشاط الرئيس حسني مبارك وجهده المكثف الأسبوع المنتهي كان ردا عمليا علي التقارير الإعلامية التي تناولت صحته في الفترة الأخيرة، مشيرا في هذا الصدد إلي لقائه أمس الأول السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الذي أكد أن صحة الرئيس ممتازة جدا، مشيرا إلي أنه اطلع «زكي» علي زيارة البارونة اشتون الممثل الأعلي للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية إلي غزة وكذلك الملاحظات الأوروبية بشأن التطورات الأخيرة لعملية السلام. وأضاف فرانكو خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر سفارة الاتحاد الأوروبي أمس بمناسبة تولي بلجيكا الرئاسة المحلية للاتحاد الأوروبي بمصر أن الاتحاد الأوروبي سيتابع الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة دون أن يكون له مراقبون في مصر لافتا إلي دعم المنظمات غير الحكومية في مراقبة الانتخابات ومتابعتها عن كثب وكذلك متابعة طرق وصول الأحزاب وممثليها إلي وسائل الإعلام، مشيرا إلي أن المتابعة لا تتعدي كونها نقلا للمقر الرئيسي لكل ما يحدث في أماكن البعثات، وشدد علي تفهم هذه المسألة الحساسة بالنسبة إلي مصر وأنها لا يمكن أن تقبل التدخل في شئونها. وعما أثير حول مقتل الشاب المصري خالد سعيد واعتراض سفراء الاتحاد الأوروبي بصورة رأتها مصر تدخلا في شئونها الداخلية قال فرانكو: انها لا تعدو كونها نقلا للواقع المصري والاتحاد الأوروبي علي ثقة في الحكومة المصرية وما ينبغي أن تقوم به في توضيح هذا الأمر، مشيرا إلي أنها اتخذت علي نفسها العهد بأن تقدم شيئا تجاه قضايا حقوق الإنسان في مصر ولفت إلي تنسيق جديد بين الاتحاد والحكومة المصرية بشأن مراجعة اتفاقيات حقوق الإنسان والقضايا العالقة بها. وردا علي سؤال حول امكانية عودة المراقبين الأوروبيين إلي معبر رفع قال: إن الوضع القائم حاليا في رفح لن يتغير وندرك تماما أن مسألة النظام بهذه المنطقة منوطة بالسياسة المصرية وأكد أنه لا تعامل مع حماس علي الاطلاق وأنه يجب أن تحل مشكلة المعابر مع السلطة الفلسطينية باعتبارها المسئول الشرعي هناك وشدد علي أنه في الوقت نفسه فإن الاتحاد يرفض بقوة استمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلي القضية الفلسطينية باهتمام بالغ ويري أن الدور المصري بالغ الأهمية حيث إن مصر من أهم القوي الاقليمية في الشرق الأوسط ولها دور سياسي بارز علي الساحة السياسية الدولية. وحول مشكلة المياه بدول حوض النيل أكد فرانكو أن الاتحاد الأوروبي تدخل حين عند توقيع اتفاق دول المنبع علي المعاهدة الاطارية وأكد أن الاتفاقية ليست محل اجماع من جميع الأطراف، مؤكدا علي ضرورة العودة إلي طاولة المفاوضات خاصة أن الموقف المصري تغير في التعامل مع المشكلة وحولها إلي تعاون اقتصادي وهذا أسلوب جيد في حل الأزمات المشابهة. وشدد علي أن الجهات المانحة للمشروعات بدول حوض النيل ومن بينها الاتحاد الأوروبي مستعدة لدعم أنشطة التعاون التي تجري في هذا الأمر وأكد أن هناك تفهما أوروبيا لما يمثله النيل بالنسبة لمصر التي تعتبر قضيته أمنا قوميا لها خاصة أن 95% من مياهها مصدرها النيل. وأكد علي ضرورة استحداث استراتيجية لإدارة مياه النيل ونظم الري وترشيد الاستهلاك لضمان الاستغلال الأمثل للكميات المتاحة، وأشار إلي أن الاتحاد عرض علي دول الحوض بعض الحلول للأزمة الإدارة السياسية لهذه الدول هي التي تتحكم في قبول هذه الحلول أو رفضها. وحول أعمال العنف ضد المسلمين في أوروبا والتي كان آخرها مقتل المصري رياض علي رياض علي يد زوجته الألمانية قال فرانكو: إن المشكلة العنصرية معقدة جدا وأن مشاكل الاسلامو فوبيا تجد ما يقابلها من المشاعر المعادية للغرب، كما أن الهجمات الارهابية تأتي من العالم الإسلامي وهو ما يعني أن المشاكل تأتي من الجانبين فكما أن هناك مشكلات للمسلمين في أوروبا فكذلك هناك مشاكل للاقليات المسيحية في العالم الإسلامي علي حد قوله، مشيرا إلي أن الوقائع التي تحدث ضد المسلمين في أوروبا فردية كما أن مشكلة الحجاب والنقاب تناقش في الغرب كما تناقش في بعض الدول الإسلامية. وعن العقوبات الجديدة المفروضة علي إيران قال سفير الاتحاد الأوروبي إننا ندعم هذه العقوبات ضد دولة إيران التي توجه كثيرا من الرسائل الغامضة التي تدعو للقلق.