فى تصعيد جديد للمواقف الروسية من الهيمنة العالمية الأمريكية اعلن الرئيس الروسي فلايديمير بوتين تجميد عضوية بلاده في اتفاقية الاسلحة التقليدية في اوروبا الى ان تقوم الدول الاخرى بتنفيذ التزاماتها. وقال بوتين في خطابه السنوي أمام البرلمان الملقب "بحالة الاتحاد"، إنه يعلق التزام روسيا بالاتفاقية الأوروبية التي تحد من الانتشار العسكري في القارة الأوروبية "إلى أن يعدل حلف شمال الأطلسي الاتفاقية ويقوم بتطبيقها بشكل صارم", واتهم بوتين دول الناتو باستغلال الموقف لزيادة وجودهم العسكري بالقرب من روسيا. وكانت هذه الاتفاقية قد تم تبنيها عام 1999 في اعقاب انهيار حلف وارسو ولكن دول حلف شمال الاطلسي الناتو لم تصدق عليها بعد وربطت هذه الخطوة بانسحاب القوات الروسية من مولدوفا وجورجيا. كما قال بوتين في خطابه إن روسيا عملت للتغلب على مشاكلها الاقتصادية وانها الان تقف في مصاف اكبر عشر اقتصاديات في العالم. وقال ان هناك تدفقا في الاموال الاجنبية التي تستخدم للتدخل في السياسة الروسية الداخلية، واضاف ان هناك من يحاول تغذية الكراهية الدينية والعرقية مشيرا إلى من أسماهم ب "متدخلين أجانب" في الشأن الروسي. داعيا الى اعداد تشريعات لمكافحة ما دعاه التطرف. وقال بوتين في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء البرلمان إن ثمة جهات تستخدم بخبث عبارات الديمقراطية الزائفة وترغب في العودة إلى الماضي، ومضى يقول إن بعض هذه الجهات يرغب في تقويض ثروة روسيا الوطنية المشتركة "وسرقة الشعب والدولة"، في حين اتهم جهات أخرى بالسعي إلى حرمان روسيا من الاستقلال الاقتصادي والسياسي. كما اثنى بوتين على بوريس يلتسن الذي توفي يوم الاثنين، معتبرا أنه وضع حجر الزاوية لبناء روسيا الديمقراطية, وكان بوتين قد أجل خطابه يوما واحدا بسبب جنازة يلتسن.
ولم يعلن بوتين حتى الآن إن كان سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة في مارس المقبل.