علقت روسيا رسميا مشاركتها في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا للحد من انتشار الأسلحة بعد شهور من إبلاغ موسكو حلف شمال الأطلسي بذلك. وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين وقع مرسوما يعلق الالتزام بتلك المعاهدة. وأضاف في بيان أن المرسوم يتعلق ب "تعليق تطبيق اتحاد روسيا معاهدة القوات التقليدية في أوروبا واتفاقيات دولية مرتبطة بها". وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن ذلك لا يعني أننا أغلقنا باب الحوار". كما أفادت وكالة ريا نوفوستي أن القرار اتخذ بسبب رفض الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) المصادقة على "صيغة معدلة" للمعاهدة. وكان بوتين برر قراره في خطابه السنوي أمام الكرملين في وقت سابق بقوله إن موسكو كانت ملتزمة بالمعاهدة حتى بعد تعديلها، لكن شركاءها "فشلوا في ذلك وتصرفوا بشكل غير صحيح". كما أبلغ وزير الخارجية سيرغي لافروف قرار بلاده لحلف الناتو خلال مشاركته في اجتماعاته يوم 27 أبريل الماضي. وكانت المعاهدة وقعت في باريس عام 1990 بين الناتو ودول حلف وارسو السابق، وتم تعديلها عام 1999 لمواءمة التطورات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وحلف وارسو. لكن واشنطن ودول الناتو امتنعت عن المصادقة. وتنص المعاهدة على تخفيض عدد الطائرات الحربية والدبابات وعدد آخر من الأسلحة التقليدية الثقيلة في أنحاء أوروبا، وتحدد أيضا المواقع التي تنشر فيها هذه الأسلحة. يُذكر أن روسيا صعدت مؤخرا حملتها ضد خطط نشر الدرع المضاد للصواريخ الأمريكي في بولندا وجمهورية التشيك حيث ترى موسكو أن ذلك يهدد توازن القوى بالقارة الأوروبية. واعتبر بوتين أن الخطط الأميركية لنشر نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ وسط أوروبا تضر الاستقرار الإقليمي قائلا حان الوقت ليثبت شركاؤنا التزامهم بالحد من التسلح ليس بالأقوال بل بالأفعال.