افتتحت قمة حلف الأطلسى روسيا، الجمعة، وسط تصريحات للرئيسين الأمريكى والروسى من شأنها قلب المباحثات رأساً على عقب. حيث صرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمام قادة حلف شمال الأطلسى، بأن إيران لا تشكل أدنى تهديد على العالم، بل إنه دعا لمساعدتها للخروج من عزلتها المفروضة عليها، قائلا: "لا يمكن أن يفكر أحد جدياً بأن إيران ستجرؤ على مهاجمة الولاياتالمتحدة"، موضحًا "بدلاً من محاصرة إيران، علينا أن نتصرف بذكاء ونفكر معاً بطريقة تساعدها لكى تصبح أكثر شفافية، ونصبح قادرين على التكهن بتصرفاتها". وبشأن دعوة الحلف أمس لأوكرانيا وجورجيا للانضمام للحلف، هاجم بوتين قادة حلف شمال الأطلسى، متهماً إياهم بالسعى إلى توسيع حلفهم شرقاً دون الأخذ فى الاعتبار مصالح روسيا، حيث نقل مسئول روسى عن رئيس بلاده قوله: إن "حلف شمال الأطلسى لا يمكنه أن يضمن أمنه على حساب أمن الآخرين"، مؤكدًا أن الحلف لم يأخذ فى الاعتبار مصالح روسيا، فى إشارة إلى دعوة الحلف لانضمام أوكرانيا وجورجيا. من جهة أخرى، اتهم بوتين بعض دول حلف شمال الأطلسى بتشويه صورة روسيا، متغاضين عن دورها فى إنهاء الحرب الباردة، إلا أن المؤشر الإيجابى كان فى إعلان بوتين عن استعداد بلاده للعودة إلى معاهدة نزع الأسلحة التقليدية فى أوروبا، فى حال وجود تنازلات من الغرب، حيث قال "نحن مستعدون للعودة إلى المعاهدة، ولكننا ننتظر أن يقوم حلف شمال الأطلسى أيضاً بخطوة". من جانبه، أفاد ميجل أنجيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسبانى، أن حواراً دار بين الرئيسين الأمريكى والروسى، خلال قمة الجمعة، أكد فيه بوش لبوتين أن "الحرب الباردة قد انتهت" ودعاه إلى الحوار. وقد علقت روسيا فى 12 ديسمبر الماضى مشاركتها فى معاهدة القوات التقليدية فى أوروبا، التى تعتبر إحدى الدعائم الأساسية فى حفظ أمن القارة العجوز منذ نهاية الحرب الباردة، والتى قللت فى العام 1990 التسلح الأطلسى فى جبال الأورال، الأمر الذى بررته موسكو بسبب رفض دول الحلف الأطلسى المصادقة على صيغة جديدة من المعاهدة طالما أن روسيا لم تسحب قواتها من جورجيا، وأيضاً وعلى وجه الخصوص من منطقة ترانسدينستريا فى مولدافيا.