حذر الرئيس الأمريكي جورج بوش من أن حلف الناتو الذي يعقد قمة تاريخية في بوخارست اليوم لا يحتمل أية خسارة في أفغانستان. وكرر بوش عبارات أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأسبوع الماضي بأن على الحلف أن يكسب المعركة في أفغانستان مهما كانت الكلفة ومهما كانت صعوبة المهمة. ودعا أعضاء الحلف إلى الإسراع بزيادة القوات هناك، مشيرا إلى التهديدات التي أطلقها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مؤخرا. وطلب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بوضوح من أعضاء حلف شمال الأطلسي، الناتو زيادة مساهمتهم في القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان حالياً، محذراً إياهم من أن الفشل في مواجهة تنظيم القاعدة وحركة طالبان في تلك البلاد سينقل المعركة إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا. ودعا بوش أيضاً إلى الترحيب بجورجيا وأوكرانيا في حلف الناتو الذي اعتبر أنه مفتوح لكل الدول الديمقراطية في أوروبا، وعاد إلى طمأنة روسيا حيال الدرع الصاروخي الذي تريد واشنطن وضعه في بعض دول أوروبا حيث شدد على أن الحرب الباردة قد انتهت وأن موسكو لم تعد هي العدو. وجاءت مواقف الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه على هامش افتتاح قمّة دول حلف شمال الأطلسي في العاصمة بوخارست حيث قال إن دول الحلف يجب أن تنتصر في حرب أفغانستان. وذكر بوش أن فرنسا ورومانيا سبق أن وافقتها على زيادة عدد قواتهما في أفغانستان، وطلب من سائر الدول القيام بخطوات مماثلة قائلا: طلبنا من دول أخرى في الحلف أن تزيد حجم قواتها.. إذا لم نهزم (الإرهابيين) في أفغانستان فسنواجههم على أرضنا. ضم رومانيا وأوكرانيا وقدم الرئيس الأمريكي دعمه الواضح لانضمام رومانيا وأوكرانيا إلى حلف الناتو وهي خطوة تنظر إليها روسيا بتحفظ شديد باعتبار أنها تجعل الحلف يتمدد على حدودها الغربية في الدول التي كانت تخضع لنفوذها في السابق إبان الحقبة السوفيتية. وعن نشر نظام الدرع الصاروخي قال: القدرات الدفاعية الصاروخية التي نطورها حالياً ليست موجهة ضد روسيا، كما أن حلف الأطلسي الجديد الذي نبنيه حالياً ليس موجهاً ضدها أيضاً. ومن المقرر أن يلتقي بوش بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين نهاية الأسبوع الجاري حيث سيتم توقيع اتفاقيات للتعاون المشترك في المجالات الأمنية والسياسية. وتسعى واشنطن إلى نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية في خطوة تجد معارضة قوية من موسكو التي ترى أن الحجج والمبررات التي تقدمها الولاياتالمتحدة لنشر تلك العناصر قرب الحدود الروسية غير مقنعة، مؤكدة أن التهديد الصاروخي الذي تشير إليه واشنطن في هذه المسألة غير موجود أصلا. واقترح الرئيس الروسي على نظيره الأمريكي استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان ومحطة الإنذار المبكر التي يجرى إنشاؤها في جنوبروسيا بشكل مشترك لأغراض منظومة الدفاع المضاد للصواريخ. كما اقترح على بوش خلال لقائهما في كينيبانكبورت في الثاني من يوليو 2007 إنشاء مركزين لتبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ في موسكو وبروكسل. وبعد انتظار طويل بعثت الولاياتالمتحدة بردود رسمية خطية على المقترحات الروسية وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها مخيبة للآمال. ملف أفغانستان وسيستأثر ملف أفغانستان أيضا بحصة كبيرة من هذه المحادثات الهامة، خصوصا فيما يتعلق بشأن عمليات الحلف الحالية هناك والمواجهات العنيفة مع حركة طالبان. وقد تعهدت كل من فرنسا وبولندا وجمهورية التشيك بإرسال المزيد من القوات، بيد أنه لا نية لألمانيا في الإذعان للمطالب الأمريكية بتعزيز القوات هناك. أفغانستان والاعتراضات هذا و يتمحور اعتراض بعض الدول التي لها قوات بجنوبأفغانستان مثل كندا حول ما إذا كانت هنالك دول مستعدة للموت داخل الحلف وأخرى غير مستعدة. وستناقش قمة بوخارست الأوضاع الجديدة في جمهورية كوسوفو التي استقلت في السابع عشر من شهر فبراير الماضي. بالإضافة إلى عملية توسيع الحلف المعتزمة شرقا، وإستراتيجياته بالنسبة للمستقبل. وقمة بوخارست التي تستمر يومين هي أيضا أول قمة للحلف يحضرها الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي، الذي يريد أن يزيد من ثقل بلاده داخل الناتو. كما أن القمة ستوفر لقادة الناتو الفرصة لمحاولة إذابة الجليد في العلاقات مع روسيا في عهد ميدفيديف، عقب سلسلة من المشاحنات شملت كوسوفو والخطط الأمريكية الخاصة بإقامة درع صاروخية في وسط أوروبا. ومن المتوقع أيضا أن يدعوهم الأمين العام للحلف دي هوب شيفر إلى البحث في تطوير إستراتيجية طويلة الأجل لحلف شمال الأطلسي، تستهدف التصدي لمخاوف الألفية الثالثة مثل هجمات الفضاء الإلكتروني وارتفاع درجة حرارة الأرض وأمن الطاقة والتهديدات النووية.