انتقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس تهديدات روسيا بتصويب صواريخها تجاه أهداف بأوروبا. وتأتي هذه الانتقادات مباشرة بعد تحذيرات وجهتها موسكو للحلف من مغبة تبني سياسة أحادية من شأنها زعزعة الاستقرار بالقارة الأوروبية. واعتبر أمين عام الناتو ياب دي هوب شيفر في ختام محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التهديد بتصويب الصواريخ على أهداف بأوروبا لا يتفق مع روح المشاركة بين موسكو والحلف. وقال شيفر إن ما بين روسيا وحلف شمال الأطلسي علاقة مشاركة وفي إطار المشاركة لا تكون هذه التصريحات المتعلقة بتصويب الصواريخ مناسبة ولا مكان لها في هذه المناقشة. كما نصح في هذا الإطار كافة الأطراف بخفض حدة التصريحات بشأن الخلافات بين روسيا والغرب حول قضايا من بينها الدفاع الصاروخي ومستقبل إقليم كوسوفو. وكان بوتين هدد في وقت سابق بأن بلاده ستعود إلى موقفها إبان الحرب الباردة من خلال تصويب صواريخها على مواقع في أوروبا إذا واصلت واشنطن مراميها لنشر الدرع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك. ويشكل المشروع الأمريكي لنشر الدرع شرق أوروبا محور توتر كبير مع روسيا.في حين تزعم واشنطن أنه سيوفر الحماية من هجمات إيرانية أو كورية شمالية محتملة على أوروبا بينما تصر موسكو على أنها هي الهدف الحقيقي لهذا الدرع. وأكدت روسيا على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف أن طابع تعاون بلاده مع الناتو يتوقف على نوعية إصلاح هذه المنظمة من قبيل تلبية متطلبات الرد على الأخطار والتحديات الجديدة. وقال لافروف إن المسائل المتعلقة بمعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية بأوروبا والدفاع الصاروخي تمس جوانب الأمن الأساسية ولهذا فإن من الضروري تسوية هذه القضايا بشكل يفرض تعامل كل طرف مع أمن الآخر بعناية. وكان لافروف قد أكد أن مواقف روسيا والناتو لا تزال غير متقاربة حول قضايا الدفاع الصاروخي ومعاهدة القوات التقليدية في أوروبا وكوسوفو. ويزور دي هوب شيفر موسكو بمناسبة الذكرى الخامسة لإنشاء مجلس روسيا والحلف الأطلسي والذكرى العاشرة للتوقيع على وثيقة العلاقات المتبادلة والتعاون والأمن بين روسيا الاتحادية والناتو. في سياق متصل أعلنت موسكو عن شروعها في إنتاج صواريخ إستراتيجية جديدة من طراز "توبول- أم". وأوضح النائب الأول لرئيس الوزراء أن الأمر يتعلق بنظامي "توبول- أم" المتحرك والثابت والمزود بأنواع مختلفة من الرؤوس الحربية إلى جانب نظام "إسكندر- أم". وكان سيرغي إيفانوف أعلن في يوليو 2006 أن الجيش سيمتلك بحلول عام 2015 تسعة وستين صاروخا إستراتيجيا متحركا جديدا من طراز "توبول-أم" و60 صاروخا بالستيا قصير المدى من طراز "إسكندر-أم". وفيما يتعلق بكوسوفو قال شيفر إنه ناشد بوتين السماح بالتصويت على مستقبل الإقليم في مجلس الأمن الدولي"في أقرب وقت ممكن". ويختلف الطرفان بشأن هذه القضية حيث يدعم الحلف مسودة خطة تقضي بمنح الإقليم استقلالا شبه تام، بينما تهدد موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) على هذه الخطة في مجلس الأمن. كما تشعر روسيا بالغضب من توسع الحلف في منطقة الاتحاد السوفياتي السابق، حيث بدأت جورجيا وأوكرانيا مؤخرا مساعيهما للانضمام للحلف.