في ختام قمته التي استضافتها مدينة لشبونه أمس, تبني حلف شمال الأطلنطي الناتو استراتيجية جديدة لعمله خلال السنوات العشر المقبلة في مقدمتها صفحة العداء مع روسيا ودعودتها إلي مشاركة استراتيجية حقيقية. كما أكد الحلف التزامه بامتلاك قدرات ردع نووية والاستعداد لمواجهة تهديدات القرن الحادي والعشرين وعلي رأسها الحروب الإلكترونية. وذكرت وكالة نوفوستي الروسية للانباء أن هذه الوثيقة الجديدة تنص علي أن الناتو لا يشكل أي خطر بالنسبة لروسيا, بل بالعكس يتطلع الحلف لإقامة مشاركة استراتيجية حقيقية معها, وينتظر من روسيا موقفا مماثلا. وأشارت الوثيقة إلي أن التعاون بين الناتو وروسيا يمثل أهمية استراتيجية لأنه يساعد علي تكوين فضاء مشترك للسلام والاستقرار والأمن. وأكدت الوثيقة أن أمن الناتو وأمن روسيا, رغم بقاء الخلافات بينهما في عدد من المسائل, مرتبطان ارتباطا لا ينفصم وأن التعاون الوثيق والبناء بينهما علي أساس متين من الثقة المتبادلة والشفافية والوضوح والقابلية للتنبؤ بكيفية تطوره سيخدم أمن الجانبين بصورة أفضل. وأعلن الناتو في وثيقته الاستراتيجية الجديدة عن رغبته في تفعيل المشاورات السياسية والتعاون العملي مع روسيا في تلك الميادين حيث تتلاقي مصالحهما, وعلي وجه الخصوص في الدفاع المضاد للصواريخ, ومكافحة الإرهاب والمخدرات والقرصنة, وتوطيد الأمن الدولي بمعناه الواسع, كما ويعتزم الحلف توظيف الإمكانات الكامنة في آلية مجلس روسيا الناتو علي أكمل وجه لتعميق الحوار والتفاعل بين الجانبين'. وأيد قادة الدول ال28 الاعضاء الناتو امس نقل قيادة محاربة حركة طالبان إلي القوات الأفغانية بحلول نهاية عام2014. وذكرت شبكة بي. بي. سي الاخبارية البريطانية ان قمة لشبونه شهدت توقيع مشاركة امنية طويلة المدي بين الرئيس الافغاني حامد كرزاي وحلف الناتو. وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو اندرس فوج راسموسن أن الرئيس الروسي دميتري ميديفيدف وافق علي الانضمام إلي نظام الدرع الدفاعي الصاروخي. ونقل تليفزيون بي. بي سيالبريطاني عن راسموسن قوله في مؤتمر صحفي عقده في لشبونة من سنبدأ العمل في أنظمة الدرع الدفاعي الصاروخي لحماية جنودنا في جميع أنحاء العالم, وبتبادل المعلومات بين الدول.. تلقينا العديد من التحذيرات بوجود تهديدات أمنية وسنتعاون من أجل القضاء علي هذه التهديدات الأمنية والتغلب علي هذه التحديات. وأضاف: إن روسيا ستدرك فيما بعد بلا أدني شك أن نظام الدفاع الصاروخي ليس موجها ضدها, وسينعم مواطنونا في أوروبا بأمن ليس له مثيل من قبل. وأعرب عن سعادته إزاء موافقة الرئيس الروسي علي الانضمام لنظام الدرع الدفاعي الصاروخي, وقال' اتفقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي علي التعاون من أجل تطوير وتنمية قدرات الدرع الدفاعي الصاروخي لحماية الأراضي الأوروبية ومواطنيها من أي هجمات صاروخية وسيتم ذلك لتغطية جميع دول الحلف وروسيا. في شأن آخر قال راسموسن إنه من غير المتوقع أن تقوم القوات الأجنبية بدور قتالي في أفغانستان بعد عام2014. في الوقت نفسه قال مسئول كبير بالادارة الأمريكية أمس إن الولاياتالمتحدة لم تتخذ قرارا بعد حول ما إذا كانت ستنهي عملياتها القتالية في أفغانستان بنهاية عام2014. وأضاف ردا علي سؤال بشأن ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تؤيد وجهة نظر أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بأنه يتوقع أن تنهي القوات الأجنبية مهمتها القتالية في افغانستان بنهاية عام2014 لم تتخذ الادارة الأمريكية هذا القرار بعد. وأشار المسئول إلي أن وقف العملية القتالية الأمريكية قرار يتخذه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة وإنه سينتظر لحين مراجعة مدي التقدم الذي أحرز في الحرب الأفغانية. فيما اعتبر مندوب روسيا الدائم لدي الناتو دميتري روجوزين العقيدة الإستراتيجية الجديدة التي تبناها زعماء ال28 دولة أعضاء الحلف, دليلا علي نية الحلف في أن يصبح' آلية أمن شاملة. وأشاد الرئيس الافغاني حامد كرازي الذي شارك في قمة لشبونه, بجهود الحلف وتضحية جنوده بأرواحهم في سبيل ارساء الأمن في أفغانستان, في وقت أعلن فيه الحلف أن قواته قتلت وأصابت7 مدنيين أفغان بطريق الخطأ. وفي انقرة رحب الرئيس التركي عبدالله جول بقرارات قمة لشبونة, قائلا إنها جاءت متفقة مع المطالب التركية.