أصبح من الواضح أن الهدف من إنشاء جامعة القاهرة الأهلية هو بناء صرح تعليمى متميز يواكب أحدث المعايير العالمية، ويوفر للشباب المصرى فرصًا تعليمية عالية الجودة فى بيئة محفزة للإبداع والابتكار. ويقينى راسخ بأن رئيس الجامعة، د. محمد سامى عبد الصادق، قد وضع نصب عينيه هدفًا واضحًا يتمثل فى تخريج كوادر مؤهلة قادرة على المساهمة الفعالة فى بناء مستقبل الوطن وتقدّمه، من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا وإعادة إنتاجها محليا فى مصر. وانطلاقًا من هذا التوجّه، كانت كلية العلوم، بقيادة عميدها د. أحمد عبده الشريف، سبّاقة فى ترجمة هذا الهدف إلى واقع ملموس، وذلك عبر قسم التقنية الحيوية الذى أطلق برنامج علوم العمليات الحيوية والمواد الحيوية، بموجب القرار الوزارى رقم 48 بتاريخ 5 يناير 2025. وقد جاء البرنامج متسقًا مع رؤية الجامعة ورؤية مصر 2030، إذ يهدف إلى نقل وتوطين التكنولوجيا الحيوية وإعادة إنتاجها محليًا. ويُعد هذا البرنامج من البرامج الواعدة التى نطمح إلى تعميمها فى الجامعات الأخرى، خاصة الجامعة الدولية، لما له من دور كبير فى توفير فرص عمل جديدة لخريجيه من خلال إعدادهم بالمهارات المطلوبة للتعامل مع تقنيات إنتاج وتصنيع اللقاحات، والكواشف الحيوية، والسيراميك البديل للعظام، والصمامات، والدعامات، والعديد من المنتجات الطبية والأدوية المستوردة. كما يشمل البرنامج مجالات حيوية أخرى، مثل التصنيع الحيوى، والمخمرات، والأسمدة، والمبيدات الحيوية، وأجهزة الاستشعار الحيوى، إضافة إلى تحسين السلالات النباتية والحيوانية، والاهتمام بالجينوم البشرى، والتشخيص المبكر للأمراض عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى والمعلوماتية الحيوية. كل هذه المجالات من شأنها أن تشجع رجال الأعمال والمستثمرين على التوسع فى بناء مصانع وشركات ذات صلة، مما يسهم فى تقليل الفاتورة الاستيرادية، ويدعم أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية، ويوفر فرص عمل واسعة للشباب. ولا يخفى على الكثيرين أن مصطلح «الجامعة الأهلية» أو «الجامعة الوطنية» ليس توصيفًا رسميًا، بل يُستخدم للدلالة على الكليات والجامعات التى تقدم برامج تعليمية متنوعة على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، وتُسهم بشكل ملحوظ فى البحث العلمى. وتُعرف الجامعات الوطنية بتميزها الأكاديمى والبحثى، وغالبًا ما تحظى بتصنيفات مرموقة على الصعيدين المحلى والدولى. ويُضرب بها المثل فى التنوع والجودة، مثل جامعات هارفارد، وستانفورد، وشيكاغو، التى تُعد نماذج للجامعات ذات التأثير الوطنى والعالمى. وتكمن الفروق الأساسية فى أن تمويل هذه الجامعات غير حكومى، مع ارتفاع هيكل الرسوم الدراسية غالبًا، لكن ذلك يقابله تنوع وجودة فى البرامج والمخرجات التى تدعم فى النهاية أهداف التنمية المستدامة. إن الأمل هو النور الذى يضىء دروبنا نحو المستقبل، وهو القوة الدافعة لتحقيق أحلامنا وتجاوز التحديات. فالإيمان بأن الغد سيكون أفضل، وأن الجهد لن يضيع سُدى، هو ما يجعلنا نواصل المسير بثقة. كل الأمنيات الطيبة لجامعة القاهرة الأهلية بمزيد من النجاح والازدهار، وخاصة لكلية العلوم، التى تحتفل بمرور 100 عام على إنشائها، ولقسم التقنية الحيوية، الذى أُنشئ مؤخرًا بموجب القرار الوزارى رقم 395 بتاريخ 7 فبراير 2022، فى تحقيق أهداف الدولة والجامعة من خلال برنامج علوم العمليات الحيوية والمواد الحيوية.