اتفق قادة المعارضة في موريتانيا على خطة مكثفة لتفعيل الاحتجاجات السياسية والنضالية الرامية إلى الإطاحة بنظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وإقامة ما تصفه بنظام ديمقراطي عادل، وهي الخطة التي تستخف بها الأغلبية الحاكمة. وبحسب ما صرح به قيادي معارض فإن "الخطة تشمل جملة من النشاطات التعبوية والسياسية التي ستبدأ انطلاقًا من الشهر الجاري وتحديدًا من الأيام القادمة، على أن تسير بشكل تصاعدي حتى تبلغ ذروتها في الشهرين القادمين تمهيدًا لإرغام رأس النظام على مغادرة السلطة". وقال أحد قادة منسقية المعارضة: "إن الخطة ستبدأ الأسبوع القادم بمسيرات متزامنة في جميع مقاطعات العاصمة نواكشوط ترفع شعار المطالبة برحيل النظام، وتزيد من وتيرة الضغط الشعبي المطالب برحيله". ويضيف أن تلك المسيرات سيعقبها مهرجان شعبي لشباب ونساء المعارضة يرفع ذات الشعارات، قبل أن يسافر قادة المنسقية نحو المناطق الشمالية من البلاد في نهاية الشهر الحالي لاستكمال التعبئة الشعبية التي بدأها القادة في بقية مدن ومقاطعات البلاد في الأسابيع الماضية من جهة، ولاستكشاف نقاط قوة المعارضة ومراكز تأثيرها في تلك الأقاليم الشمالية. وبالتوازي مع هذه النشاطات ستطلق المعارضة حراكًا شبابيًّا "مؤثرًا وضاغطًا" خلال الشهر الحالي بحسب ما يقوله هذا القيادي المعارض الذي فضل حجب هويته؛ وذلك "للمزيد من تسخين الأجواء وجعل النظام أمام واقع لا يستطيع الفكاك من ضغطه وتبعاته السياسية". وسيكون مايو القادم حاسمًا في حراك المعارضة الهادف إلى إسقاط النظام بحسب الخطة التي وضعتها منسقية المعارضة، حيث ستبدأ خلاله الاعتصامات العمالية والسياسية. ومن المنتظر بحسب ذات الخطة أن يدخل قادة المعارضة وأنصارهم في اعتصام مفتوح يوم الثاني من نفس الشهر، وهو الاعتصام الذي تريد المنسقية أن يستمر حتى يرحل النظام. على جانب آخر، تعتبر الأغلبية الحاكمة أن مساعي المعارضة لترحيل النظام هي "أضغاث أحلام"، و"ضرب من الخيال"، وترى أن ولد عبد العزيز ما زال يحظى بمستوى عال من التقدير والثقة داخل الأوساط الشعبية التي تقدر إنجازاته الكبيرة في مختلف المجالات. وقال محمد ولد ببانا - وهو برلماني من الأغلبية الحاكمة - في وقت سابق ل"الجزيرة. نت": "إن المعارضة تسعى لنقل الثورة إلى موريتانيا، ولكن عوامل ومسببات الثورة من قمع وتضييق على الحريات ونهب للثورات ومكوث طويل في الحكم وتراكم للمظالم وعجز عن مواجهة التحديات، لا توجد في موريتانيا"، على حد قوله. وفي نفس الإطار، التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس بقادة أحزاب الأغلبية الحاكمة وطلب منهم - بحسب وسائل إعلام محلية - النزول إلى الشارع والرد على دعايات المعارضة ومحاولاتها التنقيص من الإنجازات الكبيرة التي تحققت في ظل النظام الحالي.