كشفت صحيفة أمريكية أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش سمحت لإثيوبيا باستكمال مشتريات أسلحة سرية من كوريا الشمالية لمساعدتها في عملية غزو الصومال. وقال مسئولون أمريكيون – بحسب صحيفة نيويورك تايمز- إن الولاياتالمتحدة سمحت لإثيوبيا بتسلم أسلحة في يناير الماضي لدعمها في قتالها ضد قوات المحاكم الإسلامية في الصومال. وأشارت الصحيفة إلى ما ذكرته وكالات الاستخبارات الأمريكية في أواخر يناير بأنّ سفينة شحن إثيوبية كانت تحمل على الأرجح قطع غيار دبابات ومعدات عسكرية أخرى غادرت ميناء في كوريا الشمالية, في خرق واضح لقرار مجلس الأمن الصادر في 14 أكتوبر 2006 على خلفية التجارب النووية لبيونج يانج. وقالت الصحيفة إن قيمة الشحنة التي نقلتها السفينة كانت غير واضحة.مضيفة أنه عقب جدال قصير في واشنطن تقرر عدم عرقلة صفقة الأسلحة والضغط على إثيوبيا لعدم القيام بصفقات أخرى لشراء الأسلحة من كوريا الشمالية مستقبلاً. من جانبه قال سفير واشنطن السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون - الذي دفع بشدة لصدور قرار أممي بفرض العقوبات على كوريا الشمالية- إن الإثيوبيين كانوا مفيدين في الصومال ولكن كان يتعين على الولاياتالمتحدة أنْ تبلغ إثيوبيا بإعادة الأسلحة. وكانت الولاياتالمتحدة قد دعمت أمراء الحرب في الصومال ليكونوا واجهتها لمحاربة الجماعات الإسلامية التي تصفها بالمتشددة. ولكن هزيمة مليشيات أمراء الحرب أمام قوات المحاكم الإسلامية الصومالية منتصف العام الماضي دفعت الولاياتالمتحدة إلى تدعيم الغزو الإثيوبي للصومال نهاية العام الماضي؛ بذريعة حماية الحكومة الانتقالية. ونفّذت واشنطن في يناير الماضي, غارات جوية استهدفت مناطق بجنوب الصومال, زاعمةً أنّ عناصر من تنظيم القاعدة ومن وصفتهم ب"الإسلاميين المتشددين" لجأوا إلى هذه المنطقة عقب الغزو. وأدّى القصف الأمريكي لمقتل عشرات المدنيين. وقبل أيام قليلة, كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أنّ عملاء من الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قاموا باستجواب مشتبه بهم من 19 دولة معتقلين حاليًا في سجون سرية بإثيوبيا. ونقلت الوكالة عن تقارير لمنظمات حقوقية ومحامين ودبلوماسيين بأنّ مئات المعتقلين بينهم نساء وأطفال نُقلوا بشكل سري غير قانوني في الأشهر الأخيرة من كينيا والصومال إلى هذه السجون.