كشفت أحدث وثائق ويكيليكس من أرشيف الدبلوماسية الأمريكية السرى عن أن واشنطن عملت بشكل خفى لمنع وصول إمدادت أسلحة إيرانية وسورية إلى المنظمات الإرهابية المعادية لها فى الشرق الأوسط مثل حزب الله وحماس. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولاياتالمتحدة ضغطت علي حكومات عربية منها السودان وسوريا لحملها علي عدم التعاون مع تهريب الأسلحة إلي حركة حماس و حزب الله مستخدمة في حالات كثيرة معلومات استخبارات سرية قدمتها إسرائيل. وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلي أن برقيات لوزارة الخارجية الأمريكية تظهر أن واشنطن حذرت السودان في يناير 2009 من السماح بتسليم أسلحة إيرانية لم يكشف عنها كان من المتوقع تمريرها إلي حماس خلال حصار غزة. وذكرت الصحيفة أن السعودية والإمارات وسلطنة عمان وتشاد تم إبلاغها بالخطط الإيرانية المزعومة وتم تحذيرها من أن تسليم أي شحنات أسلحة سيمثل انتهاكا لقرارات الأممالمتحدة التي تحظر صادرات الأسلحة الإيرانية. وفي مارس 2009، هاجمت طائرات إسرائيلية قافلة يشتبه بأنها كانت تهرب أسلحة في السودان قبل ذلك بشهرين مما أودي بحياة أكثر من 30 شخصاً وذلك لمنع وصول أي أسلحة إلي حماس. وتسجل وثائق وزارة الخارجية الأمريكية أن الخرطوم اتهمت بعد ذلك واشنطن بشكل غير علني بشن هجومين جويين في شرق السودان أحدهما في يناير9002 أودي بحياة34 شخصا ودمر 17 مركبة, والآخر في20 من فبراير وقتل فيه 45 شخصاً ودمرت 14 مركبة. وقال رئيس الاستخبارات السودانية وجهاز الأمن, صلاح غوش, للدبلوماسيين الأمريكيين أن حكومته تشعر بالإحباط من دعم واشنطن لإسرائيل خلال حرب غزة, وأن تصرفات الولاياتالمتحدة سوف تكون كارثية من حيث زيادة دعم التطرف العنيف ودفع حماس للتحالف مع ايران. ووفقا للبرقيات, أعرب الدبلوماسيون الأمريكيون مرارا من أن طائرات الشحن الضخمة التي تديرها شركة الخطوط الجوية السودانية بدر كانت تنقل أسلحة من طهران إلي الخرطوم حيث تم شحنها إلي حماس في غزة. وأصر السودان علي أن الشحنة كانت معدات زراعية, لكن الولاياتالمتحدة طلبت من دول في المنطقة الامتناع عن منح حقوق التحليق لشركة الطيران. وعلي صعيد الاتصالات مع دمشق, أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مسئولا كبيرا في وزارة الخارجية الأمريكية أن حكومته لن ترسل أسلحة متطورة إلي حزب الله, ثم قدمت إدارة أوباما احتجاجا سريا تتهم سوريا بعدم القيام بما تعهدت به. ووفقا لمسئول في وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) تبلغ ترسانة حزب الله ما يصل الي 50 ألف من الصواريخ والقذائف, بما في ذلك ما بين 40 و50 من صواريخ فاتح, و110 قادرة علي الوصول إلي تل أبيب, و10 صواريخ سكود-دي. وهو ما يهدد بتحول أي صراع في المستقبل مع اسرائيل إلي حرب إقليمية واسعة النطاق. وقال مسئولون إسرائيليون إنه إذا اندلعت الحرب, فمن المفترض أن حزب الله سيحاول إطلاق 400 إلي 600 صاروخ في اليوم والحفاظ علي الهجمات لمدة لا تقل عن شهرين. وتضم المراسلات السرية الأمريكية صور المراقبة وعمليات تسليم الأموال وعقود البيع وشركات وهمية, وحسابات سرية وشركات شحن في جميع أنحاء العالم. وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتحاور مع سوريا قائلا إن جهود إدارة جورج بوش السابقة لعزل سوريا لم تفعل شيئا لفصلها عن إيران أو تشجيع جهود السلام في الشرق الأوسط, وفي فبراير الماضي, أعلن البيت الابيض أنه سيتم إرسال سفير جديد الي سوريا الأمريكية بعد انقطاع دام خمس سنوات. وخلال اجتماع في دمشق, أبدي وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية المخاوف الأمريكية حول تهريب الأسلحة إلي حزب الله, ورد الأسد أنه علي الرغم من أنه لا يمكن أن يكون شرطيا لإسرائيل, فإن سوريا لن ترسل أسلحة جديدة إلي حزب الله. وتكشف البرقيات عن طرق إدارة كوريا الشمالية لعمليات شحن الأسلحة في الشرق الأوسط من خلال توفير تكنولوجيا الصواريخ إلي إيران وسوريا ثم بدورها إلي حماس وحزب الله, وفقا لمسئولين في الاستخبارات الامريكية, وبرقية لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون توضح كيف تقوم كوريا الشمالية بالمعاملات من خلال شركة التعدين وشركة للتنمية, واعتمادها علي موردي الآلات والصلب من دول من بينها سويسرا واليابان والصين وتايوان, والمال من خلال مصارف صينية وفي هونج كونج للقيام ببيع أسلحة إلي بلدان أخري.كما أظهرت التسريبات أن الحكومة الأمريكية ضغطت علي رئيس لجنة الأممالمتحدة للمناخ لمنع تعيين عالم إيراني في منصب رئيسي, قائلة إن ذلك سيؤثر علي التمويل الأمريكي للجنة المناخ. وحاولت الولاياتالمتحدة أيضا التأثير علي حكومتي الأرجنتين والمانيا للحصول علي دعم ضد ترشيح جعفري. كما كشفت البرقيات عن أن حلف شمال الأطلنطي( الناتو) أعد خططا سرية للدفاع عن دول البلطيق في مواجهة أي تهديد روسي.واتخذ قرار إعداد خطط طارئة للجمهوريات السوفيتية السابقة استونيا ولاتفيا وليتوانيا سرا في وقت سابق من العام الحالي بناء علي طلب الولاياتالمتحدةوألمانيا في مقر الناتو لينهي بذلك سنوات من الانقسام داخل الحلف بشأن كيفية النظر إلي روسيا. وقالت إن واشنطن عرضت في محادثات موازية مع وارسو تعزيز الأمن البولندي ضد روسيا من خلال إرسال قوات بحرية خاصة لميناءي جدانسك وجدينيا ووضع طائرات مقاتلة من طراز إف -16 في بولندا ونقل طائرات نقل من طراز هيركيليز سي 130 إلي بولندا من قواعد أمريكية في ألمانيا بشكل دوري. وردا علي نشر أسماء مواقع حيوية للأمن القومي الأمريكي, قال وزير العدل الأمريكي إريك هولدر إن الإدارة الأمريكية تدرس استخدام قوانين إضافية علي قانون التجسس الأمريكي لمحاكمة محتملة تتعلق بتسريب المعلومات.وفي تطور آخر, اعتقلت الشرطة البريطانية جوليان أسانج, مؤسس موقع ويكيليكس الإلكتروني, الصادر بحقه مذكرة اعتقال من السويد علي خلفية اتهامه في قضية اعتداء جنسي.
