ذكرت مجلة "ورلد بوليسي جورنال " الأمريكية أن شركات التكنولوجيا الأمريكية والأوروبية ساهمت في صنع الطغاة العرب عبر التجسس علي أنشطة المعارضة وكوادرها السياسية وقالت المجلة أن الشركات الغربية ساعدت الحكام العرب الدكتاتوريين في التنصت علي الهواتف المحمولة وسمحت لحكومات تلك الدول ومن بينهم الرئيس السوري بشار الاسد بتسجيل جميع المكالمات ونسخ الرسائل النصية بل وتسجيل مكالماتهم كما سمحت لعملاء المخابرات بمراقبة تحركات كوادر ونشطاء المعارضة ورصدها عبر زرع شرائح علي خطوط هواتف المعارضين والثوار تتجدد يتم تحديثها تلقائيا بشكل سريع لايزيد عن 15 ثانية . وقالت المجلة أن عملاء المخابرات السورية يقومون بالتجسس علي أجهزة الكمبيوتر والمحمول للثوار عن بعد وبدون أن يشعر الثوار بهذه المراقبة والتجسس . ولفتت الى أن الصحفيين الأمريكي ماري كولفين والفرنسي ريمي اوكليك اللذين قتلا في هجوم تم رصد مكانهما عبر التجسس علي أجهزة المحمول وكشفت المخابرات اللبنانية أنها قامت بتسجيل خطة لمسئول في المخابرات السورية لإستهداف الصحفيين الغربيين والتجسس علي هواتفهم عبر أجهزة تكنولوجية قدمتها لهم الشركات الغربية وقالت المجلة أن جميع النظم القمعية بما فيها نظام بشار الأسد اعتمدت في ملاحقتها للمعارضة والثوار علي شركات تكنولوجية مثل "اريا سبا" وهي شركة ايطالية تعاقدت مع النظم العربية لاقامة مراكز تجسس ومراقبة وتم سحب تلك الأجهزة بعد فضح وكالة برومبرج الاخبارية وبعد احتجاجات في مقر الشركة الايطالية كما كشفت واعترفت شركة بلوكوت سيستم الأمريكية عن أنها أعادت بيع معدات لمراقبة شبكات الانترنت للحكومة السورية وقالت المجلة أن الشركات الغربية قدمت تسهيلات تجارية مثل خصومات في أسعار أجهزتها للحكومة التونسية قبيل ثورة الياسمين حيث كانت لديها رغبة كبيرة لمعرفة مدي فعالية أجهزتها في المراقبة والتجسس عبر اختراق أجهزة الكمبيوتر والمحمول .واشارت إلي ماذكره رئيس هيئة الانترنت التابعة ىللحكومة التونسية عقب الثورة من أنه لديه مجموعة كبيرة من الخبراء الدوليين وقال وهو يلقي نظرة علي أجهزة التجسس أن علي الصينيين أن يأتوا إلينا ليتعلموا من تونس كيفية التجسس علي المواطنيين . وفي البحرين تم التحقيق مع العشرات من نشطاء المعارضة من قبل ضباط الأمن بعد اعتقال هؤلاء النشطاء بعد التجسس علي هواتفهم المحمولة وتسجيل جميع رسائلهم النصية . وكشفت المجلة أن الحكومة البحرينية قامت بشراء تلك الأجهزة من شركة تروفيكور الالمانية إحدي الفروع السابقة لنوكيا سينمس والذي كشف المتحدث باسمها في وقت سابق بيع تلك الأجهزة للمنامة. وأشارت المجلة إلي قيام القذافي بالتجسس خلال الثورة الليبية علي مراسل الجزيرة خالد مهيري عبر التجسس علي صفحتيه علي الفيس بوك وتويتر من خلال أجهزة تكنولوجية لشركة أميسيس فرنسية . وأشارت إلي أن رئيس المخابرات الليبية قام بالتحقيق مع المهيري وتم تهديه باغتياله وعقب الثورة تم الكشف عن ملف مراقبة مراسل الجزيرة في وثائق المخابرات الليبية بطرابلس التي ضمت ملفات لصحفيين واعلاميين من دول أخري . وقالت المجلة أن حجم صناعة التجسس والمراقبة التكنولوجية تقدر ب5 مليارات جنيه سنويا وأن رجال الأعمال يحققون ثروات ضخمة من عمليات قمع المعارضة عبر التصنت عليهم باستخدام تكنولوجيا متقدمة ورفض جيري لوكاس رئيس شركة تيليستراتيجي التكنولوجية الكشف لصحيفة الجارديان عن شراء دول ذات نظم قمعية مثل زيمبابوي وكوريا الشمالية موضحا أنه ليس من وظيفته تحديد الدول السيئة من الجيدة وقال:" أننا رجال أعمال نركز علي الارباح عبر بيع الاجهزة وليس سياسيون نقيم افعال وتصرفات الحكومات " .