قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية, اليوم الثلاثاء, أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نيتانيا قد توصلا إلى وجهات نظر متقاربة بشأن برنامج إيران النووي, وكيفية إجبارها على ترك طموحاتها النووية. وذكرت الصحيفة الأمريكية - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الالكتروني- إلى أن الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني يبدو أنهما نجحا فى تقريب وجهات النظر المتباينة بينهما حول كيفية القضاء على الطموح النووي الإيراني، وذلك خلال المحادثات التي أجرياها أمس الإثنين في البيت الأبيض. ولفتت إلى وصف أوباما قضية البرنامج النووي الإيراني بكونها تهدد أمن الولاياتالمتحدة وليست مجرد تهديد لأمن الكيان الصهيوني، وتأكيده على حق الكيان الصهيوني في تحمل المسئولية الكاملة عن أمنها القومي.. معتبرة أن تلك التصريحات كشفت الستار عن أن الفجوات القائمة بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني بشأن كيفية التصدي للتهديد الإيراني ليست شاسعة كما يتصور الصهيونيون. ونقلت الصحيفة عن خبير العلاقات (الأمريكية -الصهيونية) بمعهد واشنطن للدراسات السياسية دافيد ماكوفسكي قوله "إن تصريحات الرئيس أوباما الأخيرة أكدت تقارب وجهات النظر التي كانت متابينة من قبل بين واشنطن وتل أبيب". وأوضح ماكوفسكي أن التلميحات بحدوث اتفاق بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني تجلت في تصريحات كل من أوباما ونتنياهو فى مستهل لقائهما بالبيت الأبيض، وكذلك من خلال تصريحات المسؤولين الذين شاركوا في سلسلة من الاجتماعات الرفيعة المستوي بين البلدين والتي سبقت اجتماع أوبام ونتنياهو ، وأيضا خلال مؤتمر لجنة الشئون العامة الامريكية -الصهيونية المنعقدة حاليا في واشنطن. وذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن ماكوفسكي أشار إلى تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني تفضلان حل هذا الأمر بشكل دبلوماسي، ولكن على الزعماء الإيرانيين ألا يشكوا لحظة في عزم الولاياتالمتحدة، أو حق الكيان الصهيوني في اتخاذ قراراتها فيما يتعلق بما هو مطلوب منهم للوفاء باحتياجاتهم الأمنية. ورأت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الأمريكي "أطربت أذن نيتانياهو" الذي تيقن من أنه بإمكان الكيان الصهيوني فى نهاية المطاف مهاجمة إيران لحماية نفسها من تهديد البرنامج النووى الإيرانى المثير للجدل، فضلا عن كشف تلك التصريحات عن تلاقي رغبات الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني الملحة فى منع إيران من إمتلاك سلاح نووى. ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم "إن تضييق الفجوة فى وجهات النظر بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل بين واشنطن وتل أبيب ، لا يعني أن جميع الخلافات تم حلها في إشارة إلى وصف نيتانياهو بأن الحلول الدبلوماسية التى دعا إليها الرئيس الأمريكي مع إيران بأنها "فخ" سوف تستخدمه طهران لشغل القوى العالمية عن برنامجها النووى في حين أنها تواصل العمل على تخصيب اليورانيوم. واعتبرت الصحيفة الأمريكية فى ختام تحليلها الإخباري أن أكثر الخلافات التى تزال قائمة بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني هو عدم الاتفاق على الجدول الزمني للتدخل العسكري المحتمل ضد إيران ، على الرغم من إتفاقهما على منع طهران من إنتاج سلاح نووى. وأشارت إلى أن ذلك الجدول الزمني يرتكز على "الخطوط الحمراء" المختلفة لكل من واشنطن والكيان الصهيوني فى سياستيهما تجاه إيران.