فى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر 2011 قامت الشرطة العسكرية الكافئ الموضوعى للشرطة المدنية الهاربة بمهاجمة المعتصمين العزل بشارع مجلس الشعب، واحتلت أسطح مجلسى الشعب والوزراء وضمت إليها البلاطجة، وقاموا بتكسير السراميك والبلاط بطريقة زاوية حادة وقذفوا به المعتصمين بالإضافة إلى استخدام الرصاص الحى والخرطوش وقتلوا طفلا عمره لايزيد عن عشر سنوات، وأصيب حتى تلك اللحظات ما لايقل عن 100 معتصم مصرى. والسؤال ماذا يريد مجلس مبارك المدعو بالمجلس العسكرى من مهاجمة المعتصمين العزل؟ ودعك عن السلوك العدوانى لمجلس مهمته حماية الشعب وإذا به يصدر أوامره لجنود الشرطة العسكرية بقتل المعتصمين كما تقتل قوات الاحتلال الصهيونى الفلسطينين العزل فى فلسطين، ويبقى السؤال ماذا يريد المجلس الصهيونى الحاكم مصر من هذه التصرفات؟ الإجابة واضحة إنه يريد جر البلاد إلى صدام بين الجيش والشعب، يتدخل على أثره حلف الناتو أو القوات الدولية بزعامة أمريكا كماحدث فى ليبيا والعراق، وتدك الأحلاف مصر وتخربها ويهرب أعضاء المجلس الصهيونى الخونة واللصوص من البلاد وتغرق البلاد فى حرب أهلية، وفى النهاية يتربع أعوان الخونة على سدة الحكم كما نراه حادثا فى العراق وخلافه. والحل يبدو فى طريقين الأول استمرار الثورة من قبل المؤمنين بها وليس من قبل من باعوها بسوء نتية أو بحسن نية بانتخابات عقيمة سلفا، الاول الإصرار على عزل المجلس العسكرى الصهيونى كاملا، والثانى عزل كيبرهم العجوز طنطاوى كبير حراس الخائن مبارك المخلوع، على أن، يكون بداية الغيث قطرة ويتم عزلهم فردا فردا. وهناك طريق فرعى لكنه مهم وهو رفض أحرار القوات المسلحة لقيادتهم الصهيونية التى تقتل أهلهم من الشعب المصرى، والقيام بثورة عليهم وعزلهم والانضمام إلى الشعب المصرى، ولايحق لمن يحصل على راتبه من الشعب أن يقتل شعبه. تبقى ملاحظة هامة أن أحرارا يموتون وانتهازيون يبحثون عن مغانم، ويتحدثون عن شرعية فوق أشلاء شهدائهم، وعلى من يتحدث عن الجاهزية والشرعية أن يتذكر أن هؤلاء الشهداء هم الذين حرروهم من أسر وفكوهم من حظر وأمنوهم من خوف. وأظن أنه عندما تتسع رقعة الثورة سينضم إليها الانتهازيون ويباهون بعددهم وأنهم هم الذين أنقذوا الثورة، ويشكلون ائتلافات أخرى يرأسها المنافقين ومن فاخروا بأن لهم شرف العمالة مع مجلس مبارك الصهيونى. منذ تظاهرة 8 يوليو 2011 سقطت نظرية الكم مقابل نظرية العزيمة والإصرار، انسحب الانتهازيون، وانتصرت القلة المرابضة فى ميدان التحرير وأجبرت المجلس الصهيونى على التغيير الوزارى الثانى برئاسة تعيس الحظ د. شرف. تذكروا أن مجلس مبارك الصهيونى يتسلى بقتل شبابنا على فترات ليست متباعدة، وهذه طبيعة العملاء والخونة عندما يحكمون بلدا لاتربطهم به صلة سوى قطع حبلهم السرى فيه، ومابين الهجمة والهجمة هجمة أخرى، ما قبل آخرها كان 19/11/2011 ومانحن بصددها بدأت يوم 16/12/2011.. أى هجمتان فى أقل من شهر، والبقية آتية لامحالة من عملاء وخونة. قاعدة عامة لايؤتمن على حماية الوطن من ينتهك عرضه، ومن يأمر بعمل كشف عذرية لمواطنيه من الحرائر المصريات يكون ديوثا والديوث هو الذى لايغار على عرضه. وبالمناسبة أين من يدعون الإسلام وأن مرجعيتهم الإسلام من قتل الشعب المصرى ومن هتك عرض فتياته، هل ينطبق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لايدخل الجنة ديوث، قالوا وما الديوث يارسول الله، قال الذى لايغار على عرضه". أظن أن التاريخ لن يرحم انتهازيى البرلمان ولا المجلس الاستشارى. من يبحث عن مغنم على حساب الشهداء ليس من الشعب المصرى ولو ادعى أن إيمانه يعادل إيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. كفاكم عبثا يا من تدعون الحكمة والعقل، ولايمكن لديمقراطية أن تقوم فى ثورة لم يزل ثوارها فوق الأرض يناضلون ويموتون.. ليست ديمقراطية.. إنها الانتهازية فى أسوأ معانيها.